Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الرضع والحوامل وجه مرعب لكابوس حرب غزة

نقص الماء والغذاء أصاب الأطفال بالأمراض والأمهات تنهار صحياً ونفسياً

جندي إسرائيلي فوق مركبة عسكرية بالقرب من الحدود مع قطاع غزة  (أ ف ب)

ملخص

الأطفال الرضع والحوامل يدفعون الفاتورة الأكبر لحرب إسرائيل و"حماس" في غزة

ولد الرضيع محمد كلاب قبل أسابيع من بدء الحرب بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة الذي يتعرض للقصف المكثف، وحيث خرجت نصف المستشفيات من الخدمة في خضم انقطاع الكهرباء، ونقص مياه الشرب والمواد الغذائية والأدوية، واضطرار السكان إلى النزوح بينما يضم القطاع نحو 50 ألف امرأة حامل تلد أكثر من 180 منهن يومياً.

ومحمد هو سابع طفل لوالديه اللذين نزحا مع أطفالهما من منزلهم في جنوب شرقي مدينة رفح إلى مدرسة تابعة للأمم المتحدة.

رضع بلا حقوق

وقالت والدته فدوى كلاب لوكالة الصحافة الفرنسية، "ولادة هذا الطفل كانت أصعب تجربة مررت بها، فأنا أشعر بعجزي عن حماية أطفالي وتوفير أي نوع من متطلبات الحياة لهم، وسبب ليّ ذلك اكتئاباً حاداً وأثر في علاقتي بهم لأنني أصبحت متوترة جداً".

وأضافت، "أشعر بالحزن عليه، أتى إلى الدنيا في ظل غياب الحد الأدنى من المقومات الأساسية لضمان الحياة"، مؤكدة أن حتى إمكانية الرضاعة الطبيعية غير متوفرة.

تحتاج المرأة المرضعة إلى شرب نحو ثلاثة ليترات من المياه يومياً وتناول كفايتها من الطعام حتى تدر الحليب. وقالت فدوى في ظل نقص مياه الشرب "نتسابق على قارورة مياه واحدة لنتشاركها مع عائلاتنا".

"الحليب" الصناعي غير متوفر

وتابعت "اضطررت إلى اللجوء للحليب الصناعي منذ ولادة طفلي لأنني أعاني نقص التغذية، وحتى هذا الحليب غير متوفر باستمرار، فأجد نوعاً ولا أجده في المرة الثانية فأستخدم نوعاً آخر ما يسبب له مغصاً".

وقالت "الحفاضات غير متوفرة أيضاً أصيب الطفل بتسلخات جلدية شديدة وبات ينزف لأنني حاولت ترك الحفاظ عليه لأطول فترة ممكنة".

ولا يتوقف الرضيع عن السعال والبكاء بينما يخرج من عينيه ما يشبه الصديد من شدة الالتهابات.

وتأمل فدوى في أن تجد في المدرسة التابعة لوكالة "غوث" وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) حيث نزحت ملاذاً آمناً يحميها من قصف إسرائيل المكثف على القطاع منذ هجوم "حماس" على الدولة العبرية.

وأدى هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيتهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية.

ووفقاً لوزارة الصحة التابعة لحركة "حماس"، أدى القصف الإسرائيلي على غزة إلى مقتل أكثر من 11 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، بينهم أكثر من 4600 طفل.

وأكدت الوزارة أن ستة أطفال خدج قضوا خلال الأيام الأخيرة بسبب انقطاع الكهرباء عن المستشفيات في شمال القطاع حيث تحتدم المعارك.

يتنفسون الأمراض

تحمل نجوى سالم (37 سنة) ابنها الثاني البالغ 10 أيام ملفوفاً ببطانيات سميكة.

يعاني الرضيع اليرقان بينما خرجت أكثر من نصف مستشفيات القطاع من الخدمة، ولا تملك المستشفيات الأخرى ما يكفي من الوقود لتوفير جلسات العلاج الضوئي لحالته.

وقالت "وضع ابني الصحي صعب، وليس لدي حفاضات أو حليب أو حتى ملابس".

وتابعت "نزحت إلى المدرسة خلال الشهر الأخير من حملي مع زوجي وطفلي وعمتي. جلسنا في الساحة قبل أن يسجلوا أسماءنا لندخل إلى غرفة".

وروت أنها خضعت "لعملية قيصرية في 28 أكتوبر"، ومكثت في المستشفى ليلة واحدة. وقالت "طلبت أن أبقى يومين إضافيين لكن أخبروني أن ذلك غير ممكن بسبب كثرة المصابين. أعاني التهابات مكان الجرح ويزداد وضعي سوءاً بسبب قلة النظافة، ولا أملك نقوداً لدفع ثمن العلاج".

ويشكل الغبار الكثيف الناجم عن القصف والمنتشر في كل مكان تهديداً آخر، وخصوصاً لصحة الأطفال، علماً أنه بهدف تقليل أخطار الأضرار العصبية لليرقان، يجب أن يتعرض الطفل لضوء النهار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت نجوى "أخاف أن أخرج من غرفة الصف في المدرسة رغم أنها مكتظة بنحو 70 شخصاً، بسبب انتشار القمامة وروائح الطبخ والقصف في الخارج".

وروت أنه "منذ يومين اقترب القصف وانتشر الغبار والدخان، ولم أستطع أن أحمي طفلي الرضيع وأخاه البالغ عامين إلا بوضع محارم مبللة على أنفيهما".

لأم إبراهيم عليان، خمسة أطفال وهي حامل في شهرها الثامن. وقد لجأت مع عائلتها إلى المدرسة التابعة للأونروا في رفح منذ أكثر من أسبوعين بعد تعرض مستشفى النصر للأطفال في حي النصر لقصف عنيف وتضرر منزلهم المجاور.

وقالت "انتقلنا من مدينة غزة إلى وادي غزة سيراً على الأقدام، مشينا لساعات والقصف فوق رؤوسنا وإطلاق النار حولنا ثم نقلتنا سيارة تابعة للأونروا إلى هنا".

وتابعت "جراء السير لمسافات طويلة وصوت الغارات ورائحة الفوسفور والدخان أصبت بسعال وبدت عليّ أعراض الولادة المبكرة".

وقالت "ذهبت إلى مستشفى قبل ثلاثة أيام حيث أبقوني هناك ومنعوني عن الحركة إطلاقاً. وجئت اليوم إلى المدرسة على مسؤوليتي لأطمئن على أطفالي بسبب عدم إمكانية الاتصال بهم وسأعود إلى المستشفى فوراً".

وضعت السيدة يدها على بطنها وأضافت "أعاني أزمة صدرية ومناعتي ضعيفة، وأخبرني الأطباء أن الجنين أيضاً قد يعاني أزمة. أشعر بالرعب وكل ما أريده أن أرى طفلي وأحضنه". وتماسكت لكي لا تبكي قائلة "أشعر أنني قد أفقده في أي لحظة".

50 ألف حامل

ويضم القطاع الساحلي 50 ألف امرأة حامل بينما تلد أكثر من 180 امرأة يومياً.

وأكد ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأراضي الفلسطينية دومينيك ألين أن "ليس لديهن مكان يذهبن إليه".

وأفاد ألين بأن تقديرات الصندوق "تشير إلى أن 15 في المئة من الولادات في الأقل ستنطوي على مضاعفات تتطلب رعاية توليدية"، وهو أمر غير متوفر في غزة التي مزقتها الحرب.

ويصف صندوق الأمم المتحدة للسكان الوضع بأنه "كابوس".

وأكد أن نساء يغادرن المستشفى بعد ثلاث ساعات من الولادة، وأن المستشفيات تعاني نقصاً في الدم ما يعرقل علاج المصابات بنزف ما بعد الولادة، مضيفاً أن إغلاق الندبات القيصرية وقطع الحبل السري تتم من دون أي محلول مطهر.

وتمكن صندوق الأمم المتحدة للسكان من إدخال ثمانية آلاف "علبة من أدوات النظافة الصحية" تحتوي، من بين أشياء أخرى، على لوازم لقطع الحبل السري، وبطانية لتدفئة الأطفال حديثي الولادة".

ويمثل ذلك قطرة في بحر حاجات 2.4 مليون شخص في قطاع غزة، وخصوصاً الحوامل اللاتي يجبرن أحياناً على الولادة في مخيمات أو على الطريق.

وقال ألين "هذا الكابوس في غزة أكبر بكثير من أن يكون مجرد أزمة إنسانية، إنه أزمة إنسانيتنا".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات