Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عالقون تحت الأنقاض في غزة يستغيثون وفرق الاستجابة عاجزة

طلب الدفاع المدني من دول العالم طواقم ومعدات لمساعدته في عمليات الإنقاذ

هناك عالقون أحياء تحت الأنقاض يصرخون منذ أيام عدة (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

قد يتحول العالقون تحت الأنقاض إلى ضحايا بسبب صعوبة الوصول إليهم فكيف يعمل فريق الدفاع المدني في غزة؟

من تحت الحجارة التي أصبحت أنقاضاً وركاماً متناثراً في شوارع غزة، سمع عامل الدفاع المدني محمود بصل صوتاً يصرخ "في ناس عايشة… أنقذونا"، لم يخيّب رجل الإنقاذ صوت الاستغاثة هذا، وعلى الفور أخذ يخاطبه "هل أنتم بخير؟ تأكد ستخرج سالماً".

ولوّح رجل الدفاع المدني بيديه لفريقه المتواضع في هذه المهمة، الذي يضم خمسة أفراد على الأكثر، ليتجمعوا حول مكان الصوت، وكان الشاب يصرخ بشكل هستيري "أنقذونا، الحجارة فوقنا".

 

آلية واحدة

بسرعة قصوى، أخذ جميع أفراد المهمة يفحصون المكان ويدرسونه جيداً، علهم يجدون منفذاً يدخلون منه إلى تحت الأنقاض ويبدأون في إخراج الأفراد الذين ما زالوا على قيد الحياة، لكن ذلك مستحيل، فحجارة المبنى المدمر وأسقفه الخرسانية تداخلت مع بعضها.

لم ينتظر رجل الإنقاذ محمود طويلاً وحرّك جرافة إزالة الأنقاض وبدأ في نقل الركام إلى طرف الشارع بعيداً، ويقول "الدقائق تمرّ ثقيلة على الأشخاص تحت الدمار، وحالتهم النفسية صعبة للغاية، كل ثانية تأخير قد تعرضهم للأذى".

باجتهاد كان يعمل محمود على نقل الركام، لكنه بطيء للغاية، فالجرافة التي بحوزته لا تستطيع التعامل بفعالية مع حجم الأنقاض الكبير، ولا يوجد لدى فريقه أي معدات تساعدهم في الوصول إلى المحتجزين تحت الحجارة، وعلى رغم ذلك، لم ييأس المنقذ فصوت الاستغاثة ما زال يتردد في أذنه.

وتمكّن المنقذ من إزالة الأنقاض، وعلى الفور بدأ فريقه برفع الحجارة القريبة من المستغيث لفتح مخرج مناسب ينتشلون منه الضحايا العالقين، وبالفعل نجحوا بذلك، ومدوا سواعدهم لانتشال الشاب "الحمد لله على السلامة، كم عدد الأشخاص الناجين العالقين أسفل الدمار؟" خاطب محمود الشاب الذي كان يطير فرحاً لنجاته من موت محقق.

 

مهمة مستحيلة

34 فرداً تحت الأنقاض، بدت المهمة صعبة، وهي بالفعل كذلك، حيث لا يوجد معهم أي معدات تساعدهم في الوصول إلى العالقين تحت الدمار والذين قد يتحولوا إلى ضحايا إذا تأخر عمل المنقذين.

ويقول محمود بصل، وهو الناطق باسم جهاز الدفاع المدني "لا نعلم كيف يبدو الوضع الصحي للعالقين تحت الأنقاض، ربما هم مصابون بجروح من الغارة وينزفون دماً، أو جثامين هامدة، وربما عالقون وفوقهم حجارة وزنها ثقيل تطبق عليهم، أو معافون سالمون، لكن في كل الأحوال هؤلاء أرواح بشرية ويجب إنقاذهم وتقديم الرعاية الصحية لهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويواصل فريق الاستجابة الأول للطوارئ عمله لينقذ الأرواح من تحت الأنقاض، ويضم المسعفين التابعين للهلال الأحمر، وطواقم الدفاع المدني، وجهاز الخدمات الطبية، ويؤدي كل طرف منها مهمته الإنسانية حاملاً روحه على كفه.

لكن كثيراً ما يفشل هذا الفريق في مهماته، فحجم الدمار الذي حل في قطاع غزة يعرقل عملهم، ويؤخرهم، أياماً، في إنقاذ الأرواح التي لا تزال عالقة تحت ركام المنازل التي استهدفها الجيش الإسرائيلي بغاراته.

أطنان متفجرات

ودمرت إسرائيل مناطق مأهولة بالسكان في غزة، ويقول المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنهم نفذوا 6000 غارة جوية على القطاع، واستخدموا 4000 طنّ من المتفجرات، وهذا يعني أن إسرائيل تستهدف المدينة المنكوبة بحوالى 1200 قنبلة يومياً.

هذا الوزن المهول من المتفجرات التي استهدفت غزة خلال ستة أيام، تسببت في دمار كبير، وما زال تحت أنقاض المباني المدمرة أشخاص عالقون، ولم يستطيع المستجيب الأول للطوارئ من إنقاذهم بأي شكل، فالمعدات التي يعمل بها محدودة للغاية.

في مكان المهمة حيث يتواجد محمود، استغرق حوالى أربع ساعات متواصلة، حتى تمكن من إنقاذ سبعة أفراد، لكن فريقه استلم إشارة بضرورة التوجه لمكان آخر، استهدفته إسرائيل وبه أكثر من 100 فرد عالقين تحت الأنقاض، ويعتقد أن جزءاً كبيراً منهم ما زالوا على قيد الحياة.

الحروب الإسرائيلية
الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني طبع أجيالاً تلو الأخرى، في شرق أوسط لا يعرف السلام. ومن غزة إلى الضفة الغربية وصولاً إلى لبنان، تستمر حتى اليوم تداعيات هذا الصراع الذي انطلق قبل نحو 100 عام.
Enter
keywords

 

مغادرة من دون إنقاذ

من الصعب على فريق محمود مواصلة العمل، واضطر بعض فريقه لتلبية نداء الاستغاثة وغادروا المكان مع الآلية الوحيدة الثقيلة التي بحوزتهم، ومكث من تبقى يبحث عن العالقين بطريقة بدائية، ويضيف محمود "منذ ثلاثة أيام، ما زال هناك عالقون تحت الأنقاض ونعجز عن الوصول إليهم، كل يوم يمر عليهم يزداد الوضع سوءاً، إذا كانوا أحياء سالمين فإنهم يتضورون جوعاً، وإذا كان بينهم جرحى فمن المؤكد أنهم ينزفون، وفي الحالتين هناك خطر على حياتهم".

معدات بسيطة

ويتبع فريق الدفاع المدني إلى وزارة الداخلية، ويقول المتحدث باسمها إياد البزم "لدينا خمس سيارات إنقاذ فقط، موزعة على محافظاتنا الخمس، بينما نتعامل في اليوم الواحد مع 15 موقعاً في كل محافظة، يوجد تحتها عالقون على قيد الحياة، أي نتعامل مع 75 موقعاً". ويضيف "نعمل بحوالى 20 مركبة إطفاء، ومركبة واحدة تحمل سلماً هيدروليكياً، وآلية فقط تستطيع الصعود فوق الأماكن العالية أي جرافة بجنزير ولها كف يستطيع الوصول لأسفل الأماكن العميقة، أما المعدات الثقيلة فنفتقدها، بشكل كلي"، ويتابع البزم "هذه الجرافة ننقلها بين المحافظات الخمس، كل يوم تكون في مدينة بحسب جداول، وهناك صراع عليها، وبسبب تأخر وصولها للأماكن المدمرة توفي أشخاص تحت الأنقاض كانوا عالقين وأحياء".

ويوضح البزم أن سكان غزة يهربون ويلجأون عند جيرانهم الذين يبعدون عنهم بضعة كيلومترات، ويتجمعون بأعداد تزيد على 100 فرد في البيت الواحد، ويتم استهدافهم من دون رحمة، يتساءل البزم "كم قدرة جهاز الدفاع المدني للاستجابة لمئات الإشارات التي تحتاج إلى استغاثة"، لافتاً إلى أنهم يقدمون الاستغاثة للأماكن التي تضم عدداً كبيراً من الأحياء، وفي ظل هذه الظروف، طلب جهاز الدفاع المدني من دول العالم معدات وعناصر بشرية لمساعدتهم.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط