سجل مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" الذي يقيس أكبر 500 شركة مدرجة في البورصة الأميركية لحظة تاريخية عندما لامس أعلى قمة تاريخية عند 5 آلاف نقطة خلال تداول أمس الخميس، وأغلق قريباً منها بـ 4998 نقطة.
ويعتبر ذلك حدثاً استثمارياً مهماً إذ إن مؤشر "ستاندرد أند بورز" الأهم في البورصات الأميركية، وتحركه يعكس معنويات المستثمرين واتجاهات الاستثمار باعتباره المقياس لأداء الاقتصاد الأميركي.
أهمية المؤشر
ويعد المؤشر أحد أهم مكونات صناديق الاستثمار والمؤشرات العالمية التي تستثمر في صندوق المؤشرات "أس بي واي" الذي يتبع "ستاندرد أند بورز 500"، وصندوق "أس بي واي" متداول في البورصة وسعره498 دولاراً، ويمتاز بأن عائده 10 في المئة سنوياً على مدى 10 أعوام، أي 100 في المئة كحد أدنى كل عقد من الزمن.
في غضون ذلك ينصح المستثمر العالمي وارين بافيت بضخ الأموال في صناديق "ستاندرد أند بورز 500"، معتبراً ذلك أفضل استثمار على المدى الطويل، إذ يعتقد أنه بدلاً من المخاطرة بالاستثمار في أسهم فردية فيمكن للمستثمرين شراء مؤشر "ستاندرد أند بورز" عبر الاستثمار في صندوق "أس بي واي"، ومن هنا ندرك أهمية صعود مؤشر "ستاندرد أند بورز"، إذ يعكس فعلياً نمو ثروات المستثمرين والشركات والصناديق الكبرى حول العالم.
مكررات الربحية
وارتفع المؤشر 21 في المئة منذ أواخر أكتوبر (تشرين الأول) 2023 مسجلاً مستويات قياسية لم يبلغها في تاريخه، لكن هذه الارتفاعات جعلت مكررات الربحية (السعر إلى الربحية) للمؤشر تصل إلى 20.4 مرة، وهو مستوى وصل إليه في فبراير (شباط) 2022، بحسب بيانات بورصة لندن، وأعلى بكثير من متوسطه التاريخي البالغ 15.7 مرة.
ويعني ذلك أن الأسعار التي بلغتها أكبر 500 شركة مدرجة ربما يكون مبالغاً فيها قياساً بالمتوسط التاريخي، وبالتالي فهي تؤشر إلى احتمال انخفاضها بعد رحلة من الصعود المتواصل مدفوعة بتوقعات المستثمرين ببدء البنك المركزي الأميركي في خفض أسعار الفائدة هذا العام، والزخم الذي تكتسبه موجة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
وتشير عدد المرات الأقل إلى فرصة أكبر للاستثمار، فالـ 20مرة على سبيل المثال تعني تقنياً أن المستثمر سيحقق نحو 4.9 في المئة عائداً سنوياً على مدى 20 عاماً في حال استثماره في المؤشر.
قياس مقارنة مع السندات
وغالباً يقاس أداء المؤشر مقارنة مع عوائد سندات الخزانة الأميركية المعيارية لمدة 10 أعوام، وتسمى هذه العوائد بالمعيارية لأنها المعيار الذي على أساسه تقارن عوائد الشركات، فمثلاً بلغ العائد السنوي على سندات الخزانة لأجل 10 أعوام 4.16 في المئة، وبالتالي يفترض أن يكون عائد مؤشر "ستاندرد أند بورز" أو أي شركة أعلى منه لكي يصبح الاستثمار مجدياً، باعتبار أن الاستثمار في السندات الأميركية مضمون فوق أربعة في المئة سنوياً، أي 40 في المئة على مدى 10 أعوام.
وحالياً فإن عائد "مؤشر ستاندرد أند بورز" تقنياً عند 4.9 في المئة، وهو ما يعتبر فرصة للمستثمرين، إذا ما قورن مع عائد السندات الأميركية.
توقعات الفائدة والأرباح
وكان أحد الأسباب الرئيسة لموجة الشراء الحالية للأسهم الأميركية هي التوقعات المستقبلية بانخفاض العائد على السندات مع انخفاض الفائدة، مما يعني أن الأسهم ستحقق عوائد أعلى من السندات على المدى الطويل، مما يجعل الاستثمار فيها مجدياً.
وبالتوازي مع ذلك فهناك توقعات بارتفاع أرباح الشركات هذا العام مع انخفاض الفائدة، أي أن هناك فرصة لصعود أسعار أسهم الشركات بصورة أكبر، إذ إن تقييماتها ستقل من ناحية السعر إلى الربحية، مما سيدفع باستمرار محتمل لرالي "وول ستريت" الحالي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأظهرت بيانات بورصة لندن أنه من المتوقع أن تزيد أرباح شركات "ستاندرد أند بورز" 9.7 في المئة هذا العام، ووفقاً لبحث أجرته شركة "إيفركور" فإن مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" سيظل ثابتاً في المتوسط خلال العام المقبل بربحية متوقعة عند 22 مرة، إذ قالت الشركة إن هذا خبر سار للمستثمرين، إذ لا تقترب بأي حال من الذروة التي بلغت 28 مرة عند قمة فقاعة الإنترنت عام 2000، بحسب تحليل لبيانات الشركة تعود لعام 1960.
المقارنة مع الفقاعة
وفي الأثناء تقارن الأحداث في البورصات الأميركية مع ما فقاعة الإنترنت قبل 20 عاماً، على اعتبار أن ما يخلق الزخم الحالي هو شركات التكنولوجيا الكبيرة المعروفة بالسبع الكبار، وهي "أبل" و"أمازون" و"فيسبوك" و"غوغل" و"مايكروسوفت" و"إنفيديا" و"تيسلا"، التي تشكل مجتمعة نحو 29 في المئة في مؤشر "ستاندرد أند بورز 500".
وبسبب ارتفاعات أسهم السبع الكبار القياسية، ما عدا تيسلا، فإنها تتداول عند متوسط سعر يقارب 34 مرة للربحية، وهو مرتفع نسبياً وربما يؤشر إلى أن أسعارها قد تكون مبالغاً فيها.