Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

توظيف "الطوفان والسيوف" في صدام الاستراتيجيات

ليس جديداً حديث التغيير في الشرق الأوسط

لكن ما تغيّر بالحروب والصراعات في المنطقة لم يكن تطورات نحو الأفضل بل انهيارات نحو الأسوأ (رويترز)

ملخص

حرب 2006 بين "حزب الله" وإسرائيل جعلت كوندوليزا رايس تتحدث عن "الشرق الأوسط الواسع"

صدام الاستراتيجيات يتعاظم في مرحلة بالغة الخطورة من اللايقين في شرق أوسط مرتبك وعالم مضطرب، واللعبة أكبر من حرب غزة التي تتصدر مسرح الأحداث حالياً، ومن حرب أوكرانيا التي يصعب أن تصبح في الظل، فلا عملية "طوفان الأقصى" التي هزت بها "حماس" يقين إسرائيل هي مجرد رسم خط على الرمل، ولا عملية "السيوف الحديد" التي بدأتها إسرائيل في غلاف غزة وتكملها في القطاع هي مجرد انتقام تدميري جنوني، والسؤال هو: هل وضع زلزال "حماس" نهاية لما سماها اليمين المتشدد في حكومة بنيامين نتنياهو الأكثر يمينية وتطرفاً في تاريخ إسرائيل "فرصة لتطبيق أجندة اليمين" التي هي أن تحكم إسرائيل كل الأرض من البحر إلى النهر كدولة يهودية من دون فلسطينيين؟ وأين الأحلام من الواقع في قول نتنياهو عن الحرب على غزة أن نتيجتها "ستغير الشرق الأوسط برمته"؟

ليس جديداً حديث التغيير في الشرق الأوسط: من قيام إسرائيل إلى أيام جمال عبد الناصر والصراع مع "حلف بغداد" والحرب الباردة والانقلابات العسكرية وصولاً إلى اليوم، الثورة الخمينية في إيران تتصرف على أساس أن مشروعها سيغير الشرق الأوسط وحتى العالم، غزو أميركا العراق اعتبره المحافظون بداية تغيير الشرق الأوسط، حرب 2006 بين "حزب الله" وإسرائيل جعلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تتحدث عن "الشرق الأوسط الواسع" بعد سنوات من مشروع شيمون بيريز حول "شرق أوسط جديد"، حرب أوكرانيا هي في رأي أميركا حرب الدفاع عن النظام العالمي الذي تهيمن عليه، وفي رأي روسيا بداية نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب وأنظمة إقليمية جديدة في الشرق الأوسط والشرق الأقصى والقوقاز والبلقان، حتى ثورات ما سمي "الربيع العربي" فإنها بدت بداية شرق أوسط مختلف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن ما تغيّر بالحروب والصراعات في المنطقة لم يكن تطورات نحو الأفضل بل انهيارات نحو الأسوأ، والتطور الوحيد الإيجابي كان التوجه نحو التنمية المستدامة وتحسين التعليم العالي والرهان على المستقبل "الأخضر" في عالم التكامل والانفتاح، وأين؟ في مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية، فلا حرب غزة، مهما تكن مفاعيلها ونتائجها، تكفي لتغيير الشرق الأوسط، ولا تغيير بالمعنى الأساسي من دون قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية ضمن "حل الدولتين"، وهو ما خاض نتنياهو وفريقه الانتخابات على أساس مشروع عنوانه قتل حل الدولتين، فهل تقود صدمة إسرائيل - أميركا وأوروبا وروسيا والصين، أو أقله ما كانت "الرباعية الدولية" إلى العمل الجدي للدفع في اتجاه تسوية سياسية للصراع العربي - الإسرائيلي تعطي الفلسطينيين بعض حقوقهم وتريح العرب وتضمن لإسرائيل الأمن والسلام اللذين لم تضمنهما القوة المفرطة؟

حكومة الحرب التي انضم إليها بيني غانتس في إسرائيل ليست باب الانطلاق نحو التغيير، ولا دور لها سوى إدارة الحرب، وتحديات حرب غزة والمعاناة الهائلة لشعبها لم تدفع حتى إلى وقف الصراع بين السلطة الفلسطينية في الضفة وسلطة "حماس" في غزة، قبل الحديث عن العودة إلى حكومة واحدة وسلطة واحدة هي العنوان الذي يخاطبه العالم في إطار الشرعية الفلسطينية، ولا أحد يعرف المفاجآت التي تعدها "حماس" لمواجهة الغزو البري الإسرائيلي بعد نجاحها الكبير في مفاجأة "طوفان الأقصى"، ولا نتائج العملية لسياسة "التهجير بالتهجير"، لكن الجميع يعرف أن كل حرب انتهت بتسوية ما، وأخطر التسويات والمعاهدات هي ما كان يفرضها نابليون بونابرت على الدول التي يحتلها، بحيث قيل إن "كل معاهدة قادت إلى حرب أخرى"، والأخطر هو ألا يكون بعد "طوفان الأقصى" و"السيوف الحديد" سوى المزيد من الصدام في صراع بلا نهاية توظفه قوى إقليمية ودولية في صراعات جيوسياسية واستراتيجية تتجاوز غزة ومعاناة الفلسطينيين.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل