Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران تطلق عملية استقطاب سياحي وسط تفاقم الأزمات في الشرق الأوسط

ألغت طهران تأشيرة الدخول السياحية المفروضة على 33 دولة بهدف تعزيز قطاع السياحة لكن الخبراء يشككون في أن يفضي هذا القرار إلى أي تأثير حقيقي في النفوذ الإيراني الإقليمي في السياسة وصعودها كقوة ناعمة

تسعى طهران إلى تنشيط قطاعها السياحي لزيادة وارداتها المالية (أب)

ملخص

طهران تسعى إلى استقطاب سائحين أجانب ودولاراتهم

أضافت إيران 33 دولة إلى قائمة الدول المعفية من تأشيرة الدخول إليها في محاولة لدعم القطاع السياحي في البلاد، وتعزيز العلاقات الدبلوماسية والتصدي لـ[حملات] "بث الخوف" في شأن البلاد.

تأتي هذه الخطوة على خلفية التدهور السريع للعلاقات مع الدول الغربية في ظل الهجمات التي شنتها الجماعات المتمردة والميليشيات المرتبطة بإيران في الشرق الأوسط، فيما قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه "يحمل (إيران) مسؤولية" [بالوقوف وراء] إمدادات السلاح الذي قتل به ثلاثة جنود أميركيين الشهر الماضي في الأردن.

لم تضف أية دولة غربية إلى قائمة الدول التي تسعى إيران إلى تسهيل دخول رعاياها البلاد من دون تأشيرة، بل يبدو أن الدول التي تتطلع إلى الانفتاح عليها تقع في أميركا اللاتينية وآسيا. وتشمل القائمة دولاً مثل اليابان والبرازيل والهند والمكسيك وبيرو وإندونيسيا وسنغافورة وكوبا وتونس وروسيا.  

كما ألغيت التأشيرة لزوار دول خليجية مثل السعودية التي كان البرود يسود العلاقة بينها وبين طهران طوال سنوات قبل أن يحدث تقارب بين البلدين في الآونة الأخيرة.

وتضاف هذه البلدان إلى قائمة دول أعفيت سابقاً من تأشيرة الدخول، وهي تشمل تركيا وأذربيجان وعمان والصين وأرمينيا ولبنان وسوريا.

وصرح وزير السياحة الإيراني عزت الله ضرغامي في بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي أن "الحكومة وافقت على مقترح وزارة السياحة لإلغاء تأشيرة الدخول السياحية لبعض البلدان. وأظهرت طهران استعدادها لفتح أبوابها أمام شعوب العالم وتوفير مزيد من التسهيلات لهم بهدف تيسير زيارتهم إلى بلادنا والتمتع بمزاياها".

وأضاف أن "القرار يسهم في مواجهة الإعلانات السلبية والإشاعات وبث الخوف في شأن إيران".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الرابع من فبراير (شباط)، دخل قرار السماح بدخول الهنود من دون تأشيرة حيز التنفيذ، على أن يكون هؤلاء سياحاً يقصدون البلاد جواً وألا تتعدى مدة إقامتهم 15 يوماً.

وفي معرض تسليطه الضوء على الغاية من إلغاء التأشيرة لأبناء بعض البلدان، قال ضرغامي "على رغم تضافر جهود بعض البلدان لثني رعاياها عن زيارة إيران ولخلق تصور سلبي عنها، بددت التجربة الشخصية للسياح الذين يزورون المعالم التاريخية والثقافية في إيران هذه المخاوف بالفعل".

وأضاف في تصريح اعتبره المتخصصون هجوماً مبطناً على الولايات المتحدة والدول الغربية "لا يمكن لمحاولات الأعداء زرع الخوف من إيران (الإيرانوفوبيا) في [صدور] مختلف الشعوب أن تطغى على حماسة بعض المواطنين الأجانب لاستكشاف سحر إيران".

من جهته قال الأستاذ المساعد في جامعة جواهر لال نهرو في دلهي الدكتور مدثر قوامار، لـ"اندبندنت" إن الغاية من هذه الخطوة هي دعم الاقتصاد الإيراني الذي تلقى ضربات كبيرة بسبب العقوبات الاقتصادية والعزلة ولا سيما بعد انسحاب الطرف الأميركي من الاتفاق النووي التاريخي المبرم في عام 2015 بين إيران والقوى العالمية.

 ألغى دونالد ترمب الاتفاق النووي المبرم في عهد أوباما في مايو (أيار) 2018، وأعاد فرض عقوبات مشددة على إيران، ثم انهارت المحاولات اللاحقة لاستئناف العمل بالاتفاق في ظل قيام طهران بتوسيع برنامجها النووي في انتهاك للقيود التي فرضها الاتفاق. وهذا مما دفع حلفاء آخرين لأميركا، من بينهم المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا إلى مواصلة فرض قيود مماثلة على البرنامج الصاروخي الإيراني من خلال عقوباتهم الفردية.

كما تمد إيران روسيا بكميات كبيرة من الطائرات المسيرة كي تستخدمها في حربها على أوكرانيا، في صراع يتخذ أكثر فأكثر شكل الحرب التي تخاض باستخدام هذا النوع من المسيرات الجوية والبحرية. 

ويلفت قوامار إلى أن "إيران تنوي من خلال السماح بالسفر من دون تأشيرة دخول، أن تستفيد من إمكاناتها السياحية، ولا سيما من الاقتصادات الناشئة. كما يمكن اعتبار هذه الخطوة محاولة لجذب الصناعات والشركات من مختلف البلدان. وهذا يندرج ضمن جهود النظام الإيراني الرامية إلى تخطي العزلة التي وضع فيها ولا سيما من قبل الدول الغربية والأوروبية".

وفقاً لتقديرات وكيل ضرغامي، علي أصغر شالبفيان، يتوقع أن يبلغ الإقبال السياحي 6 ملايين شخص في السنة المالية الحالية التي تنتهي في الـ31 من مارس (آذار). دخل البلاد 4.4 مليون مواطن أجنبي في ديسمبر، بزيادة نحو 48.5 في المئة على الفترة نفسها في العام السابق.

لكن الباحث في مؤسسة أبحاث الرصد Observer Research Foundation الهندية، كبير تانيجا، لا يعتقد أن هذه الخطوة ستعزز نفوذ إيران الإقليمي أو توفر دعماً مهماً للاقتصاد الإيراني، "أنا لا أؤيد شخصياً فكرة أنها تشكل نوعاً من الدعم الكبير للقوة الإيرانية الناعمة لأنني افترض أن إيران ترمي إلى جمع أكبر كمية ممكنة من الدولارات عبر السياحة".

"وليست إيران الآن من بين الوجهات السياحية الأولى لأي كان. كما أنه نظراً إلى ما يحدث في الشرق الأوسط في الوقت الحالي، تساورني بعض الشكوك في أن تسجل إيران تدفقاً كبيراً للسياح"، كما يقول لـ"اندبندنت"، في إشارة إلى الحرب الدائرة بين إسرائيل و"حماس"، التي ذهب ضحيتها قرابة 26500 فلسطيني و1400 إسرائيلي.

ومع الهجمات التي تشنها شبكة ميليشيات طهران في سوريا والعراق، هناك خوف من أن تنتشر الحرب لتشمل لاعبين إقليميين آخرين. تستهدف جماعة الحوثيين اليمنيين الذين تدعمهم إيران السفن التجارية والعسكرية التي لها ارتباطات بإسرائيل في البحر الأحمر، في خطوة تقول إنها رد على حرب إسرائيل على غزة، فيما يطالب الحوثيون إسرائيل بوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني.  

ويضيف قوامار بأن القوميين الإيرانيين كثيراً ما شعروا بأنهم ضحايا البروباغندا الغربية التي ربطوها بـ"الإسلاموفوبيا" و"الاستشراق" في الغرب. لكن الخيارات السياسية المتخذة تجاه إيران تقوم على تقييمات السياسة الواقعية والاعتبارات الجيوسياسية.  

ويشرح أنه "في إطار الفهم الأشمل لسياسات الشرق الأوسط، ينظر إلى النظام الإيراني على أنه يعزز الجماعات المسلحة التي تعمل لحسابه بالوكالة مثل 'حزب الله' و'حماس' وغيرها، لدرجة شكلت خطراً على الأمن الداخلي في عدة بلدان والاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط، ولهذا تشكل الرأي السائد بأن إيران قوة تزعزع الاستقرار".

وهو يعتقد من ثم أن "محاولات النظام لطرح هذه الخطوة باعتبارها تصدياً لـ'الإيرانوفوبيا' هو أمر للاستهلاك الداخلي".

"في حقيقة الأمر، عانى قطاع السياحة والتجارة في إيران كثيراً بسبب المشكلات الجيوسياسية والعقوبات المفروضة على إيران في إطار المسألة النووية. وإن لم تتم معالجة هذه القضايا، لا أتوقع حصول أي تغير كبير في الموقف الدولي تجاه إيران، بما في ذلك بين الدول التي وضعت على قائمة الإعفاء من تأشيرة الدخول".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة