Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تحجب الكمامات ملامحنا مجددا؟

المخاوف تتزايد مع استمرار ظهور متحورات لفيروس كورونا

صنفت منظمة الصحة العالمية سلالة "أوميكرون EG.5" على أنها "متحور مثير للاهتمام" (رويترز)

ملخص

منظمة الصحة العالمية ترى أن كورونا ما زال يشكل تهديداً... فما احتمالية عودة الإجراءات الاحترازية؟

عادت الأخبار والتحذيرات عن متحورات جديدة من كورونا في الظهور منذ أسابيع عدة، وحذرت منظمة الصحة العالمية في تقرير أغسطس (آب) الماضي من زيادة في حالات الإصابة بالفيروس بنسبة 38 في المئة مقارنة بالشهر السابق، فيما تم الإبلاغ عن أكثر من 1.4 مليون حالة في جميع أنحاء العالم.

التحذيرات لم تتوقف على صعيد المنظمات، وإنما اهتمت الدول والوكالات الصحية المحلية في التنبيه حول زيادة أعداد المصابين، خصوصاً مع دخول فصل الخريف، بالتالي عاد الحديث عن خطر وقوع وفيات بسبب الفيروس، إضافة إلى تساؤلات في شأن أهمية العودة إلى ارتداء الكمامات وإجراء الفحوصات وتلقي اللقاحات.

ما زال تهديداً

عادت التحذيرات والعناوين المتعلقة بـ"كوفيد-19" في منتصف الشهر الماضي، بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية عن ظهور متحور فرعي جديد يسمى "أي جي 5"، ويطلق عليه تسمية غير رسمية هي "أيريس" (Eris)، وحثت الدول على مراقبة الإصابات بهذا المتحور الجديد الذي ينتشر على مستوى العالم.

وصنفت منظمة الصحة العالمية المتخصصة في منطقة الشرق الأوسط، أخيراً، سلالة "أوميكرون EG.5" على أنها "متحور مثير للاهتمام". وأشارت إلى متحورات أخرى تخضع للرصد الدقيق، ويعد ذلك تذكيراً صارخاً بأن "كوفيد-19" يمثل تهديداً مستمراً للصحة العامة.

وقد أعلن البيت الأبيض في بداية سبتمبر (أيلول) إصابة السيدة الأولى الأميركية جيل بايدن بفيروس كورونا مع أعراض خفيفة، بينما جاءت نتيجة اختبار الرئيس جو بايدن للفيروس سلبية، هذا الهاجس شجع الرئيس الأميركي منذ يومين على تلقي جرعة من اللقاح المحدث لـ"كوفيد-19" إضافة إلى اللقاح السنوي للإنفلونزا، وفق ما أفاد طبيبه المعالج.

بعد أن أعطى المسؤولون الصحيون الأميركيون، الأسبوع الماضي، موافقتهم لشركتي "فايزر" و"موديرنا" لإنتاج نسخ محدثة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا والقادرة على التكيف بشكل أفضل مع المتحورات المنتشرة حالياً.

هل تعود الكمامات؟

مدير الجمعية السعودية للأمراض المعدية الدكتور نزار باهبري يرى أننا قد نعود إلى ارتداء الكمامة، بسبب متحور "أيريس" في حالة انتشار الفيروس وتزايد الحالات في المستشفيات.

وقال باهبري لـ"اندبندنت عربية"، إن المتحور الجديد "أيريس" أشد خطورة من "أوميكرون"، الذي كان الأقل خطورة بين المتحورات السابقة مثل "بيتا" و"ألفا" و"دلتا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعتقد أستاذ علم الفيروسات السريري الدكتور أحمد الشهري أن فيروس كورونا لم يعد حالة طوارئ صحية عالمية بحسب إعلان منظمة الصحة العالمية في مايو (أيار) 2023، حيث ارتكز الإعلان بعد الوصول إلى مناعة مجتمعية مشجعة من خلال التحصين، وكذلك وجود معرفة علمية غير مسبوقة عن الفيروس، وتأثيره المرضي ووجود بروتوكولات علاجية تضمن احتواءه بشكل أفضل.

وقال في تصريح خاص، إنه على رغم ذلك فإن فيروس كورونا لا يزال يشكل تهديداً، ويظل ظهور متحورات جديدة وارداً وغير مفاجئ للمنظمات الصحية الواعية.

وحول تطورات كورونا وتحوراته، أوضح الشهري "تعتبر فيروسات الحمض النووي الريبوزي (آر أن أي) مسببات شائعة لأمراض الجهاز التنفسي، ومنها فيروس الإنفلونزا والبارا إنفلونزا والفيروس الأنفي ومتحورات فيروس كورونا السبعة، ويستمر فيروس كورونا سارس-2 المسبب لمرض "كوفيد-19" في الانتشار، يتغير شأنه شأن الفيروسات السابقة بهدف إنتاج نسخة جديدة (متحور) تختلف عن الفيروس الأصلي، وتقف أسباب عدة وراء ظهور متحورات فيروس كورونا وأهمها عدم استقرار الحمض النووي بطبيعته واحتمالية حدوث أخطاء في التركيبة الجينية أثناء نسخ الفيروس لنفسه في الخلية البشرية".

إشارات مطمئنة

وأردف "عند المقارنة مع المتحورات المقلقة (دلتا وأوميكرون) في الأقل في الوقت الراهن نجد بعض الإشارات المطمئنة للوضع الراهن، وأبرزها أن البيانات تشير إلى عدم وجود أعراض مرضية أكثر حدة كما لا توجد زيادة في الطلب على الخدمات الفائقة بعد الإصابة بمتحور "إي جي 5" ولا يقارن بمتحور "دلتا" الأكثر فتكاً.

ولفت إلى أن ذلك يتوافق مع استمرار انحسار معدل الوفيات بحسب الوارد في تقرير الوضع الوبائي العالمي الأخير، إضافة إلى أن متحور "أوميكرون" الأصلي تميز بسرعة انتشاره غير المسبوقة في ذلك الوقت، فتجاوز دولة جنوب أفريقيا إلى أكثر من 90 بلداً في غضون أسابيع عدة من رصده، واستطاع أن يحل مكان متحور "دلتا" مع بداية ديسمبر 2021، الأمر الذي يعني أن انتشار المتحور الفرعي "أي جي 5" ربما لن يختلف كثيراً عن سلفه "أوميكرون".

أما المتحور الأخير، بحسب رأي أستاذ علم الفيروسات السريري، فإن "معدل الإصابات بمتحور "أي جي 5" في تنامي، لكنه لم يتجاوز ما تم تسجيله خلال سنوات الجائحة القاسية، "كل ذلك يجعلنا نتفق مع التوجه الراهن لمنظمة الصحة العالمية بأن (أي جي 5) لم يصل إلى حد اعتباره متحوراً مقلقاً يهدد الصحة العامة".

وقال الشهري، إن المناعة المجتمعية المكونة من لقاحات كورونا أو نتيجة التعرض لإصابة سابقة تظل أداة وقائية فاعلة في تقليل المضاعفات المرضية والوفيات عند انتشار المتحورات والجهات الصحية في كل بلد على حدة لها توصياتها الخاصة في التوسع في تحصين أفراد المجتمع، خصوصاً الفئات الأكثر خطورة.

ولا يعتقد أننا في حاجة للتشدد في تطبيق الاحترازات الوقائية بعد تفشي متحور "أي جي 5" وإنما نشجع أفراد المجتمع على تبني الممارسات الوقائية المكتسبة مثل لبس الكمامة عند وجود أعراض تنفسية واضحة والحرص على الوجود في أماكن ذات تهوية جيدة.

المزيد من صحة