Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محادثات إسرائيلية - أميركية بشأن الرهائن وكاميرون يرى تقدما نحو وقف قتال غزة

وكالات الإغاثة تخشى وصول سوء التغذية إلى مستوى حاد وفرنسا تندد بقصف مركز إيواء أممي

قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون بعد جولة في الشرق الأوسط، اليوم الجمعة، إنه تم إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة وجلب المزيد من المساعدات وإطلاق الرهائن الإسرائيليين المحتجزين هناك.

وفي مقابلة في إسطنبول، محطته الأخيرة في الجولة، قال كاميرون إن إسرائيل تدرس اقتراحاً بريطانياً بفتح ميناء "أسدود" أمام الشحنات إلى غزة، لكن الأمر "سيتطلب الكثير من الضغط" للتوصل إلى اتفاق.

أضاف كاميرون "التوصل إلى هدنة نوقف فيها القتال ونبدأ في النظر في كيفية إدخال المساعدات وإخراج الرهائن. أعتقد أن هناك احتمالاً للتوصل لذلك"

كامل وفوري

وقال مصدر دبلوماسي تركي إن وزير الخارجية هاكان فيدان أبلغ نظيره البريطاني، خلال اجتماع في إسطنبول، بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة. وذكر المصدر أن لقاء الوزيرين استمر 90 دقيقة تقريباً، وتلته محادثات بين وفدين من البلدين، وناقشا الحرب في غزة والعلاقات الثنائية وتصديق تركيا على طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وأضاف المصدر أن فيدان أبلغ كاميرون بأن وقف إطلاق النار، بشكل كامل وفوري، وحل الدولتين للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني ضروريان من أجل تحقيق السلام الدائم.

غير صالحة للعيش

في الأثناء، حذّر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من أن الهجمات المتواصلة على البنية التحتية في غزة والطقس البارد تهدد بجعل القطاع الفلسطيني "غير صالح للعيش على الإطلاق"، وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية أجيث سونغاي "أخشى أن يموت المزيد من المدنيين"، وأَضاف "الهجمات المتواصلة على المرافق التي تحظى بحماية خاصة مثل المستشفيات ستؤدي إلى مقتل مدنيين وسيكون لها تأثير هائل على إمكانية الحصول على الرعاية الصحية والسلامة والأمن".

وأبدى سونغاي قلقه أيضا إزاء تأثير الطقس الممطر والبارد في غزة، وقال "إنه أمر متوقع تماماً في هذا الوقت من السنة، ويهدد بجعل الوضع غير الصحي أصلاً غير صالح لحياة الناس على الإطلاق"، وأكمل "معظمهم ليس لديه ما يكفي من الملابس أو الأغطية. وبالكاد يمكن إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال القطاع حيث يتواصل القصف الإسرائيلي".

واعتبر سونغاي أن انتقال القصف والقتال الدائر في شوارع خان يونس إلى رفح جنوباً سيسفر عن "وضع كارثي" لنحو 1.3 مليون شخص نزحوا إلى البلدة المتاخمة للحدود المصرية في محاولة لتجنب القصف الإسرائيلي.

أكثر من 26 ألفاً

وسط هذه الأجواء، أفادت وزارة الصحة، في غزة، في بيان، اليوم الجمعة، بأن ما لا يقل عن 26083 فلسطينياً قتلوا وأصيب 64487 آخرون في الغارات الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وأضافت الوزارة أن نحو 183 فلسطينياً لقوا حتفهم وأصيب 377 آخرون في القصف الإسرائيلية خلال الساعات الـ 24 الماضية.

إصابة 38 ضابطاً وجندياً في معارك غزة

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 38 ضابطاً وجندياً في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، وأيضاً ارتفاع عدد الضباط والجنود المصابين منذ بداية الحرب إلى 2748، ومنذ بدء الهجوم البري إلى 1258، وأشار إلى أن 396 ضابطاً وجندياً ما زالوا يعالجون في المستشفيات، من بينهم 38 مصاباً بجروح خطيرة.

اتفاق جديد

على صعيد آخر، لفت مصدران لـ"رويترز" إلى أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ونظيره الإسرائيلي سيلتقيان مسؤولين قطريين خلال الأيام المقبلة لإجراء محادثات في شأن اتفاق جديد للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة.

وقال مسؤول إن بيرنز ومدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد بارنيا سيلتقيان رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في أوروبا مطلع الأسبوع.

وقال المصدر الثاني إن رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل سيشارك في المحادثات.

وتحاول إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسهيل إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة متبقين ممن احتجزتهم "حماس" خلال الهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، والذي أعقبته حرب إسرائيل على قطاع غزة التي دخلت شهرها الرابع.

والتقى رئيسا الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية مسؤولين قطريين ومصريين في وقت سابق ضمن جهود الوساطة التي أثمرت عن هدنة قصيرة في نوفمبر (تشرين الثاني) وإطلاق سراح أكثر من 100 رهينة.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي للصحافيين المرافقين للرئيس الأميركي على متن طائرة الرئاسة إن بيرنز "كان له دور في صفقة الإفراج عن الرهائن السابقة، ويساعدنا في إتمام صفقة أخرى".

ورفضت وكالة الاستخبارات المركزية التعليق على أنباء المحادثات التي كانت صحيفة "واشنطن بوست" أول من كشف عنها.

ويقول مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إن إسرائيل تعهدت القضاء على حركة "حماس" ونفذت سيلاً من الضربات التي دمرت معظم أنحاء غزة وقتلت ما لا يقل عن 25700 شخص.

وقالت "حماس" الخميس إنها ستلتزم أي قرار بوقف إطلاق النار في غزة تصدره محكمة العدل الدولية شرط التزام إسرائيل.

وقالت إدارة بايدن في مناسبات عدة إنها تدعم وقفاً موقتاً لإطلاق النار يسمح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية، لكنها لا تدعم وقفاً كاملاً.

ومن المتوقع أن يتوجه وزير الخارجية القطري إلى واشنطن الأسبوع المقبل بعد المحادثات المتوقعة في مطلع الأسبوع.

الضحايا المدنيون

قال مسؤولان أميركيان مطلعان لـ"رويترز" إن الولايات المتحدة فتحت قناة مع إسرائيل لبحث المخاوف المتعلقة بالحوادث التي تقع في غزة ويسقط فيها قتلى ومصابون في صفوف المدنيين خلال عمليات للجيش الإسرائيلي، وكذلك استهداف مرافق مدنية.

وفتحت القناة بعد اجتماع لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع حكومة الحرب الإسرائيلية في وقت سابق هذا الشهر عبر فيه الوزير عن قلقه في شأن التقارير "المستمرة" عن ضربات إسرائيلية على مواقع تابعة لمنظمات إنسانية أو أدت إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين.

وأوضح أحد المسؤولين أن بلينكن قال خلال الاجتماع لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس إن واشنطن في حاجة إلى معرفة "ما الإجابات" عندما يتعلق الأمر بتقارير عن مثل هذه الضربات وتسعى إلى "قناة موثوقة" يمكن من خلالها للولايات المتحدة إثارة مثل هذه القضايا مع الإسرائيليين بشكل دائم.

ولم يسبق أن جرى الإعلان عن وجود هذه المبادرة، وطلب المسؤولان الأميركيان عدم الكشف عن هويتهما بالنظر إلى التفاصيل الحساسة المحيطة بها.

إحباط أميركي

وتأتي القناة وسط ضغوط متزايدة على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بسبب الخسائر الفادحة التي تلحق بالمدنيين الفلسطينيين بسبب الحملة الإسرائيلية ضد حركة "حماس" والتي أودت وفقاً لوزارة الصحة في غزة بحياة أكثر من 25 ألف شخص.

كما تعكس إحباط واشنطن إزاء إخفاق إسرائيل في تخفيف محنة المدنيين المحرومين منذ منتصف أكتوبر من معظم المساعدات التي كانت تتدفق في السابق إلى القطاع فضلاً عن عدم توافر الرعاية الطبية الكافية لأكثر من 62 ألف مصاب.

وقال مسؤول أميركي آخر إن واشنطن تثير مع الإسرائيليين من خلال القناة التي يجري العمل عبرها منذ أسابيع، "كل حادثة تبعث قلقاً" تتعلق بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. ويحقق الإسرائيليون بالتحقيق ومن ثم يقدمون تقييماً للأميركيين.

وأوضح المسؤولون أنه في بعض الحالات قدم الإسرائيليون معلومات إضافية توضح ما حدث، فيما أقروا في حوادث أخرى بأنهم "ارتكبوا خطأ".

ورداً على سؤال حول القناة، رفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية التحدث عنها بصورة مباشرة لكنه قال إن واشنطن تؤكد أنه يجب على إسرائيل حماية المرافق الإنسانية واتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.

وقال المتحدث "عندما نرى تقارير عن حوادث تثير المخاوف، فإننا نتحدث عن تلك الحوادث مباشرة مع حكومة إسرائيل ونطلب معلومات إضافية".

وقال المسؤولون إن القناة تعمل من خلال دبلوماسيين في السفارة الأميركية في القدس والمكتب الإقليمي لوزارة الخارجية الذي يركز على الشرق الأوسط والمبعوث الخاص للرئيس جو بايدن للقضايا الإنسانية في المنطقة ديفيد ساترفيلد.

تنديد فرنسي

ونددت فرنسا الخميس بالقصف على مركز إيواء للأمم المتحدة الأربعاء في خان يونس بجنوب قطاع غزة، بحسب بيان أصدرته وزارة الخارجية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشددت الخارجية الفرنسية على ضرورة "حماية مواقع الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني الذين يعد عملهم ضرورياً للسكان المدنيين في غزة"، داعية إسرائيل إلى "الامتثال للقانون الإنساني الدولي".

وأسفر هذا القصف عن 13 قتيلاً، وفق وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

مخالب الجوع

في شمال قطاع غزة الذي سحقته الضربات الإسرائيلية وأصبح من الصعب الوصول إليه، تهجم حشود من فلسطينيين جوعى وبائسين على شحنات المساعدات الشحيحة. ويقول عمال الإغاثة إنهم يرون أناساً في حالة هزال يتضورون جوعاً وهو ما يتبين من شكل أعينهم الغائرة.

وينشب الجوع مخالبه في قطاع غزة بأكمله الذي يعيش فيه 2.3 مليون شخص تحت القصف الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر بعد اندلاع الحرب مع مسلحي حركة "حماس". وحذرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع من أن جيوباً في المنطقة تواجه خطر المجاعة.

ويقول عمال إغاثة إن المناطق القريبة من الحدود المصرية تحصل على إمدادات محدودة من المواد الغذائية المستوردة، لكن هناك كارثة يواجهها الناس في شمال ووسط القطاع حيث يدور أشرس قتال.

وقال منسق فريق الطوارئ الطبي بمنظمة الصحة العالمية في غزة شون كيسي إن "الوضع الغذائي في الشمال مروع تماماً. ولا يتوفر أي طعام تقريباً وكل من نتحدث إليهم يلتمسون الحصول على الطعام".

ولا تتوفر بيانات شاملة عن الجوع في غزة لأن وكالات الإغاثة تجد صعوبة في الانتقال والتواصل في غمرة القتال. وتعتزم الوكالات تقييم سوء التغذية من طريق قياس محيط أذرع الأطفال بحثاً عن علامات على الهزال وفقدان كتلة الجسد.

وقال تقرير مدعوم من الأمم المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) إن جميع سكان غزة يواجهون الجوع بمستويات الأزمة وخطراً متزايداً من حدوث مجاعة.

وتحدث مسعفون في مستشفيات غزة عن أطفال يولدون مرضى لأمهات يعانين من سوء التغذية وعن رضع يفقدون الوزن، وأمهات جفت أثداؤهن وعجزن عن إرضاع أطفالهن طبيعياً وعن مصابين أضعفهم الجوع لدرجة لا تمكنهم من مقاومة العدوى.

وفي جناح بمستشفى رفح، أشار طبيب الأطفال جبر الشاعر إلى طفل انخفض وزنه إلى 5.5 كيلوغرام بعد أن كان يزن 7.5 كيلوغرام قبل شهر ونصف الشهر.

وليس لدى والدته شروق شعبان التي ترضع طفلها من ثديها إلا القليل من الطعام الذي تقتات عليه. ومثل معظم الآخرين في جنوب غزة، تعيش الآن على القليل من الخبز والأغذية المعلبة.

سوء التغذية

تتوقع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن أكثر من 10 آلاف طفل في غزة معرضون لخطر الهزال ونقص الوزن غير الطبيعي خلال الأسابيع المقبلة، وهو أحد أخطر نتائج سوء التغذية الذي قد يعوق نمو البدن والدماغ.

وقال نيك ماينارد، وهو جراح بريطاني عمل في وسط غزة في ديسمبر وأوائل يناير (كانون الثاني) مع جمعية العون الطبي للفلسطينيين "رأينا أشخاصاً كثراً في هزال شديد يجلسون ويحملقون في الفراغ ويبدو عليهم الضعف والإرهاق، هناك أدلة شديدة الوضوح على وجود أشخاص يعانون الآن سوء التغذية".

وقال الطبيب في منظمة الصحة العالمية الذي زار شمال غزة خلال الآونة الأخيرة أياديل ساباربيكوف، إنه رأى أطفالاً وكباراً تظهر عليهم علامات الهزال ونقص الوزن غير الطبيعي. وتحدث عن أشخاص يأتون يتسولون الطعام ويرفعون أيديهم إلى أفواههم في استجداء طلباً للغذاء.

وقال "رأيت أطفالاً في الشوارع يعانون سوء التغذية بوضوح من خلال النظر في وجوههم. كان هزالهم واضحاً. وكانت أيديهم نحيفة وأعينهم غائرة". وقال إنه يعتقد أن اثنين أو ثلاثة من كل 10 أطفال رآهم ينطبق عليهم هذا الوصف.

في بداية الحرب، وبعد هجوم حركة "حماس" الذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص، أعلنت إسرائيل أنها قطعت جميع الإمدادات عن غزة. ووافقت في وقت لاحق على السماح بدخول المساعدات الإنسانية، لكن ما يدخل إلى الجيب الساحلي الآن أقل بكثير مما كان عليه قبل السابع من أكتوبر.

وتقول السلطات الصحية في القطاع الذي تديره "حماس" إن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة أسفرت عن مقتل 25900 فلسطيني في الأقل منذ السابع من أكتوبر.

وتقول وكالات الإغاثة إن عمليات التفتيش الإسرائيلية تعرقل توصيل المساعدات إلى غزة وإن الجيش يمنع توزيعها خارج المنطقة الجنوبية المحيطة برفح.

ونفى المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي فرض قيود على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وأرجع أي مشكلات إلى قدرة الأمم المتحدة على التوزيع.

لكن المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي عبير عطيفة قالت إن هناك "قيوداً منهجية" على وصول المساعدات إلى الشمال، ونقلت عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قوله إن إسرائيل لم تسمح إلا بدخول نحو ربع شحنات المساعدات التي كان من المعتزم وصولها هناك.

اليأس

وتعتقد المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) جولييت توما، أن نحو 200 ألف شخص ما زالوا في الشمال. وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تحققت منها "رويترز"، مشاهد فوضوية مع اندفاع حشود من الأشخاص اليائسين نحو المساعدات.

ووصف ماينارد، الجراح البريطاني، طفلاً في السابعة أو الثامنة من عمره يقترب منه في المستشفى ويطلب الطعام. وأضاف أن الطفل "قال إن جميع أفراد عائلته قتلوا ولم يأكل منذ ثلاثة أيام".

وحتى في الجنوب، يفتقر الناس إلى ما يسد رمقهم. ويقول سكان غزة إنهم لجأوا إلى طحن علف الحيوانات لإنضاج خبز جاف لا يستطيعون قضمه تقريباً.

وقال فلسطينيون أجرت "رويترز" مقابلات معهم إنهم غالباً ما يمضون أياماً من دون تناول الطعام أو إنهم لا يستطيعون تناول الطعام إلا مرة واحدة في اليوم. والطعام المتاح تجارياً لا يمكن تحمل كلفته تقريباً.

وقالت هيذر ستوبو من منظمة العمل ضد الجوع إن التهديد الأكبر في غزة هو سوء التغذية الحاد الشديد الذي يحدث حين لا يحصل الناس على الفيتامينات والمعادن والبروتينات التي تمكن الجسم من القيام بوظائفه. والأطفال يكونون في هذه الحالة أكثر عرضة لخطر الموت.

وقبل الحرب، كانت مريم من مدينة غزة تطعم عائلتها وجبة إفطار مكونة من البيض والحليب والجبن والفاصوليا والفلافل والحمص والطماطم والخيار والخبز. والآن، في أحسن الأحوال، لا يجدون إلا قطعة خبز مع بعض الزعتر المطحون. والغداء أو العشاء هو الآن جزء صغير من السردين المعلب أو التونة يتقاسمه عدد كبير من الناس، ويضطرون إلى الاكتفاء بوجبتين.

وعثرت مريم في الآونة الأخيرة على البيض في السوق للمرة الأولى منذ أشهر، ودفعت أكثر من أربعة أضعاف ما كانت تدفعه سابقاً. وقالت إن الأطفال تقافزوا فرحاً وسروراً حين رأوا البيض.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط