Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجمعية العامة للأمم المتحدة وأزمات أفغانستان المنسية

غياب كابول عن الدورة الـ 78 مع إشارة ضمنية إلى حرمان المرأة من حقوقها

أفراد أمن حركة "طالبان" يقفون في حراسة الحدود الباكستانية الأفغانية في تورخام، 15 سبتمبر 2023 (أ ف ب)

ملخص

 ألم تعد مآسي الشعب الأفغاني تثير غضب زعماء العالم؟

انطلقت أعمال الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة أول من أمس الثلاثاء وسط غياب ممثل أفغانستان،

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أول المتحدثين، إذ قال خلال كلمته عن الأوضاع في أفغانستان إن 70 في المئة من السكان هناك في حاجة إلى مساعدات إنسانية، وأن المرأة هناك تحرم من حقوقها بصورة ممنهجة.

ولم تذكر كلمة الرئيس الأميركي جو بايدن التي استمرت 27 دقيقة أفغانستان، واكتفت بالقول في جزء منها إن المرأة في جميع أنحاء العالم يجب أن تتمتع بالحقوق والمشاركة المتساوية.

وحديث بايدن هذا يمكن اعتباره إشارة ضمنية إلى حرمان المرأة الأفغانية من حقوقها في ظل حكم "طالبان"، وقد عقدت الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة ومقعد أفغانستان فارغ مثل العامين الماضيين، وبالطبع غاب عدد من قادة الدول المهمة مثل روسيا والصين وفرنسا وإنجلترا، إلا أن سبب غياب ممثل أفغانستان يختلف تماماً عن أسباب غياب قادة الدول المذكورة أعلاه.

وقد أطاحت "طالبان" بالنظام الجمهوري في أفغانستان منتصف عام 2021، ومنذ ذلك التاريخ والأمم المتحدة ودول العالم لم تعترف بعد بأن الحركة هي الحكومة الشرعية لأفغانستان.

وعشية انعقاد الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة كانت "طالبان" قد طلبت من هذه المنظمة الدولية قبول سهيل شاهين ممثلاً لأفغانستان في الأمم المتحدة.

وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة طلب القائم بأعمال الوزارة الخارجية في حكومة "طالبان" أمير خان متقي السماح له بأن يمثل أفغانستان وأن تكون له كلمة في الجمعية العامة، إلا أن الأمم المتحدة رفضت الطلب. 

وفي الدورة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة كان من المفترض أن يلقي ممثل حكومة أفغانستان السابقة في الأمم المتحدة نصير أحمد فايق كلمة، الذي عين ممثلاً لأفغانستان بعد استقالة غلام محمد إسحاق زي، إلا أن أحمد فايق أعلن في اللحظات الأخيرة أنه لن يلقي أية كلمة في الجمعية العامة.

غياب جديد

وفي مراجعة قائمة المتحدثين في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الدورة الحالية لم نشاهد اسم أفغانستان، ولن يتحدث ممثل أفغانستان في الدورة الـ 78 للجمعية العامة أيضاً، أما حالياً وبعد الحرب في أوكرانيا فقد أصبحت أفغانستان حديث العالم والأمم المتحدة. وسيطرت حركة "طالبان" التي عرفت على أنها حركة متطرفة وإرهابية على مقاليد الحكم في أفغانستان، مما أدى إلى الانهيار الاقتصادي وفقدان فرص العمل وارتفاع معدلات الفقر، وهو ما أثار قلق الأمم المتحدة من وقوع كارثة إنسانية محتملة هناك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونظراً إلى اقتراب فصل الشتاء وزيادة اعتماد المواطنين الأفغان على المساعدات الدولية، فإن مسؤولية الأمم المتحدة ازدادت تجاه الشعب الأفغاني بصورة كبيرة جداً، في وقت تتناقص فيه المساعدات الدولية المقدمة لأفغانستان عاماً بعد عام.

 وكانت موازنة المساعدات المتوقعة لعام 2023 بلغت 4.6 مليار دولار، إلا أن الأمم المتحدة أعلنت مطلع العام الحالي أن الموازنة المخصصة لأفغانستان انخفضت إلى 3.2 مليار، والأنكى أنه حتى هذه الموازنة التي خصصت لم تقدم بعد للأمم المتحدة.

ووفقاً لآخر التقارير فإن 25 في المئة من الموازنة المخصصة لأفغانستان قدمت للأمم المتحدة، وهذا الإشكال دفع الأمم المتحدة إلى أن تحذف قرابة 8 ملايين أفغاني محتاج من قائمة متلقي المساعدات الدولية، ونظراً إلى هذا فإن معالجة الوضع في أفغانستان كان من الضروري أن يشكل أحد العناوين الرئيسة للجمعية العامة لعام 2023.

إقصاء ممنهج

وفي السياق ذاته كان الأمين العام للأمم المتحدة قد قال في وقت سابق إن إقصاء النساء بصورة ممنهجة من المجتمع الأفغاني وحرمانهن من جميع حقوق الإنسان سيطرح على جدول أعمال الدورة الـ 78 للجمعية العامة باعتباره اهتماماً عالمياً مهماً، لكن إهمال هذا الموضوع من قبل شخصيات مهمة مثل أنطونيو غوتيريش وجو بايدن اللذان يلعبان دوراً عميقاً للغاية في الوضع داخل أفغانستان، يبين أن كابول فقدت الاهتمام الدولي وغرقت في غياهب النسيان.

وحتى إذا لم يكن هناك نقاش حول الوضع في الأفغانستان داخل الجمعية العامة، فإنه من الممكن أن تبحث الشخصيات المنخرطة في الوضع السياسي الأفغاني داخل أروقة الأمم المتحدة في الأقل، وذلك من أجل أن تتوجه الأنظار صوب أفغانستان.

ربما قد طرح الرئيس الإيراني أو رئيس الوزراء الباكستاني والهندي جانباً من الأوضاع في أفغانستان، إلا أن عامة الأفغان كانوا يتوقعون من الأمين العام للأمم المتحدة أن يعلق على الوضع في أكثر مما ذكره في خطابه، وأن يتحدث عن التحديات التي يواجهها الشعب الأفغاني.

وليس من الواضح بعد ما إذا كان هناك كلمة لممثل أفغانستان أم لا، أو مثلما حدث خلال العامين الماضيين، إلا أن هناك قضية واحدة واضحة وضوح الشمس في وسط النهار، وهي أنه إذا ما لم يتم تناول القضية الأفغانية في مثل هذه المناسبات الدولية فإن هذا يعني أن أفغانستان قد تركت ولم تعد مهمة بالنسبة إلى الأمم المتحدة والدول المهمة في العالم، وأن مآسي الشعب الأفغاني لم تعد تثير غضب زعماء العالم.

 نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل