Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف أصبحت "نافورة جدة" جزءاً من ملحمة أكتوبر؟

تديرها إحدى المضخات عالية القوة التي اشترتها السعودية لمصلحة مصر وأسهمت في هدم الساتر الترابي واقتحام خط بارليف

عندما تم افتتاحها عام 1985 أصبحت أحد المعالم السياحية الرئيسة في المدينة (أمانة محافظة جدة)

ملخص

حكاية النافورة السعودية التي كانت بدايتها عند خط انتصار أكتوبر

"نافورة جدة" أو "نافورة الملك فهد" وسط أمواج البحر الأحمر وقبالة الساحل السعودي لا تعد معلماً سياحياً وحسب، بل هي شاهدة على أحداث حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 قبل إنشائها عام 1980، إذ كان لها دور عسكري بارز في الحرب بعد استخدام مضخات النافورة لفتح ثغرات في الساتر الترابي على الضفة الشرقية لقناة السويس.

وكانت إسرائيل شيدت نقاطاً حصينة فوق ذلك الساتر الترابي في ما عرف بـ "خط بارليف" نسبة إلى القائد الإسرائيلي الذي اقترح بناءه، وهو رئيس الأركان في ذلك الوقت حاييم بارليف لمنع أي عبور مصري للقناة.

مضخات مائية

وكان للسعودية دور بارز في تلك الحرب عبر تزويد مصر بالأسلحة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل اشترت الرياض مضخات مياه عالية القوة كمضخات زراعية حتى لا تنكشف الخطط العسكرية المصرية، وفي الوقت نفسه لإبعاد الشبهة عنها من قبل الإسرائيليين، وهكذا تم شحنها إلى جدة قبل تسليمها إلى المصريين.

وقال الأمير بندر بن سلطان في لقاء سابق مع "اندبندنت عربية" إن "من مشاركات السعودية في حرب أكتوبر تزويد الجيش المصري بأجهزة اتصالات أميركية متطورة مشابهة للأجهزة الإسرائيلية، وبالتالي لا تستطيع إسرائيل التشويش عليها، كما قامت السعودية بشراء مضخات عالية القوة تمويهاً منها على الإسرائيليين، وحتى لا تنكشف الخطة العسكرية لفتح ثغرات في الساتر الترابي واقتحام خط بارليف، ومن الطرائف أن إحدى تلك المضخات هي المستخدمة في نافورة جدة".

نظام دفاعي متكامل

وتقول الروايات إن فكرة استخدام مضخات المياه في فتح ثغرات بالساتر الترابي تعود للواء باقي زكي يوسف، إذ بادر بطرحها مستدعياً خبرته في تجريف الجبال بأسوان (جنوب مصر) عبر استخدام قوة الماء الدافعة، وبالفعل تم استخدام مضخات المياه في اختراق الساتر الترابي وفتحت ثغرة فيه في غضون ست ساعات، ليمهد ذلك لإسقاط خط بارليف وتسهيل عبور الجنود للقناة، وهكذا تحقق الانتصار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المشير عبدالغني الجمسي الذي شغل منصب وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة في مصر، قال في مذكراته عن حرب أكتوبر إن الجيش الإسرائيلي قرر إنشاء ساتر ترابي لمنع عبور الجيش المصري إلى الضفة الأخرى من قناة السويس، وأقام خطاً دفاعياً جهزه بطول 110 كيلومترات ضم 22 موقعاً دفاعياً و36 نقطة حصينة، كما جهز مرابض نيران دبابات في الفواصل بينها بلغ عددها 300 مربض، وزرع حوله حقول ألغام وأسلاك شائكة، وكان يتراوح ارتفاعه ما بين 20 و22 متراً.

وأضاف الجمسي في مذكراته "أطلق عليه اسم (خط بارليف) نسبة إلى رئيس الأركان الإسرائيلي حاييم بارليف، وهو الخط الحصين الذي أجمعت آراء الخبراء والعلماء العسكريين على أنه خط دفاعي كامل التحصين، وجعلت منه قناة السويس حالاً فريدة في التاريخ العسكري، لذلك أصبحت عملية اختراقه جزءاً من العملية الهجومية، ولم يكن هذا الخط هامشياً بل كان نظاماً دفاعياً متكاملاً تم تجهيزه تجهيزاً عالياً ليبدأ من شاطئ القناة ويمتد شرقاً بعمق 30 كيلومتراً".

نافورة جدة

وترجح الروايات أن فكرة بناء النافورة جاءت بعد زيارة الملك فهد إلى مدينة جنيف حيث رأى الملك روعة النافورة الخاصة بالمدينة وأمر بإنشاء "نافورة جدة" عام 1980 لتكون بمثابة هدية لسكان المدينة وزوارها.

واستغرقت أعمال البناء أربع سنوات من 1980 وحتى 1983، وعندما تم افتتاحها عام 1985 أصبحت أحد المعالم السياحية الرئيسة في المدينة. وتقع النافورة في مقابل واجهة جدة البحرية، وتستخدم ماء البحر عوضاً عن المياه العذبة لإطلاق ضخها المشهور.

وقد بدأ العمل والتصميم لشكل النافورة على ساحل البحر الأحمر بجوار قصر السلام الذي يعد المقر الرسمي للحكومة السعودية في جدة، وتعمل باستخدام إحدى المضخات التي اشترتها السعودية لدعم مصر في حربها لإسقاط "خط بارليف".

وتعد "نافورة الملك فهد" أو "نافورة جدة" الأعلى في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، إذ يصل ارتفاعها إلى 312 متراً، وتعمل على ضخ مياه البحر بسرعة 374 كيلومتراً في الساعة، ويصل وزن المياه إلى 18 طناً، وهي محاطة بـ 500 كشاف عالي الإضاءة ومصمم لتحمل السقوط المستمر لآلاف الأطنان من الماء.

المزيد من منوعات