Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تفكك شبكة أوكرانية وتتلقى خسائر فادحة في أفدييفكا

الاتحاد الأوروبي يحاول إعادة كييف للصورة في ظل انشغال العالم بالحرب بين إسرائيل و"حماس"

الجيش الأوكراني يحافظ بثبات على موقفه الدفاعي في مواجهة القوات الروسية (أ ف ب)

ملخص

روسيا تخسر "لواء في الأقل" خلال محاولة السيطرة على أفدييفكا وسقوط قتيل أثناء تفكيك شبكة "عملاء" أوكرانيين في منطقة تسيطر عليها موسكو.

أعلنت أجهزة الأمن الروسية اليوم الجمعة أنها فككت شبكة "عملاء" أوكرانيين كانت تعمل في المنطقة التي تسيطر عليها من زابوريجيا في جنوب أوكرانيا، مما أدى إلى مقتل أحدهم خلال هذه العملية.

وقال جهاز الأمن الفيدرالي في بيان إنه "وضع حداً لأنشطة ثلاث مجموعات كبيرة من العملاء" الذين "تم تنسيق عملهم" من الاستخبارات العسكرية الأوكرانية لـ"جمع المعلومات وممارسة التأثير النفسي في سكان المنطقة".

واتهموا بتحريض السكان المحليين عبر إحدى وسائل الإعلام وقناة "تيليغرام" على "جمع ونقل معلومات إليهم عن مواقع وتحركات العسكريين الروس والمعدات العسكرية وغيرها من المعلومات".

وأضاف جهاز الأمن الفيدرالي "اعتقل عناصر الأمن مواطنين أوكرانيين وروساً متورطين في هذه الأنشطة غير القانونية"، موضحاً أن أحد المشتبه بهم "قاوم بالأسلحة وقتل بالرصاص أثناء الرد".

وأنشئت شبكات مخبرين وعملاء وناشطين مقاومين في جنوب أوكرانيا لإضعاف الهيمنة الروسية.

وأصيب النائب الأوكراني السابق أوليغ تسارينوف، الذي عبر إلى الجانب الروسي في عام 2014 بجروح خطرة، بحسب ما أعلن مسؤول روسي في جنوب أوكرانيا اليوم الجمعة.

وقال فلاديمير روغوف عبر "تيليغرام" إن "حال أوليغ خطرة للغاية، وهو حالياً في العناية المركزة".

خسارة لواء

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة إن القوات الروسية خسرت أحد ألويتها في الأقل، بينما كانت تحاول التقدم نحو بلدة أفدييفكا بشرق أوكرانيا.

وقالت سلطات محلية وعسكرية في أوكرانيا إن روسيا جددت حملتها لتطويق المدينة في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، محاولة استهداف المواقع الأوكرانية بوابل من نيران المدفعية وتدفق القوات والمركبات القتالية إليها.

ونقل المكتب الرئاسي الأوكراني عن زيلينسكي قوله لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في مكالمة هاتفية "حاول الروس مرات عدة تطويق أفدييفكا، لكن في كل مرة أوقفهم جنودنا وأعادوهم للوراء مما تسبب في خسائر مؤلمة، في هذه الحالات خسر العدو لواء في الأقل".

ولم يتسن لوكالة "رويترز" التحقق من هذا التأكيد من مصادر مستقلة، ولم يصدر تعليق من روسيا حتى الآن.

وتختلف الألوية في الحجم ويمكن أن يتراوح عدد الأفراد بها بين 1500 و8 آلاف جندي، وتعد الخسائر في ساحة المعركة من أسرار الدولة في روسيا وأوكرانيا، لكن يعتقد أن الجانبين خسرا ما يصل إلى عشرات الآلاف من القوات منذ أن شنت روسيا حرباً واسعة النطاق على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

ويتحدث مدونون عسكريون روس عن مكاسب على الأرض حققتها القوات الروسية في المنطقة، بينما تصف أوكرانيا الوضع بأنه صعب للغاية، وقالت إن موسكو ترسل عدداً كبيراً من القوات إلى حملتها.

محور المعركة

وأصبح الهجوم الروسي في أفدييفكا محور المعركة بعد نحو خمسة أشهر من شن كييف هجوماً مضاداً في مناطق الجنوب والشرق التي تسيطر عليها موسكو، وحققت كييف تقدماً أبطأ مما أرادت بسبب الخنادق وحقول الألغام الروسية الكثيرة، لكنها تواصل تحقيق مكاسب صغيرة في الجنوب الاستراتيجي.

وقال معهد دراسة الحرب، وهو مجموعة بحثية أميركية غير ربحية، أمس الخميس إن روسيا تكبدت خسائر فادحة في العتاد بالقرب من أفدييفكا، الأمر الذي "من المرجح أن يقوض القدرات الهجومية الروسية على المدى الطويل".

وفي إفادة في شأن تطورات ساحة المعركة اليوم الجمعة، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن الجيش "يحافظ بثبات على موقفه الدفاعي ويلحق خسائر كبيرة" بالقوات الروسية، مضيفة أن الروس لم يستسلموا في محاولاتهم لتطويق المدينة.

تبعد أفدييفكا نحو 25 كيلومتراً من دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا، وتحيط بها أراض تحت السيطرة الروسية من الشمال والشرق والجنوب، مما لا يترك للقوات الأوكرانية سوى الجزء الغربي منها للحصول على الإمدادات وإجلاء السكان.

وتتعرض البلدة للهجوم منذ عام 2014 عندما اندلع الصراع للمرة الأولى بين أوكرانيا والقوات المدعومة من روسيا، وقال رئيس الإدارة العسكرية في أفدييفكا فيتالي باراباش، إن الهجمات الجديدة للسيطرة على البلدة هي الأكبر منذ عام 2014.

دعم أوروبي

بحث قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم الجمعة زيادة الدعم لأوكرانيا في مواجهة الحرب مع روسيا، بينما تتسلط الأضواء دولياً على الحرب المستعرة في الشرق الأوسط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتجري المحادثات في شأن أوكرانيا في اليوم الثاني للقمة، بعدما هيمن التوصل إلى موقف أوروبي موحد حيال الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" على جدول أعمال اليوم الأول.

وأفاد رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار لدى وصوله "من المهم أن تكون إحدى نتائج هذا الاجتماع ألا نفقد تركيزنا على أوكرانيا بسبب كل الأمور الأخرى التي تحدث في العالم، لا سيما في الشرق الأوسط".

وتابع "سيكون من السهل جداً أن نخسر التركيز على الحرب في أوكرانيا وينبغي ألا نفعل ذلك".

بعد سجالات استمرت ساعات، طالب القادة في وقت متأخر أمس الخميس بـ"ممرات إنسانية وهدن" ليكون من الممكن إيصال المساعدات إلى غزة والوصول إلى المدنيين العالقين في القطاع، وبينهم مئات ممن يحملون جوازات سفر أوروبية.

وبينما دانت جميع بلدان الاتحاد الأوروبي بشدة هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري الذي شنته "حماس" وأثار النزاع الأخير وغير المسبوق في حدته، تسود انقسامات في أوساط الدول الأعضاء إذ تدعم بعضها بقوة التحرك العسكري الإسرائيلي فيما تطالب أخرى بحماية المدنيين الفلسطينيين بموجب القانون الدولي.

وتقصف إسرائيل الجيب الفلسطيني منذ عبر عناصر "حماس" الحدود من غزة وقتلوا 1400 شخص وخطفوا أكثر من 220 رهينة، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

وتفيد وزارة الصحة التي تديرها "حماس" في غزة بأن القصف أودى بحياة أكثر من 7 آلاف شخص معظمهم مدنيون أيضاً وبينهم عديد من الأطفال، مما أدى إلى دعوات متزايدة لحماية الأبرياء العالقين في النزاع.

أعداء الحرية

وأجلت معظم النقاشات المتعلقة بأوكرانيا التي تصدرت جدول أعمال قمم الاتحاد الأوروبي منذ الحرب الروسية في فبراير العام الماضي إلى يوم الجمعة، وإن كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتصل خلال جلسة أمس الخميس.

وأعرب زيلينسكي عن دعمه لجهود الاتحاد الأوروبي الرامية لمنع تحول المواجهة بين إسرائيل و"حماس" إلى حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، محذراً من أن "أعداء الحرية يبدون اهتماماً كبيراً بالزج بالعالم الحر في جبهة ثانية"، كما دعم قادة الاتحاد مقترحاً إسبانياً لعقد مؤتمر "قريباً" لإحلال السلام في الشرق الأوسط.

وأفاد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال لدى وصوله اليوم الجمعة "ندرك جميعنا بأن هذا الوضع خطر للغاية بالنسبة إلى المنطقة والعالم، لذلك نعمل بشكل نشط من أجل محاولة تجنب تصعيد إقليمي".

وأشار إلى أن القضية الأهم لليوم الثاني للقمة هي أوكرانيا، في ظل محادثات في شأن كيفية "تطويرنا مزيداً من الدعم لكييف والمحافظة على، بل وتعزيز، الضغط على روسيا من خلال عقوباتنا".

تعد خطة تقدر قيمتها بحوالى 20 مليار يورو (21 مليار دولار) على مدى أربع سنوات، لتخصيص صندوق دفاعي لأوكرانيا في إطار التزامات أمنية غربية أوسع من بين أهم إجراءات الاتحاد الأوروبي.

وتدعم جميع بلدان الاتحاد الأوروبي الـ27 باستثناء المجر وسلوفاكيا زيادة الدعم المالي لأوكرانيا، لكن الخطة جزء من مفاوضات أكبر على موازنة التكتل بعيدة الأمد التي يبدو أنها باتت قضية خلافية كبيرة بالنسبة إلى القمة المقبلة المقررة في ديسمبر (كانون الأول) هذا العام.

وتحض الدول التي تعد "مقتصدة" ضمن التكتل، على رأسها ألمانيا، إلى ضبط الإنفاق، إذ توصي بأن يأتي الإنفاق الإضافي المخصص لأوكرانيا وأولويات أخرى مثل الهجرة من إعادة توزيع أموال متوفرة أساساً، لكن دولاً أخرى تقول إنه يتعين جمع مزيد من الأموال نظراً إلى تفاقم الأزمات في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي.

وقالت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس "أعتقد أننا بعيدون من التوصل إلى اتفاق"، واتفق نظيرها السلوفيني روبرت غولوب معها على أن "النقاش في هذا الشأن سيكون مطولاً وتعد النقاشات في شأن الموازنة الأكثر صعوبة على الدوام".

وأفاد رئيس مجموعة اليورو باسكال دونوهو لدى وصوله إلى قمة الجمعة "من الواضح أن العالم يتغير حالياً، بدأت الاقتصادات تتغير وتتباطأ".

المزيد من دوليات