Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مشكلات ترمب القانونية قد تمثل عائقا لحملته لكلفها الباهظة

مع إلزامه دفع أكثر من 80 مليون دولار في قضية تشهير بات يدرك أن النزوات العاطفية قد تكلفه أموالاً طائلة

دونالد ترمب جالساً في المحكمة العليا لولاية نيويورك خلال محاكمة الاحتيال المدني في 11 يناير (أ ف ب عبر غيتي)

ملخص

وظف ترمب وعلى مدى طويل الاتهامات الجنائية الموجهة ضده لحشد أنصاره لكن القرار القضائي بدفع 83 مليون دولار قد ينهي آماله الرئاسية

لقد كانت الـ"ميمز" رائعة، ومضحكة أيضاً. لم يمر وقت طويل من إصدار هيئة المحلفين الفيدراليين حكمها حول التعويضات المفروضة على دونالد ترمب بسبب اعتدائه الجنسي على الكاتبة إي جين كارول، حتى انطلقت وسائل التواصل الاجتماعي بألوانها المتألقة والتي تناسب افتتاح أي عرض على مسرح برودواي. سيكون عليه أن يدفع لها مبلغاً مذهلاً باهراً ومدهشاً وقدره 83 مليون دولار مقابل "عاصفة الكراهية" التي أطلقها. نعم، 83 مليون دولار!

وعلى "إكس"، "تويتر" سابقاً، تحول برج ترمب في الجادة الخامسة إلى "برج إي جين كارول"، وأصبحت طائرة الرئيس السابق المشهورة بألوانها الزرقاء والحمراء والذهبية، التي تحمل الآن الأحرف "ت-ر-م-ب" مشطوبة، وبدلاً من ذلك، اكتسحتها، كما حزرتم، أحرف "إي جين كارول" بحجم عملاق على الجسم الرئيس للطائرة. في عالم وسائل التواصل الاجتماعي كانت هي المنتصرة.

لقد كانت محاكمة مدنية، وليست جنائية، ولكن ترمب، بالطبع، لم يكن يتصرف بطريقة مهذبة أثناء مرافعات القضية. لقد كان عدوانياً مع إي جين كارول، ووصفها بأنها مغامرة وذات خيال جامح، وأنه لم يلتق بها أبداً، حتى عندما اتهمته بالاعتداء عليها في غرفة تغيير الملابس في متجر برغدورف غودمان في نيويورك في التسعينيات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان محامو السيدة كارول يطالبون بتعويض قدره 10 ملايين دولار، ولكن المحكمة منحتها ثمانية أضعاف ذلك حيث صرحت إي جين كارول في بيان لها بعد القرار قائلة: "إنه انتصار كبير لكل امرأة تتصدى للضغوط وتنهض بعد أن تتعرض للانتكاس، وهو هزيمة نكراء لكل متنمر يحاول قمع المرأة".

مثل كثير مما يتعلق بدونالد ترمب، هناك قصة أخلاقية، فضلاً عن تصادم بين دهاء ومكر الرئيس السابق وغبائه الفاضح والفادح في الوقت نفسه. لماذا غباء؟ حسناً، خلال القضية، كان ترمب يتباهى بثروته الضخمة وامتلاكه مئات الملايين من الدولارات نقداً مودعة في حساب مصرفي.

وهذا بالطبع كان له تأثير في قرار هيئة المحلفين ("حسناً، إذا كانت ثروته ضخمة بهذا القدر، فلن يضره دفع 80 مليون...") ولكن الحقيقة أن هناك أدلة كثيرة تشير إلى أن ترمب كان دائماً يبالغ في تقدير ثروته.

كما كان لديه محامية يبدو أنه وظفت بسبب مهارتها في التألق أمام كاميرات التلفزة خارج المحكمة، وليس لذكائها داخل المحكمة. كل ما فعلته ألينا حبة أنها ظلت تكرر نفس المحاور التي أثارها ترمب مراراً وتكراراً، مما أثار غضب القاضي. وفي إحدى المرات جرى تهديدها بالسجن بسبب التزامها لتعليمات المحكمة. وانتهت تمثيلية الثنائي حبة وترمب بخسائر مالية هائلة له.

تمرس ترمب، في حياته السابقة، على يد شخصية تعشق الزهاء والبهرجة ولكنها غامضة وغير واضحة وهذه الشخصية هي روي كون الذي شغل منصب مستشار أول للسيناتور جو مكارثي خلال جلسات الاضطهاد السياسي في الخمسينيات، حينما كانت أميركا تعاني جنون الارتياب (بارانويا) من تهديد الشيوعيين وأنهم أي "الشيوعيين في كل مكان" ويخفون هويتهم داخل المجتمع. وكان مسؤولاً أيضاً عن فصل عديد من الرجال المثليين عن العمل في الحكومة - حتى وإن كان هو مثلي الجنس (وفي نهاية المطاف، توفي بمرض الإيدز).

أقيل كوهن من منصبه إثر سلوك غير أخلاقي وغير مهني، لكنه قدم نصيحة حاسمة لترمب وقال له: "لا تسألني ما هو القانون، بل قل لي من هو القاضي". هذه العبارات الواضحة الدلالة تعبر عن افتراض مفاده أن الحق يشترى بالمال. ولكن، ليست هذه المرة. سيستأنف ترمب، وبكل تأكيد سيفشل. سيضطر إلى دفع مبالغ ضخمة قد لا يكون بمقدوره توفيرها.

وهناك قضية أخرى قيد النظر، حيث من المتوقع صدور حكم خلال الأسابيع المقبلة، الذي قد يؤدي إلى فرض غرامة كبيرة جديدة -هذه المرة بسبب المحاولات الاحتيالية لتضخيم قيمة شركة ترمب بشكل وهمي كوسيلة للحصول على عروض قروض أرخص. 100 مليون هنا، 100 مليون هناك، ويصبح المبلغ كبيراً.

من ناحية أخرى، هناك رغبة ترمب اللانهائية بالتقاضي. وكانت آخر محاولة له هذا الأسبوع في المحكمة العليا في لندن لمقاضاة العميل السابق في الاستخبارات البريطانية الخارجية "أم أي 6" MI6، كريستوفر ستيل. هذا هو الشخص الذي ألَّف الملف الذي يحوي تلك الاتهامات الفاضحة بالنسبة إلى ترمب، والحمام الذهبي [نوع من هوس جنسي] (... وليس المقصود بذلك لون تجهيزات الحمام) وغرفة في فندق في سان بطرسبورغ؟ خسر ستيل القضية، لكنه ضمن بقاء تلك الاتهامات ضده في الجو العام. يتمنى المرء وجود زر واحد يمكن الضغط عليه على لوحة المفاتيح ليظهر عندها إيموجي الذي يعبر عن "لا مبالاة أو ارتباك".

ولكن ربما الدرس الحقيقي ليس في هذه القضايا بذاتها، ولكن في العلاقة بين ترمب والنظام القانوني الأميركي. بعد الحكم في قضية إي جين كارول، انتقد ترمب وزارة العدل، وهاجم جو بايدن ثم تذمر من الظلم. لكن الإساءة التي كان يوجهها لإي جين كارول، التي كلفته كثيراً، توقفت وساد الصمت ولم يتفوه بكلمة. كان هذا -في النهاية- اعترافاً ظاهراً بأنه ليس فوق يد القانون، وبأن الكلمات لها عواقب.

هذه النقطة بالغة الأهمية. فخلال العام الماضي، استغل ترمب بفعالية كبيرة الاتهامات الجنائية الموجهة ضده، مع عديد من التهم التي بلغت 91 تهمة جنائية، كوسيلة لتغيير حظوظه السياسية. بدت كل قضية جديدة وكأنها تستقطب مزيداً من التأييد له، ومعها ملايين الدولارات من المتبرعين المتعاطفين. صوَّر نفسه أشبه بالشهيد: "إذا كان هؤلاء الأشخاص الرهيبون في وزارة العدالة بإدارة بايدن قادرون على فعل ذلك بي، فتخيل ما يمكنهم فعله بك إذا لاحقوك". كان ترمب مثل مانع الصواعق، يتلقى الضربات نيابة عن الشعب الأميركي.

ولكن هناك جانباً آخر للقصة. فحملة ترمب تعاني تبخر الأموال. الموعد النهائي لتقديم التقارير إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية الأميركية كان الخميس الماضي، ومن الأرقام يبدو أن المنظمات المختلفة المؤيدة لترمب قد أنفقت أكثر مما جمعت عام 2023. سيقدم مديرو التمويل تفسيراتهم، ولكن لن يحتاج الموجز سوى كلمتين: أتعاب قانونية. لقد جرى إنفاق أكثر من 50 مليون دولار على القضايا المختلفة التي تتراكم ضد دونالد ترمب.

إن الأموال التي تنفق في الانتخابات الأميركية فاحشة. ومع ذلك، لا يمكن الفوز من دون إنفاق أموال هائلة في الولايات الرئيسة. شراء الإعلانات في الأسواق المختلفة حول البلاد يتطلب موارد ضخمة. وما أثبته العام الماضي هو أن التعقيدات القانونية لقضايا ترمب لها كلفتها إضافة إلى فوائدها.

ويبدو، في النهاية، أنه تلقى درساً قاسياً من الكلفة التي سيتكبدها.

جون سوبيل محرر الشؤون الأميركية الشمالية السابق في "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) ويقدم الآن بودكاست "وكلاء الأخبار" عبر الوسيلة الإعلامية "غلوبال"

© The Independent

المزيد من آراء