Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رسائل إيميلي ديكنسن تحفظ لها مكانة في "بانثيون العظماء"

"مراسلاتها حديثة الحواشي تكشف عن أنها لم تكن بأية حال امرأة معزولة وحيدة، إذ عاشت حياة مكتملة وسط تيار الأحداث في بلدتها وولايتها وبلدها وعصرها"

رسالة موقعة من إميلي ديكنسون مكتوبة في خريف عام 1884 معروضة في معرض الوسيط العقاري دوغلاس إليمان في 3 ديسمبر 2012 بنيويورك (أ ف ب)

ملخص

صدرت حديثاً في نحو ألف صفحة "رسائل إيميلي ديكنسن" عن مطبعة جامعة هارفرد بتحرير الباحثين كريستان ميلر ودومنول ميتشل، اللذين يؤكدان أن كتابهما الذي يضم أكثر من 1300 رسالة، يمثل الطبعة الأكمل والأوسع والأوفى شروحاً لهذه الرسائل.

لطالما صعب علي الكتابة عن الشعر، سواء في دواوين شعراء مفردين أم حتى في الأنطولوجيات، وإن بدرجة أقل، فالكتابة عن الشعر، بالنسبة إلي، أشبه ما تكون بمحاولة القبض على فقاعة، لا يتحقق النجاح فيها إلا بالقضاء على الفقاعة نفسها. لذلك يكون العثور على كتاب قريب من الشعر بهجة حقيقية. قد يكون سيرة لشاعر، أو رواية من تأليف شاعر، أو كتاباً غير خيالي لكنه ينطوي على رؤية شعرية للعالم. وتزداد البهجة حينما يصادف المرء كتاباً حديث الصدور، وله علاقة وثيقة باسم من أهم شعراء العالم في العصر الحديث، أعني إيميلي ديكنسن. هكذا يشعر المرء بلذة اقتناص الفقاعة المستحيلة من دون أن يقترف ذلك الجرم.

يكتب كريستان ميلر ودومنول ميتشل أنه "لم تصدر طبعة محدثة من رسائل إيميلي ديكنسن منذ أكثر من 60 عاماً. غير أنه منذ صدور كتاب ’رسائل إيميلي ديكنسن‘ لمحرريه توماس إتش جونسن وثيودورا وارد في عام 1958، تم اكتشاف ما يزيد على 80 رسالة، وتغيرت المعايير التحريرية كثيراً، وتفجرت دراسات ديكنسن".



"رسائل إيميلي ديكنسن"

وإذاً، فقد صدرت حديثاً في نحو ألف صفحة "رسائل إيميلي ديكنسن" عن مطبعة جامعة هارفرد بتحرير الباحثين كريستان ميلر ودومنول ميتشل، اللذين يؤكدان أن كتابهما الذي يضم أكثر من 1300 رسالة، يمثل الطبعة الأكمل والأوسع والأوفى شروحاً لهذه الرسائل. "فهذه الطبعة تضم 1049 رسالة تضمنتها طبعة 1958، مع رسائل كثيرة اكتشفت منذ ذلك العام ولم يسبق نشرها. وتحتوي أيضاً رسائل قليلة لم تنشر قط ورسائل عدة كانت فيها نصوص مفقودة واسترجعت. وبالقدر نفسه من الأهمية إن هذه الطبعة تضيف إلى مجموعة المراسلات، 200 رسالة - قصيدة أشاعتها ديكنسن، أي أنها قصائد بلا نثر مصاحب، وتحتها توقيع، وعليها عنوان. وكذلك جميع المتاح من الرسائل التي تلقتها ديكنسن".
يمضي المحرران في مقدمتهما فيقولان إن "الباحثين كانوا لا يزالون يتجادلون في أهمية منجز ديكنسن الشعري خلال الخمسينيات، أما الآن فإن مكانتها في بانثيون العظماء محفوظة. وتبدأ كل من طبعة 1958 وطبعتنا برسالة كتبتها إيميلي وهي في الـ11 من العمر لأخيها الأكبر أوستن عام 1842، وكلتا الطبعتين تنتهي برسالة ’استدعاء‘ مؤرخة في مايو 1886 مبعوثة إلى أبناء خالاتها قبيل وفاتها". لكن مئات الرسائل المكتوبة في ما بين الرسالتين "توسعت في هذه الطبعة، وأعيد تحريرها، وتجددت حواشيها، لتحكي قصة أغنى وأكمل من القصة التي أتاحتها الطبعات السابقة".



خارج التاريخ

"في عام 1958، زعم جونسن أن ’ديكنسن كانت تعيش خارج التاريخ ولا تملك رؤية له، في ماضيه أو حاضره‘. ولكن مراسلاتها حديثة الحواشي تكشف أنها لم تكن بأية حال امرأة معزولة، وحيدة. فعاشت حياة مكتملة وسط تيار الأحداث في بلدتها وولايتها وبلدها وعصرها، وهذه الطبعة الجديدة ستبدل فهمنا لسردية علاقات ديكنسن العابرة والعميقة ولحياتها بوصفها شاعرة".
وتؤكد مايا بوبا في مقالتها المطولة عن الكتاب (مؤسسة الشعر الأميركية) ما يعدنا به المحرران من فهم جديد لديكنسن، إذ تكتب "انسوا إيميلي ديكنسن التي تحسبون أنكم تعرفونها، تلك الكاتبة المتنسكة، ذات الحس الكئيب. قولوا وداعاً لـ’حسناء أمهرست المنعزلة‘ لـ’إيميلي المتصوفة‘، لكل نعت سكه الباحثون وكتاب السيرة والنقاد ليلهبوا به افتتان الجمهور بتلك العنقاء البشرية. وانظروا بدلاً من ذلك إلى امرأة كانت تخبز كثيراً للأصدقاء والأهل والجيران، وتأسى لعدم تلقيها وهي في المدرسة أية هدايا في الفلانتين. وكانت في أكثر الأحيان مرحة وتستعمل عدداً مدهشاً من علامات التعجب في رسائلها إلى أسرتها ("وصلتني رسالتكم السعيدة وأنا منهمكة كل الانهماك في حمض الكبريتيك") وظلت حتى بلغت الـ35 من العمر تسافر وتزور الأصدقاء، قبل أن تتدهور صحتها ويستحيل عليها السفر".
مرحباً إذاً بالفهم الجديد، لمن يريده، أما الفهم القديم فمن حسن الحظ أنه يظل متاحاً لمن يجدون فيه سلوى، ولا أحسبهم قليلين. ذلك أن صورة إيميلي ديكنسن الشائعة، صورة المرأة، العانس، ذات الثياب الكلاسيكية المضحكة إن شئتم، أو المحتشمة لدرجة أن يكتب الشاعر الأميركي بيلي كولينز قصيدة طريفة عنوانها "تعرية إيميلي ديكنسن" يتكلم فيها عن "تعقيد الملابس الداخلية النسائية / في أميركا القرن الـ19" وعن مضيه في مهمته مثل مستكشف للقطب الجنوبي وسط مشابك ودبابيس وأزرار لؤلؤية وأشرطة، صورة المرأة الجالسة إلى مائدة مطبخها، أو في غرفة نومها العلوية، وبين يديها الورق والقلم، تكتب مئات القصائد العظيمة التي لم تكتشف إلا بعد وفاتها، هذه الصورة لا تزال تقول شيئاً عن الفن، في الأقل، كلنا بحاجة لأن نتذكره، شيء سابق على الذكاء الاصطناعي والغرافيكس والحيل السينمائية وألاعيب الإضاءة وشروط السوق، شيء سابق على ورش تعليم وتنميط الكتابة وقوائم الكتب الأكثر "مبيعاً". هذه الصورة للفن بوصفه عزاء لفرد، ثم هو بعد ذلك أي شيء آخر، التي تقول عن الحياة نفسها ما لا نزال بحاجة إلى أن نعرفه: أنها قد تعاش في عتمة مطبخ ريفي فتشبع صاحبها، بمثل ما قد يشبع حياة الأضواء والصخب أصحابها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

شخصيات حقيقية

تقول مايا بوبا إن ديكنسن "قرب نهاية حياتها، في عام 1884، بعثت 86 رسالة إلى 34 شخصاً، أغلبها تعبير عن الشكر، ومنها ما تضمن هدية من زهور أو طعام، ومنها حفنة للتعزية أو التهنئة. فانسحابها المزعوم عن العالم ـ واستمرار اهتمام القراء به ـ لا يخلو من تلفيق لا بد أن نعقد العزم على التخلي عنه من أجل رؤية الشاعرة بوضوح، وقد يكون ذلك للمرة الأولى".
وبصدق شديد، لست ضد الاقتراب قدر الاستطاعة من الحقيقة، سواء في حالة إيميلي ديكنسن التي يتبين أنها راسلت في عام واحد 34 شخصاً بما يقطع أنها لم تكن معزولة، أو عن وليم شكسبير مثلاً الذي لا تكف النظريات عن ابتكار شخصيات "حقيقية" له بين الحين والآخر، أو عن غيرهما ممن يطاردهم الباحثون عن الحقائق. ولكنني تبقى على رغم الحقائق شخصية أخرى قائمة، لا علاقة لها بشكسبير أو ديكنسن، إلا تشابه الأسماء. فعلى رغم اكتشاف الباحثين لأي شيء، سيبقى طيف تلك المرأة الجالسة في مطبخها أقوى من الحقيقة، لأنه يجسد لبعضهم أملاً لا تغني عنه الحقيقة.
يكتب ميلر وميتشل أن "ديكنسن كانت كاتبة رسائل قبل أن تكون شاعرة، فأقدم ما لدينا بخط يدها وآخره هو رسائل، وفي حين أن الرسائل كثيراً ما تضمنت قصائد أو تألفت كاملة من قصائد، فهي نفسها جواهر في ضوء جنسها الأدبي. وكتبت ديكنسن في رسالة إلى اثنين من أصدقائها تقول ’وما النشوة إلا المودة وما المودة إلا جرثومة الرسالة البسيطة. والرسالة بهجة الدنيا‘".
يستخلص المحرران من مئات الرسائل ما يشبه قائمة بكل زيارة قامت بها ديكنسن إلى قريب، وكل فترة استجمام قضتها في بيت خالة، وكل ذكر لجار أو جارة، ليخلصا من هذا إلى أنها "عاشت في شبكة علاقات معقدة تتألف من أشخاص كانوا يتزاورون أو يقيمون عند بعضهم بعضاً لأسابيع أو أشهر أو سنوات في بعض الأحيان على غرار المعهود في القرن الـ19". وقد يصعب على قارئ ديكنسن أن يتخيلها في "شبكة"، و"معقدة"، ولكنه سيحسن ترجمة هذه الرطانة الحديثة إلى لغة إنسانية فور إضافة عبارة "المعهود في القرن الـ19" التي تحل على قلبه برداً وسلاماً.

ماذا تقرأ؟

تكتب هاناه جوينر في استعراضها لهذا السفر (أوبن لترز رفيوـ الـ27 من مارس/ آذار 2024) أن "مراسلات ديكنسن عكست حياتها بوصفها امرأة أنيقة من نيوإنغلند في القرن الـ19. كانت تطهو لأهلها بانتظام، وترعى حديقة وتوزع من خيراتها، وترعى المرضى من أسرتها، وتكتب رسائل تحكي فيها عن شؤونها المنزلية، فبقيت على صلة وثيقة بجيرانها وأصدقائها على رغم أنها كانت نادراً ما تغادر البيت. وكانت ديكنسن تسعى في رسائلها إلى غير ذلك. ففي رسالة من أوائل رسائلها، طرحت سؤالاً صار بعد ذلك يتردد في الرسائل على مدار حياتها: ’ماذا تقرأ / تقرئين الآن؟‘. ولم يكن القصد من إشاراتها إلى قراءاتها أن يكون نقداً أدبياً متحذلقاً، فقد كان الحديث دائماً شخصياً وعاطفياً، ومقصوداً منه التواصل الاجتماعي. كانت تثرثر عن الكتاب المعاصرين في زمانها من أمثال إليزابيث باريت براوننغ وتشارلز ديكنز، والأخوات برونتي وجورج إليوت". ولم تكن تخفي في أمان رسائل ذلك الزمن رأيها في أعمال أولئك الكتاب.
ولا يمكن لقرابة 45 عاماً من المراسلات أن تقتصر على التهنئة والمواساة والقراءات. تكتب هاناه جوينر أن بعض صداقات إيميلي كانت على قدر ما من الحميمية، وأن هذه العلاقات كانت تدوم ـ ولو جزئياً في أقل تقدير، من خلال المراسلات، وثمة "ثلاث رسائل أشبعت درساً" موجهة من إيميلي إلى "سيدي" الذي يحتمل أن يكون "شخصاً وهمياً، أو لعله ’وسيلة لاستكناه لغة الرغبة والتفاني‘ بحسب ما يقول المحرران. وتشير الرسائل المتاحة وأدلة أخرى إلى أن ديكنسن في فترة متأخرة من حياتها ربما أقامت علاقة عاطفية، ويحتمل أن تكون جنسية، مع أوتيس لورد الذي كتبت إليه رسائل حافلة بعبارات حمالة للمعاني. ولا ينبغي أن يصدمنا ما يبدو من أن ديكنسن كانت لها علاقات إيروتيكية، ففي شعرها أبيات من قبيل ’ليالي الجموح، ليالي الجموح/ لو أنني كنت في رفقتك/ فجموح الليالي لنا ترف‘".



تعرية ديكنسن

في القصيدة التي كتبها بيلي كولينز عن تعرية ديكنسن من ثيابها، يتكلم كولينز عن البرودة التي يصادفها، بل إنه يصف نفسه وسط طيات ثيابها بالمبحر نحو "جبل عريها الجليدي". لكن هذا البرود المزعوم تبدده الرسائل إلى حد كبير، وليس الأمر قصراً على السيد أوتيس اللورد. إذ تكتب هاناه جوينر أن "أطول علاقات إيميلي الحميمية كانت مع سوزان غيلبرت. وأوضحت إيميلي مدى شوقها إلى سوزان في رسائلها: ’آه يا عزيزتي، كم يطول ابتعادك عني، فينهكني الانتظار والنظر، والنداء عليك‘ وتكتب إليها ’في بعض الأحيان أغمض، بل أغلق في بعض الأحيان قلبي دونك، وأحاول جاهدة أن أنساك. ولكنك أبداً لا تذهبين‘. وقد يبلغ الشوق بها مبلغ الرغبة المادية فتقول ’وإذا بتوقعي. لأن أرى وجهك مرة أخرى يشعرني بسخونة، وحمى، ويخفق قلبي فيسرع خفقانه‘. وذهب باحثون إلى أن هذه العلاقة طويلة الأمد ـ التي استمرت حتى بعد زواج سوزان بأوستن شقيق إيميلي، تجاوزت المعهود في القرن الـ19 في ’عالم الحب والطقوس‘ النسائي الذي كان يتقبل قيام علاقة رومنسية بين امرأتين لكنه كان يشدد على أهمية الزواج الغيري، ولكن في هذه الحالة، ربما كانت سوزان هي حب حياة إيميلي".
ولا تخلو الرسائل بطبيعة الحال من حديث عن الكتابة، سواء مع بعض كتاب عصرها ومنهم توماس ونتورث وهيلين هانت جاكسن، أو مع أصدقاء مقربين من غير الكتاب وأهم هؤلاء، وأكثرهم تلقياً للقصائد سوزان غيلبرت نفسها. تكتب هاناه جوينر أن ديكنسن "بعثت عدداً كبيراً من القصائد إلى سوزان، فكانت تبدي آراء تنظر فيها إيميلي بجدية. كتبت سوزان مثلاً: ’عزيزتي إيميلي، لم أجد نفسي في المقطع الثاني‘ من قصيدة ’الآمنون في غرفهم المرمرية‘ في مسودتها الأولى. وكتبت أن المقطع الثاني "’لا يتماشى مع الوميض الشبحي في المقطع الأول‘. وبعد تفكير في نقد سوزان بعثت إليها إيميلي نسخة معدلة وتواصل الحوار بين الاثنتين".
تشير جوينر في مقالتها إلى صعوبة طريفة واجهت محرري الرسائل تتمثل في تشويه متعمد تعرضت له بعض الرسائل على يد ميبل لوميس تود، وهذه هي عشيقة أوستن، وأوستن هو شقيق إيميلي، وهو زوج سوزان غيلبرت، وهي عشيقة إيميلي، وأرجو أن تكون "الشبكة" واضحة. في بعض الأحيان كانت ميبل لوميس تود تقص أجزاء من رسائل موجهة من ديكنسن إلى صديق من أصدقاء الطفولة ثم تلصقها في ورق منفصل! وثمة مثال آخر صارخ على تشويه المخطوطات يتمثل في محو اسم سوزان غيلبرت "على رغم أنه يبقى في كثير من الحالات مقروءاً. وفي بعض الأحيان كان يجري تغيير للضمائر، فيحذف حرف الـs من ضمير she أي ’هي‘ ليصبح he أي ’هو‘... ويرى المحرران أن تود هي التي ربما أزالت اسم منافستها على أوستن، أو أن أوستن هو الذي ربما كان يحاول إخفاء ارتباط إيميلي العاطفي بزوجته سوزان".
وهذا ما يمكن أن أقر بأنه شبكة علاقات معقدة، لكنه تعقيد القرن الـ19 الطفولي الجميل الذي على رغم طفوليته وجماله أرغم هنري ديفيد ثورو على الهرب ليعيش على ضفاف بحيرة والدن. هو مثل التعقيد الناجم عن سوء تفاهم بريء كالذي بنيت عليه مسرحيات كانت تحرص قبل إسدال ستارها الأخير أن تزيل أي أثر سيئ له.
قد تكشف رسائل إيميلي ديكنسن، وجهد كريستان ميلر، ودومنول ميتشل، الخرافي في العمل عليها عن جوانب جديدة من شخصية إيميلي ديكنسن، ولعل هذه الكشوف الجديدة تبطل، لدى من يشاءون، صورتها الشائعة، لكن هذا السفر يبقى أيضاً صالحاً تماماً لقارئ ديكنسن النمطي، رفيقاً لكتاب قصائدها الكاملة، كاشفاً عن أن بعض جواهرها الشعرية بدأ بدايات بسيطة شأن كلمات يكتبها أحدنا في "واتساب" متصوراً أنها مفتتح رسالة إلى صديق لا مطلع قصيدة إلى قارئ.

عنوان الكتاب: The Letters of Emily Dickinson

تحرير: Cristanne Miller - Domhnall Mitchell

الناشر: Harvard University Press

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة