Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إذا أغلق جونسون مجلس العموم ستبقى أبواب برلمان الشعب مشرعة

يضع رئيس الوزراء الحكومة في مواجهة الشعب لكن حملة "الأفضل لبريطانيا" تقاومه داعية إلى عقد مجلس العموم في موقعٍ بديل

مع عودة النوّاب هذا الأسبوع إلى قصر ويستمنستر حيث ينعقد البرلمان، كان سيحصل شيء ما. وليس هذا الشيء "تعليق" البرلمان (حتى الان على الاقل) ولكنه بداية ثورة بريطانية. بدأ النواب يدركون شيئاً فشيئاً أنّ مجلس العموم ليس مجموعة من المقاعد الخضراء فقط بل مجلساً ينبض بالحياة ولايمكن إخضاعه أو كمّ فمه.  

يعتقد بوريس جونسون على ما يبدو أن  رئيس الوزراء هو من يمنح  مجلس العموم ثقته كي يستطيع الالتئام وليس المجلس هو من يعطيه ثقته كي يُسمح له بالاستمرار في منصبه، وهذا ينمّ عن فهمه الخاطئ للتاريخ.

بدأ مجلس العموم بالانعقاد بشكل منفصل عن مجلس اللوردات في القرن الرابع عشر أي قبل أن يأذن الملك هنري الثامن لأعضائه باستخدام كنيسة القديس ستيفن في قصر ويستمنستر بمئتي عام. ومنذئذٍ، صارتاريخ المجلس حافلاً بأمثلة متميزة وراسخة على تحدّيه السلطة التنفيذية والنخبة، إذ تفوّق دور البرلمان على دور الملكية بينما تقدّم مجلس العموم على مجلس اللوردات من حيث الأهمية.

في هذا المنعطف التاريخي الحالي، على البرلمان الاستعداد لفرض دوره من جديد. وقد خطا الخطوة في هذا الاتجاه حين دعت مجموعة تضمّ أكثر من 50 نائباً من مختلف الأحزاب تدعمها حملة "الأفضل لبريطانيا"  إلى انعقاد "برلمان الشعب".

يستطيع الملك ألكساندر بوريس دو فيفل جونسون إغلاق أبواب قصر وستمنستر بقرار التعليق ولكنه لا يستطيع منع مجلس العموم من الانعقاد في مكان بديل. فالنواب مفوضون من قبل الناخبين كي يمثّلوهم ويدافعوا عنهم وعليهم أن يفعلوا ذلك تماماً. ربّما تكون "رويال فيستفال هول" التي شُيّدت احتفالاّ بمهرجان بريطانيا، مكاناً مناسباً لعرض العضلات هذا، ومن جهة ثانية، قد يكون  "كوين إليزابيث 2 كونفيرانس سنتر" مفيداً أكثر من النواحي العملية كموقع لالتئام البرلمان، وإن اختارالبرلمان  أن ينعقد في موقع خارج لندن فسيكون ذلك بمثابة الإشارة إلى نيّته تجريد العاصمة من بعض النفوذ الذي تتمتع به حالياً.

لكن بغضّ النظر عن المكان الذي ينتقيه ، على البرلمان ألا يغيب في الوقت الذي تتجه البلاد فيه نحو خيار اللا اتفاق. فوظائف المواطنين ومستويات معيشتهم في خطر. كما أن عشرين عاماً من السلام صعب المنال في جزيرة إيرلندا، هي الأخر بخطر. ويُحدق الخطر أيضاً بقرابة قرن كامل من العلاقات الطيبة مع الجيران الأوروبيين. وما هو سبب كلّ هذا؟

إن تسرّع رئيس الوزراء في مغادرة الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق لا يخدم "إرادة الشعب" الذي لم يصوّت لقرار كهذا إطلاقاً. أما الفكرة التي يُروَّج لها بأنّ عدم الاتفاق ضروري للتعبير عن رغبات المجتمعات المهملة في البلاد فهي ليست أكثر من كلام فارغ لا تخفي تفاهته على أحد . لن تستفيد أية جماعة محرومة من وجود ثقب بقيمة 90 مليار جنيه استرليني في جيب الحكومة إذا خرجنا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق. وبدلاً من استعادة السيطرة على مقدراتها هاهي البلاد تخرج عن السيطرة تماماً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يسعى جونسون إلى التحضير لانتخابات يؤلب فيها "الشعب" على مؤسسة البرلمان. وتستند هذه المعركة الزائفة إلى الإعتقاد بأنّ الديمقراطية يجب ألا تتجسد بالمؤسسات السياسية وأو بكيفية تعبير هذه المؤسسات عن مواقفها المتبدلة.  بل يسعون إلى تطبيق ديمقراطية معينة رسم حدودها الضيقة يوم وحيد من عام 2016  يجري استغلاله حجّة لكل مسار مدمّر تسير عليه الحكومة.

إن وجود برلمان قوي يفضح حقيقة أننا نلحق بأنفسنا  الأذى الناجم عن الخروج "من دون اتفاق"  إرضاءً لقلّة نافذة لا غير. وبالنسبة لهذه الجماعة المهووسة، يُعتبر تنفيذ بريكست مهما كان الثمن  أمراً يتعلق بكبريائها وحسّها الذكوري قبل أي اعتبار. فمعظم المتحمسين للخروج من الاتحاد الأوروبي هم من أصحاب الثروات الذين ستحميهم أموالهم من عواقب هذه الخطوة.

تساعد حملة "الأفضل لبريطانيا" من تبقّى من الناس مثلنا على مقاومة هذا المسار عبر حشد الدعم المادي من الشعب لدفع تكاليف اجتماع برلمان الشعب. وعندما يلتئم هذا البرلمان، سيكون أمام الوزراء خيار الدفاع عن قضيتهم تجاه من لديهم الحق بمساءلتهم، أوالمشاركة في الاقتراع أو التغيّب والسماح بهزيمة الحكومة. وسواء حضرت الحكومة أم لم تحضر، لا تؤيد الأكثرية خيار اللا اتفاق، والأرضية جاهزة من أجل تغيير المسار.

نستطيع معاً أن نضمن انعقاد مجلس العموم وهو القائد الحقيقي لنظامنا الديمقراطي، كي يرفع الصوت نيابةً عنّا جميعاً.

* نعومي سميث المديرة التنفيذية لحملة "الأفضل لبريطانيا" وهي الحملة الرائدة في المملكة المتحدة التي تؤيد البقاء في الاتحاد الأوروبي.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء