Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"كوب 28" في ساعاته الأخيرة... احتدام أزمة الوقود الأحفوري

المدير العام لمؤتمر المناخ: العمل جارٍ على صياغة مسودة اتفاق جديدة

الصين والولايات المتحدة مسؤولتان عن 41 في المئة من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم (رويترز)

 

تتفاوض نحو 100 دولة مؤيدة للاستغناء تدريجاً عن الوقود الأحفوري، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي وكثير من الدول الجزرية، في دبي اليوم الثلاثاء، وهو اليوم الأخير من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، سعياً إلى التوصل إلى اتفاق يمثل سقفاً أعلى في ظل معارضة بلدان منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، وعلى رأسها السعودية.

واقترحت الرئاسة الإماراتية للمؤتمر أمس الإثنين مسودة اتفاق جديدة بدا أنها تراعي مطالب الدول المنتجة للنفط، ولكن سرعان ما جاءت ردود الفعل لتعبر عن عدم كفايتها على لسان الأوروبيين والأميركيين فيما استنكرها عديد من دول جنوب أميركا والدول الجزرية الصغيرة المهددة بالغرق مع ارتفاع مياه المحيط.
وتعليقاً على ذلك قال المدير العام لمؤتمر المناخ ماجد السويدي إن "العمل جارٍ على صياغة مسودة اتفاق جديدة"، موضحاً للصحافيين "كنا نتوقع ذلك، وكان الهدف من النص هو إطلاق مناقشات". وأضاف "نعرف منذ فترة طويلة أن الصيغ المتعلقة بالوقود الأحفوري معقدة والمواقف معقدة".

وزراء النفط العرب يرفضون
وما يعقد العمل هو أن عدداً من وزراء النفط العرب المجتمعين في الدوحة في إطار مؤتمر الطاقة العربي أكدوا رفضهم إدراج التخلي عن النفط في الاتفاق النهائي لمؤتمر المناخ، ومن بينهم وزير النفط الكويتي سعد حمد ناصر البراك الذي قال إن "التخلي عن الوقود الأحفوري مرفوض تماماً، وأتعجب كيف طالت المفاوضات إلى هذا الوقت في مؤتمر المناخ".
وتترك الوثيقة التي اقترحها سلطان الجابر رئيس شركة النفط والغاز الإماراتية "أدنوك" للدول الحرية في اختيار طريقتها لخفض استهلاك الوقود الأحفوري وإنتاجه، فيما خلت صفحاتها الـ21 من تحديد أي هدف مشترك يتمثل في الاستغناء عن النفط والغاز والفحم الذي ورد في مسودات سابقة.

من جانبه قال المفوض الأوروبي للمناخ فوبكي هويكسترا، "هناك مجموعة كبيرة جداً من البلدان، وحتى غالبية ضخمة تريد إعلاء سقف الطموح".
بينما قال جوزيف سيكولو المسؤول عن منطقة المحيط الهادئ في منظمة "350 org" غير الحكومية إن "النص غير مقبول وأقل بكثير من الطموح اللازم لإبقاء جزرنا فوق سطح الماء"، مضيفاً أنه "إهانة لمن أتوا إلى هنا ليناضلوا من أجل البقاء".
في تلك الأثناء يواصل المندوبون الأوروبيون المشاورات، فيما يبحث سائر الدبلوماسيين والوزراء الذين واصلوا الليل بالنهار عن سبل تمكنهم من إحراز تقدم والتوصل إلى صيغة تتضمن قدراً أكبر من الإلزام.

باقون حتى النهاية
ومع توقع المندوبين صدور نسخة جديدة بعد المفاوضات الليلية في اليوم الـ13 لمؤتمر دبي، يبدو أن سلطان الجابر لن يتمكن من تحقيق وعده باختتام المؤتمر في الذكرى الثامنة للتوقيع على اتفاق باريس في 2015.
هذا ليس بالنبأ السار للمفاوضين المنهكين وللوفود الصغيرة التي لا تملك دائماً الوسائل اللازمة لتمديد فترة إقامتها، لكن مندوبة من جزر مارشال قالت إلى وكالة الصحافة الفرنسية إنهم باقون "حتى النهاية".
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك "نحن مستعدون للبقاء لفترة أطول قليلاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


ويتعين حالياً إيجاد صيغة توافقية بين نحو 200 دولة مشاركة في مؤتمر الأطراف فيما تعارض أقلية من الدول المنتجة للنفط والغاز، وعلى رأسها السعودية، أي تطرق صريح إلى الوقود الأحفوري الذي يعد مصدراً رئيساً لعائداتها.
من جهته، اعتبر الاتحاد الأوروبي النص "غير كافٍ" فيما دعت الولايات المتحدة إلى "تقويته"، أما المنظمات غير الحكومية والخبراء فاستنكروا إدراج خيارات غير ملزمة تشبه "قائمة تسوق" أو "قائمة انتقائية" لأنها تضع كل التقنيات على مستوى واحد، سواء تعلق الأمر بتطوير تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية والهيدروجين أو تكنولوجيا احتجاز الكربون، خصوصاً أن التكنولوجيا الأخيرة ما زالت غير ناضجة وتأثيرها سيكون ضعيفاً خلال العقد الحالي الحاسم، ولكن قطاع النفط هو أكبر المروجين لها.
في غضون ذلك قال سلطان الجابر خلال مؤتمر صحافي مساء أمس الإثنين، "نعم حققنا تقدماً"، مستدركاً "لكن ما زال أمامنا كثير من العمل".

الإعلان الصيني - الأميركي
وتتجه الأنظار أيضاً إلى الصين والولايات المتحدة، البلدين المسؤولين عن 41 في المئة من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم، ففي نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، أصدرت الدولتان إعلاناً مشتركاً تجنب التطرق إلى "الاستغناء" عن الوقود الأحفوري واستعاض عن ذلك بالقول إن الطاقات المتجددة من طاقة شمسية وطاقة الرياح، ينبغي أن تحل محل الطاقات الأحفورية تدريجاً.
من جهتها قالت المديرة العالمية للتغير المناخي لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كايسي فلين، اليوم الثلاثاء إنه "لا بد أن يتضمن النص تعهدات على المستوى الذي يساعد البلدان النامية على التحول نحو الطاقة النظيفة والقدرة على التكيف مع تأثيرات المناخ"، مستدركة "في الوقت الحالي لا نرى هذا".
وأضافت في تصريح إلى وكالة الصحافة الفرنسية "أزمة المناخ على الأبواب والدول النامية تحتاج إلى الدعم لتكون قادرة على الصمود، ويجب أن يشكل هذا النص بداية حقبة طموحة تضع فيها الدول تعهداتها على الطاولة".

المزيد من متابعات