Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأردن متخوف من تكرار سيناريو حرب غزة في الضفة

عمان ترفع حالة الطوارئ العسكرية والسياسية والجيش ينتشر على الحدود

انتشار قوات أردنية على المناطق الحدودية مع الأراضي الفلسطينية (أ ف ب)

ملخص

شبح التهجير يخيم على الأردن بعد دعوات ممولة على مواقع التواصل للفلسطينيين بالتوجه إلى مدن أردنية قبل فوات الأوان

وسط مخاوف من تكرار سيناريو غزة في الضفة الغربية تسيطر هواجس التهجير والتوطين على المواقف الرسمية في عمان مدفوعة بمؤشرات عديدة من أبرزها تحريك عدة فرق عسكرية من الجيش الأردني باتجاه الحدود المشتركة مع الأراضي الفلسطينية بموازاة تحذيرات متكرر من أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين باتجاه الأردن ستكون بمثابة إعلان حرب.

يقول عضو مجلس الأعيان والكاتب والمحلل جميل النمري إن سياق الأحداث في الضفة الغربية من اقتحامات واغتيالات وتدمير للشوارع والبنى التحتية هو في إطار مشروع واضح لبدء عمليات تهجير جديدة.

ويشير النمري إلى أن عمان لديها تقديرات حول نية إسرائيل تكرار سيناريو غزة في الضفة، من ثم تهجير الفلسطينيين، وهو ما يفسر التصريحات الرسمية الأردنية المتواترة وذات السقف المرتفع، وما تبعها من قرارات كسحب السفير الأردني لدى تل أبيب، ووقف اتفاق الماء مقابل الطاقة، فضلاً عن تصويت مجلس النواب على مراجعة كافة الاتفاقات مع إسرائيل.

وبدأ الأردن فعلياً بمفاوضات لتأمين الغاز الطبيعي من دول عدة، بعدما أعلن وزير الخارجية أيمن الصفدي قبل أيام أن بلاده لن توقع اتفاقاً لتبادل الطاقة والمياه مع إسرائيل، كما أطلق تصريحاً آخر فهم منه أن اتفاق السلام المعروفة بـ"وادي عربة" باتت أقرب إلى المراجعة بعدما وصفها بأنها تحولت إلى وثيقة يعلوها الغبار.

حالة طوارئ

خلال الأيام الماضية سادت أجواء أشبه بحالة طوارئ غير معلنة في الأردن، مدفوعة بغضب شعبي في الشارع لم يتوقف منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ تجد السلطات الأمنية نفسها منهكة من التعامل شبه اليومي مع حالة التوتر الأمني الذي تفرضه تظاهرات وحركات طاولت كل أنحاء البلاد تقريباً، وسط تخوف من تسلل "طابور خامس" إليها، وفق تصريحات لرئيس الحكومة الأردنية بشر خصاونة في معرض تبريره لوجود حالات اعتقال طاولت عدداً من الشبان الأردنيين المشاركين في التظاهرات.

وقال الخصاونة إن هذا الطابور يعمد إلى التشكيك في المواقف الرسمية للأردن حيال الحرب الإسرائيلية على غزة، نافياً الاتهامات بوجود معتقلي رأي داخل البلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بينما ذكر وزير الداخلية الأردني مازن الفراية أن البلاد شهدت أكثر من ألف مسيرة ووقفة احتجاجية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تجاوز عدد مشاركيها المليون مواطن.

وقوبل قرار إنشاء مستشفى ميداني أردني في مدينة نابلس بالصفة الغربية بإشاعات عن الاستعداد لتهجير فلسطيني الضفة، لكن الحكومة الأردنية نفت ذلك، وقالت إن الهدف من المستشفى تعزيز قدرة القطاع الطبي الفلسطيني المتراجعة في الضفة، وفقاً لوزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة مهند مبيضين.

تحركات عسكرية

بموازاة هذه التطورات برز حديث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني حول إصابة سبعة من كوادر المستشفى الميداني الأردني بقصف إسرائيلي ووصفها بأنها "جريمة بشعة"، سيتم اتخاذ كل الإجراءات المناسبة للتعامل معها.

وتداول أردنيون بكثافة على منصات التواصل الاجتماعي تحركات لفرق عسكرية أردنية باتجاه الحدود المشتركة مع الأراضي الفلسطينية، كما تداولوا دعوات ممولة على منصة "فيسبوك" لتهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية باتجاه بلادهم.

ويقول من أنشأوا الدعوات الممولة على "فيسبوك" في إحداها إنه على قاطني مدينة جنين التوجه إلى مدينة إربد، شمال الأردن، بينما سيكون على أهالي مدينة الخليل التوجه إلى مدينة الكرك الأردنية الجنوبية قبل فوات الأوان. ولعل هذا ما دفع مصدراً رسمياً مسؤولاً في الأردن لتأكيد أن دعوات التهجير التي تظهر عبر صفحات إسرائيلية تأتي للتشويش على الموقف الأردني من حرب غزة.

وأضاف المصدر أن الإسرائيليين منزعجون من التحركات التي ينفذها الأردن على الأرض، ويريدون التشويش على مواقفه من خلال إطلاق دعوات التهجير.

هنا يعلق المتخصص العسكري العميد المتقاعد محمد المقابلة على تحركات الجيش الأردني باتجاه الحدود مع الأراضي الفلسطينية بالقول إن عمان بدأت اتخاذ ما يلزم عسكرياً من درجات الاستعداد القصوى ومواضع قتالية ودفاعية تحسباً لأي طارئ.

ويتوقع العميد محمد المقابلة صدور قرار سياسي أردني بعد إصابة سبعة من كوادر المستشفى الميداني الأردني في غزة، ويربط بين هذا القرار المتوقع والتحركات العسكرية على الواجهة الغربية، بخاصة أن الأردن يمتلك أطول حدود مشتركة مع الجانب الإسرائيلي بطول 238 كيلومتراً.

خطاب الحرب

ووسط استدعاء واضح لخطاب الحرب في وسائل الإعلام الأردنية، قال وزير الاتصال الحكومي الناطق باسم الحكومة مهند مبيضين، إن قصف إسرائيل محيط المستشفى الميداني الأردني في غزة يترجم غضب تل أبيب من الموقف الأردني تجاه وقف الحرب على غزة، ومنع تهجير الغزيين، والسماح بإدامة دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع.

بدوره، يقول الكاتب والمحلل حسين رواشدة إن الأردن يصب اهتمامه الآن تجاه الضفة الغربية، إذ تشير المعلومات إلى أن الانفجار فيها أصبح قريباً، وأن تل أبيب تدفع بهذا الاتجاه، وجادة في تنفيذه، لكن ذلك متربط بنتائج معركة غزة.

ويربط الرواشدة بين تصعيد الأردني السياسي ضد إسرائيل، وبين ما سماها رسائل الانتقام وردود الفعل، مشيراً إلى تداول خرائط ودعوات إسرائيلية للفلسطينيين بالضفة الغربية، لحثهم على المغادرة إلى الأردن.

ويؤكد الرواشدة أن الردود الأردنية مفتوحة على كل الخيارات، لكن بشكل مدروس ومتدرج، ابتداءً من إعادة النظر بالتحالفات والاتفاقات والمعاهدات، وصولاً إلى إعلان الحرب.

المزيد من متابعات