Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في غياب "حركة الإنصاف"... الأحزاب الباكستانية تبدأ استعداداتها الانتخابية

تلك التي تتمتع بعلاقة جيدة مع المؤسسة العسكرية تبدو أكثر نشاطاً لكن شعبيتها لا تزال محل تساؤل

أعطت عودة نواز شريف إلى باكستان حزبه السياسي زخماً ويبدو أكثر نشاطاً من منافسيه (أ ف ب)

ملخص

يقول محللون إن الحزب الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع "الدوائر القوية" في باكستان هو الذي يشكل الحكومة

بدأت الأحزاب السياسية في باكستان نشاطها الانتخابي بعدما كشفت لجنة الانتخابات الباكستانية عن الموعد المقترح لعقد الانتخابات العامة في مطلع فبراير (شباط) المقبل.
وعلى رغم أنه لم يعلن عن الجدول التفصيلي للانتخابات فإن "حزب الرابطة الإسلامية" الذي يبدو الأكثر نشاطاً من بين جميع الأحزاب، طلب من أعضائه أوراق الترشح لمقاعد البرلمان الفيدرالي والمجالس الإقليمية.
في المقابل، أعلن "حزب الاستقرار" الذي تشكل حديثاً عقد اجتماعات سياسية في مختلف أنحاء البلاد خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل. واختار الحزب الجديد "الصقر" كرمز انتخابي له ويأمل في انضمام الشخصيات السياسية المؤثرة إلى صفوفه.
على نحو مماثل، بدأ "حزب الشعب" في عملية اختيار مرشحيه للانتخابات المقبلة، كما أن الأحزاب الإقليمية والدينية بدأت استعداداتها لخوض الانتخابات أيضاً، لكن "حزب الإنصاف" الذي شكل الحكومة بعد الانتخابات الماضية في عام 2018 يتخلف عن بقية الأحزاب في نشاطه ولا توجد استراتيجية واضحة له. ويقول المتحدث الرسمي باسم "الإنصاف" رؤوف حسن إن الحزب يملك استراتيجية، وستقدم قريباً لأعضاء الحزب. ويرى باحثون أن التوافق مع المؤسسة العسكرية القوية يلعب دوراً مهماً في هذا الصدد، إذ إن السبب الرئيس وراء نشاط "حزب الرابطة الإسلامية" و"حزب الاستقرار" هو الوثوق بأنهم سيصلون إلى السلطة بسبب قربهم من أصحاب القرار في المؤسسات القوية في الدولة، وهذا يفسر أيضاً تقاعس "حزب الإنصاف" والأحزاب الأخرى عن النشاط السياسي.

الاستراتيجية الانتخابية للأحزاب السياسية

وتحدثت "اندبندنت أوردو" إلى عدد من ممثلي الأحزاب المختلفة لمعرفة خطة عملهم لحشد الرأي العام وإيصال رسالتهم إلى الناخبين قبل خوض الانتخابات. وصرحت المتحدثة باسم "حزب الرابطة الإسلامية" في إقليم البنجاب عظمى بخاري للصحيفة بأن "الرابطة بدأت استعداداتها منذ فترة، لكن عودة قائد الحزب نواز شريف من لندن أعطتها زخماً، وهو يشرف الآن على جميع الأنشطة، كما بدأنا العمل على البرنامج الانتخابي للحزب وطلبنا أوراق الترشح من الأعضاء". وأضافت بخاري أن "قيادة الحزب أعدت استراتيجية أولية للانتخابات. ويمثل الاجتماع العام للحزب في مدينة لاهور بداية الحملة الانتخابية لحشد الرأي العام".
وقالت عظمى بخاري إن "حزب الرابطة لديه مرشحون أقوياء في كل دائرة انتخابية، فيما أصدر الحزب استمارات التقدم للترشح على جميع المقاعد، وتم توجيه المرشحين بتقديم الاستمارات مع رسوم الترشح قبل منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي".
"حزب الاستقرار" الذي شكله أعضاء وقادة سابقون في "حزب الإنصاف" بعد أحداث التاسع من مايو (أيار) الماضي أعلن عقد اجتماعات عامة في تسع مقاطعات بإقليم البنجاب خلال المرحلة للحملة الانتخابية.
وقال المتحدث باسم "حزب الشعب" منظور أحمد إن جماعته تسلمت أوراق الترشح لمقاعد المجالس الإقليمية قبل أشهر عدة ووضعت خطة للحملة الانتخابية وفق الاستراتيجية السياسية للحزب. وأضاف منظور أن "حزب الشعب لديه مرشحون أقوياء واستعداد كامل لخوض الانتخابات على رغم تحفظه على كيفية إجراء الانتخابات. وأضاف منظور "لدينا تجربة انتخابية طويلة، وسننافس بقوة في هذه الانتخابات أيضاً".
في المقابل، فإن "حزب الإنصاف" الذي كان يعد الحزب الأكثر نشاطاً على الساحة الساسية خلال انتخابات عامي 2013 و2018، لا يجري أية تحضيرات انتخابية تستحق الذكر، لكن المتحدث باسم الحزب رؤوف حسن يقول إن "الإنصاف" على أتم الاستعداد لخوض الانتخابات، "على رغم أن قيادة الحزب وعدداً كبيراً من الأعضاء في المعتقل، فإن الحزب سيقدم خطته للانتخابات المقبلة قريباً أمام أعضائه".
وعلق رئيس "حزب الإنصاف" في مدينة لاهور جميل بهاتي في حديث مع "اندبندنت أوردو" على مغادرة عدد من قادة الحزب، بأن عدداً كبيراً من المرشحين في كل دائرة انتخابية مستعدون لأن يحلوا محلهم. وأضاف بهاتي أن "الأعضاء، وعلى رغم صمتهم، متمسكون بالحزب، وسيواجهون بكامل قوتهم في الانتخابات المقبلة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الاصطفاف السياسي والتحالفات

يتضح الاصطفاف السياسي في باكستان عند اقتراب موعد الانتخابات، ويسهل التنبؤ بالتحالفات ومعرفة الطرف المرجح فوزه بناءً على قراءة المشهد السياسي وتقرب الأحزاب السياسية من المؤسسة العسكرية، وهذا هو حال الانتخابات المقبلة.
ويقول المحلل السياسي حسن عسكري إن "الاصطفاف السياسي يتضح شيئاً فشيئاً مع اقتراب الانتخابات، وهناك جماعات تبدو أكثر نشاطاً من غيرها". ويضيف "لا نستطيع أن نجزم، لكن يبدو أن هناك تأكيدات أعطيت لكل من حزب الرابطة وحزب الاستقرار حول فوزهما بالانتخابات". وتابع "جرت العادة أن الحزب الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع الدوائر القوية في باكستان هو الذي يشكل الحكومة، سواء وحده أو بمساعدة الأحزاب الصغيرة. هذه المرة أيضاً يسعى حزب الرابطة إلى الحصول على السلطة دون الاعتماد على حلفائه في الحكومة السابقة".
ويرى عسكري "إمكانية تكوين تحالف بين حزب الشعب و(حزب الإنصاف) في الانتخابات المقبلة، على رغم أن الجماعتين كانتا في صراع سياسي خلال السنوات الماضية.
من جهة أخرى، يعتبر المحلل السياسي سلمان غني أن "المشهد الانتخابي تغير بسبب عدم قدرة (حزب الإنصاف) على المشاركة الفاعلة في الانتخابات لأنها جماعة غير مرغوبة من قبل الدولة العميقة بعد تورطها في أحداث التاسع من مايو. أما بالنسبة إلى بقية الأحزاب فيبدو أن كلاً من حزب الرابطة وحزب الشعب سيخوضان الانتخابات مع حلفائهما المعتمدين، ولن يتحدا قبل الانتخابات".

حزب الاستقرار يعتمد على الشخصيات

وقال سلمان غني إن "قادة حزب الاستقرار الذين كانوا سابقاً في (حزب الإنصاف)، جلبوا معهم شخصيات (الإنصاف) السياسية المحلية، والآن يحاولون ضم هؤلاء إلى حزبهم الجديد". وأضاف أن "حزب الاستقرار يعتمد على الأسماء المعروفة بشكل كبير في الحصول على المقاعد البرلمانية ويسعى إلى حصد عدد من المقاعد يمكنه من لعب دور محوري في إقليم البنجاب حتى لو لم يتمكن من تشكيل الحكومة".
يذكر هنا أن السياسة الانتخابية في باكستان تعتمد تاريخياً بصورة كبيرة على شخصيات تتمتع بشعبية كبيرة في مناطقها ويصوت لهم الناخبون بغض النظر عن الحزب الذي ينتمون إليه. وتسعى الأحزاب السياسة إلى جذب مثل هذه الشخصيات إلى صفوفها حتى تستفيد من شعبيتها وأصواتها الانتخابية.
ويرى محللون إمكانية تحالف "حزب الاستقرار" مع "حزب الرابطة" لأن كليهما يستهدف "حزب الإنصاف" وزعيمه عمران خان، إضافة إلى كونهما قريبين من المؤسسة العسكرية، لكن القيادية في حزب الرابطة عظمى بخاري تنفي هذا الانطباع، وتؤكد أنه "لا علاقة لحزب الرابطة بحزب الاستقرار، ولا نتأثر باستراتيجيتهم وبانضمام شخصيات سياسية معروفة إليهم".
من جانبه قال القيادي في "حزب الاستقرار" عون تشودري إن "أبواب الحزب مفتوحة للجميع، ولا أحد ينضم إلينا مكرهاً". وأضاف تشودري أن "رسالة الحزب واضحة، وهي أنه يمكن لأي شخص يسعى إلى خدمة الناس وحل مشكلاتهم من خلال السياسة أن ينضم إلينا، هذه هي الروح التي جعلت القادة السياسيين ينضمون إلينا سابقاً، وهناك شخصيات ستنضم إلينا في الأيام المقبلة أيضاً".

نقلاً عن "اندبندنت أوردو"

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة