Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حقيقة الغرامة المالية عن التقبيل تثير الشارع السوري

الأوقاف نفت وجود ما يسمى "شعبة الأخلاق العامة" لديها

نالت الغرامة المزيفة عن التقبيل استهجان السوريين (اندبندنت عربية)

حسمت وزارة الأوقاف السورية جدلاً واسعاً شهده أخيراً الشارع السوري وعلى منصات التواصل الاجتماعي حول حقيقة ما تداوله ناشطون لصورة إيصالٍ مالي يندرج تحت ما سمي "غرامة فعل فاضح" في الأماكن العامة. ونفت الأوقاف صور الإيصالات ووصفتها بـ "المزورة" كما جاء في بيان لها على صفحاتها الرسمية على موقع التواصل "فيسبوك"، مؤكدة أن "الصورة" محض كذب وأن الوثيقة لا تمت للحقيقة بصلة، نافية وجود ما يسمى "شعبة الأخلاق العامة" لديها كما ورد بالإيصال المزور.

تضليل الجمهور

وألقت الوزارة بتهمة تزوير الوثيقة لجهات خارجية لم تحددها بالاسم ووصفتها بـ "الخونة"، و"تبيّن من خلال التدقيق أن هذه الوثيقة صادرة عن الخونة خارج القطر، وأن وزارة الأوقاف تحتفظ بحقها في اتباع السبل القانونية تجاه المواقع والصفحات التي تقوم بنشر الوثيقة" بحسب تعبيرها. وإزاء ذلك الرد من الأوقاف السورية، تنادى بعض الشخصيات الناشطة في مجال حقوق الإنسان في الداخل السوري إلى التنصل من مواقفها وسحب سيل تهمها بحق الأوقاف.

وكال الناشطون نشروا انتقادات طاولت أيضاً مديرية الحدائق في محافظة دمشق بعد نشر صورة أخرى مزوّرة عن غرامة التقبيل في الحدائق والأماكن العامة قبل أيام.

ثمن العواطف

في المقابل، قال ناشطون إنهم على الرغم من تعرضهم للتضليل يؤكدون وجود عقوبة كهذه، وهي من العقوبات الرادعة في محافظة دمشق لفعل أي عمل غير اجتماعي.

في غضون ذلك، يرى الناشط الحقوقي أحمد باشا أن الحريات الشخصية تكفل بها كل الدساتير والقوانين إذ لا تؤثر في المجتمع أو تترك ضرراً على الناس، "هذه الصورة مزيفة وهي بالتأكيد تهدف إلى تضليل السوريين، ولا بد من التفريق بين التقبيل من جهة والفعل الفاحش الذي يعاقب عليه القانون، ماذا يحدث إن قبّلت فتاة شاباً، هل تحتاج العواطف لمحاسبة؟

وفي مستهل ذلك، أعلن عضو مجلس الشعب السوري نبيل الصالح أنه "على الرغم من استمرار عداء وزارة الأوقاف لنا إلا أن إنصاف الخصم من شيم الشجعان، صورة القرار المتداولة حول إخصاء من يقدم على عمل فاضح بفتوى هي صورة مزيفة"، وأضاف "لا علاقة لهذا التزييف بغرامة محافظة دمشق للمعانقة فهي قرار قديم فعّل أخيراً".

هجوم متبادل

ومع تعرض البرلماني نبيل الصالح، الناطق باسم تحالف العلمانيين السوريين لهجوم من قبل ناشطين ملقين باللوم عليه للترويج لتضليل الصورة المزيفة، ما زال يخوض معارك لإلغاء تدريس التربية الدينية حتى تكون أكثر تطوراً، وأعدّ مذكرة بهذا الخصوص لوزارة التربية لاقت القبول. ونشر البرلماني السوري عبر صفحته الرسمية على فيسبوك في وقت سابق مناشدة لمن وصفهم ناخبين له، وبعضهم من العشاق، لعدم التوقف عن التقبيل، وهو في المقابل، سيتبرع براتبه البالغ 62 ألف ليرة سورية (حوالى 100 دولار أميركي) كتسديد للمخالفين من العشاق، داعياً بقية زملائه البرلمانيين للتضامن معه مالياً.

مؤيدون على الرغم من التزوير

وعلى المقلب الآخر، لم يدم ابتهاج المؤيدين للغرامة المالية حين اكتشاف زيفها، واعتبرت مجموعة أخرى أن هذه الغرامة إن صُدقت وطبّقت ستحد من الأفعال غير الأخلاقية التي تمارس في حدائق العاصمة السورية بحسب تعبيرهم. ويقول أحدهم "كم أتمنى لو ظلّت هذه الغرامة وفعّل تطبيقها على المخالفين لأنها بالتالي ستكبح جماح الأفعال غير اللائقة وغير المهذبة التي تمارس في الحدائق".

وأضافت سيدة تشاهد ذلك في حدائق منها حديقتا تشرين والسبكي، "لم تعد الحدائق للعائلات بل للشبان والفتيات للتسكع وممارسة أعمال تخدش الحياء".

تحري المصدر

الجدل الواسع بين مؤيد الغرامة وبين الرافضين لها، ذهب أدراج الريح بعد اكتشاف زيفها مع ممارسة تضليل واسع لجمهور لم يتابع مصدر الصورة أو يتحرى صدقها. ونصح الناشط الحقوقي أحمد باشا الجمهور بالتحري عن أي خبر يصدر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً أن الجمهور يثق بشكل كبير بها.

البوسة بـ 500 ليرة

وباتت القُبلة أو بالعامية "البوسة" كما تقال باللهجة السورية الدارجة، مادة للتندر الواسع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي وصلت حد نشر صورة مركّبة تتهكّم على الغرامة المزعومة. وظهرت لقطة من مسلسل سوري اسمه "الانتظار" يظهر فيه ممثلان وهما تيم حسن بدور شاب صاحب سوابق في حديقة في لقاء مع الممثل قاسم ملحو بدور شرطي.

ويسخر الناشطون بحوار مفبرك إذ يمسك رجل الشرطة بيده ألف ليرة سورية، طالباً من صاحب السوابق أن يأخذ قبلة ثانية من حبيبته لأنه ليس لديه 500 ليرة حتى يرجعها له بعد اقتطاع الغرامة.

المزيد من تحقيقات ومطولات