Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل استبق "حزب الله" العراقي ضربة أميركية بتعليق عملياته العسكرية؟

الموقف جاء بعد أيام على استهداف موقع عسكري محاذ للحدود مع الأردن وترك التكهنات مفتوحة أمام بقية الفصائل

ملخص

بيان الكتائب جاء بعد تحركات من قبل رئيس الوزراء العراقي لإبعاد شبح الصراع عن العراق ونزع فتيل الأزمة

أعلنت كتائب "حزب الله" العراق تعليق عملياتها العسكرية ضد القوات الأميركية في المنطقة "منعاً للإحراج الذي يقع على الحكومة العراقية".

وقالت كتائب "حزب الله" في بيان "نعلن تعليق العمليات العسكرية والأمنية ضد قوات الاحتلال (القوات الأميركية) - منعاً لإحراج الحكومة العراقية"، مضيفة "سنواصل الدفاع عن أهلنا في غزة بطرق أخرى، ونوصي كتائب حزب الله الحر بالدفاع السلبي (موقتاً) في حال حدوث أي عمل أميركي عدائي تجاههم".

وجاء في بيان كتائب "حزب الله" بعد اتهامات من قبل الإدارة الأميركية بتورط "حزب الله" باستهداف موقع عسكري أميركي يقع عند الحدود الفاصلة بين العراق والأردن وسوريا يعرف باسم قاعدة "البرج 22"، الذي تم استهدافه بطائرة من دون طيار مما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة العشرات.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي رداً على الهجوم "نعتقد أن الهجوم في الأردن تم التخطيط له وتوفير موارده وتسهيله من قبل مجموعة تسمى المقاومة الإسلامية في العراق، التي تضم مجموعات متعددة بما فيها كتائب حزب الله".

وتابع كيربي أنه بينما تستعد الولايات المتحدة للرد على الهجوم "من المرجح أن تكون هناك مراحل متعددة للهجوم المضاد"، وأضاف "سنرد وفقاً لجدولنا الزمني الخاص".

وعلى رغم إعلان الكتائب أنها لن تستهدف القواعد الأميركية، فإن ذلك لا ينطبق بالضرورة على بقية الفصائل المسلحة الموالية لإيران التي تستهدف القواعد الأميركية وتعتبرها "قوى احتلال"، فلم يصدر رد رسمي من قبل تلك الفصائل تعلن فيه أنها ستتخذ إجراءً مماثلاً شبيهاً بما أعلنت عنه "كتائب حزب الله".

بيد أن وزارة الدفاع الأميركية لم تأخذ هذا الإعلان بجدية وأكدت أن ما تنتظره هو "الأفعال".

وقال المتحدث باسم الوزارة بات رايدر، أثناء إيجاز صحافي "نأخذ بالأفعال لا بالأقوال"، مضيفاً "لا جدوى من تصعيد التوتر في المنطقة، ولكننا سنتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن مصالحنا وقواتنا".

تفاهمات تبعد الخطر

فيما أشار الخبير الأمني جمال الطائي إلى أن كتائب "حزب الله" استبقت الضربة الأميركية المتوقعة، فيما رجح أن يتم التوصل لتفاهمات لإبعاد خطر الضربة الأميركية.

وأضاف الطائي "هذا استباق للأحداث بعد الضربة التي استهدفت القاعدة الأميركية على الحدود العراقية - الأردنية - السورية، وأدت إلى سقوط قتلى من قبل الجانب الأميركي، وأكدت الولايات المتحدة الأميركية أنها سترد في الوقت المناسب وعلى شكل مراحل".

ولفت إلى أن الفصائل المسلحة الولائية أدركت خطورة الوضع بعد تصريحات المسؤولين الأميركيين، التي أكدت وجود ضربة عسكرية ستطاول العراق وسوريا لإنهاء الفصائل المسلحة.

وعن إمكانية إيقاف جميع الفصائل العراقية ضرباتها ضد القوات الأميركية، بين أن فصيلاً واحداً يمثل بقية الفصائل ولذلك ستوقف جميع الفصائل عملياتها، وقد تحصل تفاهمات لإيقاف التصعيد كون الجانب الأميركي لا يريد توسيع العمليات العسكرية لا سيما وأنهم أمام مشكلات في سوريا وباب المندب، لذلك من المستبعد أن تقدم على ضربة عسكرية في هذا الوقت.

الضربة الأميركية مستمرة

فيما يعتبر مدير مركز العراق للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل أن بيان "حزب الله" جاء بعد ضغوط إيرانية لتجنب استهداف القوات الأميركية، فيما استبعد أن توقف الولايات المتحدة الأميركية هجماتها ضد الفصائل المسلحة.

وأضاف فيصل "يبدو أن الضغوط الإيرانية اتسعت بشكل كبير على التنظيمات المسلحة للمقاومة الإسلامية العراقية وكذلك للمقاومة الإسلامية في سوريا، لتجنب استهداف القوات الأميركية المنتشرة في العراق وسوريا بسبب الضغوط الأميركية على إيران، من خلال التصريحات والبيانات المتكررة التي تتهم إيران بشكل مباشر بتزويد هذه الفصائل بالأسلحة والأموال والدعم اللوجيستي والمادي والعملياتي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورأى فيصل أن المواجهة بين التنظيمات المسلحة والقوات الأميركية ستأخذ أبعاداً خطيرة خصوصاً بعد مقتل الجنود الأميركيين في" البرج 22" على الحدود العراقية - السورية ـ الأردنية، وما لحقه من تداعيات خطرة واستعداد الولايات المتحدة لتوجيه هجمات واستهداف أسطول البحرية الإيرانية أو أدوات إيران، وهي الفصائل المسلحة في العراق وسوريا، إضافة إلى التحالف الدولي في البحر الأحمر، والحرب المستمرة مع الحوثيين.

واعتبر أن واشنطن لن تأخذ بيان كتائب "حزب الله" بالاعتبار كون الأخيرة تعتبر الولايات المتحدة "قوة احتلال"، في وقت أن الحكومة العراقية تعتبرها "قوات صديقة"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تدرك أن تعليق الكتائب موقت، وقد تعود إلى أسلوب الاستهداف إذا ما أنهت التعليق.

تحرك حكومي أبعد شبح الصراع

فيما أشار الكاتب والصحافي علي بيدر إلى أن بيان الكتائب جاء بعد تحركات من قبل رئيس الوزراء لإبعاد شبح الصراع عن العراق ونزع فتيل الأزمة.

وأضاف "كانت هناك تحركات لرئيس الوزراء تهدف إلى إبعاد العراق عن شبح الصراع، كون وضع العراق لا يسمح بمزيد من التصعيد، ورغبة الحكومة في الوقوف على الحياد وعدم تأييد أي قطب من أقطاب هذا الصراع"، لافتاً إلى أن الجماعات المسلحة تدرك أن الرد الأميركي سيكون أعنف لا سيما بعد مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين وسقوط عدد كبير من الجرحى.

واعتبر أن تدخل الحكومة كان رشيداً ونأمل في أن تتكرر الفكرة مع جماعات مسلحة أخرى لإبعاد العراق عن خوض مثل تلك الصراعات، وعدم جره لأن يكون جزءاً من المعادلة الإقليمية، إذ هناك من يرغب بتوسيع دائرة الصراع بما يجعل المنطقة ومن ضمنها العراق دائرة للصراع الإقليمي وجزءاً من الصراع الحاصل في الجزء الشرقي والغربي.

وعن سبب صدور البيان من "حزب الله" وليس من أطراف أخرى، بين بيدر أن كتائب "حزب الله هي الأكثر تطرفاً والأكثر تشنجاً ومرتبطة بأطراف إقليمية، وأن خطوة حزب الله ستدفع جماعات مسلحة إخرى لإيقاف العمليات المسلحة".

واستبعد أن تقوم الإدارة الأميركية بتوجيه ضربات إلى كتائب "حزب الله" باعتبار أن هناك تأكيدات من قبل الحكومة العراقية للجانب الأميركي، تفيد بأن "حزب الله" لا علاقة له بالهجوم الأخير.

هجمات لن تتوقف

فيما بين أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عصام الفيلي أن إيقاف هجمات "حزب الله" لا يعني تعليق هجمات كل الفصائل.

وقال إن "استهداف الجنود الأميركيين جعل (حزب الله) يسعى إلى تخفيف حدة التوتر وامتصاص الغضب الأميركي، خصوصاً بعد إعلان واشنطن عزمها استهداف شخصيات كبيرة في الفصائل، لذا قد يكون هناك خشية من تكرار استهداف قيادات كبيرة كما جرى مع قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس".

وبين أن هناك فصائل أخرى لم تعلن إيقاف العمليات العسكرية مما يعني وجود آراء متعارضة في هذا الشأن، مؤكداً وجود توافق أميركي - إيراني على ضرورة عدم اتساع رقعة الأهداف "لأننا نعيش بمفهوم الفوضى العالمية والإقليمية، والساحات تتداخل في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وإيران".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات