Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الروبوت سرق روايتي واستخدمها لتدريب الذكاء الاصطناعي

لست وحدي من يعاني هذا المصاب، كما يكتب المؤلف داميان بار: أخذت أعمال ستيفن كينغ وزادي سميث كما كتاب آخرون، أحياء وأمواتاً على حد سواء، يشكلون مكتبة كاملة، ولقنت أنظمة ذكاء اصطناعي مثل "تشات جي بي تي" هذه الأعمال. لكننا لن نهزم في هذه المعركة من دون قتال

لم أوافق على الأمر- ولو كبد أحدهم عناء سؤالي، أو سؤال وكيلي الأدبي، لكنت رفضت (غيتي/آي ستوك)

ملخص

ابتلعت شركات الذكاء الاصطناعي أعمال كبار المؤلفين من دون احترام الحقوق الأدبية

تعرضت للسرقة. أنا وزادي سميث وستيفن كينغ وماغي أوفاريل وآلاف الكتاب الآخرين. لا نعلم بالتحديد متى حصل ذلك، ولا يمكننا أن نصف شكل السارق. إنما في مرحلة ما من السنة الماضية، انتزع أحدهم في وادي السيليكون كتبنا من الرفوف وأدخلها عنوة في خوارزمية ضخمة، تستخدم الآن لإنتاج محتوى من غير إذن أي منا يدر أرباحاً طائلة لأنظمة الذكاء الاصطناعي، ومن بينها "تشات جي بي تي".

كاد اللص، أو اللصوص، أن ينجوا بفعلتهم. لكنهم تركوا آثاراً وراءهم - أشباحاً داخل الآلات عثر عليها بشر مجتهدون. كشفت مقالة نشرتها مجلة "أتلانتيك" Atlantic- وقرأها بسخط كل كاتب على وجه الأرض إلى الآن – عن أن شركات مثل "ميتا" و"أوبن إي آي" OpenAI وغيرها تستخدم أكثر من 191 ألف كتاب من دون إذن لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي. لقد نهبت مكتبة كاملة. وهذه ليست سوى الكتب التي تناهى إلينا أمرها حتى الآن. 

لم أوافق على هذا. ولم ينسب لي أي فضل وأنكرت مساهمتي في المشروع ولم أتلق أي تعويض مادي عنها. ما زلت لا أصدق تماماً أن هذا يحصل [على هذا المنوال]. علمت بالخبر للمرة الأولى من تغريدة كتبها ساثنام سانغيرا الذي قال "إذاً، تستخدم كتبي أيضاً بلا إذن مني في تمرين الذكاء الاصطناع تستغل شركات التكنولوجيا الكبرى ملايين الساعات من عمل المؤلفين بلا مقابل. غريب كيف يستمر خداع الكتاب ومغافلتهم. أنا مستاء".

اطلعت على القائمة، ووجدت اسمي عليها. شعرت كأنني أدخل مكتبة ووترستونز وأشاهد كل الرفوف وهي تفرغ من محتواها ولا أحد يحرك ساكناً لوقف ما يحدث. اعتراني بالفضول لكي أرى مزيداً. بحثت عن أسماء كتابي المفضلين. وجدتهم جميعاً. قد تكون هذه المرة الوحيدة التي يذكر فيها اسمي في قائمة واحدة إلى جانب مارغريت آتوود ومايا أنجلو. ربما تعتمد شركات التكنولوجيا على هشاشة الكاتب ذاته [سوء تقديرهم لذاتهم]، كي تفلت من حساب قد تقرر المحاكم قريباً أنه جريمة حقيقية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تتضمن الكتب المنهوبة روايات خيالية وكتباً غير خيالية. وتراوح من الجريمة إلى قصص الحب، ومن الكتاب المتخصصين إلى الكتب الأكثر مبيعاً، بما فيها تلك الحائزة على جوائز "بوكر" وبوليتزر وجوائز الكتب النسائية. ومن الضحايا إيان رانكين وفال ماك ديرمد ودنيز مينا - هذا نوع أدبي كامل تقريباً. حتى الموتى لم يسلموا - من جاين أوستين، ووالتر سكوت إلى راي برادبوري جميعهم في القائمة (لكن من باب إنصاف برادبوري، فقد توقع ذلك على الأرجح).

في تغريدة أعلنت جوان هاريس "في قاعدة البيانات هذه 18 كتاباً من كتبي. واستخدمت بالفعل لتدريب الذكاء الاصطناعي من دون إذني". تترأس هاريس لجنة الإدارة في جمعية المؤلفين، وهي اتحاد الكتاب. لم تكن يوماً حاجتنا إلى اتحاد أكبر من الآن.

 كدست أعمالنا المشتركة في مجموعة بيانات سميت "كتب رقم 3"، تعطي الانطباع بأنها شخصية شريرة من الخيال العلمي. ملايين الجمل المصقولة بعناية مسحت في لحظة وتحولت إلى مواد أولية يمكن استخدامها الآن لبناء كل شيء تقريباً: استبيان هدفه الكشف عن طالبي اللجوء "المزيفين"، وبرنامج محادثة آلي مقنع من أجل الإعداد "لنهاية العمر"، أو ببساطة أطنان من النصوص المزيفة التي ستزيد الكتاب فقراً وتحرم القراء من القوت.

تتضمن مجموعة "كتب3" روايتي الأولى، أنت هنا في بر الأمان  You Will Be Safe Here، التي تدور أحداثها في جنوب أفريقيا في عام 1901، خلال حرب البوير الثانية، وفي يومنا هذا. وتستكشف الرواية عالم معسكرات الاعتقال البريطانية هناك، وتربط ذلك التاريخ الذي ما يزال مغموراً بمراكز علاج التحول [الجنسي] المعاصرة. لكن إن فككت روايتي، وحولتها إلى مجموعة بيانات - وقلبتها وشقلبتها وفصلتها عن قيمي - يصبح نبذي للإمبريالية والعنصرية وكراهية المثليين دليلاً "تعليمياً" بكل سهولة [إلى العنصرية والكراهية]. والحال هذه ليست شعلة تنير الطريق إنما ظلمة فوق ظلمة [إمعاناً في الضياع والتضليل]. هذا مقرف وغير أخلاقي - لكن لا يمكننا تفاديه.

لم أوافق - ولو كبد أحدهم عناء سؤالي، أو سؤال وكيلي الأدبي، لكنت رفضت. لم أقبض ثمناً - ولا قرش، ولا نقطة من حقوق الملكية، ولا حتى فرصة ربح قسيمة شراء من أمازون.

لا يذكر اسمي على أي من هذه المنتجات السخيفة، مع أنها لم تكن لتبصر النور من دون السنوات التي قضيتها في البحث والكتابة والتحرير. إنها سرقة بكل معنى الكلمة. لكن على نطاق جماهيري [واسع].

لا يرفض الكتاب مسيرة التقدم - ولا نحن إلى الكتابة بالريشة. جل ما نريده هو الإنصاف واحترام النوعية سواء للكتاب أو القراء. أترغبون في قراءة رواية كتبها الحاسوب؟ أو مشاهدة فيلم "تخيله" شيء لا يملك خيالاً؟ لهذا السبب، أعلنت نقابة الكتاب الأميركية الإضراب في هوليوود على مدار 146 يوماً. وانتصرت: لا يسمح للذكاء الاصطناعي كتابة [تأليف] أو إعادة كتابة المواد الأدبية. والكتاب بمأمن (إلى الآن).

لكن ماذا عن هذا المجال؟ دعونا لا ننس بأن الذكاء الاصطناعي غير قادر على كتابة أي شيء كان من تلقاء نفسه. لا يمكن للآلات أن تفعل سوى ما نطلبه منها (مرة جديدة، إلى الآن). لذلك علينا النظر إلى ما وراء الكواليس [التبصر في المسألة والوقوف على ما يجري في الكواليس]. أو توكيل المهمة إلى محامينا.

© The Independent

المزيد من ثقافة