Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مشاعر الوداع بين الرهائن ومقاتلي "حماس" تثير غضب إسرائيل

الحركة تؤكد أنها تعامل الأسرى بطريقة إنسانية وتل أبيب تشكك وترجح كونها "تمثيلية"

أطلقت حماس سراح 100 رهينة مقابل إفراج إسرائيل عن 300 أسير فلسطيني (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

الابتسامات والتلويح والشكر لقطات تثير غضب الإسرائيليين فهل أجبرت "حماس" الرهائن على تمثيل مشاعر الوداع بحسب ما تزعم تل أبيب؟

أمام كاميرات الصحافيين ظهر المحتجزون الإسرائيليين لدى حركة "حماس" أثناء الإفراج عنهم ضمن صفقات التبادل التي تجري منذ أسبوع بين طرفي الحرب، وهم يودعون بابتسامات ويلوحون بود لآسريهم المقاتلين المدججين بالأسلحة، الذين أظهروا مشاعر مماثلة خلال تسليمهم للجنة الدولية للصليب الأحمر.

وظهرت طفلة إسرائيلية بجديلة طويلة وملابس مهندمة، وهي تبتسم لأحد مقاتلي "حماس" بعد جلوسها في سيارات الصليب الأحمر، كما التقطت صور لعنصر من الحركة وهو يحمل رهينة مسنة قبل تسليمها للوسيط، وبثت مشاهد لمسلح يقول لمحتجزة "ودعاً مايا" وترد عليه "شكراً".

وتكررت هذه المشاهد في الدفعات السبعة للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والتي بدأت منذ اليوم الأول للهدنة الإنسانية في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وبموجبها أطلقت "حماس" سراح 100 رهينة مقابل 300 أسير فلسطيني، فيما حررت 30 محتجزاً خارج الاتفاق مع الوسطاء بينهم محتجزون يحملون الجنسية الروسية وآخرون من العمال الأجانب.

قبل شهر

لقطات الوداع "اللطيفة" بدأت قبل دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ، إذ قبل شهر أفرجت "حماس" عن المسنة الإسرائيلية يوشيفيد ليفشيتز، والتي التقطت لها صور وهي تصافح مسلحاً قبل أن تنطلق مع أعضاء الهلال الأحمر، وقبل أن تسير السيارة التفتت تشكر أحد المقاتلين.

وخلال مؤتمر صحافي أقيم في تل أبيب بعد إطلاق سراح ليفشيتز فاجأت الجميع عندما قالت "لقد تعاملوا معنا بود وعناية، ووفروا لنا الطعام والدواء".

عقب ذلك مباشرة، منعت السلطات الإسرائيلية المحتجزين الذين أطلق سراحهم من الحديث لوسائل الإعلام، ولم تسمح لأحد بزيارتهم أو لقائهم أو التحدث معهم سوى الأقارب، كذلك ألغت فكرة المؤتمر الصحافي للمفرج عنهم في صفقة التبادل.

الوداع بالابتسامات والتلويح والمصافحة، أحرج إسرائيل وأغضبها كثيراً، وقدم أعضاء الكنيست مقترح قانون ينص على منع نشر صور ولقطات يبثها العدو (أي حركة حماس)، ويعاقب من يثبت عليه مشاهداتها حتى لو بالسر.

ليست عفوية

يقول المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير جندلمان إن "حماس" تستخدم دعاية مقززة، وتجبر الرهائن المفرج عنهم على الابتسام والتلويح أمام الكاميرات، بوضوح يمكن سماع المسلح يقول "واصلوا التلويح" بنبرة تهديد.

ويضيف جندلمان "تصرفات الرهائن ليست عفوية أو تعبر عن الامتنان، لكنها جاءت تحت الترهيب، جميع المفرج عنهم نقلوا إلى المستشفيات بعد عودتهم للأراضي الإسرائيلية، حيث خضعوا لرعاية طبية بسبب مشكلات صحية، حماس منعت عنهم الغذاء الكافي والدواء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب جندلمان فإن "حماس" أجبرت الأطفال المختطفين على مشاهدة لقطات لاقتحام عناصرها للمدن الإسرائيلية مما ترك لديهم أعراضاً نفسية خطيرة وأصابهم بالرعب، فضلاً عن ممارستها نوعاً من التعذيب النفسي والطبي تجاه المختطفين الإسرائيليين من دون ترك أي أثر جسدي مكشوف.

ويبرر المتحدث الإسرائيلي لقطات الوداع بأنها جاءت في مرحلة كان يظن فيها الرهائن أن رفضهم التلويح سيعوق عملية إطلاق سراحهم، وقد يعرض رفضهم للامتثال لأوامر "حماس" بقية الرهائن الذين ما زالوا محتجزين للتعذيب.

وسائل الإعلام غاضبة

ولا يقتصر الغضب الإسرائيلي على الجانب الرسمي، وأيضاً نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية تقارير حول لقطات الوداع، وكتبت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن "المختطفين قاموا بتلك التصرفات تحت الإكراه وأن هذه المشاهد هي محاولة من حماس حتى تظهر للعالم أنها تعامل الرهائن بطريقة إنسانية".

ويقول المحلل السياسي الإسرائيلي ياريف بيليغ "من الغريب أن تبث مشاهد الوداع بالابتسامات في محطات التلفزة الإسرائيلية لأن هذا يضر تل أبيب، من الواضح أن الأمر يبدو تمثيلاً، لأنه بدأ في أول أيام إطلاق سراح الرهائن واستمر بشكل يومي"، وتساءل "ألا يوجد رهينة واحدة على الأقل غاضبة من حماس وتكره وحدة الحراسة".

ويضيف بيليغ "ما نشهده هو مظاهر مدروسة للادعاء أن جميع المختطفين كانوا يُعاملون بود، وتأتي في سياق الحرب النفسية، بعد اتهام حماس بقتل واختطاف الأطفال والنساء".

حرب نفسية

من وجهة نظر فلسطينية، يقول أستاذ العلوم السياسية إبراهيم أبراش "حركة حماس تخوض معركة غير مسبوقة من الحرب النفسية مع إسرائيل والعالم، وبات الفصيل يدرك أهمية الصورة في صناعة الوعي لدى المجتمع الدولي".

ويضيف أبراش "لغة الجسد التي بدت من المحتجزين تجاه عناصر الفصائل لا يمكن أن تكون تمثيلاً وإنما تعبير حقيقي عن حسن المعاملة، وأعتقد أن لهذا السبب غضبت إسرائيل وتساءلت صحفها عن دافع لحظات الوداع".

ويوضح أبراش أنه درس لغة جسد الرهائن واستنتج أن من قام بتسليم الرهائن هم أنفسهم من كانوا يشرفون على رعايتهم خلال احتجازهم، ولذلك سمعنا أحدهم يودع محتجزة باسمها وتشكره كأنها تعرفه.

معاملة إنسانية

ويشير إلى أن هناك رسائل خفية من "حماس" مفادها أنها تعامل الأسرى الإسرائيليين بلطف، وعلى تل أبيب تطبيق ذلك في السجون، والتخفيف عن الأسرى الفلسطينيين الذين عندما يخرجون من الزنازين يروون شهادات مروعة عن الاعتداءات التي يتعرضون لها.

من "حماس" يقول مسؤول ملف الأسرى زاهر جبارين "نعامل الأسرى الإسرائيليين بطريقة إنسانية، وما يظهر أثناء تسليمهم للصليب الأحمر هو مشاعر عفوية، وإنكار إسرائيل لهذه اللقطات يأتي في سياق حربها ضد الحركة، لكن الحقيقة واضحة ولا يمكن إخفاؤها".

المزيد من متابعات