سلسلة حروب الألفية

الحروب الإسرائيلية

الصراع الفلسطيني

البحث عن وطن

Arab refugees on the Lebanon Road after fleeing their homes in the Galilee during fighting between Israeli and Arab forces, November 1948.,

لاجئون عرب فروا من منازلهم خلال القتال في الجليل بين إسرائيل والقوات العربية يغادرون فلسطين متجهين إلى لبنان عام 1948 (أ ب)

لاجئون عرب فروا من منازلهم خلال القتال في الجليل بين إسرائيل والقوات العربية يغادرون فلسطين متجهين إلى لبنان عام 1948 (أ ب)

"عندما يتعلق الأمر بإسرائيل والفلسطينيين نحتاج إلى معجزة"

الكاتبة الأميركية ماريان ويليامسون
يبدو أن ويليامسون محقة في هذه الكلمات، فبعد أكثر من 100 عام على اندلاع هذا الصراع، ما زال يشكل بركاناً ثائراً حممه تحرق الشرق الأوسط بأسره.

أول رئيس وزراء لإسرائيل دافيد بن غوريون، محاطاً بأعضاء المجلس الوطني اليهودي، يعلن رسمياً قيام "دولة إسرائيل" في 14 مايو 1948 (أ ف ب)

أول رئيس وزراء لإسرائيل دافيد بن غوريون، محاطاً بأعضاء المجلس الوطني اليهودي، يعلن رسمياً قيام "دولة إسرائيل" في 14 مايو 1948 (أ ف ب)

 قيام إسرائيل

الحرب العالمية الأولى قضت على الإمبراطورية العثمانية وشرعت أبواب الشرق الأوسط أمام فرنسا وبريطانيا. وبموجب اتفاق سايكس بيكو، وضع الإنجليز يدهم على فلسطين وشرعوا في تسهيل هجرة اليهود إليها، لا سيما بعد وعد بلفور، الذي أعلنت فيه بريطانيا، في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) 1917، دعمها تأسيس "وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين".

في خضم الحرب العالمية الثانية وفي ضوء الاضطهاد الذي تعرضوا له، خصوصاً في ما عرف بـ"الهولوكوست"، تدفق اليهود بأعداد كبيرة إلى فلسطين، حيث راح العنف بينهم وبين العرب يتنامى. وفي عام 1947 أصدرت الأمم المتحدة قراراً يقضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية، على أن تصبح القدس مدينة دولية، وفيما رحب اليهود بالخطة رفضها العرب رفضاً قاطعاً.

في 14 مايو (أيار) 1948، استبق اليهود انتهاء الانتداب البريطاني بساعات قليلة وأعلنوا قيام دولة إسرائيل. فحشد الفلسطينيون ودول عربية عدة قواهم وشنوا حرباً على "الدولة" الناشئة، انتهت بعد نحو سنة بسيطرة إسرائيل على معظم الأراضي وتهجير مئات آلاف الفلسطينيين من منازلهم، في ما عرف لاحقاً بـ"النكبة". وفي حرب عام 1967، احتلت إسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية اللتين كانتا تحت سيطرة الأردنيين، وقطاع غزة الذي كان تحت سيطرة المصريين، فضلاً عن شبه جزيرة سيناء المصرية ومعظم مرتفعات الجولان السورية.

وهكذا أحكمت إسرائيل قبضتها على فلسطين لا سيما عبر بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة، على رغم اعتبارها غير شرعية بحسب القانون الدولي.

الانتفاضة الثانية

بعد فشل قمة "كامب ديفيد 2" التي عقدت بين الرئيس الأميركي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، وفي ظل الإحباط الذي كان سائداً في صفوف الفلسطينيين، اقتحم زعيم المعارضة الإسرائيلية حينها أرييل شارون باحات المسجد الأقصى في 28 سبتمبر (أيلول) من عام 2000 بمؤازرة نحو ألفي جندي، ليؤكد من داخله أن "الحرم القدسي سيبقى منطقة إسرائيلية"، مثيراً استفزاز الفلسطينيين ومطلقاً شرارة مواجهات عنيفة بين الطرفين استمرت نحو خمس سنوات، وعرفت بـ"الانتفاضة الثانية" أو "انتفاضة الأقصى ".

الطفل الفلسطيني محمد الدُرّة وهو يحتمي برفقة والده جمال خلف برميل إسمنتي قبل أن يُقتل برصاص القوات الإسرائيلية، جعلت منه رمزاً للانتفاضة الثانية (أ ف ب)

الطفل الفلسطيني محمد الدُرّة وهو يحتمي برفقة والده جمال خلف برميل إسمنتي قبل أن يُقتل برصاص القوات الإسرائيلية، جعلت منه رمزاً للانتفاضة الثانية (أ ف ب)

أحداث الانتفاضة لم تكن منظمة أو متواصلة، فقد شهدت السنوات الخمس فترات هدوء قابلتها فترات أشعلتها المواجهات المسلحة بين الجانبين، من الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة لقطاع غزة والضفة الغربية وتدمير المباني، إلى الهجمات الفلسطينية على النقاط الأمنية والحافلات والمواقع الإسرائيلية، مما تسبب في سقوط أكثر من 4 آلاف قتيل فلسطيني وأكثر من ألف قتيل إسرائيلي، فضلاً عن آلاف الجرحى.

ومن أبرز الهجمات كان تفجير فندق بارك أو ما يعرف بـ"مجزرة عيد الفصح". وهي عملية انتحارية نفذها الفلسطيني عبدالباسط عودة في 27 مارس (آذار) 2002، حين فجر نفسه في فندق بارك في مدينة نتانيا الإسرائيلية، موقعاً أكثر من 30 قتيلاً و140 جريحاً، في ما يعد أكبر هجوم دموي في تاريخ إسرائيل.

هذا التفجير دفع تل أبيب إلى شن عملية "الدرع الواقية" التي استهدفت واحتلت فيها مدناً واسعة في الضفة وغزة، وصولاً إلى تطويق ياسر عرفات في مقر إقامته وسط رام الله، والذي بقي محاصراً فيه حتى أيامه الأخيرة، قبل أن ينقل لتلقي العلاج في العاصمة الفرنسية، حيث توفي في 11 نوفمبر 2004.

رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات (أ ف ب)

رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات (أ ف ب)

خلفاً لعرفات، انتُخب محمود عباس رئيساً للسلطة الفلسطينية، وأدى اليمين في 15 يناير (كانون الثاني) 2005، مباشراً العمل على خفض التصعيد وإعادة الاستقرار إلى الأراضي الفلسطينية. وفي الثامن من فبراير (شباط)، توّج جهوده باتفاق هدنة مع إسرائيل، توصل إليه الطرفان في قمة شرم الشيخ بمصر، في ما اعتبر نهاية "الانتفاضة الثانية".

رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات يتصافحان بحضور الرئيس الأميركي بيل كلينتون خلال اجتماع في أوسلو (كتالوغ الأرشيف الوطني)

رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات يتصافحان بحضور الرئيس الأميركي بيل كلينتون خلال اجتماع في أوسلو (كتالوغ الأرشيف الوطني)

شخصان يضيئان الشموع في موقع تفجير فندق بارك في مدينة نتانيا الإسرائيلية حيث قُتل والداهما (أ ف ب)

شخصان يضيئان الشموع في موقع تفجير فندق بارك في مدينة نتانيا الإسرائيلية حيث قُتل والداهما (أ ف ب)

دبابة إسرائيلية في مدينة طولكرم خلال عملية "الدرع الواقية"(بواسطة Ra'anan Cohen (רענן כהן) /المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي)

دبابة إسرائيلية في مدينة طولكرم خلال عملية "الدرع الواقية"(بواسطة Ra'anan Cohen (רענן כהן) /المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي)

حصار غزة

في صيف 2005 انسحبت القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، لكن بعد فوز حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية في القطاع عام 2006 فرضت إسرائيل حصاراً خانقاً على غزة جواً وبراً وبحراً، ما زال مستمراً حتى اليوم ويعزل القطاع عن العالم.

المعابر مغلقة بين إسرائيل وغزة

انقطاع حاد للكهرباء

تقنين في دخول السلع بما فيها الغذائية

*حسب أرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني والأمم المتحدة

حروب غزة

2008 – 2009: "الرصاص المصبوب"

عملية شنتها إسرائيل في 27 ديسمبر (كانون الأول) وأطلقت عليها "حماس" اسم "معركة الفرقان". جاءت بعد أكثر من شهر من التصعيد بين الطرفين، تخللته غارات إسرائيلية على غزة وإطلاق صواريخ على إسرائيل. انتهت الحرب بإعلان إسرائيل وقف إطلاق النار في 18 يناير 2009.

أسفرت الحرب عن 1410 قتلى و5380 مصاباً في الجانب الفلسطيني، مقابل 13 قتيلاً ونحو 300 جريح لدى الإسرائيليين، فضلاً عن دمار هائل في غزة.

2012: "عمود السحاب"

بدأت العملية في 14 نوفمبر باغتيال إسرائيل أحمد الجعبري قائد كتائب "عز الدين القسام" الجناح العسكري لـ"حماس"، وانتهت في 21 نوفمبر باتفاق لوقف إطلاق النار.

أطلقت "حماس" على العملية اسم "حجارة السجيل"، وتمكنت فيها من استهداف تل أبيب للمرة الأولى.

في ثمانية أيام قتل أكثر من 160 شخصاً وجرح أكثر من 1200 في الجانب الفلسطيني، مقابل ستة قتلى و240 جريحاً في الجانب الإسرائيلي.

2014: "الجرف الصامد"

شنتها إسرائيل في 8 يوليو (تموز) بهدف تدمير شبكة أنفاق "حماس"، واستمرت 51 يوماً لتكون بذلك أطول حرب في القطاع.

انتهت الحرب التي سمتها "حماس" عملية "العصف المأكول" في 26 أغسطس (آب)، وأسفرت عن مقتل أكثر من 2100 شخص وجرح أكثر من 11 ألفاً في الجانب الفلسطيني، مقابل أكثر من 70 قتيلاً و2500 جريح في الجانب الإسرائيلي، فضلاً عن نزوح نحو 500 ألف شخص داخلياً في غزة التي شهدت دماراً هائلاً.

2021: "سيف القدس"

عملية شنتها "حماس" في 10 مايو ضد إسرائيل، بعد اشتباكات على خلفية قرار قضائي بإخلاء منازل فلسطينيين في حي الشيخ جراح، واقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى.

عرفت هذه المواجهة بـ"حرب الأبراج" بسبب استهداف تل أبيب الأبراج في غزة، فيما أطلقت "حماس" خلالها أكثر من أربعة آلاف صاروخ باتجاه إسرائيل. انتهت باتفاق لوقف إطلاق النار بعد وساطات وضغوط دولية.

قتل في هذه الحرب التي سمتها إسرائيل "حارس الأسوار" أكثر من 240 فلسطينياً وجرح نحو ألفين، مقابل 12 قتيلاً في الجانب الإسرائيلي ونحو 300 جريح.

2022: "الفجر الصادق"

شنتها إسرائيل في الخامس من أغسطس باغتيال القائد العسكري في "حركة الجهاد الإسلامي" في غزة تيسير الجعبري، واستهداف عدد من قيادات الحركة تباعاً.

ردت الحركة بعملية سمتها الحركة "وحدة الساحات"، وأطلقت خلالها مئات الصواريخ على إسرائيل.

انتهت الاشتباكات بعد ثلاثة أيام باتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية، وأسفرت عن مقتل 44 فلسطينياً وإصابة أكثر من 300 آخرين.

حصار غزة

في صيف 2005 انسحبت القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، لكن بعد فوز حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية في القطاع عام 2006 فرضت إسرائيل حصاراً خانقاً على غزة جواً وبراً وبحراً، ما زال مستمراً حتى اليوم ويعزل القطاع عن العالم.

المساحة: 365 كم2

عدد السكان: 2,17 مليون

المعابر مغلقة بين إسرائيل وغزة

انقطاع حاد للكهرباء

تقنين في دخول السلع بما فيها الغذائية

*حسب أرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني والأمم المتحدة

حروب غزة

2008 – 2009: "الرصاص المصبوب"

عملية شنتها إسرائيل في 27 ديسمبر (كانون الأول) وأطلقت عليها "حماس" اسم "معركة الفرقان". جاءت بعد أكثر من شهر من التصعيد بين الطرفين، تخللته غارات إسرائيلية على غزة وإطلاق صواريخ على إسرائيل. انتهت الحرب بإعلان إسرائيل وقف إطلاق النار في 18 يناير 2009.

أسفرت الحرب عن 1410 قتلى و5380 مصاباً في الجانب الفلسطيني، مقابل 13 قتيلاً ونحو 300 جريح لدى الإسرائيليين، فضلاً عن دمار هائل في غزة.

2012: "عمود السحاب"

بدأت العملية في 14 نوفمبر باغتيال إسرائيل أحمد الجعبري قائد كتائب "عز الدين القسام" الجناح العسكري لـ"حماس"، وانتهت في 21 نوفمبر باتفاق لوقف إطلاق النار.

أطلقت "حماس" على العملية اسم "حجارة السجيل"، وتمكنت فيها من استهداف تل أبيب للمرة الأولى.

في ثمانية أيام قتل أكثر من 160 شخصاً وجرح أكثر من 1200 في الجانب الفلسطيني، مقابل ستة قتلى و240 جريحاً في الجانب الإسرائيلي.

2014: "الجرف الصامد"

شنتها إسرائيل في 8 يوليو (تموز) بهدف تدمير شبكة أنفاق "حماس"، واستمرت 51 يوماً لتكون بذلك أطول حرب في القطاع.

انتهت الحرب التي سمتها "حماس" عملية "العصف المأكول" في 26 أغسطس (آب)، وأسفرت عن مقتل أكثر من 2100 شخص وجرح أكثر من 11 ألفاً في الجانب الفلسطيني، مقابل أكثر من 70 قتيلاً و2500 جريح في الجانب الإسرائيلي، فضلاً عن نزوح نحو 500 ألف شخص داخلياً في غزة التي شهدت دماراً هائلاً.

2021: "سيف القدس"

عملية شنتها "حماس" في 10 مايو ضد إسرائيل، بعد اشتباكات على خلفية قرار قضائي بإخلاء منازل فلسطينيين في حي الشيخ جراح، واقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى.

عرفت هذه المواجهة بـ"حرب الأبراج" بسبب استهداف تل أبيب الأبراج في غزة، فيما أطلقت "حماس" خلالها أكثر من أربعة آلاف صاروخ باتجاه إسرائيل. انتهت باتفاق لوقف إطلاق النار بعد وساطات وضغوط دولية.

قتل في هذه الحرب التي سمتها إسرائيل "حارس الأسوار" أكثر من 240 فلسطينياً وجرح نحو ألفين، مقابل 12 قتيلاً في الجانب الإسرائيلي ونحو 300 جريح.

2022: "الفجر الصادق"

شنتها إسرائيل في الخامس من أغسطس باغتيال القائد العسكري في "حركة الجهاد الإسلامي" في غزة تيسير الجعبري، واستهداف عدد من قيادات الحركة تباعاً.

ردت الحركة بعملية سمتها الحركة "وحدة الساحات"، وأطلقت خلالها مئات الصواريخ على إسرائيل.

انتهت الاشتباكات بعد ثلاثة أيام باتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية، وأسفرت عن مقتل 44 فلسطينياً وإصابة أكثر من 300 آخرين.

حرب تموز

حرب الصواريخ

"لو كنت أعلم في 11 يوليو (تموز) أن عملية الأسر ستؤدي إلى حرب كالتي حصلت، هل كنت سأقدم عليها؟ قطعاً كلا".

الأمين العام لميليشيات "حزب الله" حسن نصرالله
في مقابلة مع قناة "الجديد" عقب انتهاء الحرب مع إسرائيل في أغسطس (آب) 2006

في لبنان، تعرف بـ"حرب تموز". وفي إسرائيل، تعرف بـ"حرب لبنان الثانية".
حرب استمرت 33 يوماً، وادعى الطرفان في نهايتها "الانتصار".

الدخان يتصاعد من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بعد قصف إسرائيلي في 13 يوليو 2006 أودى بـ27 مدنياً (أ ف ب)

الدخان يتصاعد من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بعد قصف إسرائيلي في 13 يوليو 2006 أودى بـ27 مدنياً (أ ف ب)

"الوعد الصادق"

في عام 2006، كان اللبنانيون يترقبون صيفاً سياحياً واعداً، لكن بدل السياح أتتهم حرب مدمرة قرر "حزب الله" إطلاقها في 12 يوليو، بهدف تحرير الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية.

في ذلك اليوم، أطلق "حزب الله" عملية "الوعد الصادق"، حين استهدف عناصره آلية عسكرية قتلوا فيها ثلاثة جنود إسرائيليين وأسروا اثنين آخرين، هما إيهود غولدفاسر وإلداد ريغف من دون الإبلاغ عن مصرعهما، وعندما أرسل الجيش الإسرائيلي مهمة لإنقاذ الأسيرين من داخل الأراضي اللبنانية، تعرضت دباباته للقصف مجدداً، وقُتل خمسة آخرون من جنوده.

وعلى وقع الاشتباكات، اجتمعت الحكومة الإسرائيلية برئاسة إيهود أولمرت بشكل عاجل، وحمّلت الدولة اللبنانية مسؤولية الهجوم وتوعدتها بدفع الثمن، قائلةً إن "الحكومة اللبنانية، التي يشكل حزب الله جزءاً منها، تحاول زعزعة الاستقرار الإقليمي". فسارع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة إلى نفي علمه بالعملية، وأكدت حكومته أنها لا تتغاضى عن الهجوم ولا تؤيده.

وفيما كانت القوات الإسرائيلية توسّع نطاق ضرباتها الجوية داخل لبنان، خرج الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله في مؤتمر صحافي حيّد فيه الحكومة اللبنانية عن العملية، مؤكداً أنه وحده من يتحمل مسؤوليتها، وبينما أكد استعداده للتصعيد إذا بادرت إسرائيل بذلك، وجه دعوةً لتل أبيب قائلاً، "لن يعاد السجناء إلا بطريق واحد، المفاوضات غير المباشرة وتبادل الأسرى".

"الثواب العادل"

رفضت إسرائيل الدخول في مفاوضات لتحرير جندييْها، وتحت عنوان "الثواب العادل"، أطلقت عملياتها العسكرية ضد "حزب الله"، ففرضت حصاراً بحرياً وجوياً على لبنان، وشرعت في قصف البنى التحتية، من محطات الكهرباء ومطار بيروت إلى شبكة الطرقات والجسور، لتقطع أوصال لبنان من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.

ومع اشتداد القصف الإسرائيلي وتوسّعه، نزح ما يقدر بنصف مليون لبناني هرباً من مناطق القتال، فيما غادر أكثر من 12 ألف سائح لبنان، ووصلت البوارج والسفن الأجنبية لإجلاء آلاف الرعايا الأجانب.

أما في إسرائيل، فكان المدنيون يقضون أيامهم ولياليهم في الملاجئ خوفاً من صواريخ "حزب الله"، التي استهدفت بالعشرات يومياً المدن الإسرائيلية وصولاً إلى حيفا، التي أصابتها القذائف للمرة الأولى على الإطلاق.

صورة نشرها جيش الدفاع الإسرائيلي في 16 يوليو 2006، وتظهر راجمة (MLRS) وهي تطلق صاروخا باتجاه جنوب لبنان من موقع في شمال إسرائيل (أ ف ب)

صورة نشرها جيش الدفاع الإسرائيلي في 16 يوليو 2006، وتظهر راجمة (MLRS) وهي تطلق صاروخا باتجاه جنوب لبنان من موقع في شمال إسرائيل (أ ف ب)

رجال الإطفاء يخمدون نيران خزانات الوقود في مطار بيروت الدولي بعد استهدافها بغارة جوية إسرائيلية مساء 13 يوليو 2006 (أ ف ب)

رجال الإطفاء يخمدون نيران خزانات الوقود في مطار بيروت الدولي بعد استهدافها بغارة جوية إسرائيلية مساء 13 يوليو 2006 (أ ف ب)

تشييع الجندي الإسرائيلي إلداد ريغف في حيفا بعد تسلّم جثمانه من "حزب الله" في 17 يوليو 2008، بعد عامين على مصرعه خلال عملية الأسر التي أطلقت حرب تموز (أ ف ب)

تشييع الجندي الإسرائيلي إلداد ريغف في حيفا بعد تسلّم جثمانه من "حزب الله" في 17 يوليو 2008، بعد عامين على مصرعه خلال عملية الأسر التي أطلقت حرب تموز (أ ف ب)

الدخان يتصاعد فوق الضاحية الجنوبية لبيروت جراء الضربات الجوية الإسرائيلية في 15 يوليو 2006، رابع أيام الحرب. في ذلك الحين، بدا أن الصراع يخرج عن السيطرة، فقد قُتل 70 مدنياً في قصف إسرائيلي استهدف معاقل "حزب الله" والطرقات والجسور. (أ ف ب)

الدخان يتصاعد فوق الضاحية الجنوبية لبيروت جراء الضربات الجوية الإسرائيلية في 15 يوليو 2006، رابع أيام الحرب. في ذلك الحين، بدا أن الصراع يخرج عن السيطرة، فقد قُتل 70 مدنياً في قصف إسرائيلي استهدف معاقل "حزب الله" والطرقات والجسور. (أ ف ب)

صهاريج الوقود تحترق في محطة كهرباء الجية جنوب بيروت، بعدما قصفها الجيش الإسرائيلي في 16 يوليو 2006. تسبّب هذا القصف بتسرّب نحو 30 ألف طن من النفط في البحر، في كارثة بيئية دفعت الأمم المتحدة لاحقاً إلى إصدار قرار غير ملزم يطالب إسرائيل بدفع تعويض للبنان يفوق 850 مليون دولار. (أ.ف.ب)

صهاريج الوقود تحترق في محطة كهرباء الجية جنوب بيروت، بعدما قصفها الجيش الإسرائيلي في 16 يوليو 2006. تسبّب هذا القصف بتسرّب نحو 30 ألف طن من النفط في البحر، في كارثة بيئية دفعت الأمم المتحدة لاحقاً إلى إصدار قرار غير ملزم يطالب إسرائيل بدفع تعويض للبنان يفوق 850 مليون دولار. (أ.ف.ب)

فازت هذه الصورة بجائزة "وورلد برس فوتو" عام 2007 عن فئة "الحياة اليومية". التُقطت في 15 أغسطس 2006 بحارة حريك جنوب لبنان، غداة دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. تظهر مواطنين عائدين لتفقّد منازلهم المهدّمة، مع تناقض صارخ بين المتجولين في سيارة حمراء مكشوفة وخلفية المشهد وراءهم. (أ ف ب)

فازت هذه الصورة بجائزة "وورلد برس فوتو" عام 2007 عن فئة "الحياة اليومية". التُقطت في 15 أغسطس 2006 بحارة حريك جنوب لبنان، غداة دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. تظهر مواطنين عائدين لتفقّد منازلهم المهدّمة، مع تناقض صارخ بين المتجولين في سيارة حمراء مكشوفة وخلفية المشهد وراءهم. (أ ف ب)

Item 1 of 4

تشييع الجندي الإسرائيلي إلداد ريغف في حيفا بعد تسلّم جثمانه من "حزب الله" في 17 يوليو 2008، بعد عامين على مصرعه خلال عملية الأسر التي أطلقت حرب تموز (أ ف ب)

تشييع الجندي الإسرائيلي إلداد ريغف في حيفا بعد تسلّم جثمانه من "حزب الله" في 17 يوليو 2008، بعد عامين على مصرعه خلال عملية الأسر التي أطلقت حرب تموز (أ ف ب)

الدخان يتصاعد فوق الضاحية الجنوبية لبيروت جراء الضربات الجوية الإسرائيلية في 15 يوليو 2006، رابع أيام الحرب. في ذلك الحين، بدا أن الصراع يخرج عن السيطرة، فقد قُتل 70 مدنياً في قصف إسرائيلي استهدف معاقل "حزب الله" والطرقات والجسور. (أ ف ب)

الدخان يتصاعد فوق الضاحية الجنوبية لبيروت جراء الضربات الجوية الإسرائيلية في 15 يوليو 2006، رابع أيام الحرب. في ذلك الحين، بدا أن الصراع يخرج عن السيطرة، فقد قُتل 70 مدنياً في قصف إسرائيلي استهدف معاقل "حزب الله" والطرقات والجسور. (أ ف ب)

صهاريج الوقود تحترق في محطة كهرباء الجية جنوب بيروت، بعدما قصفها الجيش الإسرائيلي في 16 يوليو 2006. تسبّب هذا القصف بتسرّب نحو 30 ألف طن من النفط في البحر، في كارثة بيئية دفعت الأمم المتحدة لاحقاً إلى إصدار قرار غير ملزم يطالب إسرائيل بدفع تعويض للبنان يفوق 850 مليون دولار. (أ.ف.ب)

صهاريج الوقود تحترق في محطة كهرباء الجية جنوب بيروت، بعدما قصفها الجيش الإسرائيلي في 16 يوليو 2006. تسبّب هذا القصف بتسرّب نحو 30 ألف طن من النفط في البحر، في كارثة بيئية دفعت الأمم المتحدة لاحقاً إلى إصدار قرار غير ملزم يطالب إسرائيل بدفع تعويض للبنان يفوق 850 مليون دولار. (أ.ف.ب)

فازت هذه الصورة بجائزة "وورلد برس فوتو" عام 2007 عن فئة "الحياة اليومية". التُقطت في 15 أغسطس 2006 بحارة حريك جنوب لبنان، غداة دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. تظهر مواطنين عائدين لتفقّد منازلهم المهدّمة، مع تناقض صارخ بين المتجولين في سيارة حمراء مكشوفة وخلفية المشهد وراءهم. (أ ف ب)

فازت هذه الصورة بجائزة "وورلد برس فوتو" عام 2007 عن فئة "الحياة اليومية". التُقطت في 15 أغسطس 2006 بحارة حريك جنوب لبنان، غداة دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. تظهر مواطنين عائدين لتفقّد منازلهم المهدّمة، مع تناقض صارخ بين المتجولين في سيارة حمراء مكشوفة وخلفية المشهد وراءهم. (أ ف ب)

"ما نراه هنا، هو إلى حد ما، مخاض لولادة شرق أوسط جديد، وأياً كان ما نفعله، علينا أن نكون حريصين على الدفع باتجاه الشرق الأوسط الجديد وليس العودة إلى القديم"

وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس
رداً على سؤال صحافي في 21 يوليو، بشأن عدم مسارعة الولايات المتحدة إلى العمل على وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، مؤكدةً أن أي حل للصراع ينبغي أن يكون مستداماً وشاملاً، من دون العودة إلى الوضع القائم نفسه.

القرار 1701

بعد 33 يوماً من حرب تسببت بدمار هائل في لبنان، وفي الساعة الثامنة من صباح 14 أغسطس (آب)، دخل القرار 1701 لمجلس الأمن الدولي حيز التنفيذ.

"حزب الله" اعتبر الحرب "نصراً إلهياً" على الرغم من الدمار والخسائر الهائلة التي ألحقتها بلبنان، وإسرائيل بدورها أشادت بما حققته على الرغم من أنها لم تستعد أسيريْها أو تحد من تهديد "حزب الله"، حتى أن صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين لم تتم إلا بعد عامين، حين تسلم لبنان في 16 يوليو 2008 خمسة أسرى لبنانيين، بينهم عميد الأسرى سمير القنطار، ورفات نحو 200 مسلح لبناني وفلسطيني، مقابل رفات الجنديين الإسرائيليين اللذين أحاط "حزب الله" حتى اللحظات الأخيرة مصيرهما بسرية تامة.

أسرى لبنانيون أُطلق سراحهم (من اليسار) خالد زيدان وماهر كوراني ومحمد سرور وحسين سليمان وسمير قنطار يرتدون زيا عسكريا لحزب الله، في مطار بيروت يوم 16 يوليو 2008 (أ ف ب)

أسرى لبنانيون أُطلق سراحهم (من اليسار) خالد زيدان وماهر كوراني ومحمد سرور وحسين سليمان وسمير قنطار يرتدون زيا عسكريا لحزب الله، في مطار بيروت يوم 16 يوليو 2008 (أ ف ب)

الجنديان الإسرائيليان إيهود غولدفاسر (يمين) وإلداد ريغف (يسار) (أ ف ب)

الجنديان الإسرائيليان إيهود غولدفاسر (يمين) وإلداد ريغف (يسار) (أ ف ب)

حرب تموز

لبنان

قتيل معظمهم مدنيين

جريح

دولار خسائر اقتصادية

إسرائيل

قتلى عسكريين ومدنيين

جريح

دولار خسائر اقتصادية

كتابة
عز الدين أبو عيشة
إيليانا داغر

إعداد
إيليانا داغر

التنفيذ والغرافيك
عمر المصري

الإشراف على التنفيذ
نوف الحربي

رئيس التحرير
عضوان الأحمري