Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الشرعية" تحذر الحوثي من استثمار مأساة غزة لمصلحة إيران

"المجلس الرئاسي" يطالب العالم بدعمه لبسط نفوذه على كل الشريط الساحلي

من اجتماع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً للمطالبة بحشد الموقف الدولي ضد الحوثيين (وكالة سبأ)

ملخص

كيف فندت الحكومة اليمنية مزاعم الحوثي بنصرة غزة؟ ولماذا تسعى للسيطرة على السواحل المطلة على البحر الأحمر؟

يبدو أن اليمن مقبلة على تطورات جديدة تضيف المزيد من التعقيد على المشهد السياسي بفعل التصعيد الحوثي المستمر في الممرات الدولية. إذ دفعت العمليات العسكرية التي شنتها كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا على مواقع محدودة تابعة للحوثيين بعد تصعيد الأخيرين ضد السفن العابرة في البحر الأحمر، بتسريع وتيرة التطورات السياسية والعسكرية في البلاد، ومنها مطالبة الحكومة الشرعية المجتمع الدولي "بمزيد من الدعم لبسط سيطرتها على كامل تراب البلاد"، وذلك لوضع حد لتصعيد مسلحي الميليشيات المدعومة من إيران الذين "يسعون إلى جر البلاد إلى ساحة مواجهة لأغراض دعائية مضللة".

هل يعود حوار النار؟

مطالب الشرعية التي جاءت خلال اجتماع استثنائي عقده رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي الإثنين الماضي بحضور رئيس الحكومة ووزراء الخارجية والإعلام والمالية ومحافظ البنك المركزي، تعطي مؤشراً على احتمال عودة المواجهات بين الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للحكومة على الشريط الساحلي الغربي للبلاد المطل على البحر الأحمر، ما يعني ابتعاد فرص السلام التي كان الطرفان اقتربا أخيراً من الوصول إليه قبل أن تبرز مستجدات الهجمات الحوثية على حركة الملاحة الدولية، لتعيد خلط الأوراق ومنح الأزمة اليمنية بعداً دولياً سيعمل على تعقيد الداخل على الصعدة كافة مع إصرار الجماعة على انتهاج العنف سبيلاً إلى تحقيق مطامع سياسية، وفقاً لما تعتبره الحكومة ومعها قطاع واسع من اليمنيين "خدمة لمصالح إيران في المنطقة بمعزل عن مأساة الشعب الفلسطيني".

غزة أم إيران ؟

الشرعية إزاء التطورات المقلقة لها وللمجتمع الدولي في البحر دفعها إلى تحذير الميليشيات الحوثية من مغبة الاستمرار في استثمار مظلومية الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق مصالح إيران ومشاريعها التوسعية في المنطقة، وصرف أنظار العالم بعيداً من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته الجسيمة، وبما يخدم ذلك العدوان واستمراره".

ومع سخرية اليمنيين مما اعتبروه ادعاءات الحوثي مناصرة غزة ضد الحصار الواقع عليها في حين يرفض فتح حصاره المطبق عن محافظة تعز، أشاد الرئاسي اليمني المعترف به دولياً "بالوعي الذي تحلى به الشعب اليمني والمكونات السياسية والمنابر الإعلامية المسؤولة في إدراك خلفية تصعيد الميليشيات الحوثية ومسؤوليتها عن استدعاء الضربات العسكرية، وجر اليمن إلى ساحة مواجهة عسكرية لأغراض دعائية بدعاوى مضللة لا علاقة لها بنصرة الشعب الفلسطيني".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت جماعة الحوثي أعلنت أكثر من مرة منذ بداية الحرب في غزة تنفيذ هجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة على مواقع إسرائيلية، لكن جيش الأخيرة لم يعلن عن تأثير فعلي لها.

وسبق لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي أن قال إن قواته ستواصل الهجوم على إسرائيل، وقد تستهدف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

جدلية قوائم الإرهاب

ومن وجهة نظرها لفرض الهدوء في الممر المائي الدولي المهم وتجنيب المنطقة مزيداً من التوترات، أكدت الحكومة اليمنية "ضرورة دعم المجتمع الدولي لها من أجل بسط سيطرتها على كامل التراب اليمني والشروع الفوري في تصنيف الميليشيات الحوثية جماعة إرهابية، وإجبارها على الانضمام إلى جهود التهدئة وإحلال الأمن والاستقرار والسلام في اليمن"، إذ سبق للقوات الحكومية المشتركة التقدم إلى أبواب مدينة الحديدة منتصف عام 2018 وكانت قاب قوسين من السيطرة على المدينة ومينائها الاستراتيجي غرب البلاد الذي يعد رئة الحوثي الاقتصادية والسياسية، قبل أن تمارس الأمم المتحدة والبعثات الأميركية والبريطانية ضغطاً ملحوظاً حتى التوصل إلى التوقيع على "اتفاق ستوكهولم" الذي قضى بعقد هدنة في المدينة بحجة المخاوف الإنسانية، وهو الاتفاق الذي كثيراً ما انتقدته الشرعية، وقالت إنها تسببت في كل النتائج الجارية اليوم في البلاد.

وكانت إدارة الرئيس جو بايدن ألغت تصنيف الحوثيين ضمن الجماعات الإرهابية في فبراير (شباط) 2021، متراجعة عن قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب بإدراجها في القائمة بحجة منع الإضرار بالجوانب الإنسانية.

خبراء ومجندون

وعلى الصعيد الميداني واصل الحوثيون أول من أمس قصف سفينة حاويات تملكها وتديرها الولايات المتحدة بصاروخ باليستي مضاد للسفن، وفقاً للقيادة المركزية الأميركية التي أكدت أن السفينة لم تبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار كبيرة وأنها مستمرة في رحلتها، ودعت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية حركة السفن التجارية إلى توخي الحذر والإبلاغ عن أي نشاط مريب.

وذكر المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان أن جماعته نفذت عملية عسكرية استهدفت سفينة أميركية في خليج عدن بعدد من الصواريخ، وذكر أن الضربات كانت دقيقة ومباشرة.

وقال إن مسلحيه يعتبرون "أي سفن أميركية وبريطانية تشارك في العدوان على البلاد أهدافاً معادية".

ويأتي ذلك بعد أن قال المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام في وقت سابق "إن موقف الجماعة لم يتغير"، وذلك تعليقاً على الضربات الأميركية على مواقع تتبعهم.

إلى ذلك قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أمس الثلاثاء إنها تلقت بلاغاً عن إبحار زورق صغير حول سفينة في البحر الأحمر غرب مدينة عصب الإريترية.

ويعتقد خبراء يمنيون أن العمليات التي يتبناها الحوثيون في جنوب البحر الأحمر من إطلاق الصواريخ والطائرات المفخخة وعمليات خطف السفن تدار من قبل ضباط وخبراء إيران و"حزب الله" وبعض المجندين الحوثيين الذين تلقوا بعض التدريب في إيران والضاحية الجنوبية (بيروت).

ويشن الحوثيون منذ أسابيع هجمات قرب مضيق باب المندب والبحر الأحمر تستهدف سفناً بدعوى ملكيتها لإسرائيل أو داعمة لها، بحجة دعم "حماس" في الحرب الدائرة التي يشهدها قطاع غزة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات