Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"تشات جي بي تي" قد يجسر فجوات الشرق الأوسط مع العالم

نمو التقنية الجديدة يشهد تسارعاً في المنطقة لكن آثاره السلبية تثير قلق العاملين رغم فرصه الواعدة

تشهد تقنيات الذكاء الاصطناعي نموا متسارعاً في المنطقة (غيتي)

ملخص

إحدى الفرص التي يقدمها "تشات جي بي تي" هي أن هذه التقنية الجديدة يمكن أن تساعد في تجسير الفجوات الثقافية بين الشعوب المتباينة في الشرق والغرب مما يتيح للمستخدمين وفق الخبراء، "تبادل الأفكار والمعرفة مع الحفاظ على دقة لغاتهم وثقافاتهم"

أظهرت دراسة حديثة أن نصف العاملين في وظائف رسمية يستخدمون "تشات جي بي تي" على نطاق واسع في مكان العمل، كما تبين أن التقنية واسعة الانتشار انتشرت مثل النار في الهشيم داخل العالم، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط التي اتجهت مؤسسات تقنية وعلمية إلى مواكبة "جي بي تي" بابتكارات على خطاه تجاوزت الاستخدام والاستهلاك للتقنية إلى محاولة استخدام منطقها التوليدي وابتكار كل جهة نسختها الخاصة من "تشات جي بي تي".

ولفت تقرير أصدره مركز srmg think للدراسات والاستشارات، التابع للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام إلى أن "المنصة الجديدة تستخدم الآن من قبل الطلاب والموظفين والأشخاص من جميع الخلفيات لمختلف الحاجات، مما أدى إلى إحداث نقلة نوعية في عدد من المجالات".

وتشير الباحثة في المركز عبير خالد إلى أن تتبع نشاط "تشات جي بي تي" منذ إطلاقه عام 2022 يؤكد أنه وجد اهتماماً خاصاً في كل العالم، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تكشف التقارير أن تلك المنطقة وحدها "من المتوقع  أن تشهد فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي المماثلة نمواً سنوياً بنسبة 20 في المئة بحلول عام 2030، بسبب إيمان الشركات في الشرق الأوسط بإمكانات التقنية التي استثمرت فيها بصورة كبيرة".

وعلى رغم نقص الوثائق حول "تشات جي بي تي" في المنطقة إلا أن بعضهم يجادل بأن نماذج لغة الذكاء الاصطناعي تبدأ في تحويل المنطقة بطرق عدة، إذ بدأت بعض الدول الإقليمية في إنشاء إصداراتها الخاصة من الروبوتات الآلية مما قد يؤدي إلى تحديات وفرص متنوعة للجماهير المحلية، بعد أن عملت دول عدة على إنتاج بدائلها المحلية وتطبيقاتها في قطاعات مثل التعليم والثقافة وخدمات العملاء على منوال "تشات" الأميركي ذائع الصيت.

حمى "جي بي تي" في الشرق الأوسط

ومنذ إطلاق "تشات جي بي تي" ظهر منافسون إقليميون عدة حظوا بشعبية مماثلة بين المتحدثين بالعربية، يساعد في ذلك كون العربية واحدة من أكثر اللغات شيوعاً في العالم، مع أكثر من 400 مليون متحدث عالمياً، ولكن يشير بعضهم، بحسب تقرير "تنك"، إلى أن اللغة العربية تتأخر في مواكبة التكنولوجيا المصممة خصيصاً لمتحدثيها، إلا أن حال تمدد تقنية الذكاء الاصطناعي في المنطقة تشير إلى حدوث العكس هذه المرة، ولذلك تبذل الشركات المتخصصة مجهوداً لإنشاء منصات عربية مشابهه لـ "تشات جي بي تي" ومتقدمة في مستوى أدائها.

 فعلى سبيل المثال كان "جَيس" هو البديل العربي لـ "تشات جي بي تي" الذي أطلق في الإمارات العربية المتحدة من خلال تعاون بين مركز الذكاء الاصطناعي لمجموعة G42 (إنسيبشن) وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي الإماراتية.

واستخدام "جَيس" للغة العربية الحديثة وكمية هائلة من المفردات العربية المعالجة والبيانات سمح بأن يكون ذا صلة بجميع الدول الناطقة بالعربية، كما أنه يستخدم محرك "تشات جي بي تي" الأم نفسه، لكنه مجهز بأدوات تراعي المفاهيم الثقافية والدينية في المنطقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإضافة إلى ذلك، وكجزء من الاستراتيجية الوطنية للمملكة العربية السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، تتطلع الرياض إلى جذب استثمارات أجنبية ومحلية بقيمة 20 مليار دولار بحلول عام 2030 وتقوم أيضاً ببناء مدن ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ففي مايو (أيار) 2023 أطلقت الهيئة السعودية للذكاء الاصطناعي (سدايا) النسخة التجريبية من تطبيق "علّام" بوصفه أداة ذكاء اصطناعي عربية.

 و"علّام" هو أول تطبيق محادثة يتم إطلاقه من السعودية ويمكنه التحدث بالعربية الفصحى والعامية، وهناك مثال آخر من المنطقة وهو تطبيق "فهمتك" والذي يقدم خدمات "تشات جي بي تي" نفسها ولكن باللغة العربية.

ومن التأثيرات الإيجابية الأخرى لتطبيق "تشات جي بي تي" ومثلائه في المنطقة، بحسب تقرير "تنك"، تحسين خدمة العملاء، فقدرة التقنية الجديدة على توفير الدعم المباشر والشخصي للعملاء فتحت الآفاق في القطاع التجاري مع كثير من الأمثلة التي نراها كل يوم، مثل قدرات التقنية على الفهم العميق والرد على استفسارات العملاء بلغات عدة، بما في ذلك العربية، مما جعله أداة أساساً للشركات العاملة في المنطقة.

وأضاف، "اليوم يمكن للشركات التجاوب مع العملاء بصورة أسرع ومعالجة حجم أكبر من طلباتهم وتقديم الدعم على مدى الساعة من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي".

مساعد تسويق في مصر

وإضافة الى الأمثلة السابقة من السعودية والإمارات نجد في مصر مثالاً مثيراً للاهتمام باستخدام هذه التقنية لتحقيق المكاسب التجارية يتمثل في تطبيق "رابيت مارت " الذي أطلق أول مساعد تسوق ناطق بالعربية ومدعوم بالذكاء الاصطناعي، ويستخدم "تشات جي بي تي" لابتكار وصفة طبخ بناء على متطلبات المستخدم، ثم طلب التموينات وفقاً لذلك.


وبينما أتاحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي عدداً من الفرص فإن الباحثة خالد تشير إلى أنها قد تتسبب كذلك في بعض التحديات، إذ لاحظ العاملون في قطاع البنوك في المنطقة وحول العالم "تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على مهماتهم اليومية، ففي كثير من الأحيان سلّم بعضهم مهماتهم بصورة جزئية أو كلية لـ ’تشات جي بي تي‘ أو أدوات أخرى مدعومة بالذكاء الاصطناعي".

وفي بعض الدول الإقليمية مثل الأردن أحدث "تشات جي بي تي" اضطرابات في سوق العمل، وأشار بعضهم إلى إمكان شغله بعض الوظائف كبديل للإنسان، ويمكن النظر إلى البنك الأهلي في الأردن كمثال على ذلك، ممثلاً في نظام "الأهلي جي بي تي"، مما جعله أول بنك في الشرق الأوسط يقدم خدمات العملاء بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

ويفضل بعضهم "تشات جي بي تي" على الإنسان لأنه يمكن أن يبسط خدمات العملاء ويعزز استجابة صوتية تفاعلية، كما أن بإمكانه تسريع الخدمة وتحسين مستواها، وبعض صانعي السياسات أبدى مخاوف تجاه فكرة أن بعض الوظائف قد تحول أو تستبدل بالكامل بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

تجسير الفجوات

إحدى الفرص التي يقدمها "تشات جي بي تي" هي أن هذه التقنية يمكن أن تساعد في تجسير الفجوات الثقافية مما يتيح للمستخدمين، وفق التقرير، "تبادل الأفكار والمعرفة مع الحفاظ على دقة لغاتهم وثقافاتهم"، وضرب تقرير "تنك" مثالاً على التأثير الإيجابي الذي قد يحدثه "تشات جي بي تي" في السياق الاجتماعي الثقافي بأنه قد يغير وجهات النظر العالمية والصور النمطية عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وفي هذا الصدد لاحظ الرئيس السابق للأعمال في "غوغل إكس" محمد جودت "أن ’تشات جي بي تي‘ يمكن أن يقدم معلومات أكثر دقة حول العالم العربي إذا كان المحتوى العربي متاحاً بصورة أكبر على الإنترنت، فكلما كان هناك محتوى عربياً أكثر على الإنترنت كان من السهل على ’تشات جي بي تي‘ تحويل الثقافات وتعزيز الاتصالات، كما يحتاج العالم إلى محتوى عربي يمكن استغلاله بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ’تشات جي بي تي‘ لذلك تتبنى الكيانات الإقليمية بسرعة أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة، ولكن هناك حاجة إلى تعزيز ثقافة الشفافية والمساءلة لضمان أن تخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعزز قدراتنا في الاتصال".

وقد أطلق "تشات جي بي تي" أواخر عام 2022 واستطاع جمع أكثر من 100 مليون مشترك خلال بضعة أشهر، كما يمتلك حالياً 180.5 مليون مستخدم.

اقرأ المزيد

المزيد من علوم