Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محادثات بالقاهرة لبحث "هدنة غزة" وضغوط لمنع عملية عسكرية برفح

ارتفعت حصيلة قتلى القطاع إلى 28473 وتحذيرات أميركية في شأن المدنيين

التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس "الموساد" ديفيد برنيع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع مسؤولين مصريين في القاهرة اليوم الثلاثاء "لبحث موقف التهدئة في قطاع غزة".

وأفادت قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية بانعقاد الاجتماع في ظل تزايد الضغوط الدولية للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و"حماس". بينما ارتفعت حصيلة قتلى القطاع إلى 28473 قتيلاً غالبيتهم من النساء والأطفال.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مواصلة الضغط العسكري على رفح جنوب غزة حيث لجأ نحو 1.4 مليون شخص.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، أمس الإثنين، إن الولايات المتحدة "لا تدعم عملية عسكرية واسعة النطاق" هناك من دون "خطة ذات صدقية" للمدنيين في رفح.

وجاءت تصريحات ميلر بعد ساعات على استعادة القوات الإسرائيلية لرهينتين كانا محتجزين في غزة في عملية دامية أدت إلى مقتل نحو 100 فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.

بدورها، قالت "حماس"، إن عدداً من المحتجزين قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على غزة وهو أمر لم تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية التحقق من صحته بشكل مستقل.

حصيلة القتلى

بدورها، أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، عن ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي والعمليات البرية في القطاع إلى 28473 قتيلاً غالبيتهم من النساء والأطفال.

وأشارت إلى أن 133 شخصاً قتلوا في الساعات الـ24 الماضية، بينما بلغ عدد الجرحى منذ بدء الحرب 68146 شخصاً.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عقب هجوم غير مسبوق شنته "حماس" على إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً، معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

كذلك، احتجز في الهجوم نحو 250 رهينة واقتيدوا إلى غزة. وقبل تحرير الرهينتين الأخيرتين، كانت إسرائيل تقول إن نحو 132 ما زالوا محتجزين في القطاع، و29 منهم في الأقل يعتقد أنهم قتلوا، بحسب أرقام صادرة عن مكتب نتنياهو.

ضغوط دولية

وتتزايد الضغوط الدولية من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة بين الطرفين، وحض الرئيس الأميركي جو بايدن مجدداً إسرائيل على وجوب وضع "خطة ذات صدقية وقابلة للتنفيذ" لحماية المدنيين في أي هجوم على رفح، خلال اجتماعه مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في البيت الأبيض.

كما شكر الأردن على تقديم المساعدات الإنسانية لغزة، مشيراً على وجه الخصوص إلى دفعة ألقيت "قبل أيام قليلة" عندما استقل الملك عبدالله الثاني "الطائرة بنفسه وساعد في إنزال الإمدادات الطبية العاجلة من الجو إلى غزة".

من جانبه، أكد الملك عبدالله الثاني الذي دعا "إلى وقف إطلاق نار مستدام وفوري" في غزة، أن العالم "لا يمكنه تحمل (عواقب) هجوم إسرائيلي" على رفح حيث الوضع "أصلاً لا يطاق".

وأشار بايدن الذي ما زال يرفض التحدث حالياً عن وقف دائم لإطلاق النار، إلى أن "الولايات المتحدة تعمل من أجل التوصل لاتفاق للإفراج عن الرهائن بين إسرائيل وحماس يسفر فوراً عن فترة تهدئة في غزة لستة أسابيع في الأقل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما حذر وزير خارجية النرويج إسبن بارت أيدي من مغبة شن هجوم عسكري، بالقول في منشور على منصة "إكس"، "أكرر بشدة تحذيري من القيام بعملية برية في رفح. لم تعد هناك أي أماكن آمنة في غزة".

وأضاف أن "العملية البرية ستؤدي إلى تفاقم الوضع الكارثي بالفعل وتجعل الدعم الإنساني شبه مستحيل" داعياً "إلى وقف دائم لإطلاق النار الآن".

أما المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك فقال، الإثنين، إن الأمم المتحدة لن تشارك في عملية "التهجير القسري للسكان" في رفح.

ومن المتوقع أيضاً أن يتوجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دبي الثلاثاء وإلى القاهرة الأربعاء.

"التماس أمل"

وفي وسط بدء نفاد إمدادات الغذاء والماء وغيرها من الضروريات وانتشار الأمراض في قطاع غزة يلتمس سكان القطاع في محادثات القاهرة أملاً لحل الأزمة.

وقالت آية البالغة من العمر 30 عاماً وتعيش في خيمة مع والدتها وجدتها وخمسة أشقاء "منذ أن قالت إسرائيل إنها ستغزو رفح قريباً... نصلي صلواتنا الأخيرة كل ليلة.. كل ليلة نقول وداعاً لبعضنا البعض ولأقاربنا خارج رفح".

وأضافت لرويترز عبر أحد تطبيقات التراسل، "إذ لم يتحل العالم ببعض الرحمة ويمنع إسرائيل من مهاجمة رفح، نعتقد أننا لن ننجو.. أصوات القصف والانفجارات تقترب أكثر فأكثر".

"إلى القمر؟"

ودعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس الإثنين، الولايات المتحدة ضمناً إلى تقليص مساعداتها العسكرية لإسرائيل بسبب العدد الكبير من الضحايا المدنيين في حرب غزة.

وأشار بوريل إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن قال، الأسبوع الماضي، إن رد إسرائيل على هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر الماضي "تجاوز الحد". وقال مسؤولون أميركيون وآخرون غربيون مراراً، إن عدد المدنيين الذين قتلوا في غزة كبير للغاية.

وأكد بوريل للصحافيين بعد اجتماع لوزراء مساعدات التنمية بالاتحاد الأوروبي في بروكسل، "حسناً، إذا كنتم تعتقدون أن عدداً كبيراً للغاية من الناس يقتلون، فربما يتعين عليكم تقليل إمدادات الأسلحة لمنع قتل هذا العدد الكبير جداً من الناس".

أضاف "إذا كان المجتمع الدولي يعتقد أن هذه مذبحة وأن عدداً هائلاً من الناس يقتلون فربما يتعين علينا إعادة التفكير في تقديم الأسلحة".

 

 

والولايات المتحدة هي أهم مورد للأسلحة إلى إسرائيل، وتقدم لها مساعدات عسكرية تبلغ قيمتها 3.8 مليار دولار سنوياً. وتمتد هذه المساعدات من الطائرات المقاتلة وحتى القنابل القوية. ولم تستجب واشنطن حتى الآن لأي مناشدات لتقليص المساعدات.

ورداً على سؤال في مؤتمر صحافي حول تصريحات بوريل وما إذا كانت واشنطن تفكر في خفض المساعدات العسكرية لإسرائيل، دافع المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر عن سياسة واشنطن قائلاً إنها تمنح الإدارة "قدرة قصوى" على النجاح في التأثير في إسرائيل.

وتحدث بوريل أيضاً عن محكمة هولندية أمرت الحكومة، أمس الإثنين، بمنع جميع صادرات قطع غيار الطائرات المقاتلة من طراز "أف- 35" إلى إسرائيل خشية استخدامها في حرب غزة في انتهاك القانون الدولي.

وقال بوريل إن من التناقض أن تعلن الدول مراراً أن إسرائيل تسرف في قتل المدنيين في غزة من دون أن تتخذ إجراء ملموساً لمنع القتل.

وتصر إسرائيل على أنها تتخذ إجراءات واسعة النطاق لحماية المدنيين، لكنها تضطر إلى تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق مدنية تنشط فيها حركة "حماس" التي شنت هجوم السابع من أكتوبر.

وانتقد بوريل بشدة أيضاً، بتصريحاته في بروكسل، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً إنه لا يصغي لمناشدات تطالبه ببذل مزيد من الجهود لحماية المدنيين.

وقال بوريل، الذي بدا غاضباً ومنفعلاً، "الجميع يذهبون إلى تل أبيب، متوسلين "من فضلكم لا تفعلوا هذا، احموا المدنيين، لا تقتلوا هذا العدد الكبير". فكم هو العدد الذي يعد مفرطاً، ما المعيار؟ نتنياهو لا ينصت لأحد".

وقال إن نتنياهو يدعو إلى إجلاء المدنيين الفلسطينيين من منطقة رفح في غزة، وهي آخر ما تبقى للسكان من القطاع ليلوذوا به، وتساءل السياسي الإسباني المخضرم كيف يمكن تنفيذ هذا.

ومضى في حديثه ساخراً، "سيقومون بالإجلاء، إلى أين، إلى القمر، إلى أين سيجلون هؤلاء الناس؟".

تحفظ ألماني

في الوقت نفسه قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها من الإرهاب لكن هذا لا يعني طرد السكان.

وأضافت، "وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة سيكون جزءاً من محادثات مع إسرائيل، غداً الأربعاء"، معربة عن قلقها على نحو خاص في شأن إعلان إسرائيل شن هجوم عسكري كبير في رفح.

استعداد روسي للتحرك

وقال الكرملين، اليوم الثلاثاء، إن روسيا مستعدة لدعم أي تحرك يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، "نحن على استعداد لدعم أي إجراء يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، لكننا نعتقد أن الإجراءات يجب أن تكون بناءة وتهدف إلى حل شامل للأزمة في إطار القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن المعتمدة في السابق".

وكان بيسكوف يعلق على المحادثات الأميركية الجارية مع إسرائيل وحركة "حماس".

قلق كندي

وأكدت كندا، أمس الإثنين، أن الهجوم الإسرائيلي البري المحتمل على رفح سيكون مدمراً بالنسبة إلى الفلسطينيين.

وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي للصحافيين، "أنا قلقة للغاية إزاء ما يحدث في غزة وخصوصاً رفح. العملية ستكون مدمرة. وهي مدمرة للفلسطينيين وكل من يسعون إلى الاحتماء".

وتابعت "ما تطلب منهم حكومة نتنياهو أن يفعلوه، وهو المغادرة مرة أخرى، غير مقبول. لأنه ليس لديهم مكان يذهبون إليه ولهذا السبب نحتاج إلى وقف العنف الآن"، مكررة الدعوات الكندية لوقف إطلاق النار بشكل دائم وإطلاق سراح الرهائن.

وقالت جولي، إنها ستجري محادثات مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في واشنطن، اليوم الثلاثاء.

ويقول رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكنه شدد لهجته تدريجاً مع ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة.

كارثة إنسانية

وحضت الصين إسرائيل على وقف عمليتها العسكرية في مدينة رفح "في أقرب وقت ممكن"، محذرة من "كارثة إنسانية خطرة" في حال تواصل القتال.

وقال ناطق باسم الخارجية الصينية في بيان إن "الصين.. تعارض وتدين الأعمال التي تضر بالمدنيين وتنتهك القانون الدولي"، مضيفاً أن بكين تحض إسرائيل على "وقف عمليتها العسكرية في أقرب وقت ممكن وبذل كل الجهود الممكنة لتجنب سقوط ضحايا مدنيين أبرياء.. لمنع كارثة إنسانية أكثر خطورة في منطقة رفح".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات