Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مخاوف يمنية من تداعيات تحرش الحوثي بسفن "باب المندب"

الميليشيات تعلن أن عملياتها هي للدفاع عن غزة وقطاع واسع من اليمنيين يتهمها بالهرب من التزاماتها

حول الحوثيون السفينة المختطفة "جالاكسي ليدر" إلى مزار للايحاء بخوضهم حرباً دولية ضد اسرائيل (رويترز)

ملخص

الميليشيات تعلن أن عملياتها هي للدفاع عن غزة وقطاع واسع من اليمنيين يتهمها بالهرب من التزاماتها

تزداد مخاوف اليمنيين من تنامي التوترات في المياه الغربية للبلاد جراء التصعيد الحوثي في البحر الأحمر عقب فترة من الهدوء.

وفيما يتهم يمنيون الميليشيات المدعومة من إيران بانتهاز أحداث غزة كفرصة للتحشيد الجماهيري والعسكري والسياسي لمصلحتها، يحذر خبراء ومراقبون من عواقب تلك التوترات على اليمن والمنطقة وفي مقدمتها الدول المشاطئة للبحر الأحمر، خصوصاً عقب إعلان واشنطن أن التهديد الحوثي للمصالح الدولية "يتطلب حلاً دولياً"، في إشارة إلى تشكيل قوة عسكرية دولية عقب أيام ساخنة شهدتها المياه الدولية بالقرب من مضيق باب المندب.

اللعب المعتاد

هذه التطورات تنذر باشتعال المواجهات في واحد من أهم الممرات الدولية التي سيكون لها ما بعدها من أحداث لا تزال التنبؤات بتبعاتها مثيرة للقلق في بعديها الاقتصادي والسياسي خدمة للأجندات الإيرانية، إضافة إلى المخاوف من تدويل هذه الممرات وعسكرتها.

ويقول المحلل السياسي رماح الجبري إن كل هذه الممارسات الحوثية تأتي بتخطيط إيراني هدفه جر المجتمع الدولي إلى معركة بحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب بدلاً من معركة في مضيق هرمز تحقق لها (لإيران) أهدافاً متعددة ولا تتضرر مصالحها وتستخدم الحوثيين كأداة رخيصة الكلفة والتحريك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإزاء هذا التهديد يرى الجبري في حديثه إلى "اندبندنت عربية" أن تشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة البحرية وعسكرة البحر الأحمر والعربي لن يكون مجدياً ما لم تتوسع أعمال وأهداف أي تحالف لتشمل عملية عسكرية تتجاوز اتفاق ستوكهولم الذي صنعته الضغوط الدولية حينها وتنهي سيطرة الميليشيات الحوثية على كل السواحل اليمنية ومدينة الحديدة (غرب البلاد).

الهدف داخلي

ومع حال التشكيك من جدوى الوعيد الأميركي أو خوضها مواجهات مباشرة مع الميليشيات يشكك قطاع واسع من اليمنيين في جدية الحوثيين حيال استهداف المصالح الأميركية والإسرائيلية أو حتى الدولية، خصوصاً القطع العسكرية منها.

وفي الأجندة وراء ما يجري يعتبر الجبري أن ما وصفه بـ"العنتريات الحوثية في البحر الأحمر" هو فقط "هروب من حال الغليان والرفض الشعبي للميليشيات في مناطق سيطرتها واستغلال لمشاعر اليمنيين والعرب وعواطفهم تجاه القضية الفلسطينية"، لذا فإن هذا "سيضاعف معاناة الناس بفعل هروب الجماعة من كل التزاماتها بحجة انشغالها في الدفاع عن فلسطين وقضايا الأمة كما تزعم دائماً"، إضافة إلى أن "إيران وجدت في استخدام الصواريخ التي يقال إن الحوثي يطلقها ما يرفع الحرج عنها ويغنيها بشعارات القدس منذ عقود".

المنطقة والسياسة

بحسب الجبري، فإن الخطر الحوثي يتعدى الداخل اليمني إلى المنطقة، ويرى أن "مصر هي المتضرر الأكبر من الحماقات الحوثية لأن قناة السويس عصب اقتصادي مهم وفي حال أصبح تهديد الميليشيات حقيقياً فلن تصمت القاهرة وستعمل بما يحافظ على اقتصادها وأمنها القومي".

أما بالنسبة إلى البعد السياسي الذي دائماً ما تكرس الجماعة ممارساتها العسكرية لخدمته، سعياً إلى تحسين شروطها التفاوضية التي شهدت أخيراً تقدماً ملحوظاً قد يوصل لاتفاق سلام مع الحكومة اليمنية الشرعية برعاية السعودية وعمان، فيقول الجبري إنه "في حال التوقيع على اتفاق سلام في اليمن فسيكون بمثابة فرصة للميليشيات كي تحتمي بغطاء الشرعية وتنجو ربما من دفع ثمن تهديدات الملاحة البحرية"، متوقعاً بأن يؤجل الرفض الدولي لتصاعد الإرهاب الحوثي أي اتفاق أو تسوية سياسية".

يذكر أن واشنطن أعلنت الشهر الماضي فرض عقوبات على 13 فرداً وكياناً مسؤولين عن توفير ما قيمته عشرات ملايين الدولارات من العملات الأجنبية الناتجة من بيع السلع الإيرانية وشحنها لمصلحة ميليشيات الحوثي الإرهابية بدعم من "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإيراني".

موقف الحوثيين

وقد تبنى الحوثيون، على لسان ناطقهم العسكري يحيى سريع، عمليات نفذوها ضد سفن عبر بابا المندب، وقالوا إن ملكيتها تعود لإسرائيليين، أو أنها تقصد إسرائيل.

وبحسب سريع فإن ذلك يأتي "انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للقتل والتدمير والحصار في قطاع غزة".

عواقب تسمين الحوثي

الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً كان لها موقف من هذه التطورات التي لطالما حذرت من مآلاتها باكراً، وبالتحديد ما وصفته بـ"سياسات تسمين الحوثي" في فترات سابقة بالتغاضي عن المخاطر التي يشكلها يوماً اثر آخر.

وتتهم ايران بالسعي عبر الحوثي للسيطرة على باب المندب، مما جعلها تنفي أخيراً مشاركتها في تحالف دولي جديد لحماية خطوط الملاحة البحرية، تعليقاً على أنباء تواترت بهذا الشأن وفقاً لتصريح مصدر مسؤول أوردته وكالة "سبأ" الرسمية.

وجهة نظر الحكومة عبرت عنها كذلك تغريدة سفيرها لدى منظمة "اليونسكو"، محمد جميح، الذي قال إنه لا شرعية لأي فصيل يمني يسعى لتحالف بحري مع أميركا لحماية البحر الأحمر بعد أن "ساعدت الحوثي على تهديده عندما أوقفت مع لندن معركة الحديدة (عام 2018) وأنقذت الحوثي من هزيمة محققة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات