Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيليون غاضبون على نتنياهو وحكومته

سخط عام على الوزراء بعد الفشل في توقع هجوم "حماس" وتنامي حالة الاستقطاب السياسي

ما يعتقده الإسرائيليون العاديون هو أن هذا الأمر كله فشل ذريع وأن رئيس الوزراء مسؤول عنه (أ ف ب)

ملخص

إسرائيليون غاضبون على بنيامين نتنياهو مع اقتراب "يوم حساب" رئيس الوزراء

منع وزير إسرائيلي من الدخول من باب الزيارة في مستشفى، وأغرقت القهوة حراساً شخصيين لوزير آخر ألقاها عليهم رجل مكلوم، فيما استهدفت صرخات لوزيرة ثالثة تنعتها بأنها "خائنة" و"بلهاء" عندما جاءت لمواساة عائلات تم إجلاؤها.

فقد أدت الصدمة التي تسببت فيها هجمات حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري إلى تكاتف الإسرائيليين، لكن ليس هناك من معاملة جيدة تذكر للحكومة التي تتهم على نطاق واسع بأنها أضعفت أمن إسرائيل وتغرقها الآن في حرب على قطاع غزة تتسبب في موجات صدمة مزعزعة للمنطقة بأسرها.

ومهما كانت الأحداث المقبلة، فإن يوم محاسبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقترب بعد تاريخ طويل تولي خلاله السلطة وتمكنه من العودة للمشهد السياسي بقوة.

أسباب الحساب

ومن الأسباب التي زادت من تأجيج الغضب في شأن مقتل نحو 1300 إسرائيلي هو رسم نتنياهو صورة لنفسه على أنه استراتيجي بحنكة تشرشل يمكنه توقع التهديدات التي تحدق بالأمن القومي لإسرائيل.

وفي الخلفية أيضاً الاستقطاب الاجتماعي والسياسي الذي برز هذا العام جراء سعي ائتلافه الحاكم اليميني القومي للدفع بتعديلات قضائية أدت لاحتجاج عدد من جنود الاحتياط وأثارت شكوكاً في شأن الجاهزية للمعارك وهو ما ثبت الآن بالدم.

وجاء العنوان الرئيس لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الأكثر مبيعاً يقول "نكبة أكتوبر 2023" في صياغة تقصد استدعاء إخفاق إسرائيل في توقع الهجوم المصري- السوري في أكتوبر 1973، الذي أدى في النهاية لاستقالة غولدا مائير التي كانت رئيسة الوزراء وقتها.

ووجهت الإطاحة بمائير ضربة لهيمنة حزب العمال المنتمي ليسار الوسط وقتها، وهو ذات المصير الذي يتوقعه الباحث في معهد شالوم هارتمان في القدس أموتز آسا-إيل، لنتنياهو وحزبه الليكود المنتمي للتيار المحافظ والمهيمن منذ فترة طويلة على المشهد السياسي.

لجنة تحقيق

وقال الباحث لوكالة "رويترز" "لا يهم إن كانت ستتشكل لجنة تحقيق أم لا، إن كان سيقر بالخطأ أم لا، كل ما يهم هو ما يعتقده الإسرائيليون العاديون وهو أن هذا الأمر كله فشل ذريع وأن رئيس الوزراء مسؤول عنه".

وتابع آسا-إيل قائلاً "سيرحل.. وكل مؤسسته سترحل معه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأظهر استطلاع رأي نشرته صحيفة "معاريف" أن 21 في المئة فقط من الإسرائيليين يريدون بقاء نتنياهو رئيساً للوزراء بعد الحرب أما 66 في المئة فقالوا إنهم يريدون "شخصاً آخر" بينما لم يحدد 13 في المئة موقفهم.

وأشار الاستطلاع أيضاً إلى أن حزب الليكود سيخسر ثلث مقاعده إذا أجريت انتخابات اليوم بينما سيحصل حزب الوحدة الوطنية المنتمي للوسط بزعامة منافسه الرئيس بيني غانتس على مقاعد أكثر بمقدار الثلث بما يرشح الأخير للمنصب.

حكومة طوارئ

لكن الإسرائيليين لا يريدون انتخابات الآن بل يريدون أفعالاً، ولدى تصاعد الهجوم المضاد لمرحلة اجتياح بري محتمل لقطاع غزة، نحى غانتس، الذي شغل من قبل منصب وزير الدفاع، الخلافات السياسية جانباً وانضم لنتنياهو في حكومة طوارئ.

وحد نتنياهو من تفاعلاته مع الجمهور في وقت ينشغل فيه بالتواصل مع كبار قادة الجيش والمبعوثين الأجانب، والتقى أقارب نحو 200 من المحتجزين في غزة من دون حضور تغطية إعلامية تلفزيونية، ووسط انتقادات لاذعة متنامية زارت زوجته أسرة في حداد على ذويها.

ولم يدل نتنياهو أيضاً بأي تصريحات بعد عن مسؤوليته الشخصية عما جرى رغم أن قائد الجيش ووزير الدفاع ومستشار الأمن القومي ووزير الخارجية ووزير المالية ومديري أجهزة الاستخبارات اعترفوا كلهم بالإخفاق في توقع ومنع أسوأ هجوم تتعرض له إسرائيل في تاريخها.

وحصلت إسرائيل على دعم غربي صريح لهجومها المضاد، لكن ذلك الدعم قد يتلاشى إذا تعثر غزو بري في غزة وتزايد حجم الخسائر الفلسطينية والخسائر العسكرية.

استمرار الحرب

وخاطرت الحرب أيضاً بالقضاء على هدفين للسياسة الخارجية لنتنياهو وهما تحقيق السلام مع السعودية الذي أصيب الآن بالجمود وكبح إيران التي تشيد بما فعلته "حماس" بوصفه انتصاراً لمحور المقاومة في الشرق الأوسط الذي أقسم على القضاء على إسرائيل.

ويقول مخططون عسكريون، إن الحرب في غزة قد تستمر أشهراً، وربما يمنح ذلك نتنياهو هدنة سياسية لتلك المدة وفقاً لما يتوقعه آسا-إيل، لكن مدى تحمل صحة نتنياهو للأمر قصة أخرى بعد أن خضع لتركيب منظم لضربات القلب في يوليو (تموز) الماضي مع تصاعد الاحتجاجات على التعديلات القضائية وبلوغه 74 سنة بحلول السبت.

وقال آسا-إيل "تسمع أناساً في الشارع كانوا في العادة مؤيدين لحزب اليكود وهم يتحدثون عنه بعدائية جلية، السخط سيزداد فحسب ومساعي نتنياهو الواضحة لتجنب مسؤوليته الشخصية لا نتيجة لها سوى أنها تزيد من غضب الناس، لا يمكنه أن يحمل نفسه على قول أخفقنا".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير