Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يؤثر التقارب الأميركي - التركي في النفوذ الكردي بسوريا؟

مراقبون أكدوا اتجاه واشنطن إلى أنقرة لترتيب الملف السوري وفق مصالحهما

القصف التركي على شمال شرقي سوريا طاول أهدافاً مدنية (اندبندنت عربية)

ملخص

ما قبل صفقة "أف-16" ليس كما بعدها، وميزان الربح والخسارة في الشمال الشرقي السوري مرتبط بالانسحاب الأميركي.

حسمت القائمة بأعمال وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند ما يدور من جدل عن نية بلادها الانسحاب أو البقاء في سوريا بقولها "لن ننسحب"، وذلك على هامش زيارتها إلى تركيا للمشاركة في اجتماعات الآلية الاستراتيجية للعلاقات التركية - الأميركية، ومع هذا الإعلان تنفست الصعداء القوات المحلية التي تدعمها واشنطن في الشمال الشرقي، ولا سيما المقاتلون الأكراد.

وترى المسؤولة الأميركية أن تنظيم "داعش" لا يزال ينشط، ولم تخف في تصريحات لها متانة الشراكة بين بلادها وتركيا ضد الإرهاب منذ عقود على رغم "عدم اتفاقنا أحياناً على كيفية إدارة هذه المعركة، إلا أنه من المهم أكثر المضي في تعزيز التعاون".

الصفقة الأميركية التركية حول طائرات "أف-16" وموافقة أنقرة على انضمام السويد إلى حلف الـ "ناتو" أنهت رحلة 20 شهراً من المفاوضات والمشاورات وأعادت مياه العلاقات لمجاريها، بخاصة في الملف السوري، وهذا ما وصفته نولاند بعودة "التعاون الكامل في مجالي الاقتصاد والأمن".

الخلاف والاتفاق

في غضون ذلك يسري قلق داخل مناطق النفوذ الكردي حيال التقارب التركي - الأميركي المتزايد، فمع كل تقارب دولي أو إقليمي يحدث تجاه تركيا سيكون الأكراد في ميزان المفاضلة، ولا سيما أن واشنطن تبقى الداعم الأول لقوات وحدات الحماية الكردية وكذلك المكون الأساس في قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي أسهمت مع التحالف الدولي بقيادة أميركا في مكافحة خطر تنظيم داعش.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم الضغط الأميركي على أنقرة للحيلولة دون عملية هجومية رابعة لاستكمال المنطقة الآمنة بالحدود الجنوبية على امتداد 30 كيلومتراً بعد ثلاث عمليات عسكرية تركية بين أعوام 2016 و2019، وهي "غصن الزيتون" و"درع الفرات" و"نبع السلام"، لا تزال الأحزاب الكردية العسكرية تشعر بالقلق حيال الصمت الأميركي من العمليات والغارات الجوية التركية على مواقعها في الشمال الشرقي.

ويأتي ذلك القلق بعد تصعيد تركي غير مسبوق وتغيير لطريقة القصف ليتجاوز ساحات ومواقع القتال إلى استهداف البنية الاقتصادية من المواقع الحيوية والنفطية والخدمية ومحطات الكهرباء والمياه ومواقع المدنيين، فضلاً عن تأثيره في نزوح بين المواطنين الذي يعيشون هجرة قسرية جديدة.

الفيدرالية والانسحاب

وتسعى الأحزاب الكردية، بخاصة الانفصالية منها، منذ عام 2012 إلى اتخاذ طريق ثالث تبتعد فيه من المعارضة والسلطة، ويتجه بالوقت ذاته إلى فرض خريطة خاصة بها في الشمال الشرقي للبلاد بالتوازي مع مشروع سياسي يهدف إلى إنشاء كيانات انفصالية.

ولعل الاشتراك مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي لإنهاء خطر "داعش"، وكذلك الظروف الداعمة لهم من قبل واشنطن والخلاف بين دمشق وأنقرة والفوضى التي تعيشها المنطقة، دفع الانفصاليين إلى إصدار "العقد الاجتماعي" في ديسمبر (كانون الأول) 2023، إذ يعد بمثابة دستور جديد يضع قدم الشمال الشرقي للبلاد على طريق الفيدرالية.

ويرى عضو المكتب التنفيذي للمنظمة الأثورية الديمقراطية كرم دولي في حديثه إلى "اندبندنت عربية" أن العلاقة الأميركية - التركية من وجهة نظر جيوسياسية وهي أبعد من الصفقات المباشرة، مستبعداً أن يكون لهذا التقارب انعكاس مباشر على واقع الشمال السوري.

ويشير دولي إلى أن تركيا مارست قصفاً بالطيران وهجمات بالمدفعية على مقار حزب العمال الكردستاني وقوات "قسد" ومواقع مدنية ومنشآت حيوية شمال وشرق سوريا، وأن "الضوء الأخضر متاح دوماً بهذه الصيغة".

وأضاف، "سبق وشاهدنا اتفاقات خلال أعوام 2017 و2018 و2019 بين الضامنيْن الروسي والأميركي، ولعل العامل الحاسم الذي سيترك تأثيراً على قوات سوريا الديمقراطية هو الانسحاب الأميركي وهو حالياً مستبعد، مستدركا "باعتقادي أن التسوية النهائية لسوريا بعيدة وهناك ملفات فائقة الأهمية وتحظى بأولوية ومنها حرب غزة، وقد تكون هناك فرصة لحل الملف السوري بصورة نهائية، ولا سيما ما بعد إنهاء تلك الحرب".

التقارب مع دمشق

وبحسب الباحث التركي في الشؤون السياسية فراس رضوان أوغلو فإن ما قبل صفقة "أف-16" ليس كما بعدها، "فميزان الربح والخسارة في الشمال الشرقي السوري مرتبط بالانسحاب الأميركي أو عدمه، فالانسحاب يعني بالضرورة تفاهم الأكراد مع الحكومة في دمشق، والبقاء يوازيه تقارب سوري - تركي، ولهذا تتجه واشنطن إلى أنقرة لترتيب الملف السوري وفق مصالحهما".

ويشير الباحث التركي إلى ارتباط وثيق بين تركيا والولايات المتحدة، منوهاً باتفاقات تجمعهما في المجالات كافة، لكن هذا التقارب ليس في كل الملفات الساخنة ولعل الملف السوري ضمنه، وقال "لا أظن أن هناك تقارباً في المسألة السورية ولا توجد أية سيناريوهات مطروحة بينهما، لكن السيناريو الأقرب للمنطق والعقل هو التقارب بين أنقرة ودمشق، ومن ناحية الفصائل الانفصالية في الشمال الشرقي فإن تركيا ترفض الارتباط مع حزب العمال أو الانفصال أو الفيدرالية بصورة نهائية وحاسمة وسيبقى التوتر قائماً، أما الفصائل المنضوية تحت الدعم الأميركي فستبقى قائمة، وكذلك الفصائل التي تدعمها تركيا حتى إيجاد حل سياسي وتقارب بين دمشق وأنقرة".

المزيد من متابعات