Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تنقل القتال نحو الجنوب وتقسم غزة إلى مربعات

يرى مراقبون أن ذلك مرده عدم رغبة الإدارة الأميركية في تكرار مشهد الشمال داخل مناطق الجنوب

ملخص

قسمت إسرائيل خريطة غزة إلى مربعات سكنية صغيرة ضمن خطتها لتوسيع هجومها العسكري على القطاع

على مدى أيام الهدنة الإنسانية السبعة كانت إسرائيل تأمر سكان غزة الذين لا يزالون في مناطق شمال القطاع بإخلاء منازلهم والنزوح إلى الجنوب حيث المنطقة الإنسانية التي أعلنتها، لكن ما إن استؤنف القتال بين الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس" حتى غيرت قيادة الجيش خطط الهجوم.

وبحسب الجيش فإنه حقق جزءاً كبيراً من أهداف عملياته شمال القطاع وقرر الانتقال إلى مناطق جنوب غزة.

ويصر وزير الدفاع يوآف غالانت على التوغل العسكري في مدينة خان يونس بعد إشارات تلقاها من أجهزة الاستخبارات تفيد بأن قدرات "حماس" القتالية وأنفاقها تتركز في المناطق التي لم تشهد قتالاً عنيفاً منذ بدء الحرب.

خطة "البلوكات"

وفي بداية الحرب صنفت إسرائيل جنوب القطاع، مخيم البريج والمغازي ودير البلح وخان يونس ورفح، مناطق إنسانية، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفع هذا الغطاء حين قال "لا يوجد مكان في غزة لن نصل إليه".
ووسط الضغوط الدولية والتحذير الأميركي لإسرائيل من عدم رغبة واشنطن في رؤية ضحايا مدنيين وتهجير جديد لسكان غزة، اتبع الجيش الإسرائيلي خطة عسكرية مختلفة للتعامل مع جنوب غزة عن تلك التي اتبعها في الشمال، وأمر فيها جميع سكان غزة بالنزوح الإجباري.
وتتمثل خطة الجيش الإسرائيلي الجديدة في رسم خريطة لقطاع غزة قسمها إلى أكثر من 2300 مربع أمني أطلق عليه مصطلح "بلوك"، ولا يأخذ التقسيم الهندسي الجغرافي شكل مربع منتظم بل جاء بطريقة عشوائية وشمل جميع أحياء مدن القطاع في الشمال والجنوب.

وحدد الجيش الإسرائيلي أرقاماً للمربعات على خرائطه، وقال المتحدث باسم الجيش العبري للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، "رسمنا خطوطاً على خريطة قطاع غزة، ونفعل ذلك من أجل تسهيل إجلاء السكان الفلسطينيين عند الحاجة وعند تقدم القوات الإسرائيلية في حدود هذه المناطق السكنية".


توسيع العمليات العسكرية

وأضاف أدرعي، "ينوي الجيش توسيع العمليات العسكرية ولذلك طلبنا من الفلسطينيين متابعة تحديثات الخرائط التفاعلية عند صدور التعليمات، ونحن نعمل على الحفاظ على أرواح المدنيين وحمايتهم في إطار احترام القانون الدولي الإنساني الذي تلتزم به إسرائيل".

وأوضح أنه سيُطلب من السكان الإخلاء خلال العمليات العسكرية، بحسب المناطق المرقمة، لتسهيل الوصول إلى مقاتلي ’حماس‘ الذين يستخدمون المدنيين دروعاً بشرية، كما أن البلوكات تطاول جميع المناطق من دون استثناء".

وأشار المتحدث العسكري الإسرائيلي إلى أن "تقسيم غزة إلى مربعات سكنية صغيرة وسيلة آمنة للحفاظ على أمن وأرواح المدنيين فقط"، لافتاً إلى أن "الجيش سيبلغ سكان غزة في المناطق الخطرة عبر رسائل ومناشير يوجههم من خلالها إلى إخلاء مناطق معينة تنطلق منها نشاطات لـ ’حماس‘".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


كثافة سكانية ورسم عشوائي

وبحسب التوزيع الديموغرافي فإن قطاع غزة الذي تقدر مساحته بـ 356 كيلومتراً يعيش فيه 2.3 مليون نسمة، وينقسم إلى خمس محافظات إدارية، وهي الشمال ويعيش فيه 444 ألف فرد، وغزة يسكنها 749 ألف شخص، ودير البلح يعيش فيها 319 ألف نسمة، يليها خان يونس مع 438 ألف نسمة، وأخيراً رفح التي يعيش فيها 275 ألف إنسان.

ووفقاً لديموغرافيا الأرض فإنه في الكيلومتر المربع الواحد يعيش 6100 فرد، ومتوسط كثافة العيش في غرفة واحدة مساحتها أربعة أمتار بلغ ثلاثة أشخاص، وذلك وفقاً لبيانات المركز الفلسطيني للإحصاء (مؤسسة حكومية).
لكن هذه الحسابات قبل الحرب، أما حالياً وبعد النزوح من الشمال إلى الجنوب فإن 1.6 مليون فرد من سكان غزة يعيشون في مدينة خان يونس التي بدأ الجيش الإسرائيلي يشن عليها حرباً قاسية، وهذا يعني أن 14 ألف نسمة يسكنون على مساحة كيلومتر واحد.
ومع تقسيم إسرائيل غزة إلى مربعات فإنها تعرّض 13 ألف شخص للنزوح مرة واحدة عندما تأمرهم بالإخلاء القسري، ويقول أستاذ الجغرافيا ماجد الأخرس إن "هذه البلوكات صغيرة جداً ولا تتسع لسكان مربعات أخرى، فخريطة غزة الجديدة قسمت بطريقة عشوائية، والمدقق فيها يرى أن بعض الحدود تفصل مبان سكنية بعينها، بمعنى أن المطبخ يكون في مربع ما والصالون يكون في مربع آخر".


"حماس": لا احترام لقانون الحرب

وفي المقابل ردت "حماس" على خطة إسرائيل الجديدة على لسان عضو المكتب السياسي فيها عزت الرشق الذي قال إن "ما لم تحققه تل أبيب من إخلاء لشمال غزة لن ينجح في خريطة البلوكات، وتحاول إسرائيل الظهور بمظهر المهتم بالوضع الإنساني في غزة وأنها تحترم قانون الحرب، ولا نية لديها لتوجيه ضربات ضد المدنيين التي قتلت الآلاف منهم، فهذا وضع مكشوف للعالم وحتى للإدارة الأميركية".
وفي السياق، ومن وجهة نظر سياسية عسكرية، رجح الباحث في العلوم الاستراتيجية منذر أبو زبيدة أنه "ربما تأتي هذه الخريطة في ظل الضغوط الأميركية لحماية المدنيين وتوفير الغطاء القانوني لإسرائيل لعدم مساءلتها في المستقبل عن انتهاك حرمة الفلسطينيين وحياتهم واستهداف منازلهم والمناطق الآمنة التي يعيشون فيها"، مضيفاً أن "موقف الإدارة الأميركية بدا وكأنها لا تريد أن يتكرر مشهد شمال قطاع غزة في مناطق الجنوب، لذلك جرى رسم خطة من ثلاثة أهداف، أن تكون الحرب ضمن قواعد القانون الدولي، وحماية المدنيين وعدم تهجيرهم، وضمان استمرار فتح معبر رفح لتدفق المساعدات الإنسانية".

وقبل مغادرته تل أبيب قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه اتفق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على حماية المدنيين في قطاع غزة والالتزام بقواعد الحرب، والعمل وفق خطط إنسانية لحماية السكان المدنيين تقلل من وقوع مزيد من الضحايا.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات