Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مطور منظومات دفاع إسرائيلية يحذر من استنساخ قتال الحوثيين في الجبهة الشمالية

اعتبر قائد سلاح الجو أن مقاتلاته قادرة على الدخول حتى عمق لبنان في غضون دقائق من تلقي الأمر

جندي إسرائيلي في موقع على الجبهة الشمالية خلال إطلاق النار باتجاه لبنان (أ ب)

ملخص

سلاح الجو الإسرائيلي يرسم صورة الحرب على لبنان

في بحث أجراه مسؤول تطوير وتصنيع منظومة الدفاع الصاروخية الإسرائيلية "حيتس" عوزي روبين كشف عن قدرات الحوثيين الصاروخية وخطورة التعامل معها.
ومع إجراء تدريبات عسكرية مفاجئة على طول الحدود الشمالية على حرب مفاجئة مع لبنان وما عرضه قائد سلاح الجو تومر بار، من تفاصيل طبيعة الحرب المقبلة مع لبنان، حذر روبين متخذي القرار من نقل طريقة قتال الحوثيين إلى الجبهة الشمالية، والقدرات الصاروخية للحوثيين التي، برأيه، سيكون من الصعب على الجيش الإسرائيلي مواجهتها.
كما أعلن القائد السابق لوحدة "الجليل" (وحدة 91) إيفي إيتام، الوزير في حكومة بنيامين نتنياهو، أن الجيش غير متدرب على خوض حرب على جبهتين، وحذر من شن حرب على لبنان ما دام الجيش موجوداً في غزة.

وعلى رغم التحذيرات والخطر الذي أشار إليه عوزي روبين من نقل قتال الحوثيين إلى الجبهة الشمالية، اعتبر قائد سلاح الجو الإسرائيلي أن مقاتلاته قادرة على الدخول حتى عمق لبنان، إلى صور، وصيدا، والبقاع، في غضون دقائق من تلقي الأمر، وبأنها ستكون قادرة على حسم المعركة.

وأثار حديث بار نقاشاً داخلياً استبعده بعض الأمنيين والعسكريين السابقين، خصوصاً قوله إن "عشرات الطائرات التي تعمل الآن في سماء جنوب لبنان ستتحول إلى مئات الطائرات بمجرد صدور الأمر، وستقوم بتنفيذ المهام خلال دقائق. واليوم، لا يتم استخدام القوة الجوية للحماية فحسب، بل هي في قلب القتال، تماماً مثل سائر فصائل الجيش"، موضحاً أنه كان يتحدث باسم القادة.

وضمن ما قاله روبين في مؤتمر عقد لبحث أنشطة سلاح الجو في الحرب، "في الساحة الشمالية، تحلق اليوم طائراتنا بحرية فوق الأجواء اللبنانية، لقد دمرنا عديداً من القدرات التي كان من المفترض أن تحول سماء لبنان إلى منطقة محظورة، لم نحلق هناك منذ عام 2018، وبفضل نشاطنا أصبح هذا الواقع شيئاً من الماضي. أعتزم أن نحافظ على هذا الوضع، وسنواصل العمل عند الضرورة في سماء الشرق الأوسط".

استنساخ استراتيجية الحوثيين

وفي مقابل ما يطرحه المسؤولون العسكريون ومتخذو القرار من سيناريوهات الحرب على لبنان، قال عوزي روبين إنه أمام اعتماد حملة الحوثيين العسكرية في دعمها لغزة على أسلحة غير مكلفة نسبياً تحرص إيران على توفيرها لوكلائها في الشرق الأوسط مع إمكانية استخدام هذه الوسائل لتعطيل حرية الحركة في البحر الأبيض المتوسط، ينبغي أن يأخذ متخذو القرار في إسرائيل بالاعتبار أنه إذا امتدت حرب "السيوف الحديدية" إلى الساحة الشمالية، فإن "حزب الله" والموالين لإيران في سورية والعراق سيستنسخون استراتيجية الحوثيين ويستخدمون أنظمة أسلحة إيرانية مماثلة لتعطيل حركة الملاحة البحرية الإسرائيلية في شرق البحر الأبيض المتوسط، وأضاف محذراً "على صانعي السياسة في إسرائيل أن يأخذوا ذلك في الاعتبار في جميع قراراتهم المتعلقة باستمرار حرب غزة وتداعياتها ومدى انعكاساتها أيضاً على الحدود الشمالية، ليس تجاه لبنان فحسب، بل كل الحدود الشمالية".

أضرار اقتصادية

وفي بحثه المطول، أشار روبين إلى أنه يتم التعبير عن التدخل الإيراني، غير المباشر، في حرب إسرائيل ضد "حماس" من خلال الوكلاء الحوثيين في اليمن، بالأساس، في محاولة فرض الحصار البحري على إسرائيل وإلحاق الضرر بالسفن الإسرائيلية، أو تلك التي لها صلة بإسرائيل. وقال إن "الموقع الجغرافي لليمن والأسلحة التي زودته بها إيران تمكنه من تنفيذ هذا الجهد باستخدام وسائل وأدوات متنوعة. وعلى رغم أن نظام الحوثيين لا يسيطر على الجانب الشمالي من مضيق باب المندب نفسه، فإنه يحتفظ بشريط ساحلي في جنوب البحر الأحمر من ميناء الحديدة وحتى الحدود السعودية. ويبلغ طول هذا الشريط نحو 200 كيلومتر، ومن هناك يمكن إطلاق صواريخ ساحلية ضد السفن عبر البحر الأحمر. ولدى الحوثيين وسائل قوية أخرى لضرب السفن خارج حدود الأراضي الخاضعة لسيطرتهم. أبسط الوسائل هي الاستيلاء على السفن التجارية بمساعدة قوات من طائرات الهليكوبتر أو القوارب السريعة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب روبين، فإن الوسائل التكنولوجية الأكثر تطوراً لدى الحوثيين هي الطائرات من دون طيار "الانتحارية" والصواريخ الباليستية المضادة للسفن، أما الوسائل الأكثر ابتكاراً حالياً في أيدي الحوثيين، يضيف، فهي "الصواريخ الباليستية المضادة للسفن. التي سبق واستخدمت في الماضي وبنجاح، إذ تم تصميم الصاروخ الباليستي الكلاسيكي، في ألمانيا النازية، وتم استخدامه ضد لندن ومدن أوروبية أخرى، لضرب أهداف ثابتة فقط، وكذلك الصواريخ الباليستية التي تم تطويرها لاحقاً في الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة والصين ودول أخرى. ويتم توجيه الصواريخ الباليستية الكلاسيكية فقط في مرحلتها الوقائية، أي فقط عند تشغيل محركات الصواريخ. بعد ذلك يواصل الصاروخ في مسار باليستي حر حتى يصيب هدفاً ثابتاً على الأرض. الأهداف غير الثابتة، مثل السفن، تغير موقعها خلال المسار الباليستي الحر، بالتالي لا يمكن ضربها".

وبحسب ما تبين من التحقيق في العمليات التي نفذها الحوثيون في شأن نقطة إطلاق الإيرانيين صاروخ "فاتح-110" الدقيق الذي يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر، والذي لديه القدرة على التنقل والتوجيه حتى إصابة الهدف، يقول "تم تصميم الصاروخ الأصلي لضرب أهداف ثابتة فقط. من أجل تمكين تعطيل حركة المرور، تم تزويد هذا الصاروخ بباحث بصري، وحصل على لقب "خليج فارس" في إيران. وتم اختبار خليج فارس لأول مرة في عام 2008 وعرضته إيران لوسائل الإعلام في عام 2011. ومنذ ذلك الحين، تم تطوير نسخ طويلة المدى من هذا الصاروخ، تم تسليم بعضها إلى الحوثيين. واستناداً إلى صور العرض العسكري لجيش الحوثيين في صنعاء في الـ22 من سبتمبر (أيلول) 2023، ووفق تحليل أجراه خبراء التسلح، يمتلك الحوثيون، اليوم، خمسة أنواع في الأقل من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، نوعان بمدى نحو 500 كيلومتر وثلاثة أنواع ذات مدى أقصر، ربما بين 100 و200 كيلومتر. ويوزع الحوثيون، اليوم، هجماتهم على نطاق واسع ضد السفن التجارية والسفن الحربية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن"، وهي ما سماها السياسة الاستراتيجية في إغلاق المضائق أمام السفن والقوات البحرية المعادية، فهي بحسبه، ليست ظاهرة جديدة، "إذ استخدمت في الحروب السابقة. التجديد هذه المرة هو في منظومات الأسلحة، فقد تم استبدال صواريخ الطوربيد والمدافع الساحلية بعيدة المدى، في الحروب السابقة بصواريخ كروز مضادة للسفن وطائرات من دون طيار والصواريخ الباليستية المضادة للسفن".
وزاد مسؤول تطوير وتصنيع منظومة الدفاع الصاروخية الإسرائيلية أن "صواريخ كروز والطائرات من دون طيار والصواريخ الباليستية المضادة للسفن، التي يستخدمها الحوثيون لتعطيل حركة الملاحة البحرية بسيطة ورخيصة وسهلة الإخفاء. لذلك، من المرجح ألا تنجح الهجمات المستمرة من قبل أساطيل التحالف في منع مزيد من الاضطرابات".

ولم توقف حملة الحوثيين حركة الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب، ومنذ بداية حملتهم، وحتى كتابة هذه السطور، تعرضت أقل من 30 سفينة للهجوم من بين آلاف السفن التي مرت عبر هذا الممر المائي منذ ذلك الحين. ومع ذلك، فإن التعطيل الحوثي يؤثر بالفعل في حركة المرور البحرية إلى إسرائيل والتجارة البحرية في جميع أنحاء العالم.

وينعكس نجاح عمليات الحوثيين في الوضع الذي تشهده اليوم الموانئ، وقال روبين إن "ميناء إيلات مشلول فعلياً، وميناء أشدود، الذي يتم فيه تفريغ السيارات المستوردة من شرق آسيا عبر قناة السويس، متوقع أيضاً خفض معين في نطاق نشاطه". وأضاف، "ينعكس الأمر أيضاً على مصر والأردن، بالعواقب الاقتصادية لهجمات الحوثيين، فقد انخفضت عائدات مصر من رسوم العبور عبر قناة السويس بنسبة 40 في المئة في يناير (كانون الثاني) الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وقد غير عديد من شركات الشحن الضخمة، بينها شركة ميرسك، مسار الشحن الخاص بها من شرق آسيا إلى أوروبا، وهي الآن تبحر في جميع أنحاء أفريقيا بدل المرور عبر البحر الأحمر، ما يطيل فترة الابحار لأسابيع ويجعلها أكثر كلفة بملايين الدولارات. والنتيجة هي تأخير في سلسلة التوريد وتوقف الإنتاج في المصانع في أوروبا وارتفاع في أسعار مجموعة من المنتجات، بما في ذلك النفط والغاز".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات