Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لبنان ينتظر من السماء حل مشكلة انقطاع الإنترنت إذا وقعت الحرب

150 جهازاً من "ستارلينك" ستوزع على المؤسسات الحكومية والجهات الإغاثية

 ذيل من الأقمار الاصطناعية لشبكة "ستارلينك" في سماء الأوروغواي (أ ف ب)

ملخص

تخطط وزارة الاتصالات اللبنانية للاستعانة بنظام "ستارلينك" لمواجهة أي انقطاع لشبكة الإنترنت في حال توسعت رقعة الحرب إلى أراضيه

دخل قطاع الاتصالات اللبناني في سباق مع الوقت للحفاظ على استقرار الشبكة، وتأمين التواصل بين أنحاء البلاد في حال وقوع أي عمل حربي، وتعول الجهات الرسمية على موافقة سريعة من قبل مجلس الوزراء على خطة طوارئ خاصة للاستعانة بنظام "ستارلينك" (Starlink) التابعة للملياردير الأميركي إيلون ماسك والعاملة على وصل المستخدمين بواسطة الأقمار الاصطناعية الخاصة بها، المصممة لتوفير الإنترنت للمناطق المحرومة من الخدمة التقليدية، لتشكل بديلاً موقتاً للجهات الإغاثية في لبنان من شبكة الإنترنت الموصولة بالكابل البحري.

الاتصالات سابقة على الأزمة

منذ حوالى العام بدأت المفاوضات بين شركة "سبيس أكس" والمؤسسات المشغلة لقطاع الاتصالات في لبنان من أجل دراسة إمكان دخول نظام "ستارلينك" إلى البلاد، وضمان المصالح الوطنية، ويكشف باسل الأيوبي مدير عام الاستثمار والصيانة في مؤسسة "أوجيرو" المسؤولة عن قطاع الإنترنت في لبنان عبر "اندبندنت عربية" أن "الدخول الرسمي للشركة إلى السوق اللبنانية بحاجة إلى موافقة ومرسوم صادر عن مجلس الوزراء"، مشيراً إلى أنه "مع زيادة التوتر في المنطقة، بدأ التفاوض مع الشركة لتأمين موافقة حكومية استثنائية على الاستعانة بـ 150 جهازاً يعمل  من خلال شبكة "ستارلينك" الفضائية، وذلك بموجب هبة من إحدى الجهات المانحة من أجل تركيبها في مؤسسات الدولة الرسمية، والجهات الإغاثية كي يستمر التواصل في البلاد"، وعليه لن تكون متاحة للأفراد، الذين يجري البحث عن حلول بديلة خاصة بهم. ويضيف "لقد أرسلت ثلاث أجهزة إلى جهات أمنية متخصصة في لبنان من أجل فحصها والتحقق من عدم وجود أخطار على البيانات والاتصالات، وتنتظر وزارة الاتصالات و"أوجيرو" التقييم الأمني من أجل إنجاز الاتفاق الاستثنائي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويشير المهندس باسل الأيوبي أن "استخدام الأجهزة الحالية ليس لغايات تجارية، وأن حيازة الدولة لها ستكون موقتة، وستعود لاحقاً إلى المالك الأصلي". كما ينوه إلى أن هناك مفاوضات مع جهات أخرى مثل "عرب سات"، ولكن إنجاز الاتفاق قد يحتاج إلى تسعة أشهر، فيما لا يملك لبنان حالياً ترف الوقت، ويحتاج إلى خطط عمل طارئة.

ينفي الأيوبي تلقي أي تهديد محقق باستهداف شبكة "أوجيرو"، والبنى التحتية التابعة للدولة اللبنانية، مشدداً على ضرورة وضع الخطة من أجل الحفاظ على استمرار الاتصالات وشبكة الإنترنت في لبنان في ظل تصاعد التوترات في المنطقة والمحيط، كما يتحفظ على الحديث عن "ضرر محقق ستتعرض له شبكة الاتصالات"، ويدعو إلى بعض الإيجابية في التعاطي، لأن "الشركات المشغلة تمتلك شبكة من السنترالات المنتشرة في المناطق اللبنانية، ومن ثم في حال تعرض أي سنترال للضرر، تتعهد الفرق الفنية القيام بواجباتها إلى أقصى حد ممكن".

يعبر الأيوبي عن غبطته لأنه "في الوقت الذي تعاني قطاعات الدولة المختلفة من تأمين الخدمات للمواطنين، يستمر قطاع الاتصالات بعمله بكفاءة على الشبكة الثابتة والخليوية والإنترنت على رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وشح الموارد"، ويتطرق إلى تشغيل شبكة الجيل الخامس في مناطق واسعة من بيروت، وأجزاء من المحافظات الأخرى على قدر الإمكانات المتاحة، متطلعاً إلى توسعها مستقبلاً لتشمل أنحاء البلاد بعد تجاوز الأزمة، كما يبشر بعودة الاستقرار إلى عمل السنترالات في المناطق بعد تأمين سلفة قدرها نحو 16 مليون دولار لتزويدها بالمازوت، لتواصل عملها بانتظام لغاية نهاية العام، على أن تتأمن الاعتمادات الكافية في حال أقر مجلس النواب موازنة 2024، وعاد الانتظام إلى المؤسسات السياسية في البلاد.

معضلة الاتصالات

وخلال الأسبوعين الماضيين، تكثفت الاجتماعات الحكومية اللبنانية لوضع خطة طوارئ إذا توسعت دائرة المواجهات على الحدود الجنوبية للبلاد.

يتحدث جمال مسلماني خبير الاتصالات عن "شبكة سيئة وضعيفة على رغم كمية الأموال التي أنفقتها الدولة اللبنانية والشركات المشغلة من دون تحسين جودة الخدمة، وغلاء بدلات ورسوم الاشتراكات التي تتقاضاها الشركات المزودة بالإنترنت"، مضيفاً "في حالة السلام لا نحظى باتصالات مستقرة فكيف الحال إذا وقعت الحرب"؟

واصفاً الاتصالات بعصب الحياة الإنسانية، فهي ضرورة بالحد الأدنى من أجل الاطمئنان على صحة الآخر، وهي كذلك من أجل التجارة، والعمل في مجالات "الاقتصاد الذكي" الذي يؤمن جزءاً كبيراً من الدخل القومي.

أخطار متعددة على استقرار الاتصالات

لا تقتصر الأخطار على تدمير شبكة الاتصالات في حالة الحرب، وإنما تتجاوزها إلى تقنيات التشويش، ومنع وصول المستخدمين إلى الشبكة، والتعرض إلى الاختراق بغية التعطيل بواسطة القرصنة، وهذا محتمل في لبنان بسبب ضعف قدرات الأمن السيبراني.

ويتحدث جمال مسلماني عن مجموعة أخطار لا بد من أخذها في الاعتبار خلال الحروب كالتحقق من أمن البيانات، وحفظ خصوصية المواطنين، لأن "الحديث عن التعاون مع "ستارلينك" جاء في الوقت الضيق، وفي آخر لحظة". كما يلفت مسلماني إلى ضرورة الالتزام بمضامين قانون الشراء العام، وكشف مصدر الاعتمادات للحصول على أجهزة استقبال "ستارلينك" التي تتعامل مع آلية خاصة وجديدة للاتصال بالشبكة عبر الأقمار الاصطناعية.

يستند مسلماني إلى موقع "ستارلينك"، وتسجيل الطلبات التي تبين أن تسليم الأجهزة للأفراد سيؤجل إلى عام 2024، من هنا، سيقتصر استخدام الأجهزة على تلك المتيسرة حالياً، وينطلق من التجربة للفلسطينية، ليتحدث عن أخطار انقطاع الاتصال حتى في ظل الاعتماد على "ستارلينك"، عندما منعت السلطات الإسرائيلية دخول الشبكة الفضائية مرحلة الخدمة في غزة حتى في ظل الحديث عن حصرية استخدامها من المؤسسات الإغاثية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير