Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منحوتات بحرينية تشع مهارة وتنضح بحياة عتيقة

ارتبط فن النقش بالحضارات القديمة في المنطقة وبدأ بصناعة الأختام قبل 4 آلاف عام

ملخص

ارتبط فن النقوش في البحرين بفترة تايلوس التي ارتبطت بشكل وثيق مع الحضارة الإغريقية

يستحضر فن نحت التماثيل في البحرين روح الجزيرة وسحر تكويناتها، إذ يقدم صورة عن المجتمع التقليدي بتنوع عاداته وتعايش ثقافاته الدينية وأنماط حياته الاجتماعية، وذلك من خلال إبداعات فنية في هذا المجال تثري الفن التشكيلي.

وارتبطت صناعة التماثيل في تاريخ البلاد بفترة تايلوس التي كانت مرتبطة بشكل وثيق مع الحضارة الإغريقية، والتي أنتجت إرثاً متنوعاً ظهر منه عدد كبير من التماثيل والنقوش والقطع الأثرية التي تحكي بشكل متكامل الحضارات المتعاقبة على مملكة البحرين، لا سيما حضارة دلمون التي تعود إلى نحو 2500 عام قبل الميلاد.

النحت للتوثيق

وظهر فن النحت على المعابد والمقابر مع بدايات الحضارات المتعاقبة، وينقسم لنوع مباشر يكون على مادة صلبة منها الرخام والحجر، وآخر غير مباشر على مادة طيعة من الطين.

ويؤكد النحات البحريني خليل المدهون "أن فن النحت بدأ مع الإنسان في الحضارات القديمة منها الحضارة الفرعونية وحضارة بلاد ما بين النهرين، وكذلك حضارات شبه الجزيرة العربية التي تتضمن حضارة دلمون وتايلوس".

وأشار المدهون إلى أن آثار التماثيل التي تم العثور عليها اقترنت بدلالات عدة مميزة لكلا الحضارتين، منها أن حضارة تايلوس في الفترة المسيحية كانت توظف التماثيل لتكون شواهد على القبور.

ويهتم العديد من الفنانين التشكيليين بممارسة النحت بصفته أحد الفنون المعاصرة التي تخلد تاريخ الأمم والحضارات عبر الزمن، كما تحرص جهات رسمية على تعليم النشء هذه الحرفة من خلال تنظيم دورات تدريبية لتكون وسيلة ناجعة لتوريثه ومنعه من الاندثار.

توثيق تاريخي

ويعد تاريخ النحت قديماً قدم البشرية، فقد نحت البشر التماثيل قبل أن يتعلموا الكتابة، وتغير الفن وتطور عبر التاريخ، إذ يعد من أقدم أشكال التواصل عبر الزمان والمكان.

بدوره، أوضح مدير إدارة الآثار والمتاحف بهيئة الثقافة البحرينية سلمان المحاري أن "النقوش ونحت التماثيل صاحبت الحضارات المتعاقبة على مملكة البحرين، وظهر النحت بشكل رئيس خلال فترة دلمون متمثلاً في صناعة النقش والأختام الدلمونية التي كانت وسيلة لتنظيم الأعمال التجارية والإدارية".

وأشار المحاري إلى أن "الختم كان بمثابة شهادة الأصالة والملكية للأفراد والمسؤولين على العقود التجارية وتبادل البضائع في تلك الفترة"، لافتاً إلى أنه كان ينحت على الختم أشكال متعددة صنعتها أيدي فنان ماهر استخدم فيها أدوات دقيقة لصنع أختام صغيرة الحجم"، منوهاً بأن نقش الأشكال على هذه الأحجام الصغيرة يدل على حرفية ومهارة النحات الذي صنعها.

وأكد المسؤول البحريني أنه من خلال النقوش الموجودة على هذه الأختام استطعنا الحصول على العديد من المعلومات عن الحياة اليومية القديمة لأهل دلمون والبحرين قبل 4000 عام سواء من حيث المعتقدات الدينية ومظاهر الحياة أو الملابس والحيوانات الشائعة خلال تلك الفترة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن أشهر شواهد المنحوتات في فترة تاريخ دلمون قال المحاري إن "رأس الثور المصنوع من النحاس أو البرونز، والذي عثر عليه في معابد باربار والتي يعتقد بأنه استخدم لتزيين إحدى الآلات الموسيقية القديمة المعروفة بالقيثارة حيث عثر على ما يشابهها أو قريب منها في بلاد الرافدين"، موضحاً أن من الأعمال الفنية التي برزت في صناعة الأشكال ثلاثية الأبعاد في فترة دلمون أيضاً ما تم العثور عليه من مجسمات صغيرة مصنوعة من الطين تعرف بـ"تراكوتا" والتي عثر على عدد كبير منها بموقع قلعة البحرين، وكانت تمثل شكل رجل بذقن وعينين بارزتين.

وأكد مدير إدارة الآثار والمتاحف بهيئة الثقافة البحرينية أنه في فترة تايلوس لاقى فن النقش ونحت التماثيل رواجاً، بخاصة ما يتعلق بإنتاج تماثيل حجرية كانت تشكل شواهد جنائزية حيث عثر على عدد منها في المدافن والمقابر التي تعود إلى فترته، موضحاً أنها عبارة عن أشكال آدمية لرجال ونساء بالإمكان التمييز بينهما بكل سهولة من خلال وجود الذقن لدى الرجل وغطاء الرأس لدى المرأة"، لافتاً إلى أن "بعض هذه التماثيل يظهر عليها التأثر بالفن الهلنستي والبعض الآخر بالفن البارثي".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة