Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دراسة تتكهن بتعرض بريطانيا إلى أسوأ الفيضانات في أوروبا

سيكون شمال انجلترا واسكتلندا أكثر تأثرا مع زيادة 11% في الفيضانات التي ستشهدها في العقد الواحد

المملكة  المتحدة مهددة بمكابدة فيضانات وسيول ضخمة في السنوات المقبلة (وكالة الصحافة الفرنسية)

تفيد دراسةٍ رائدة ارتكزت على بياناتٍ جُمعت على امتداد ما يزيد عن نصف قرن، أن بريطانيا ستشهد أحد أسوأ فيضانات الأنهار في أوروبا خلال الأعوام المقبلة.

في هذا الإطار، قدّم باحثون من 24 دولة أوروبية أقوى دليل توفر حتى الآن بأنّ التغيّر المناخي يؤثّر على شُدة  الفيضانات. وتظهر الدراسة تفاوتاً واضحاً بين منطقة وأخرى، ففيما تزداد شدة الفيضانات في شمالي غرب أوروبا ستتناقص قدرتها على التدمير في جنوبي شرق أوروبا.

وبحسب الدراسة التي أجراها 50 عالماً من 35 معهد أبحاث، سيكون شمال انجلترا وجنوب اسكتلندا المنطقتين الأكثر تأثراً  مع زيادةٍ قدرها 11%  في مستويات فيضان أنهارها في العقد الواحد.

ويعود ذلك إلى ارتفاع معدلات الامطار في وسط وشمالي غرب أوروبا، ما يجعل التربة أكثر رطوبة وبالتالي غير قادرة على امتصاص فائض المياه، حسبما ورد في الدراسة التي نُشرت في مجلّة نايتشور Nature.

أمّا في جنوب أوروبا، فخطر الفيضانات يتراجع لأنّ التغيّر المناخي هناك يُسبّب هطول الأمطار في حين أنّ درجات الحرارة المرتفعة تجفّف التربة فيصبح يإمكانها أن تمتص المزيد من المياه. وستشهد بعض المناطق تراجعاً يبلغ أكثر من 23% في قوة الفيضانات خلال العقد الواحد.

وفي منطقة البحر المتوسط، قد تصبح فيضانات الأنهار الصغيرة أكبر من ذي قبل بسبب العواصف الرعدية المتكررة والتصحّر، كما أورد العلماء الذين درسوا بيانات تدفّق الأنهار من 3738 موقعاً. وقال البروفيسور غانتر بلوشل من جامعة فيينا للتكنولوجيا، وهو كبير أعضاء فريق البحث " كانت الفرضية السائدة لفترة طويلة أنّ التغيّر المناخي يؤثر على شدة وحجم الفيضانات لأنّ الحرارة المرتفعة تؤدي إلى تخزّين المزيد من المياه. غير أنّ هذا ليس التأثير الوحيد، الأمور أكثر تعقيداً من ذلك.. تختلف الفيضانات في أنحاء أوروبا ولكن الأنماط الإقليمية تتناسب بشكلٍ جيد مع تأثيرات التغيّر المناخي المتوقع. وهذا يرينا أنّنا فعلاً في خضمّ تغيّر مناخي."

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تجدر الإشارة إلى أنّ الأضرار الناجمة عن الفيضانات تُقدّر بحوالي 100 مليار دولار سنوياً. ومن المتوقّع أن يرتفع هذا الرقم بسبب النموّ الاقتصادي المتزايد والتحضّر. وقال جايمي هانافورد من "مركز البيئة والهيدرولوجيا في المملكة المتحدة" إن " هذه الدراسة التي أتت في الوقت المناسب تُشكل دليلاً إضافياً يُظهر أنّ قوة الفيضانات تزايدت في المملكة المتحدة على امتداد العقود الخمسة الماضية، خصوصاً في أجزاء من شمال وغرب بريطانيا.. ونظهر أن هذا هو جزء من نمط تغييراتٍ في الفيضانات تطاول القارة ككلّ وهو منسجم مع ما نتوقّع حدوثه في عالمٍ يواجه الاحتباس الحراري.. ويسلّط ذلك الضوء على أهمية المراقبة الهيدرولوجيّة على المدى الطويل وفوائد تبادل البيانات والتنسيق على المستوى الأوروبي بهدف فهم أفضل للآليات المسببة للتغييرات التي رُصدت في الفيضانات."

ويقول الباحثون أيضاً أنّه يجب تضمين هذه النتائج في استراتيجيات إدارة الفيضانات. وهنا يضيف البروفيسور بلوشل "بغضّ النظر عن الجهود الضرورية الرامية إلى تخفيف وطأة التغيّر المناخي، سنرى آثار هذه التغيّرات خلال العقود المقبلة. ويجب أن تتبنى إدارة الفيضانات سياسات تنسجم مع هذه الوقائع الجديدة."

© The Independent

المزيد من بيئة