Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران "تاجر أسلحة" يثير غضب الولايات المتحدة وحلفائها

تحقيق لـ"وول ستريت جورنال" يكشف كيفية دعم طهران لميليشياتها في الشرق الأوسط من خلال صناعة الأسلحة منخفضة الكلفة وفي مقدمتها الطائرات المسيرة التي تحصل عليها روسيا

طائرات مسيرة معروضة خلال عرض احتفالي في مكان غير معلوم في إيران 19 أبريل 2023 (أ ف ب)

تحت عنوان "صعود إيران كمورد عالمي للأسلحة يثير غضب الولايات المتحدة وحلفائها" أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تقريراً عن تطور الصناعات العسكرية الإيرانية واحتلالها المرتبة الـ16 عالمياً بين أكبر بائعي الأسلحة في العالم لعام 2022.

وذكرت الصحيفة أن صناعة الأسلحة في إيران تنمو بصورة مطردة، مما حول البلاد إلى مصدر رئيس للأسلحة المتطورة وذات الكلفة المنخفضة، والتي تباع بصورة رئيسة إلى دول وعملاء يثيرون حفيظة الولايات المتحدة وشركائها في الشرق الأوسط وأوكرانيا، وغيرها.

وقد ساعد التحول في الصناعة، والذي تسارع عقب شراء روسيا لآلاف الطائرات المسيرة في عام 2022 التي غيرت من سير المعركة في أوكرانيا، طهران، على زيادة دعمها حلفاءها من الميليشيات في صراعات الشرق الأوسط التي اشتدت تزامناً مع حرب إسرائيل مع "حماس" في غزة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن أحد أهم صادرات الأسلحة الإيرانية، وهي الطائرة المسيرة من طراز "شاهد"، استخدمت لقتل ثلاثة جنود أميركيين بالأردن في هجوم شنته ميليشيات عراقية في الـ28 من يناير (كانون الثاني) الماضي، وفي اليوم نفسه، صادر خفر السواحل الأميركي أكثر من 200 شحنة من الأسلحة قادمة من إيران ومتجهة إلى اليمن.

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن الشحنة تضمنت معدات صواريخ وطائرات مسيرة. وكانت هذه هي ثاني عملية مصادرة خلال الشهر نفسه، والتي جاءت بعد أسبوعين من احتجاز شحنات صاروخية إيرانية أسفر عنها مقتل اثنين من قوات البحرية الأميركية في البحر.

 

وقالت "وول ستريت جورنال" إن تحقيقاً أجرته وكالة استخبارات الدفاع الأميركية كشف عن أن تلك الطائرات المسيرة التي صودرت هي ذات نوع المسيرات المسؤولة عن قتل جنود أميركيين في الأردن، والتي يستخدمها الحوثيون في اليمن والميليشيات العراقية التي تستهدف إسرائيل، وكذلك روسيا في حربها في أوكرانيا.

آدم روسيل الباحث في مركز "Militant Wire"، وهي شبكة من الخبراء التي تقدم تحليلاً حول العنف السياسي والتمرد، والحرب غير النظامية، أشار إلى أن تصدير إيران لهذه التقنيات وفاعليتها الواضحة في المعركة ربما يكون قد غير بصورة دائمة مشهد الحرب غير المتكافئة. وأضاف أنه من المحتمل أن يوفر هذا التحول نفوذاً كبيراً للجهات الفاعلة غير الحكومية، وهو ما سيخلق تداعيات قد تكون كارثية على القوى الكبرى عالمياً.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي كشف نائب وزير الدفاع الإيراني مهدي فرحي عن أن بلاده باعت بما يقارب مليار دولار من الأسلحة بين مارس (آذار) 2022 ومارس 2023، أي بزيادة ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام السابق. ودفعت هذه الزيادة إيران إلى أن تصبح المركز الـ16 بين أكبر بائعي الأسلحة في العالم في عام 2022، إذ بلغ إجمالي الصادرات 123 مليون دولار، وفقاً لبيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI). ويمثل هذا الرقم ارتفاعاً كبيراً من 20 مليون دولار في عام 2017 عندما احتلت إيران المرتبة الـ33 بين المصدرين. ويذكر أن الولايات المتحدة لا تزال المورد العالمي الرائد للأسلحة، إذ وصلت الصادرات إلى مستوى قياسي بلغ 80.9 مليار دولار في السنة المالية 2023.

 

وتبيع إيران مجموعة متنوعة من الأسلحة، حتى إن تقارير أشارت إلى أن روسيا تستعد للحصول على صواريخ باليستية قصيرة المدى من إيران. إضافة إلى ذلك، تفيد التقارير بأن طهران زودت روسيا الذخيرة، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال".

وقالت الصحيفة الأميركية أيضاً إن الحرس الثوري الإيراني، الذي يسيطر على الصناعات الدفاعية في البلاد، يقوم بتزويد حلفائه في الشرق الأوسط الأسلحة مجاناً كوسيلة لدعم أنشطتهم، بمن فيهم حركة "حماس" و"حزب الله" اللبناني، ضمن ما تسميه طهران "محور المقاومة".

وعن نشأة الصناعات العسكرية الإيرانية، أضافت "وول ستريت جورنال" أن الحاجة كانت الدافع الأكبر، إذ جاءت كرد فعل على حظر الأسلحة الذي فرضته الولايات المتحدة على الجمهورية الإسلامية الوليدة خلال الثمانينيات. في البداية، اتجه التصنيع بكامله نحو تسليح الجيش الإيراني، بما في ذلك طائرات الاستطلاع المسيرة التي استخدمتها إيران في حربها مع العراق.

وسلطت الأضواء على الطائرات المسيرة الإيرانية على نحو واسع في عام 2019 عندما اتهمت المملكة العربية السعودية إيران أو حلفاءها من الميليشيات باستخدام الطائرات المسيرة الانتحارية لشن هجمات على منشآتها النفطية. وبحلول عام 2021، كانت مؤسسات الدفاع في كل من الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل تدق ناقوس الخطر في شأن قدرات طهران سريعة التطور وتأثيرها الكبير على الديناميكيات الأمنية في الشرق الأوسط.

لكن في ذلك الوقت كانت المسيرات الإيرانية غالباً ما تصنع من مكونات متاحة بصورة واسعة في السوق التجارية للطائرات المسيرة، ومن قبل هواة التصنيع. ووفقاً لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط، كانت جماعة الحوثي تطلق بما معدله 30 طائرة مسيرة إيرانية في الشهر خلال عام 2021.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن، وبعد بيعها أكثر من 2000 طائرة مسيرة من طراز "شاهد" لروسيا في عام 2022، تصاعدت عمليات الإنتاج الإيرانية بصورة كبيرة، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال"، التي نقلت عن مستشارين أمنيين أوروبيين قولهم إن هذه الصفقات، التي تقدر قيمة الطائرة الواحدة منها بنحو 20 ألف دولار، أتت بإيرادات لا تقل عن 40 مليون دولار لطهران.

وبحسب تقرير منظمة "أبحاث التسليح أثناء الصراعات"، وهي منظمة تحقيقية مقرها المملكة المتحدة، أظهرت الطائرات المسيرة الإيرانية التي استخدمت في أوكرانيا قفزة في الهندسة، إذ أصبحت أكثر دقة من خلال تحسينات في الاتصالات اللاسلكية، وأجهزة الكمبيوتر الموجودة على متنها، وأدوات القياس.

وفي إشارة إلى تطور خبرة إيران في مجال الطائرات المسيرة، استعانت موسكو بطهران العام الماضي للمساعدة في بناء مصنع روسي يمكن أن ينتج ما لا يقل عن 6000 طائرة مسيرة سنوياً، كجزء من صفقة بقيمة مليار دولار بين البلدين، وفقاً لما ذكرته الصحيفة الأميركية، إذ كان من المتوقع أن يكون المصنع جاهزاً للتشغيل في بداية هذا العام.

وتتابع الصحيفة أن تأثير تكنولوجيا الأسلحة الإيرانية في الشرق الأوسط لا يقتصر على إنتاج الطائرات المسيرة، إذ نقلت عن ضابط إسرائيلي قوله إن "حماس" استخدمت متفجرات إيرانية الصنع ورؤوساً حربية مضادة للدبابات عندما هاجمت إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وذكرت الصحيفة أنه في الأسابيع الأخيرة، أرسلت إيران معدات متطورة بصورة متزايدة إلى حلفائها الحوثيين في اليمن، بما في ذلك أجهزة تشويش الطائرات المسيرة وأجزاء من الصواريخ والقذائف بعيدة المدى. وقالت وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية إن صاروخ أرض - جو الذي استخدمه الحوثيون في الأشهر الأخيرة ضد طائرات أميركية مسيرة في البحر الأحمر وخليج عمان، يكاد يكون مطابقاً للنموذج الذي عرضته إيران لأول مرة في سبتمبر (أيلول) 2023.

المزيد من تقارير