ملخص
أعلنت أوكرانيا التقدم بمنطقة خيرسون جنوبا وهو أول نجاح تعلنه كييف في هجومها المضاد منذ سيطرة قواتها في أغسطس على قرية روبوتينه بمنطقة زابوريجيا
قالت القوات الجوية الأوكرانية، اليوم السبت، إن الدفاعات الجوية أسقطت 29 من 38 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا في هجوم أثناء الليل.
وذكرت القوات الجوية في بيان أن القوات الروسية أطلقت طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد من الأراضي الروسية على عدة موجات.
واستهدف الهجوم العديد من المناطق الأوكرانية واستمر من الثامنة مساء (1800 بتوقيت غرينتش) أمس الجمعة حتى الرابعة صباح اليوم السبت.
أعلنت أوكرانيا الجمعة السيطرة على مواقع على ضفة نهر دنيبرو التي يسيطر عليها الروس في جنوب البلاد، بعد أشهر على بدء هجومها المضاد مع الإقرار بأن "القتال عنيف" هناك وما زال مستمراً.
وقالت القيادة البحرية الأوكرانية على "فيسبوك"، "نفذت قوات الدفاع الأوكرانية سلسلة عمليات ناجحة على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو" في منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا.
وأضافت "بالتعاون مع وحدات أخرى في قوات الدفاع، تمكنت قوات البحرية الأوكرانية من الحصول على موطئ قدم على رؤوس جسور عدة" في هذه المنطقة، متحدثة عن إلحاق "خسائر فادحة" في الصفوف الروسية.
وقالت هيئة الأركان العامة "نجحت الوحدات الأوكرانية في طرد الروس من مواقعهم على الضفة اليسرى للنهر"، مشيرة إلى وجود "خط طويل من التحصينات... والمقاومة القوية للعدو. عمليات التخريب والدهم والاستطلاع مستمرة".
ويتمثل الهدف من هذه العمليات في "دفع العدو إلى أبعد ما يمكن" من النهر، لمنعه من قصف مدينة خيرسون وبلدات أخرى على الضفة اليمنى التي تسيطر عليها قوات كييف.
ومساءً، أوضح الجيش الأوكراني أنه نجح في تدعيم مواقع عدة على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو، معلناً أنه "بصدد اتخاذ تدابير لتوسيع نطاق تمركزه".
النجاح الأول منذ أغسطس
وهذا أول نجاح يعلنه الأوكرانيون في هجومهم المضاد منذ سيطرتهم في أغسطس (آب) على قرية روبوتينه في منطقة زابوريجيا الجنوبية.
وكانت كييف تأمل في أن تسمح لها سيطرتها على روبوتينه باختراق الخطوط الروسية وتحرير المناطق، لكن الجيش الأوكراني لم يتمكن من ذلك في مواجهة القوة النارية للدفاعات الروسية.
ومن شأن السيطرة على مواقع على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو السماح للقوات الأوكرانية بتنفيذ هجوم أكبر باتجاه الجنوب. لتحقيق ذلك، يجب على أوكرانيا النجاح في نشر عدد كبير من الجنود والمركبات والمعدات في منطقة يصعب بلوغها بسبب طبيعتها الرملية المليئة بالمستنقعات.
ولا تبدو العملية سهلة. فقد أفادت هيئة الأركان الأوكرانية بوقوع "قتال عنيف" وبـ"مقاومة شرسة للعدو" على الضفة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نشر تعزيزات روسية
وبعد أيام من الصمت، أكد الجيش الروسي الجمعة أنه ألحق خسائر فادحة بالقوات التي حاولت النزول على الضفة التي يسيطر عليها، من دون أن يذكر رؤوس الجسور الأوكرانية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها الذي يغطي الفترة من الـ11 من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 17 منه "العدو على الضفة اليمنى (غرب) لنهر دنيبرو وخلال محاولات النزول على جزيرة، خسروا أكثر من 460 جندياً بين قتلى وجرحى ودبابتين و17 مركبة".
والأربعاء، أقر فلاديمير سالدو حاكم الجزء الذي تسيطر عليه من منطقة خيرسون، بأن عشرات أو مئات الجنود الأوكرانيين تمكنوا من تثبيت مواقع لهم على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو، خصوصاً حول قرية كرينكي.
وسعى سالدو إلى التقليل من أهمية هذا التقدم الأوكراني، قائلاً إنه تم نشر تعزيزات روسية وإن القوات الأوكرانية تتعرض لقصف عنيف.
وكتب على "تيليغرام"، "نشرت الآن قوات (روسية) إضافية. الخصم عالق في كرينكي في جحيم ناري تحت وابل من القنابل والصواريخ وذخائر الأنظمة الحرارية والمدفعية والمسيرات".
ويشكل نهر دنيبرو خط الجبهة في جنوب أوكرانيا منذ الانسحاب الروسي من مدينة خيرسون، على الضفة اليمنى، في نوفمبر 2022.
خفض الدعم
وبما أن الجبهة جامدة إلى حد ما، من الضروري بالنسبة إلى كييف أن تحقق مكاسب، إذ تريد تجنب سأم حلفائها الغربيين من الصراع المستمر منذ نحو عامين، فيما ينصب تركيز المجتمع الدولي على إسرائيل وقطاع غزة.
وقد تسببت الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" بتباطؤ عمليات تسليم القذائف إلى أوكرانيا، حسب ما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمجموعة من وسائل الإعلام الخميس مضيفاً "إمداداتنا انخفضت".
من جهته، أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس هذا الأسبوع أن الاتحاد الأوروبي لن يتمكن من تسليم أوكرانيا مليون ذخيرة قبل الربيع، خلافاً لما كان متفقاً عليه.
وتعتمد أوكرانيا إلى حد كبير على أسلحة وذخائر يرسلها إليها الأميركيون والأوروبيون، فيما تثار مسألة خفض الدعم الاقتصادي والعسكري لكييف في بعض البلدان.
وأعلنت السلطات الأوكرانية مساء الجمعة أنها تلقت وعداً من هولندا بمساعدات إضافية بقيمة ملياري يورو لعام 2024، فضلاً عن حزمة مساعدة جديدة من فنلندا.
من جهته، قال الكرملين إنه أعاد توجيه الاقتصاد نحو إنتاج الأسلحة والذخائر، وجند نحو 400 ألف جندي إضافي منذ بداية العام.
على صعيد آخر، أعلنت أوكرانيا أن الطاقة انقطعت عن آلاف الأشخاص الذين يقطنون بلدات وقرى قريبة من الخطوط الأمامية نتيجة ضربات روسية استهدفت منشآت الطاقة.
وأفادت وزارة الطاقة في بيان بأن منطقتي خاركيف ودونيتسك شرقاً وخيرسون جنوباً كانتا الأكثر تضرراً من انقطاع الكهرباء أخيراً.