Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تتحول بلدة أيسلندية كانت مهددة بثوران بركاني إلى مركز سياحي؟

هل كشفت غريندافيك عن نفسها كأحدث وجهة للمغامرين في أيسلندا؟

ضابط شرطة يقف فوق إحدى الحفر التي انفتحت في البلدة (رويترز)

تتمتع أيسلندا بسحر الأضواء الشمالية المذهلة وجمال المياه الفيروزية في بلو لاغون، وتزخر بالتأكيد بكثير من المعالم السياحية الخلابة، لكن قد تكون البلاد اكتشفت أخيراً موقعاً جديداً لجذب عشاق السيلفي بعد أن تعرضت البلدة الساحلية الصغيرة غريندافيك لآلاف الزلازل.

وفي ظل تراجع المخاوف من ثوران بركاني وشيك تبحث البلدة الآن عن أفضل الطرق للتعافي بعد أن تضررت شوارعها وفر السكان بحثاً عن الأمان.

وامتدت الحفرة التي خلفتها الفوضى من موقع الكنيسة اللوثرية والحضانة إلى ملعب الأطفال والمنطقة الموجودة تحت ملعب فريق كرة السلة الرائع في غريندافيك، علماً أن الموسم الرياضي قد اقترب موعده.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي أقسام متفرقة من هذا الموقع يمكن للزائر الانتقال ببساطة من الصفيحة التكتونية الأوراسية إلى الصفيحة الأميركية الشمالية، لكن في أعمق نقاطه يصعب رؤية قاع الهوة المظلمة.

ورصدت "اندبندنت" عمال الإنقاذ وهم يأخذون استراحة من عملهم بعد تفقد المنازل المتضررة ومساعدة السكان في إخراج الأجهزة المنزلية مثل الغسالات، وهم يلتقطون الصور بجانب الشق الأرضي.

وفي صباح يوم الخميس أُتيح للسكان أخيراً الوصول من دون قيود لاستعادة أغراضهم مثل الدراجات المائية والألعاب الإسفنجية الجميلة وغيرها من الأشياء الثمينة.

وعلى رغم إعلان الحكومة بأن المكان سيكون مفتوحاً حتى الغروب فقط إلا أن بضع مئات فقط عادوا، وظل آخرون بعيدين، ربما ما زالوا يشعرون بالقلق حيال احتمال حدوث ثوران بركاني.

لكن في ظل وقوع حوالى 200 زلزال فقط خلال الليل بدأت الحياة في ميناء غريندافيك تعود تدريجياً لطبيعتها.

وفي ظل تناقص احتمال وقوع ثوران بركاني مفاجئ يوماً بعد يوم وانتقال اهتمام وسائل الإعلام العالمية إلى أماكن أخرى، نطرح السؤال نفسه: ماذا ينتظر غريندافيك في المستقبل؟

يعتقد المتحدث باسم السياحة في أيسلندا سنوري فالسون أن الفوهة العملاقة قد تكون بالضبط العنصر الذي يحتاجه المكان إلى جذب السياح، وذلك بعد أن قاد الجولة الإعلامية الأولى لتعريف العالم بغريندافيك خلال عاصفة بَرد شديدة.

وأخبر "اندبندنت" قائلاً "غريندافيك هي البلدة الأصيلة المعروفة بصيد الأسماك التي شكلت عصب أيسلندا عبر القرون، فهي تضم بالفعل متحفاً مميزاً يعرض تقاليد صناعة السمك المملح، على سبيل المثال، لكنني أتوقع زيادة في عدد السياح بالتأكيد منذ وقوع الزلزال حيث سيجري إصلاح البنية التحتية، وهناك دلائل على الأحداث التي وقعت أخيراً، وأتصور أن هذه الأحداث قد تصبح نقطة جذب رئيسة في مركز الزوار للأعوام المقبلة بسبب تأثيرها في حياة البلدة، وبالنسبة إلى اقتصاد أيسلندا فمن الضروري جداً أن تعود غريندافيك لوضعها الطبيعي إذ أثرت هذه الأحداث بالفعل في قرارات البنك المركزي".

وفي ما يتعلق بما ينبغي عمله حيال الفجوة العميقة في المدينة قال "عندما واجهنا الدمار الناشئ عن ثوران البركان في جزر ويستمان منذ 50 عاماً احتفظنا ببعض الأنقاض بحالها الراهنة وجرى ترميم معظم الأضرار، ولكن بقيت في المدينة مواقع تظهر الدمار الفعلي مثل المنازل المغطاة جزئياً بالحمم والرماد، لذا أتصور أنهم سيحافظون على بعض المواقع التي تظهر الشق الفعلي في الأرض إذا كان ذلك ممكناً وسيكون هذا مثالاً خارجياً رائعاً يستحق المشاهدة".

وأضاف، "ألحقت هذه الأحداث بعض الأضرار ولكنني على يقين من أن أهالي غريندافيك سيتمكنون من استخلاص الدروس الإيجابية منها، لا سيما أن السكان أظهروا مرونة مذهلة، ويمكنك أن ترى تأثير ذلك عليهم. إنهم مجتمع مترابط سيظل موحداً وسيعود للنهوض من جديد، وكما تعلمون فالسفر إلى هناك آمن لذا نرحب بالجميع".

ويبدو تفاؤل سنوري متناقضاً مع رأي البروفيسور بال إينارسون، أحد أكثر علماء الزلازل خبرة في أيسلندا، الذي أستدعي من التقاعد لدرس الآلاف من الزلازل التي تضرب المدينة.

وفي إحدى المرات هرع إلى شاشته لتحليل الاهتزازات على الكابل البصري فائق الحساسية الممدد على طول خط الصدع ليكتشف أنها كانت مجرد سيارة تمر من هناك.

ويقر البروفيسور إينارسون بأنه سيكون سعيداً بالعودة بنفسه لغريندافيك، ولكن الوضع ما زال غير مستقر بما يكفي لنقل عائلته، فضلاً عن كامل سكان القرية. وأخبر "اندبندنت" قائلاً "يبدو هذا الحاجز كأنه سيتصلب تحت الأرض من دون أن يصل إلى السطح، وهذا هو الخيار الأمثل لسكان المنطقة، لكن في أسوأ السيناريوهات قد يصل الشق المملوء بالماغما (الصهارة) إلى سطح الأرض وسط المدينة بين منازل غريندافيك، وإذا استمر الثوران للمدة نفسها فستدمر المدينة بالكامل".

وأضاف، "علينا أن نتذكر أن هذا ليس سداً بركانياً واحداً يخيف الناس حالياً، إنه فصل جديد من قصة طويلة ولقد شهدنا ثلاثة ثورانات بركانية بالفعل، ولن تنتهي هذه القصة بهذا السد البركاني وسيكون قرار العودة قراراً صعباً للغاية وأنا شخصياً لا أرغب في اتخاذه، وكل يوم هناك حدث جديد وكان آخر ثوران عام 1214 ومنذ ذلك الحين لم يحدث شيء حتى عام 2021، وهو ما يمثل 800 عام من الخمود، وقد نكون الآن على أعتاب بداية فترة بركانية نشطة تستمر لقرنين أو ثلاثة مقبلة".

وعند الشق علق أحد عمال الإنقاذ المتطوعين قائلاً "أعتقد أنه سيصبح بالتأكيد أشهر مكان لالتقاط الصور الذاتية (سيلفي) في أيسلندا إذا أقيم محل لبيع السمك والبطاطس المقلية (فيش أند تشيبس) هناك، وسينجح بصورة كبيرة وسيعشقه البريطانيون. إنه أمر مذهل أن لم يصب أحد بأذى فكل شخص يتفاعل بطريقته الخاصة، وبعضهم غاضب جداً بينما بعضهم الآخر سعيد لأن منازلهم لم تتضرر".

مارغريت إيولفسدوتير (55 سنة) كانت تسير مع كلبتها الويبيت واسمها ليدي التي عادة ما تكون متوترة في طريقهما المعتاد، لكن ليدي بدت مطمئنة تحت ضوء الشمس الغارب حيث أعلنت مارغريت بثقة "لن نذهب إلى أي مكان فهذا منزلنا وقد أردت أن أذهب لرؤية الأضرار لكنهم لم يسمحوا لي بالاقتراب، وأعتقد أن ليدي [تشير إلى كلبتها] تدرك أن الأمور قد انتهت فهي مسترخية وأنا كذلك".

إرلينغ سنير (20 سنة) كان يجمع آخر أغراضه بمساعدة أخته الصغرى حيث أخذوا أرنباً ضخماً من غرفة المعيشة التي بدأت تغوص تدريجياً نحو الشق العميق، ويقول "استمرت الزلازل لساعات وهي تزداد سوءاً وكانت أجراس الكنيسة ترن بصوت عال وكأنها تحذير من الله".

ويضيف، "شهدت المدينة كثيراً من الأحداث الكبرى لكنني آمل في أن يولي الناس هذه المرة اهتماماً أكبر ويجروا تغييرات لأن ترك منزلك أمر في غاية الصعوبة ومن الصعب التفكير في أن السياح سيأتون اليوم لمشاهدة الشق، ولكني لا أعتقد أنهم سيأتون في الوقت الحالي فكل شيء حدث بسرعة كبيرة، ومع ذلك لا أزال أؤمن بأن ثوراناً ما سيحدث".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات