Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الطاقة الأميركية" تتوقع تراجع أسعار النفط العامين المقبلين

تقديرات باستمرار زيادة إنتاج الدول خارج تحالف "أوبك+" حتى يتجاوز العرض نمو الطلب

يقدر التقرير أن يكون متوسط سعر الخام الأميركي في 2025 عند 74.98 دولار للبرميل (أ ف ب)

في تقريرها الصادر هذا الأسبوع عن النظرة المستقبلية قصيرة الأجل لقطاع الطاقة، خفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية تقديراتها لمتوسط أسعار النفط الخام لهذا العام 2024 إلى مستوى 77.99 دولار للبرميل للخام الأميركي الخفيف (مزيج غرب تكساس) وإلى 82.49 دولار للبرميل لخام "برنت" القياسي.

وتوقع التقرير خفض أسعار النفط أكثر العام المقبل 2025 مع تقديرات زيادة الإنتاج بمعدلات أكثر من نمو الطلب العالمي على النفط.

مع زيادة إنتاج الدول من خارج تحالف "أوبك+"، خصوصاً الإنتاج الأميركي ومن غرب أفريقيا ووسط آسيا، وتوقعات استمرار تخفيضات التحالف للإنتاج توقع تقرير الإدارة الأميركية أن تواصل مخزونات النفط الارتفاع بصورة معقولة العام المقبل.

وستؤدي زيادة الإنتاج أسرع من نمو الطلب إلى فائض معروض يدفع الأسعار للخفض أكثر، ويقدر التقرير أن يكون متوسط سعر الخام الأميركي الخفيف للعام المقبل 2025 عند 74.98 دولار للبرميل، بينما ينخفض متوسط سعر خام "برنت" القياسي إلى 79.48 دولار للبرميل.

إلا أن التقرير يشير إلى أن بعض العوامل قد تغير هذه التقديرات في ظل احتمالات مجهولة يمكن أن تؤثر في أسعار النفط، مضيفاً "وضعت التوترات المتصاعدة في ممر الشحن المهم بالبحر الأحمر وغيرها من التطورات في الشرق الأوسط ضغوطاً على الأسعار منذ مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ويظل بإمكانها تعطيل انسياب تجارة النفط العالمية ومن ثم رفع أسعار النفط أكثر في حال تصاعد تلك التوترات أو استمرارها".

زيادة الإنتاج الأميركي

تستند توقعات تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى استمرار تخفيضات "أوبك+" الإنتاج، التي تزيد على نسبة خمسة في المئة من حجم الطلب العالمي. وإذا كانت تلك التخفيضات تحافظ على استقرار معادلة العرض والطلب في سوق النفط العالمية، فإن الدول من خارج التحالف مستمرة في زيادة إنتاجها بما يمكن أن يؤدي إلى تخمة معروض في ظل تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط.

تأتي نسبة 80 في المئة تقريباً من زيادة الإنتاج خارج "أوبك+" من الولايات المتحدة.

ورفع تقرير الإدارة تقديراته لزيادة الإنتاج الأميركي من النفط الخام هذا العام بمقدار 100 ألف برميل يومياً إضافية، ليصل إنتاج الولايات المتحدة في المتوسط لعام 2024 إلى 13.21 مليون برميل يومياً، وتوقع استمرار زيادة الإنتاج الأميركي العام المقبل أيضاً ليرتفع متوسط إنتاج الولايات المتحدة العام المقبل 2025 إلى 13.44 مليون برميل يومياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يشير التقرير إلى أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام وصل إلى مستوى قياسي العام الماضي 2023، ويتوقع أن يصل أيضاً إلى مستويات قياسية جديدة هذا العام والعام المقبل، مضيفاً "تستمر الزيادة في الإنتاج في العامين المقبلين، وذلك مع زيادة كفاءة الإنتاج في الآبار، مع ذلك، قد يتباطأ نمو الزيادة نتيجة قلة عدد منصات الإنتاج النشطة".

بالنسبة إلى الإنتاج الأميركي يشير التقرير إلى عامل مهم قد يؤثر في تقديرات إدارة معلومات الطاقة وهو استثمارات المنتجين في توسيع النشاط، مشيراً إلى أنه "منذ عام 2021 أعطى المنتجون الأولوية لخفض مديونية الشركات وزيادة العائدات على الأسهم والاستحواذ والاندماج بدلاً من الانفاق الرأسمالي، إلا أن المنتجين زادوا من الإنفاق الرأسمالي في عام 2023، وقد يؤدي استمرار الزيادة في الاستثمار إلى زيادة عدد منصات الإنتاج النشطة من ثم زيادة الإنتاج أكثر من توقعاتنا في هذا التقرير".

تباطؤ الإنتاج العالمي

في المقابل، يقدر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية استمرار تباطؤ نمو الإنتاج العالمي من النفط مع حفاظ "أوبك+" على تخفيضات الإنتاج وتباطؤ الزيادة في إنتاج الولايات المتحدة.

ويتوقع التقرير الأميركي أن يكون متوسط إنتاج دول "أوبك+" هذا العام 2024 عند 36.4 مليون برميل يومياً مع زيادة طفيفة للعام المقبل 2025، ليصبح متوسط إنتاج دول التحالف عند 37.2 مليون برميل يومياً (أدنى مستوى لإنتاج دول أوبك تقريباً).

تأخذ إدارة معلومات الطاقة في الاعتبار احتمال تغيير تحالف "أوبك+" سياسته الإنتاجية بما قد يؤثر في معادلة العرض والطلب من ثم الأسعار.

ويشير التقرير إلى أن "بعض أعضاء تحالف (أوبك+) قد يدفعون باتجاه تقليل تخفيضات الإنتاج أو حتى إلغائها بعد نهاية الربع الأول من هذا العام 2024، من ثم قد يزيد الإنتاج أكثر من توقعاتنا مما سيؤدي إلى مزيد من خفض الأسعار".

يشير التقرير أيضاً إلى زيادة الإنتاج من مناطق أخرى خارج "أوبك+" غير الولايات المتحدة، التي يعتبرها أقل تأثراً في تطورها بوضع أسعار النفط على عكس إنتاج النفط الصخري في أميركا، منها على سبيل المثال المشروعات الطويلة الأمد لرفع الإنتاج في غويانا والبرازيل والنرويج وكندا.

ويضيف التقرير "أضافت مشروعات مثل ليزا وبايارا للإنتاج البحري في غويانا زيادة معقولة في إنتاج النفط"، متوقعاً "زيادة إنتاج غويانا عموماً من 0.4 مليون برميل يومياً في عام 2023 إلى 0.7 مليون برميل يومياً في عام 2025".

في الوقت نفسه رفعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية تقديراتها للاستهلاك في العامين المقبلين، وقدر التقرير ارتفاع الاستهلاك العالمي بمقدار 120 ألف برميل يومياً ليصل في المتوسط للعام الحالي 2024 إلى 102.46 مليون برميل يومياً، ويرتفع إلى مستوى قياسي العام المقبل 2025 ليبلغ في المتوسط 103.67 مليون برميل يومياً، وإن كان نمو الطلب في العامين المقبلين سيظل أقل بصورة واضحة عن الزيادة العام الماضي التي بلغت 1.9 مليون برميل يومياً.

يضيف تقرير إدارة معلومات الطاقة "يعود خفض النمو هذا إلى تباطؤ الطلب على النفط في الصين بسبب جمود نمو الناتج المحلي الإجمالي، وأيضاً إلى زيادة كفاءة استهلاك المركبات حول العالم للطاقة ونهاية التعافي القوي من أزمة وباء كورونا في عام 2023".

تظل كل تلك التقديرات والتوقعات محكومة بثبات العوامل الحالية التي تحكم معادلة العرض والطلب في السوق العالمية وتحقق تقديرات زيادة الإنتاج وضعف نمو الطلب، إلا أنه في حالة حدوث أي تطورات تؤثر في أي من جانبي معادلة توازن السوق يمكن أن تتغير تلك التوقعات والتقديرات بصورة جذرية، سواء بالزيادة أو النقصان.

المزيد من البترول والغاز