Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الملك تشارلز قدوة للرجال في مواجهة مشكلاتهم الصحية

صراحة العاهل البريطاني بشأن علاجه المرتقب من تضخم البروستاتا الحميد ستساعد في فهم حالة صحية خاصة جداً تصيب نحو ثلثي الرجال فوق عمر الـ60 سنة وستسمح تالياً في خضوع أعداد أكبر من المصابين بها للعلاج

الملك تشارلز الثالث يدخل إلى المستشفى الأسبوع المقبل كي يتلقى العلاج من تضخم البروستاتا (غيتي)

ملخص

تصريح الملك تشارلز عن إصابته بتضخم البروستاتا الحميد يزيل الغموض عن الحالة ويدعو إلى التشخيص والعلاج.

بصفتي رجلاً بلغ سناً معينة، ومهووساً جداً بصحته، أقول إنني قلقت عندما وصلتني أنباء عن صحة الملك. ولكني كنت مسروراً بالقدر عينه إذ علمت أن العاهل البريطاني البالغ من العمر 75 سنة سيعود عما قريب بصحة جيدة ومتألقاً، ذلك أنه سيخضع في الأسبوع المقبل للعلاج من تضخم البروستاتا الحميد (اختصاراً BPE).

على رغم المشكلات المزعجة الناجمة عنها، تبقى [البروستاتا المتضخمة] ظاهرة طبيعية تماماً، إذ تطاول الجهاز البولي لدى 60 في المئة من الرجال فوق سن الستين. أضف إلى ذلك أنها لا تشكل عادة تهديداً خطيراً ولا مميتاً على الصحة. لذا، أتعاطف بعض الشيء مع الأطباء العامين في البلاد الذين تثقل كاهلهم أعباء شديدة، إذ إنهم وبسبب الإفصاح عن حالة الملك الصحية، سيُطلب منهم عما قريب فحص وتشخيص آلاف الرجال القلقين ضمن فئة كبار السن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الحقيقة، يعود الفضل بشدة إلى الملك في أنه سمح بالإفصاح عن المشكلة التي يعاني منها في البروستاتا، إذا جاز التعبير. فلا بد من أن يتمكن الرجال والشبان من التحدث عن الجهاز البولي الخاص بهم وألا يشعروا بالخجل من طلب المشورة الطبية بشأنه. لم تكن الحال كذلك قبلاً عند مواجهة هذه المشكلة الصحية.

كان الراحل [الفنان الأسترالي] باري همفريز، الذي جسد [الشخصية الكوميدية] السيدة إدنا إيفراج، والتي قلبت الإصابة بالبروستاتا من مرض يجلب الإحراج لصاحبه إلى حالة مسلية. قلما كانت السيدة إدنا تبدي أي خجل بشأن زوجها نورم (لم يظهر أبداً) ومشكلاته في البروستاتا. وقيل إن نورم كان سعيداً باعتقاده أنه كان يساعد في تعزيز فهمنا ومعارفنا حول البروستاتا.

هكذا الملك أيضاً. إذ يكمل الرحلة التي قادتها بروستاتا نورم ويضعها، ولو موقتاً، في صلب الحياة الوطنية. يسمونه "زيادة التوعية"، ومن جهتي أوافق جداً على التسمية.

وبحلول نهاية الأسبوع، سيعرف ويفهم معظم السكان المزيد من المعلومات، أكثر من أي وقت مضى، عن طريقة عمل البروستاتا التي يلفها الغموض حتى الآن. وفي الوقت المناسب، سيصار إلى تشخيص وعلاج الأمراض الأكثر خطورة المرتبطة بالبروستاتا، من بينها السرطان، في الوقت المناسب، من ثم إنقاذ الأرواح.

لحسن الحظ، لقد ولّت تلك الأيام حينما كانت الشخصيات ذات المناصب العامة تتستر حتى على إصابتها بأمراض خطيرة. مثلاً، مضت عقود من الزمن قبل أن يكتشف الشعب البريطاني أن رئيس وزرائهم آنذاك، ونستون تشرشل، قد أصيب في مطلع خمسينيات القرن العشرين بسكتتين دماغيتين خطيرتين، تزامنت إحداهما مع ابتعاد نائبه أنتوني إيدن عن أداء واجباته السياسية نتيجة مضاعفات واجهته إثر الخضوع لجراحة في المرارة. أحد خارج الحكومة لم يكن على علم بالأزمة، ولم يكن ذلك مرضياً على الإطلاق.

ومع ذلك، عندما دخل بوريس جونسون إلى المستشفى بسبب إصابته بـ"كوفيد"، عرفت البلاد أنه كان متوقفاً عن القيام بمهامه. على رغم أنه، كعادته، لم يتخذ أي ترتيبات بشأن من عساه يتولى المسؤولية في غيابه.

في الواقع، عندما كُشف النقاب أخيراً عن خضوع لويد أوستن، وزير الدفاع الأميركي، لجراحة [سرية] لاستئصال ورم سرطاني من البروستاتا من دون أن يعلم بأمرها الرئيس الأميركي جو بايدن أو أعضاء مجلس الوزراء أو حتى نائبه، واستدعت حالته لاحقاً الدخول إلى العناية المركزة بسبب مكابدته مضاعفات صحية، لم تُقرع نواقيس الخطر حيال الأمن القومي فحسب. بل كان هذا الحدث تذكيراً بأن الرجال أصحاب النفوذ والسلطة ما زالوا يشعرون بالعجز عن إظهار أي "ضعف"، فضلاً عن ضياع فرصة البدء بنقاش وطني حول حالة صحية يتخطى معدلها النسبي للبقاء على قيد الحياة بعد 15 عاماً الـ90 في المئة.

أما بالنسبة إلى الملك، فقد طوينا أيضاً صفحة العصر الذي كان يعتقد فيه بعض الناس أن العائلة المالكة ليست بشراً عاديين مثلنا. يمرضون أيضاً. كان الحدث البارز الصغير في هذا الصدد عندما أعلنت الملكة الراحلة إليزابيث أنها اضطرت إلى التغيب عن واجباتها الرسمية بسبب نوبة من التهاب المعدة والأمعاء. لقد كشفت عن حالها، وتركتنا نعرف هذه الحقيقة. لا اشمئزاز [اشتملت الأعراض على قيء وإسهال...].

مكثت أميرة ويلز أيضاً في المستشفى، ولكنها تؤثر الحفاظ على خصوصية هذه المعلومات الشخصية، وهذا عين الصواب أيضاً. نعرف كل ما نحتاج إليه بشأن جراحة البطن التي خضعت لها، وإذا أرادت حماية خصوصيتها، فهذا حقها، ولا ينبغي لأحد أن يعرف. إنه شأن يخصها، ولديها أسبابها طبعاً.

يختلف [خيار أميرة ويلز] عن خيار الملك، ولكنه لا يتعارض معه. شأننا جميعاً، فإن مشاركة الأميرة التفاصيل الدقيقة لحياتها (ومع من) لا يبت بها إلا الأميرة نفسها، وليس صحف التابلويد، مثلاً. سيكون مسلياً أن نرى كيف يتعامل الموظفون في بعض وسائل الإعلام مع هذا الحدث. تتملكهم نوبات من الهلع إذا لم يحصلوا على الملاحظات والفحوص من الاستشاري الطبي.

أتذكر، مثلاً، الغضب الذي اجتاحهم عندما لم يتم إخبارهم بخصوص دخول الملكة الراحلة إلى المستشفى ليوم واحد في عام 2021؛ بقيت الراية الملكية ترفرف فوق قلعة "وندسور" كي لا ينكشف الأمر. كذلك استشاطت الصحافة غضباً عندما رفضت ميغان، دوقة ساسكس، والأمير هاري الإعلان عن ولادة ابنهما آرتشي فور وصوله إلى هذه الدنيا، ولم يرسلا دعوة إلى المصورين لرؤيته.

هذه حال مختلفة. على غرار [فنانة البوب الأسترالية] كايلي مينوغ في معركتها ضد سرطان الثدي، والنجمة أنجيلينا جولي في عملية استئصال الثدي الوقائية التي خضعت لها بعدما اكتشفت أنها معرضة جداً لخطر الإصابة بالسرطان بسبب حالة وراثية، من المحال البتة الاكتفاء بالوعي العام حول الحالات الصحية القابلة للعلاج. الخيار الذي ارتآه الملك الآن يشكل مضرب مثل لنا جميعاً.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة