Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إغلاقات وحواجز إسرائيلية تعقد الحياة في الضفة الغربية

شيدت تل أبيب جداراً فاصلاً شمال مدينة القدس الشرقية عند حاجز قلنديا

فلسطينيون يزيلون أنقاض منزل مدمر لفتح الطريق جراء عملية للجيش الإسرائيلي في مخيم نور شمس للاجئين بالضفة الغربية (أ ب)

ملخص

تقدم سكان حي كفر عقب مع عدد من الجمعيات بالتماس أمام القضاء الإسرائيلي

يغلق الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب في قطاع غزة الضفة الغربية المحتلة بالطرق والحواجز والبوابات عسكرية والسواتر الترابية، مما يعرقل حركة التنقل بين المدن والقرى بالنسبة إلى الفلسطينيين الذين يمضون ساعات لقطع مسافات قصيرة.

رحلة عامر السلامين

وباتت رحلة عامر السلامين (47 سنة) الأسبوعية من مكان عمله وسكنه في رام الله إلى مقر عائلته في بلدة السموع في جنوب الضفة الغربية عبارة عن "معاناة وألم وقهر"، كما يقول، بسبب الإغلاقات وإقفال الجيش الإسرائيلي طرقاً بصورة فجائية، فيضطر إلى سلوك مسافة أخرى أطول.

ويضيف السلامين الذي يعمل محاسباً في شركة في رام الله "اعتدت نهاية كل أسبوع أن أزور أهلي بصحبة زوجتي وأبنائي، لكنني اليوم أخاف أن يحدث شيء على الطريق، كما أن طول المسافة مرهق ومتعب وغير مريح، وأصبحت أفضل أن ذهب وحدي بواسطة المركبات العمومية العاملة بين رام الله والخليل".

4 ساعات

وكانت الطريق تستغرق قرابة الساعة ونصف الساعة، فأصبحت تستغرق قرابة أربع ساعات، حيث كثفت القوات الإسرائيلية منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة "حماس" على تل أبيب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، مشيرة الى ملاحقة مشتبه فيهم وإرهابيين، وسقط خلال هذه العمليات التي تتخللها مواجهات مع فلسطينيين أكثر من 380 قتيلاً بين الفلسطينيين.

حواجز إضافية

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه نشر حواجز إضافية في الضفة الغربية "بعد تقويم الوضع من أجل توفير الأمن للسكان".

وعقب هجوم السابع من أكتوبر 2023 مباشرة أغلق الجيش الإسرائيلي مدخل بلدة حوارة من جهة مدينة نابلس بواسطة بوابة حديد، وأغلق المدخل الرئيس المؤدي الى مدينة رام الله قرب مستوطنة بيت إيل كان القادمون من القدس يسلكونه، وبات عليهم الآن قطع مسافات طويلة للدخول إلى رام الله من إحدى القرى الشمالية.

ويجد السكان في حي كفر عقب الذي يبعد قرابة 12 كيلومتراً عن سور مدينة القدس صعوبة في عبور معبر قلنديا العسكري شبه المغلق للوصول إلى عملهم أو مصالحهم أو إلى المستشفيات داخل مدينة القدس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول مراد خالد (27 سنة) إن عليه أن يكون على الحاجز عند الساعة الثالثة صباحاً حتى يصل الى عمله في القدس في تمام السابعة، ويخضع مع سيارته "للفحص الأمني الذي قد يستغرق ساعة كاملة لكل سيارة".

وتقدم سكان حي كفر عقب مع عدد من الجمعيات ومنها "جمعية سانت إيف" والمركز الكاثوليكي لحقوق الإنسان وجمعيات إسرائيلية للدفاع عن حقوق الإنسان، بالتماس أمام القضاء الإسرائيلي يطالب بفتح المعبر أمام المواطنين الفلسطينيين المقدسيين.

التماس

ويشير الالتماس المكون من 19 صفحة إلى أن الخروج من الحي غير ممكن حالياً إلا بمركبة خاصة وحتى الساعة الخامسة مساء فقط، والإغلاق محكم للغاية لدرجة أنه لا يسمح لسيارات الإسعاف بدخول الحي بعد الساعة الخامسة مساء، ولا تحصل أية استجابة للحالات الطارئة أو الطبية أو غيرها، كما جاء في الالتماس أن حي كفر عقب "تحول إلى سجن كبير".

وشيدت إسرائيل عام 2004 جداراً فاصلاً شمال مدينة القدس الشرقية عند حاجز قلنديا، وفصلت أحياء كاملة عن قلب المدينة قائلة إنها بنته "لأسباب أمنية". وكان الجيش الإسرائيلي تعهد أمام المحكمة العليا لدى بناء الجدار بتسهيل الحركة للمواطنين المقدسيين عند معبر قلنديا.

وبدأت إسرائيل نشر حواجز عسكرية في الضفة الغربية بعد الانتفاضة الأولى عام 1987، وشقت طرقاً التفافية ليسلكها المستوطنون، وبعد اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2001 كثفت حواجزها وبواباتها أمام الفلسطينيين.

ويعيش في الضفة الغربية البالغة مساحتها حوالى 6 آلاف كيلومتر مربع قرابة 3 ملايين فلسطيني و490 ألف إسرائيلي في مستوطنات لا يعترف بها المجتمع الدولي، إلا أن المستوطنين غير معنيين بالقيود المستجدة لأنهم يستخدمون طرقات التفافية خاصة بهم.

وبسبب صعوبة التنقل بين مدن الضفة الغربية المختلفة لجأت جامعات وأبرزها "النجاح" و"أبو ديس" و"بيرزيت" التي تعتبر من كبرى الجامعات الفلسطينية إلى اعتماد التعليم الإلكتروني عن بعد.

وتقول الطالبة لين أحمد إن الطريق بين طولكرم، حيث تسكن، وجامعة "بيرزيت" كان يستغرق سابقاً حوالى الساعة، لكن عقب اندلاع الحرب باتت تستغرق أكثر من ثلاث ساعات "بسبب الإغلاقات وتدمير بعض الطرق المؤدية إلى المدينة ومخيمي طولكرم ونور شمس".

وبحسب مسؤول دائرة العمل الشعبي في "هيئة مقاومة الجدار" التابعة للسلطة الفلسطينية عبدالله أبو رحمة، والتي تتابع حركة الاستيطان، فقد أقفل الجيش الإسرائيلي حوالى 700 طريق في الضفة الغربية المحتلة منذ الانتفاضة الثانية بسواتر ترابية أو بوابات أو مكعبات أسمنتية، وازداد عددها بعد بدء الحرب الأخيرة في قطاع غزة، مشيراً إلى أن الحركة على الطرق بين المدن "باتت مشلولة".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط