ملخص
هذه القمصان التي ارتديت في مباريات المونديال قطع إنسانية أثرية من إرث ميسي
"ستعرض للبيع ستة قمصان ارتداها ليونيل ميسي خلال كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر بالمزاد العلني في دار (سوثبيز) للمزادات. هذه هي فرصتك لامتلاك قطعة من تاريخ كرة القدم". هذا هو الإعلان الذي نشرته دار المزادات العالمية على صفحتها بـ"إكس" وغيره من مواقع التواصل. وقد قدمت الدار وصفاً مفصلاً لهذه القمصان الستة التي تنوي بيعها في قطر، والتي تتوقع أن يشتريها معجبو اللاعب الأرجنتيني الأسطورة.
ما عانته القمصان
كتبت الدار العالمية تعريفاً بالقمصان الستة مفاده أنها هي التي ارتداها ميسي وصولاً إلى رفع كأس العالم فوق رأسه الغارق بالعرق بعد نهائي كأس العالم 2022، مضيفة أن "ميسي ارتداها أمام جمهور يقارب 1.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم. لقد بدت اللحظة مناسبة لتتويج إله كرة القدم".
في ذلك النهار التاريخي كان ميسي كلاعب كرة قدم أسطوري يحتاج بشدة إلى الحصول على كأس العالم، كما فعل من قبله مواطنه الأسطورة دييغو مارادونا، وكانت هذه الكأس هي ما ينقص خزانته المليئة بكل أنواع الجوائز والكؤوس والميداليات الممكنة في عالم الكرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قال ميسي حينها، "كل شيء تغير بالنسبة إليَّ في ذلك اليوم. لقد حصلنا أخيراً على ما حلمنا به كثيراً، وهو الشيء الذي أردته لفترة طويلة في مسيرتي. وأخيراً جاء في النهاية".
في تلك الليلة الساحرة من شهر ديسمبر (كانون الأول) وقف ميسي يتأمل كثبان الصحراء في البعيد من في ملعب "لوسيل" في قطر، وحين وقف وحيداً على قمة الجبل بعد انتهاء البطولة قال، "لقد شعرت بأن الأمر قد انتهى، لقد انتهى الأمر، حققت كل شيء مع المنتخب الوطني، تماماً كما حلمت دائماً".
"فاز ميسي بكل المسابقات وحصد 10 ألقاب في الدوري الإسباني مع نادي برشلونة، وهي سلسلة تضمنت أيضاً أربعة انتصارات في دوري أبطال أوروبا، وكوبا أميركا، وكأس النهائي مع الأرجنتين. وكان بالفعل لاعب كرة القدم الأكثر تتويجاً على الإطلاق بعد حصوله على سبع كرات ذهبية. وقد فاز منذ ذلك الحين بعدد لا يحصى من الأوسمة والأرقام القياسية الفردية الأخرى. ومع فوزه في نهائي كأس العالم 2022 حصل على جائزة الكرة الذهبية الثانية له كأفضل لاعب في البطولة، ثم حصل قبل أسابيع على الكرة الذهبية مرة جديدة على رغم انتقاله إلى الدوري الأميركي. ولهذا كله يسر (سوثبيز) أن تقدم مجموعة من ستة قمصان الأرجنتين المميزة ذات الخطوط العمودية باللونين الأزرق الفاتح والأبيض التي ارتداها ليونيل ميسي خلال مسيرته التاريخية في كأس العالم 2022". بهذا التعريف البسيط بالقمصان الستة المنوي بيعها بالمزاد العلني في دولة قطر خلال الأيام المقبلة، دفعت دار المزادات بأعداد المسجلين في الموقع الإلكتروني للمشاركة في المزاد نحو رقم قياسي لا يزال يرتفع منذ إطلاق الإعلان. بعضهم يرجع الأمر إلى كون الدار من أهم دور عروض المزادات العالمية، واختيارها قمصان لاعب كرة القدم الأرجنتيني يعد بمثابة تتويج له على عرش عالم كرة القدم من جهة، والمشاهير العالميين الذين حققوا أموراً فريدة من جهة ثانية، والتي اشتهرت الدار ببيع إرثهم من الملابس والحاجات الشخصية.
اعتبر معلقون أن مجرد كون القمصان الستة ارتداها ميسي في المونديال الذي حصدت فيه الأرجنتين كأس العالم في ظروف كانت ملائمة لها كشعب وبلد وثقافة، ولأسطورة كروية مثل ميسي بعد رحيل مارادونا، فإن المزاد سيستجلب مئات الآلاف من المشاركين فيه حتى لو أجري على رصيف في أية مدينة غير معروفة.
الحبكة العاطفية الواقعية
تضيف دار البيع الحبكة العاطفية لنجاح ميسي مع منتخب بلاده، والذي لم يأت بسهولة مثل إنجازاته مع الأندية الأوروبية. وتنقل هذه العواطف إلى القمصان نفسها، وقد عبر ميسي عن ذلك بصراحة حين قال، "لقد كان هناك كثير من المعاناة مع المنتخب الوطني، خسرنا النهائيات مراراً، وكنا قريبين جداً من الفوز من دون أن يحدث ذلك. لقد تعرضت لانتقادات كثيرة بكل الطرق الممكنة، وعانت أسرتي مثلي تماماً". وبالفعل يمكن لهذا التصريح الذي اختارته دار "سوثبيز" على موقعها للترويج للمزاد العلني أن ينقل القارئ إلى الحال النفسية الشخصية والعاطفية للنجم الأسطوري، والتي تبرز الضغوط النفسية التي تعرض لها مع عائلته من أجل الفوز بكأس العالم مع المنتخب الأرجنتيني، هذه الضغوط التي غالباً ما يتجنب المشاهير عرضها أمام معجبيهم للحفاظ على صورة ناصعة، وهكذا تتحول القمصان نفسها من كونها أدوات "أيقونية" تحمل اسم ورقم ميسي وألوان العلم الأرجنتيني، إلى قمصان حقيقية مخضبة بعرق اللاعب بعد أن بذل كل جهده من أجل الفوز بكأس العالم، والقمصان تشهد على ذلك الفوز والجهد الذي بذله ميسي لأجله. وقد تفاقمت هذه الأزمة بعد الهزيمة التي أذهلت المراقبين في المباراة الافتتاحية بنتيجة 1-2 أمام السعودية، والتي بدت كتهديد بعرقلة مسيرة ميسي والمنتخب الأرجنتيني نحو المجد.
لكن بعد الخسارة الخامسة على التوالي في كأس العالم، أخذ ميسي الأمور على عاتقه، بحسب محرري الدار، وقاد مرتدياً هذه القمصان المعروضة للبيع الأرجنتين لتحقيق انتصارات حاسمة على المكسيك وبولندا في مراحل المجموعات. وفي الطريق المؤدي إلى النهائي سجل ميسي الأهداف في كل من المباريات الثلاث التالية، فشقت الأرجنتين طريقها لمواجهة فرنسا في المباراة النهائية.
وبحسب محرر دار "سوذبيز" للمزادات العلنية، الذي تمكن بأسطر قليلة من أنسنة هذه القمصان الستة التي تعرضها الدار للبيع، ففي المباراة التي جمعت فرنسا والأرجنتين في كأس العالم 2018، سجل مبابي هدفين ليخرج الأرجنتين من البطولة في دور الـ16، وبعد تلك المباراة اعتقد كثر أنها الأخيرة التي يلعبها ميسي في البطولة. وكان في الـ31 عاماً من العمر حينها، ولكن بعد الخروج المبكر، عرف ميسي أنه لا يزال أمامه إنجاز آخر ليحققه".
ميسي الذي لا ينسى
في المباراة النهائية لمونديال عام 2022 افتتح الأرجنتينيون المباراة وهم على استعداد للانتقام من خسارتهم في 2018، بحسب وصف الدار، وبالفعل اتفق معظم المعلقين الرياضيين على بدايات تلك المباراة على أن الفريق الأرجنتيني كان يسيطر على مجرياتها بجهد كبير من ميسي، وبدت فرنسا متأخرة خطوة، واحتسبت ركلة الجزاء في الدقيقة 23، تقدم ميسي بهدوء نحو الكرة، ولم يكن هناك أي جدل أو سؤال بين الجمهور أو بين اللاعبين الأرجنتينيين حول من سيسددها. وبعد خطوته المترددة المميزة في الفترة التي سبقت الهجوم سدد الكرة في الزاوية اليمنى للمرمى بقدمه اليسرى السحرية. وعزز أنخيل دي ماريا التقدم إلى 2-0 في الدقيقة 36، وحافظت الأرجنتين على تقدمها في الشوط الأول.
في الشوط الثاني ظهر الفريق الفرنسي وكأنه يرفض التنازل عن لقبه بسهولة، وكانت عودة لمبابي في الدقائق الـ10 الأخيرة بهدفين كان مثلهما من مبابي نفسه سبباً لخروج الأرجنتين في المونديال السابق، وهكذا انتهى الوقت الأصلي بتعادل الفريقين، وكان ميسي قد بدل قميصه بين الشوطين، بحسب ما يضيف معلقون على موقع دار "سوثبيز" الذي سمح لزوار الموقع بالتعليق على هذا الحدث.
وفي الدقيقة 108 من الشوطين الإضافيين سجل ميسي كرة مرتدة من مدى قريب لتتقدم الأرجنتين. ورد مبابي بعد دقائق، مكملاً ثلاثية من ركلة جزاء وقاد المباراة إلى ثالث ركلات ترجيح مفاجئة على الإطلاق في تاريخ نهائيات كأس العالم، لكن هذه المرة لم يكن لدى الفرنسيين إجابات. بعد إهدار اثنتين من أول أربع تسديدات، سجل الأرجنتيني غونزالو مونتيل هدف الفوز في البطولة.
عندما أدرك النصر سقط ميسي على ركبتيه، وسارع زملاؤه إلى احتضانه، مدركين أنهم كانوا جزءاً من شيء غير عادي حقاً. لقد فهم دي ماريا، الذي لعب معه ميسي منذ أن كانا صغيرين، ما يعنيه التنافس إلى جانب لاعب اللاعبين على مر العصور، فصرح حينها دي ماريا بأن "الوجود إلى جانب ليو هو كل شيء. إنه الأفضل في العالم، كائن فضائي، ولن أتعب من قول ذلك".
بينما كان ميسي يسير عبر المسرح حاملاً كأس العالم للقاء زملائه في الفريق، روى جون سترونج هذه اللحظة لجمهور التلفزيون الأميركي قائلاً، "لقد كان الحلم الجميل الذي أصبح حقيقة. وستظل هذه المشاهد خالدة إلى الأبد بعد فوز ليونيل ميسي والأرجنتين بكأس العالم". وبالفعل أصبحت صورة ميسي وكأس العالم تتلألأ تحت أضواء الملعب مميزة في تاريخ كرة القدم.
بعد الوصول إلى الذروة العاطفية التي شاركت فيها القمصان التي كان يرتديها ميسي، كان لا بد من هذا الاحتفاء الأخير بها، "هذه القمصان التي ارتديت في المباريات هي قطع إنسانية أثرية من إرث ميسي. إنها ترمز إلى ذروة مسيرة مهنية مليئة بالعمل الجاد والشغف الدائم باللعبة الجميلة. كانت رحلة ميسي في كأس العالم 2022 تدور حول أكثر من مجرد الفوز، كان الأمر يتعلق بإلهام أجيال من لاعبي كرة القدم والمشجعين. وفي السنوات المقبلة، ستكون هذه القمصان بمثابة تذكير بعظمة ميسي والبصمة التي لا تمحى التي تركها في عالم كرة القدم. وسيجري ارتداؤها خلال النصف الأول من كل مباراة لأنها رمز للانتصار والمثابرة دائماً"، بحسب تعريف الدار.
