Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا يجري في رفح المصرية؟ سؤال شعبي بإجابات مرتبكة

تقارير غربية تتحدث عن إقامة "منطقة عازلة" في سيناء لاستقبال الفلسطينيين ورواية الإعلام الرسمي متضاربة والمصريون يترقبون

سياج حدودي بين رفح ومصر وسط مخاوف من نزوح الفلسطينيين إلى سيناء (رويترز) 

ملخص

ماذا يجري في رفح المصرية؟ السؤال الأكثر تردداً في الشارع المصري هذه الأيام وإجابته صعبة وملتبسة وبالغة التراوح

المصريون يسألون، يتناقشون، يتجادلون وبين الحين والآخر يبحثون. لكن عمليات البحث مضنية. ونتائجها مهلكة، إن لم يكن بفعل الجهد المطلوب والوعي المرغوب فتحت وطأة تضارب النتائج وتناقض الإجابات.

الإجابة عن السؤال الأكثر تردداً في الشارع المصري هذه الأيام صعبة وملتبسة وبالغة التراوح بين "نعم، بكل تأكيد"، و"لا، مما لا يدع مجالاً للشك". ماذا يجري في رفح المصرية؟ يسأل البعض على سبيل الاستفسار من القلق، ويطرحه البعض الآخر من باب التلميح بأن شيئاً ما غامضاً يحدث، أو من باب "التلقيح" بأن ما يحدث على بعد بضعة كيلومترات منهم يتأرجح على مدى الساعة بين تقارير غربية تؤكد، وأخرى مصرية تنفي، وثالثة عربية بين بينين، ورابعة إقليمية ودولية تزرع الشك تارة واليقين تارة، والغموض دائماً.

غموض الأحداث

دائماً يكتنف الغموض جوانب من الأحداث الكبرى والحوادث الفادحة. الحدث الأكبر ألا وهو حرب القطاع معروف للجميع، وما يصحبه من حوادث فادحة يبث كثير منها، سواء على الهواء مباشرة، أو عقب وقوعها على مئات الشاشات التلفزيونية، وكثيرة من المتصلة بالإنترنت عبر منصات وتطبيقات رقمية مختلفة.

لكن، ما سينجم عن حرب القطاع المندلعة منذ اليوم التالي للعملية التي نفذتها حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من نتائج وآثار لا على غزة وأهلها فقط، بل على دول المنطقة لا سيما دول الجوار يظل إما قيد الشد والجذب بين إسرائيل وبقية الأطراف، أو حبيس غرف الاجتماعات والمفاوضات المغلقة على كبار المسؤولين والضالعين في ما يجري.

وما ينتج من حدث الحرب من حوادث متفرقة، وفي القلب منها مصير أهل غزة الذين نزح معظمهم من الشمال صوب الجنوب هرباً من الموت الناجم عن الغارات الجوية، والاجتياح البري والقصف الإسرائيلي المستمر منذ أربعة أشهر، فإنه يعاني ضبابية وغموضاً وتشوشاً والتباساً، مما يفاقم من حيرة المصريين واستمراراهم في طرح أسئلة من دون إجابات، والاعتماد على افتراضات لا تأكيدات.

في القلب من العملية

المؤكد أن فكرة النزوح تحت وطأة القصف والتدمير كانت في القلب من عملية "طوفان الأقصى"، لكنها ظلت حبيسة القلوب لدى البعض ممن تملكتهم صدمة العملية وما تبعها من حرب، وبقيت أسيرة العقول لدى البعض الآخر ممن باغتتهم فداحة الأحداث وقسوة القتل وشراسة القتال فعجزوا عن التخطيط لمرحلة التهجير أو النزوح أو اللجوء.

لكن، التهجير والنزوح واللجوء، بعيداً من رومانسيات القضية ونوستالجيا العودة وأمنيات التحرير وإقامة الدولة، ظلت هاجساً لدى فريق ثالث استحى على مدى الأشهر الماضية من حرب القطاع من طرح الأسئلة والتعبير عن القلق الشديد مما ستؤول إليه الأوضاع في الشريط الحدودي بعدما تستكمل إسرائيل ضغطها المنظم من الشمال على الجنوب، ويجد أهل غزة المكتظون أنفسهم مسحوقين بين لهيب الحرب ونيران النزوح.

المصدومون والمنتظرون والحالمون والمتخوفون يجدون أنفسهم اليوم في موقف صعب، حيث الأسئلة تفوق الإجابات، والإجابات إن وجدت غارقة في استقطاب دولي، أو انحياز عالمي، أو غموض وضبابية معلوماتية غير مسبوقة.

سيناريوهات التهجير

سبق وطرحت وسائل إعلام العالم، غرباً وشرقاً وعربياً وعالمياً، سيناريوهات التهجير، لا في حرب القطاع الدائرة رحاها حالياً فقط، لكن مع كل اندلاع لشرارة مواجهة بين "حماس" وإسرائيل، أو شن عملية إسرائيلية في القطاع رداً على صواريخ "حماس" أو عملية "مقاومة" هنا أو هناك، في قطاع غزة دائم الالتهاب.

المشاعر المصرية ملتهبة هذه الأيام، وكأن الأزمة الاقتصادية الطاحنة لا تكفي، فقد تكالبت على ملايين المصريين أخبار الحرب منذ بدايتها، فتعاطفوا مع جيرانهم، وتبرعوا من أجل أطفالهم، ورفعوا أياديهم إلى السماء من أجل غوثهم، وقاطعوا ما قيل لهم إنه يسهم في دعم المعتدي. وظلوا على هذه الحال حتى بعدما بدأت مرحلة تشابك الأنباء، وتناقض الأخبار، وتناثر القيل، وتبعثر القال، وغموض الوضع الذي بات على بعد كيلومترات منهم، تحديداً عند المعبر والشريط الحدودي الفاصل بينهم وبين "الأشقاء" في غزة والحرب الدائرة رحاها هناك.

تناقض الأخبار وغموضها بين "هبد" غربي و"رزع" إقليمي و"صيد" إسرائيلي في مياه الأخبار العكرة فاقم من حدة التهاب المشاعر والترقب الشعبي. اعتاد المصريون التراشق بالأخبار منذ عقود، لا سيما في أوقات الحروب والأزمات والثورات. لكن هذه المرة التراشق وقعه مختلف، لا سيما أن الساحة الإعلامية التقليدية لا تشفي غليل المنقبين عن الحقائق والباحثين عن الأخبار الموثقة.

على جانبي رفح

الأخبار الجاري تداولها على المنصات الإعلامية التقليدية الغربية وجانب من الإقليمية تدق بشدة على ما تقول إنه يدور على جانبي رفح الفلسطينية والمصرية. الأقمار الاصطناعية سيدة الموقف، وعناوين الصحف والمواقع الغربية ذائعة الصيت مهيمنة على الجميع، والهرولة صوب المصادر المصرية بحثاً عن الصدقية صارت نشاطاً يومياً، والعودة ركضاً صوب المصادر الرسمية الإسرائيلية لاستخلاص ما يمكن استخلاصه مما يقوله "العدو" ينهك الكل. أما الـ"سوشيال ميديا" فتصيب القاصي قبل الداني بصداع رهيب وطنين بغيض.

أبغض ما في المشهد هو الشعور الشعبي بالارتباك. إنه ارتباك نفسي ناجم عن تناقض الموافق الفردية. سمير جمعة (50 سنة) موظف أمن بأحد النوادي الرياضية يقول إنه يشعر بدوار مستمر بسبب ما يسمع عما يجري عند الشريط الحدودي مع غزة.

يحكي جمعة "يخبرني زملائي صباحاً بأن تقارير غربية تتحدث عن صور أقمار اصطناعية ترصد أعمال بناء على طول الحدود المصرية مع غزة، وذلك بغرض إيواء اللاجئين الفلسطينيين، فأشعر بالغضب الشديد والخوف على سيناء. وفي منتصف النهار، أقرأ على الـ(سوشيال ميديا) أن على مصر أن تفتح الحدود لاستقبال أهل غزة من دون تدقيق أو تنظيم، فيزيد خوفي وقلقي. وفي المساء، أتابع أخبار النفي والتكذيب لكل ما قيل طوال اليوم على شاشات التلفزيون المصرية، فأهدأ قليلاً. وأعاود متابعة السوشيال ميديا، فأجد كماً مذهلاً من التغريدات والفيديوهات التي ينتقد صانعوها من جنسيات مختلفة موقف مصر ودورها وما يقوم به أهلها، فيعاودني الغضب مجدداً، وأبحث عن حقيقة ما يقال، وهكذا".

دوائر إعلامية

هكذا يدور كثر في دوائر إعلامية مفرغة تصيب بالدوار منذ بدأت تقارير صحافية تتواتر عما يجري وصفه بأنه "أعمال بناء واسعة النطاق على طول الحدود المصرية مع غزة"، ثم يخضع لتحليل مفاده أنه ضمن استعدادات مصرية لإيواء الفلسطينيين من غزة حال اجتاحت إسرائيل رفح الفلسطينية.

في هذه التقارير، يجري سبغ القادمين المتوقعين مرة بصفة "النازحين"، وأخرى وصفهم بـ"الهاربين"، وثالثة باعتبارهم "لاجئين". وعلى رغم أن التسميات الثلاثة مختلفة، فإن جميعها يصيب المصريين بخليط من القلق وتضارب المشاعر بين التعاطف مع هؤلاء والخوف على مصير سيناء.

سيناء أصبحت إحدى أكثر الكلمات التي يبحث عنها المصريون على الإنترنت، لا سعياً إلى معرفة مزيد عن تاريخ شبه الجزيرة المصرية الاستراتيجية، لكن للتنقيب عن أخبار أو أنباء أو تقارير حديثة عما يجري هناك، تحديداً في شمال سيناء، حيث الحدود مع غزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ربما لا يعرف البعض اسم الصحيفة الأميركية الشهيرة "وول ستريت جورنال"، لكن ما يهم أنها الصحيفة التي تتكرر الإشارة إلى تقريرها الذي نشر قبل ساعات عن أن "مصر تبني جداراً مسوراً على الحدود مع اقتراب الهجوم الإسرائيلي".

التقرير يجري تشارك ترجماته، وتناقل محتوياته، وبعضها بتصرف المتصرفين وبإضافات المسيسين، حيث "مصر تبني منطقة عازلة على مساحة 20 كيلومتراً مربعاً قرب الحدود مع غزة، مع قول مسؤولين مصريين، بحسب التقرير، إن المنطقة الجاري بناؤها يمكن أن تستوعب أكثر من 100 ألف شخص، وإن عملية البناء تتزامن ومخاوف من أن يؤدي توغل إسرائيل في رفح إلى تدفق اللاجئين من غزة".

يبدو الحديث عن تقرير لـ"وول ستريت جورنال" في الشوارع والحارات المصرية أمراً غريباً، لكن الأغرب هو تناول تحليلات ومعالجات الـ"سوشيال ميديا" للتقرير في المقاهي الشعبية، وعلى محطات باصات النقل العام. وهنا يبزغ دور الاجتهاد العنكبوتي المتعدد الأضرار والمتشعب الآثار، وكذلك ظاهرة التسييس ولي الحقائق لصالح جماعات أو كيانات أو أفراد، تفتئت لا على التقارير الغربية فقط، بل على شح المعلومات والأخبار والتقارير المصرية المنشأ في هذا الملف أيضاً.

حسابات وصفحات ومحطات تابعة أو محسوبة أو متعاطفة مع جماعة الإخوان المسلمين اعتبرت مثل هذه التقارير فرصة سانحة للدق على أوتار السياسة المصرية التي تنتقدها بشدة، مع توجيه اتهامات ما أنزل الله بها من سلطان لمصر قيادة وشعباً مستقاة من ينبوع "تقصير مصر في القضية الفلسطينية، لأنها لم تلق بإسرائيل في البحر بعد" المتجدد.

طوفان عنكبوتي

وفي خضم الطوفان العنكبوتي، الذي يتناول التقرير والصور المنسوبة للأقمار الاصطناعية للشريط الحدودي، تفجرت فيديوهات وتغريدات وتدوينات المحللين الهواة والمعلقين الذين هجروا عوالم الطبخ والموضة وأخبار الفنانات لصالح التحليل الاستراتيجي و"الهبد" العسكري و"الرزع" السياسي. هذا التفجر يلقى رواجاً بين قطاع من المصريين الباحثين عن "إبرة" حقيقة ما يجري في رفح في كومة قش التقارير الغربية والاجتهادات الإقليمية والاكتفاء بالتعليق أو النفي أو الشجب المحلي.

محلياً، تواتر النفي لما ورد في التقرير المتناقل. المصريون صاروا يتتبعون ويتابعون ما يصدر عن رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، سواء عبر المؤتمرات الصحافية أو مداخلاته التلفزيونية أو برنامجه التلفزيوني الذي يقدمه على إحدى القنوات المصرية.

تجد المصريين يتناقلون ما يقوله رشوان "بعض وسائل الإعلام بدأت تنشر أشياء غريبة، وتزعم أن هناك صور أقمار اصطناعية ترصد حركة بناء ومعدات في منطقة على الحدود"، "هناك منطقة عازلة قائمة بالفعل على مساحة خمسة كيلومترات من الحدود وسور حدودي عازل بارتفاع ستة أمتار فوق الأرض ومثلها في الأسفل"، "هذه التقارير (في الصحافة الأميركية) قالت روايتين مختلفتين: الأولى أن مصر تجهز وحدات سكنية للإخوة الفلسطينيين، والثانية أن مصر تبني سوراً عازلاً"، "مصر موقفها واضح ولن يتغير ولا قبول لتهجير الفلسطينيين. والرئيس السيسي كان واضحاً منذ البداية في هذا مما يمثل خطراً على الأمن القومي، وسيؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية".

حالة الالتباس كبيرة

حالة الالتباس كبيرة، التقارير ملتبسة بالفعل كما ذكر رشوان. فإذا كانت مصر تستعد لاستقبال نازحين فلسطينيين، فلماذا تبني جداراً عازلاً؟ وردود فعل الـ"سوشيال ميديا" أكثر التباساً، حيث محتوى يسب ويلعن "عدم استقبال مصر للاجئين فلسطينيين"، وآخر يشتم وينتقد "استعداد مصر لاستقبال لاجئين فلسطينيين"، وثالث يصيح ويصرخ غضباً من أن "أهل غزة لا يريدون مساعدات طبية وغذائية وإيوائية عبر الشاحنات، لكن يحتاجون إلى حل للقضية"، ورابع يؤنب ويوبخ المصريين، مطالبين إياهم "بالثورة على قيادتهم"، و"قيادة الطريق لتحرير فلسطين"، والمحتوى لا ينضب أو يفتر أو يفتقد المشاهدة.

يشاهد المصريون قنوات تلفزيونية ومحتوى منصات عنكبوتية، ويطالعون بعضاً مما يرد في المواقع الخبرية، ويعتمدون كثيراً على ما يجري تناوله وتناقله بين الأصدقاء والأقارب والأهل والجيران.

مقدار الحقيقة

مقدار الحقيقة في بحر التقارير المنسوبة إلى مصادر مجهلة والاجتهادات السائدة غير معلوم، ونسبة الأخبار المؤكدة مقارنة بالكاذبة أو المضللة أو غير الدقيقة غير معروفة، وتعدد المصادر الخبرية مع صعوبة التأكد من صدقيتها، والمنافسة الشرسة بين الإعلام التقليدي المؤسسي من جهة والجديد الفردي الاجتهادي من جهة أخرى، أمور يعانيها جمهور المتلقين بصورة عامة.

لكن في وقت الأزمات، تتضاعف المعاناة إذ تصبح عملية الوصول إلى المعلومة والتيقن من الحقيقة أموراً بالغة الصعوبة. وهي صعوبة يفاقمها شح المتاح في الإعلام الوطني، وما يصفه البعض بـ"التضييق" أو "الغربلة"، حفاظاً على الأمن القومي، ولعدم نشر البلبلة أو القلق دون داع.

لكن الملاحظ في ضوء نبض الشارع المصري الحالي هو أن الغالبية تتوق إلى الحقيقة، وأن التضارب في بعض الأنباء، والتشابك في تحليل الأسباب، والتناقض في المعطيات تؤدي إلى لغط في أوساط المصريين، لا سيما في وقت تتصارع فيه أزمتان، أزمة الاقتصاد وأزمة حرب القطاع على اهتماماتهم، من دون أن تفلح الأولى في دفع الأخيرة في اتجاه الهامش.

على هامش مشاركة وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر ميونيخ للأمن، نفى لهيئة الإذاعة البريطانية قبل ساعات قيام مصر باتخاذ خطوات لإقامة منطقة عازلة، أو معسكرات لنازحين على حدودها مع قطاع غزة.

ووصف شكري الأعمال الإنشائية الجارية على الجانب المصري من الحدود مع غزة بأنها "عملية صيانة لاستحكامات وتحصينات موجودة في المنطقة منذ أعوام، لكن جرى تعزيزها في السنوات الثلاث الماضية، وذلك ضمن جهود القضاء على منظومة الأنفاق التي استخدمت لدعم المنظمات الإرهابية الناشطة على الأراضي المصرية".

وكان محافظ شمال سيناء محمد عبدالفضيل شوشة، التي تقع رفح المصرية ضمن حدودها قد سبقه كذلك بنفي مسألة المنطقة الأمنية العازلة واستقبال لاجئين فلسطينيين، مشيراً إلى أن ما يجري في شرق سيناء، تحديداً رفح، هو حصر البيوت التي تعرضت للهدم خلال حرب مصر على الإرهاب لتقديم التعويضات لأصحابها، وكذلك إزالة ركام المباني التي تهدمت خلال العمليات العسكرية للقضاء على الإرهاب في شمال سيناء.

يتلقف المصريون كل ما يتعلق بسيناء وحرب القطاع ورفحين الفلسطينية والمصرية بنهم ولهفة لأسباب مختلفة، وكل بحسب توجهاته ورؤيته للصراع الدائر. لكن الجميع ينتابه شعور بأن هناك حاجة إلى نسج صورة أكثر وضوحاً، ورسم مشهد أكثر دقة لما يجري، مع ربط كل ما يتم التصريح به أو نشره أو بثه لتسهيل الفهم وإزالة اللبس.

في زمن الأزمات

أستاذة الإعلام هويدا مصطفى أكدت في ورقة عنوانها "دور الإعلام قبل وأثناء وبعد الأزمات والصراعات المسلحة" (2018) إلى أن أهمية الاتصال والإعلام في أوقات الأزمات، مشيرة إلى أن المراحل الخمس في دورة حياة الأزمة والحاجة إلى خطاب إعلامي للجماهير يناسب كل مرحلة. فمن مرحلة إشارات الإنذار المبكر التي تنبئ باحتمال نشوب أزمة، إلى مرحلة الاستعداد والوقاية، ورسم سيناريوهات المواجهة، إلى مرحلة حدوث الأزمة واحتواء الأضرار، ومنها إلى إعداد وتنفيذ برامج استعادة النشاط والصورة الذهنية الإيجابية، وأخيراً رصد وتقييم الدروس المستفادة.

تقول مصطفى عن دور الإعلام والاتصال، إنه يكمن في ثلاثة مبادئ رئيسة: إدارة القضايا التي تثيرها الأزمة، والتخطيط لمنعها، والإنجاز والعمل من أجل انحسارها. وتتطرق إلى مرحلة نشر المعلومات والحقائق والبيانات مع بدء ظهور الأزمة، وتفسير المعلومات وتحليل عناصرها.وتشدد أستاذة الإعلام على أهمية إمداد الرأي العام بالحقائق التفصيلية، والاهتمام بالتصريحات الرسمية والسياسية التي تساعد على تشكيل اتجاهات الرأي العام، وسرعة نشر الحقائق التي تضمن مواجهة الإشاعات التي تنشط في أوقات الأزمات، وفورية نقل الحدث من موقعه، والاهتمام بالمادة الموثقة المصاحبة للتغطية التلفزيونية وتفسير الأسباب والأبعاد، والبعد من مبدأ حجب المعلومات أو إخفائها، بحيث تكون وسائل الإعلام هي الرابطة بين صانعي القرار والمسؤولين من جهة والرأي العام من جهة أخرى.

المزيد من تحقيقات ومطولات