Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خلفيات تعليق "كتائب حزب الله" العراقية هجماتها على القوات الأميركية

يرى مراقبون أن توازن العنف في المنطقة يختل بالنسبة للولايات المتحدة بحال مقتل أحد جنودها

متظاهر من "الحشد الشعبي" يرفع علم "كتائب حزب الله" أمام سور السفارة الأميركية في بغداد، في 31 ديسمبر الماضي (رويترز)

ملخص

تقول مصادر إن طهران، خوفاً من رد فعل أميركي واسع النطاق، قالت علناً إنها غير متورطة بالهجمات وبعثت رسائل غير معلنة إلى "كتائب حزب الله" للتوقف

قالت أربعة مصادر إن فصيلاً عراقياً قوياً نفذ عشرات الهجمات ضد القوات الأميركية منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اضطر لإعلان وقف هجماته بعد ضغوط من طهران وأحزاب عراقية مشاركة في الحكم شعرت أن الفصيل تجاوز الخط الأحمر.
وقالت واشنطن إن "كتائب حزب الله" المسلحة المتحالفة مع إيران ضالعة في هجوم بطائرة مسيرة، الأحد الماضي، على الحدود الأردنية- السورية أودى بثلاثة جنود أميركيين وأصاب العشرات وتعهدت الرد بقوة. وقالت "كتائب حزب الله - العراق"، الثلاثاء، إنها أوقفت كل الهجمات على القوات الأميركية لعدم رغبتها في إحراج الحكومة العراقية وأبدت ملاحظات علنية نادرة عن خلافات مع إيران وما يسمى "محور المقاومة".
وقال محللون وسياسيون، إن الإعلان المفاجئ هو أوضح علامة حتى الآن على أن طهران والجماعات العراقية صاحبة النفوذ تريد تجنب صراع إقليمي يتعلق بالحرب في غزة، فيما يمثل فاصلاً بعد عشرات الهجمات على القوات الأميركية منذ أكتوبر 2023.

ساحة صراع

وقال ريناد منصور الباحث البارز في مركز "تشاتام هاوس" البحثي في ​​لندن، إن "الجماعات في حكومة بغداد تشعر بقلق من أن يصبح العراق ساحة لصراع إقليمي أوسع ولديها أسباب داخلية لعدم الرغبة في المخاطرة بالوضع الراهن".
وأنهت عشرات الهجمات على القوات الأميركية في سوريا والعراق، نفذتها جماعة "المقاومة الإسلامية في العراق" التي ينضوي تحت لوائها فصائل مسلحة منها "كتائب حزب الله"، هدنة استمرت شهوراً بين الفصائل والقوات الأميركية وزعزعت جهود الحكومة لتحقيق الاستقرار في البلاد بعد عقود من الصراع.
وقالت المصادر الأربعة، وبينهم سياسي شيعي ومسؤول عراقي وشخص اجتمع بفصائل مسلحة في الأيام القليلة الماضية، إن قتل جنود أميركيين في الأردن، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، كان خطوة ذهبت بعيداً.
وقالت المصادر إن طهران، خوفاً من رد فعل أميركي واسع النطاق، قالت علناً إنها غير متورطة وبعثت رسائل غير معلنة إلى "كتائب حزب الله" للتوقف، وساعدت فصائل شيعية عراقية مشاركة في الحكومة في التوسط لإنهاء الهجمات. ولم يرد مسؤولون إيرانيون على طلبات وكالة "رويترز" التعليق.
وقال سياسي شيعي مطلع "يأتي هذا نتيجة لضغوط داخلية ولرغبة جارتنا (إيران) في وقف التصعيد".
وقال مصدر آخر "كان جهداً جماعياً حقيقياً بمشاركة الجارة"، مشيراً إلى أن الفصائل العراقية الأخرى التزمت أيضاً وقف الهجمات لكنها قد تستأنفها إذا حدث رد أميركي قوي. وأضاف المصدر "إذا توسعت الولايات المتحدة في الأيام المقبلة، فقد تتغير الأمور".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


توازن محفوف بالمخاطر

في عام 2020، قتلت الولايات المتحدة قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني وزعيم "كتائب حزب الله" أبو مهدي المهندس في غارة بطائرة مسيرة على مطار بغداد الدولي. وجاءت الضربة بعد أيام من تحميل الولايات المتحدة "كتائب حزب الله" مسؤولية مقتل مقاول أميركي، ويخشى مسؤولون عراقيون من أن يؤدي رد فعل قوي مماثل إلى دورة جديدة من العنف.
ويضم "الإطار التنسيقي" للقوى الشيعية في العراق، الداعم الرئيس للحكومة، فصائل عراقية مثل "منظمة بدر"، و"عصائب أهل الحق" التي قاتلت القوات الأميركية لسنوات بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، لكنها حولت تركيزها في الآونة الأخيرة إلى تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية.
وقالت خمسة مصادر مطلعة إن هذه الجماعات عارضت هجمات الآونة الأخيرة التي استهدفت القوات الأميركية مما أدى إلى خلاف معلن نادر الحدوث مع الفصائل المتشددة التي شعرت أن غطاءها السياسي يتداعى.
وقال مصدر قريب من كبار قادة الجماعات في "المقاومة الإسلامية"، إنهم "شعروا بأن ظهورهم إلى الحائط".
وفي إعلان إنهاء هجماتها، قالت "كتائب حزب الله" إن إيران وحلفاء آخرين "غالباً ما يعترضون على الضغط والتصعيد ضد قوات الاحتلال الأميركية".
وقال منصور، الباحث في "تشاتام هاوس"، إن "هناك دائماً توازناً بين القتال واستعراض القوة لكن من دون رغبة في الذهاب بعيداً بالتصعيد، ومن ثم يحاولون الحفاظ على توازن عنف محفوف بشدة بالمخاطر".
ومضى يقول "يختل هذا التوازن مع مقتل جنود أميركيين، كما حدث في عام 2019 حين أدى ذلك إلى قتل الولايات المتحدة لسليماني والمهندس".

المزيد من متابعات