Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طفرة الاكتتابات العامة الأولية في الشرق الأوسط تمتد حتى 2024

تستحوذ الخليج على 45 في المئة من إجمالي أحجام الطروحات هذا العام

الصفقات تأتي بعوائد أرباح جذابة وتتيح التعرض للقطاعات التي كانت ممثلة تمثيلاً ناقصاً في السابق (أ ف ب)

ملخص

لا يتوقع المصرفيون أن يتباطأ تدفق الاكتتابات العامة الأولية في أي وقت قريب مع استمرار الإصلاحات وطلب المستثمرين

كان عاماً كئيباً آخر بالنسبة إلى الاكتتابات العامة الأولية على مستوى العالم، لكن الشرق الأوسط تألق كخلية من نشاط الإدراج الذي من المتوقع أن يمتد حتى عام 2024.

وعلى مدى العامين الماضيين برزت المنطقة الغنية بالطاقة سوقاً مزدحمة للاكتتابات العامة الأولية، إذ قامت الحكومات العازمة على إبعاد اقتصاداتها عن النفط، ببيع حصص في الشركات المملوكة للدولة بينما كانت أسعار النفط الخام مرتفعة. وكان استبعاد روسيا من مؤشر " MSCI للأسواق الناشئة" بعد حربها على أوكرانيا العام الماضي، وتباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، من الأسباب التي دفعت المستثمرين إلى النظر إلى منطقة الخليج.

وعلى رغم أن عمليات الإدراج في المنطقة جمعت أقل من نصف المبلغ الذي حققته في العام الماضي، عند 10.5 مليار دولار، فإنها لا تزال في ثالث أفضل عام لها منذ 2007 من جهة عائدات الاكتتاب العام، بحسب ما تظهر البيانات التي جمعتها "بلومبيرغ". وتستحوذ منطقة الخليج على نحو 45 في المئة من إجمالي أحجام الطروحات العامة الأولية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا هذا العام، مقارنة مع 51 في المئة في 2022.

ولا يتوقع المصرفيون أن يتباطأ تدفق الاكتتابات العامة الأولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أي وقت قريب، مع استمرار الرياح الدافعة للنمو القوي والإصلاحات الحكومية وطلب المستثمرين.

وقال رئيس أسواق رأس المال في "بنك أوف أميركا" في أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا، كريستيان كابان، "التوقعات غاية القوة بالنسبة إلى الاكتتابات العامة الأولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2024... ربما يكون الفرق بين عامي 2023 و2024 هو أننا نتوقع العام المقبل رؤية مزيد من الشركات الخاصة تدخل السوق، بما في ذلك في الإمارات".

ومن بين الشركات التي تخطط للإدراج في العام المقبل شركة "الطيران السعودية" منخفضة الكلفة، التي عينت بنوكاً لعروضها المحتملة، وسلسلة المتاجر الكبرى "سبينس دبي"، ومالك العلامة التجارية للشيشة الفاخر، "أدفانس إنهيليشين ريتوليس"، بحسب ما ذكرت "بلومبيرغ نيوز"، وتتطلع الشركات الناشئة مثل شركة التجارة الإلكترونية "فلووارد" وشركة "تابي" التي تعمل بنظام الشراء الآن والدفع لاحقاً إلى الإدراج.

وفي العام الماضي بلغت عائدات الاكتتاب العام في الشرق الأوسط ما يقارب 23 مليار دولار، وفي عام 2019 بلغت 31.2 مليار دولار، ويرجع ذلك إلى طرح "أرامكو السعودية" القياسي بقيمة 29.4 مليار دولار.

أداء قوي

ويتناقض الأداء القوي الذي تشهده المنطقة بشكل حاد مع عديد من أسواق الاكتتابات الأولية الكبرى الأخرى، من الولايات المتحدة إلى أوروبا والصين. وعلى الصعيد العالمي تشهد مبيعات الأسهم للمرة الأولى أسوأ عام لها منذ 2009، مع ظهور عديد من عمليات الإدراج البارزة للمرة الأولى في التداول المتواضع، مثل شركة صناعة الصنادل الألمانية "بيركينستوك هولدينغ بي أل سي".

أما في منطقة الشرق الأوسط فإن القصة مختلفة تماماً، إذ بلغ متوسط مكاسب الاكتتابات العامة الأولية التي جمعت ما لا يقل عن 100 مليون دولار ما يقارب 40 في المئة، وهناك شركة واحدة فقط تتداول في المنطقة الحمراء، وهي شركة "إنفستكورب كابيتال بي أل سي"، إذ انخفضت شركة الاستثمار البديل بنسبة 13 في المئة عن سعر طرحها وذلك بعد شهر من ظهورها للمرة الأولى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن المرجح أن يؤدي الأداء القوي للاكتتابات العامة الأولية في المنطقة إلى دفع المستثمرين إلى العودة للحصول على مزيد، بخاصة أن عديداً من الصفقات تأتي بعوائد أرباح جذابة وتتيح التعرض للقطاعات التي كانت ممثلة تمثيلاً ناقصاً في السابق.

وقال رئيس إدارة محافظ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والاستثمار الحدودي في شركة "شرودرز لإدارة الاستثمارات"، رامي سيداني، "المستثمرون في غاية الحرص الآن على الانكشاف على هذه القطاعات الجديدة التي أصبحت فجأة متاحة في السوق... لذلك هناك شهية هائلة، والاكتتابات العامة الأولية مسعرة بشكل جيد نسبياً".

الصراع في غزة

وتقول "بلومبيرغ" إن من المؤكد أن الأمر لم يكن سهلاً بالنسبة إلى أسواق المنطقة، إذ أدى اندلاع حرب إسرائيل على غزة في أوائل أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى خفض مؤشر "MSCI" لدول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 3.2 في المئة، إذ يخشى المستثمرون من انتشار الصراع، ومنذ ذلك الحين، انتعش المؤشر بنسبة 12 في المئة مع تراجع تلك المخاوف.

وقال رئيس استثمارات الأسهم لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى "فرانكلين تمبلتون" ومقره دبي، صلاح شما، "لا تزال السوق في وضع جيد ولم تتأثر بالصراع ويمكن أن تظل الأمور تحت السيطرة تماماً، ومع ذلك إذا تصاعدت الأمور واتسع مسرح العمليات فمن المؤكد أن ذلك يمكن أن يكون له تأثير ضار في علاوة الأخطار وكيف ينظر المستثمرون إلى المنطقة".

وأشار إلى أن هناك خطراً آخر يهدد مسيرة الاكتتاب العام في منطقة الخليج العربي، وهو ضعف أداء مبيعات الأسهم، التي أصبح ينظر إليها فعلياً على أنها وسيلة مؤكدة لكسب المال، بخاصة إذا كانت شركات مدعومة من الحكومة.

وقال رئيس مجموعة أسواق رأس المال في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في "بنك أوف أميركا"، أندرو بريسكو "إذا كانت هناك مخاطرة، فهي أداء ما بعد البيع... لقد تمت مواءمة الحوافز بين البائعين والشركات والمشترين المؤسسيين والمحليين من التجزئة. ومع تحول خط الاكتتاب العام الأولي نحو الأصول المملوكة للقطاع الخاص، سيكون من المهم أن نرى استمرار هذا التوافق في الحوافز".

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة