Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تزايد القلق في الغرب من التحالف بين روسيا وكوريا الشمالية

يتقارب البلدان أكثر مع ازدياد عزلتهما

بوتين يرحب بالزعيم الكوري الشمالي خلال زيارة الأخير إلى روسيا عام 2019 (أ ف ب عبر غيتي)

ملخص

التقارب الروسي – الكوري الشمالي ومخاطره على الغرب والحرب في أوكرانيا

اتجهت أنظار روسيا، التي تزداد عزلتها على الساحة العالمية، إلى دولة منبوذة أخرى هي كوريا الشمالية لمساعدتها على تلبية الكمية الهائلة من الذخيرة والأسلحة التي تستهلكها خلال غزو أوكرانيا في ظل دفاع كييف المستميت عن أراضيها. وتعرب الدول الغربية – وجيران كل من موسكو وبيونغ يانغ – عن قلقهم من أن تحالفاً أوثق بين روسيا وكوريا الشمالية يمكن أن يعزز آلة حرب فلاديمير بوتين في أوكرانيا ويمنح كيم جونغ أون جرأة أكبر.

والأحد الماضي، أطلق نظام كيم صاروخه الجديد متوسط المدى الذي يعمل بالوقود الصلب والفرط صوتي، وهو أول إطلاق له عام 2024 وفقاً لوسائل الإعلام الحكومية، في خطوة أدانتها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان. وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية أن بيونغ يانغ قالت، إن إطلاق النار التجريبي يهدف إلى التحقق من "موثوقية" محركات الوقود الصلب الجديدة متعددة المراحل عالية الدفع وصاروخ متوسط المدى محمل برأس حربي متحكم فيه يفوق سرعة الصوت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانب كوريا الشمالية، لم تكن العلاقات مع روسيا دافئة دائماً على غرار ما كانت عليه في ذروة الاتحاد السوفياتي، لكن بيونغ يانغ تجني فوائد من حاجة موسكو إلى الأصدقاء. وإذا تأكد ذلك، فإن إطلاق [كوريا] صاروخاً بتكنولوجيا الفرط صوتية، التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا، سيثير الدهشة في الغرب.

ونفت موسكو وبيونغ يانغ صفقات الأسلحة، لكنهما قالتا إنهما ستعمقان التعاون في جميع المجالات، وأجرى كيم زيارة نادرة إلى الخارج للقاء فلاديمير بوتين في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي في روسيا، وكانت صور المصافحة المطولة بينهما وولائم الغداء الفخمة تنبئ بما بدأ يتكشف الآن.

ومع اقتراب الحرب من دخول عامها الثالث بعد شهر تقريباً، تستمر آلة بوتين القتالية باستنزاف مواردها، من ثم يسعى الكرملين إلى تجديد الإمدادات المتناقصة بدعم من إيران وكوريا الشمالية.

وقال مسؤولون كوريون جنوبيون وأميركيون، إن بيونغ يانغ شحنت [إلى روسيا] أكثر من مليون قذيفة مدفعية. ويقول خبراء الأسلحة إنها تمتلك ملايين القذائف.

وفي المقابل، قد تسعى كوريا الشمالية للحصول على المساعدة لاقتصادها المتعثر والتكنولوجيا المحتملة لتعزيز ترسانتها النووية.

وبعد فترة وجيزة من زيارة كيم، ادعت بيونغ يانغ نجاحها في وضع قمرها الصناعي للتجسس في المدار في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد محاولتين فاشلتين في الأقل في السنوات السابقة فيما وصفه مسؤولون كوريون جنوبيون وأميركيون بأنه جرى بواسطة تكنولوجيا قدمتها موسكو.

ويوم الإثنين الماضي، زعم الكرملين أن روسيا تطور شراكة مع كوريا الشمالية "في جميع المجالات" ووصفها بأنها "أقرب جيراننا".

ويأتي ذلك في وقت وصلت فيه وزيرة خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي إلى موسكو للعمل على الاتفاقات التي جرى التوصل إليها بين بوتين وكيم خلال اجتماعهما في مركز فوستوتشني الروسي لإطلاق الأقمار الاصطناعية.

ويقول الخبراء إن إحياء الشراكة التي تعود جذورها إلى الحقبة السوفياتية قد يقلب الموازين، ويغير الديناميكيات في منطقتين مضطربتين، في كل من أوكرانيا وشبه الجزيرة الكورية.

وتغدو المسألة أكثر أهمية لأنها تأتي في وقت يبدو فيه الإعياء الأميركي واضحاً من الاستثمار في أوكرانيا والانشغالات المتزايدة في الشرق الأوسط مع الحرب بين إسرائيل و"حماس"، والحوثيين في البحر الأحمر.

ويقول سواران سينغ، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي، الهند، لـ"اندبندنت"، "الدولتان المنبوذتان اللتان تواجهان عقوبات اقتصادية وتقنية غربية قوية، تقتربان من بعضهما بسبب الحرب في أوكرانيا وحاجة روسيا الملحة إلى الذخيرة بعدما يقارب عامين من الحرب المستمرة".

ويضيف "يمثل هذا التحالف انقلاباً للأدوار"، لافتاً إلى أن الاتحاد السوفياتي هو الذي دعم إنشاء كوريا الشمالية وتحت قيادة جد كيم الحالي، كيم إيل سونغ مولها وزودها بالدعم والمعدات الدفاعية.

ويقول إنه "يتعين على الدول الغربية أن تنظر إلى هذا التعاون المتنامي بتوجس، لأنه يقوي كلاً من كوريا الشمالية وروسيا في مواجهتهما المطولة مع الغرب".

ويبدو أن المخاوف التي ظهرت على الفور بعد زيارة كيم إلى روسيا قد تبلورت على الجبهات في أوكرانيا عندما قال البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، إن روسيا أطلقت صواريخ باليستية قصيرة المدى في أوكرانيا حصلت عليها من كوريا الشمالية.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي تفصح فيها الاستخبارات الأميركية عن تفاصيل حول الصواريخ الباليستية الكورية الشمالية التي هي صواريخ ذاتية التوجيه يمكنها ضرب أهداف على بعد 900 كيلومتر (500 ميل).

وبعد ساعات من توجيه البيت الأبيض لهذه الاتهامات، دعا كيم بتحد إلى إنتاج مزيد من مركبات إطلاق الصواريخ في البلاد وشدد على أهميتها الاستراتيجية أثناء قيامه بجولة في منشأة لإنتاج الأسلحة.

ويقول ليف إريك إيسلي، أستاذ الدراسات الدولية في جامعة إيهوا النسائية في سيول، إن هناك انعكاسات ومعاني أكبر من هذه الاجتماعات الدبلوماسية والاختبارات الصاروخية التي تجذب الأنظار.

وبحسب إيسلي "يجب أن يكون استعراض بيونغ يانغ للقوة مصدر قلق أبعد من سيول، نظراً إلى أن تعاونها العسكري مع موسكو يضيف إلى العنف في أوكرانيا، ولأنها قد تكون أكثر استعداداً لتحدي الولايات المتحدة وحلفائها بينما يتركز الاهتمام العالمي على الشرق الأوسط".

ويقول جاغاناث باندا، رئيس مركز ستوكهولم لشؤون جنوب آسيا والمحيط الهادئ الهندي، إن هناك "ثقة متزايدة بين روسيا وكوريا الشمالية" وإن بيونغ يانغ تستفيد من حرب أوكرانيا.

ويضيف باندا لـ"اندبندنت" "هذا من بين التطورات الناشئة عن الوضع في أوكرانيا، وتهدف كوريا الشمالية إلى الاستفادة من كثير من المزايا الاستراتيجية من السياسة العالمية المنقسمة بين الغرب ومن كيمياء العلاقة الروسية الصينية".

ويؤكد باندا أن ما يثير القلق هو حصول كوريا الشمالية على دعم واضح لصفقات الأسلحة من قوتين دائمتين في مجلس الأمن -روسيا والصين- على رغم العقوبات.

ويقول باندا "يأتي هذا بمثابة خطر واضح على الغرب، لا سيما على الولايات المتحدة".

ويضيف أن كوريا الشمالية تتعامل مع الصين وروسيا في شأن نقل تكنولوجيا فائقة الأهمية وأن النقل غير القانوني للأسلحة "يجب أن يثير قلق" الغرب.

ومن المقرر أن يؤدي التعاون إلى سنة جديدة أشد قساوة بالنسبة لأوكرانيا التي أنهكها عامان من الصراع، مع فشل الهجوم البري في استعادة أجزاء كبيرة من الأراضي المحتلة وسط مأزق في شأن التمويل الأميركي، وذلك بسبب انسداد الآفاق في الكونغرس.

فحزم المساعدات العسكرية والمالية، التي تبلغ قيمتها أكثر من 100 مليار دولار (79 مليار جنيه استرليني)، مجمدة حالياً في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن "المساعدة التي قدمناها قد توقفت الآن"، وأمام المشرعين أسبوعان للتفاوض على اتفاق إنفاق جديدة ومنع إغلاق جزئي للحكومة [الأميركية].

ويقول سينغ "لقد وفر تهميش أوكرانيا في مواجهة المخاوف الجيوسياسية الأخرى مساحة خصبة لروسيا وكوريا الشمالية لتعزيز شراكتهما".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات