من المتوقع أن يُسجَّل هذه السنة رقم قياسي في عدد الطلاب الذين سيُقبَلون في الجامعات البريطانية، عبر مرحلة "تصفية المقاعد الأخيرة" التي لم يملأها المقبولون في المرحلة الأولى، إذ سيصل عددهم إلى 80 ألف، حيث ستتدافع الجامعات مع بعضها البعض لملء مقرراتها الدراسية بالطلاب، حسبما ذكر رئيس دائرة عمليات التقديم للجامعات.
فمع بقاء أقل من أسبوع على إعلان نتائج الثانوية العامة (A-level)، ما زال لدى ثلاثة من كل أربعة مراكز جامعية بريطانية بارزة شواغر لقبول مرشحين جدد في برامجها المخصصة لطلاب المرحلة الجامعية الأولى.
فهناك ما مجموعه 30 ألف مقرَّر دراسي ما زال فيها مقاعد شاغرة، بما فيها أكثر من 4600 مقرَّر دراسي في "جامعات مجموعة راسل" النخبوية، التي تعد الأكثر انتقائية للطلاب المقبولين في جامعاتها في شتى أنحاء بريطانيا.
وكانت 18 جامعة من بين الأربع وعشرين جامعة التي تحتل الصدارة، قد أعلنت على الصفحة المخصصة لتصفية المقاعد المتبقية في موقع "يوكاس" (دائرة التصديق للمملكة المتحدة) الانترنتي قبل ظهور نتائج امتحان المرحلة النهائية من الدراسة الثانوية (A-level) يوم الخميس المقبل، وقد كشف تحليل قامت به مؤسسة الاندبندنت الصحافية أن الشواغر المعروضة للتصفية تشمل مقررات دراسية في القانون في 12 مركزا جامعيا.
وكان 66,770 شخصا في السنة الماضية وجدوا أماكن لهم في الجامعات البريطانية عن طريق استخدام عملية "التصفية النهائية" للمقاعد الشاغرة، لكن كلير مارتشانت، الرئيسة التنفيذية لـ "يوكاس" قالت إن الرقم قد يصل إلى 80 ألف هذه السنة، وهذا يساوي تقريبا ضعف عدد الطلاب الذين استخدموا هذا النظام قبل عقد واحد، واصفة هذه الظاهرة بأنها "سوق للمشتري".
وقالت مارتشانت للاندبندنت "إنه سوق مختلف عما كان عليه قبل حوالي 10 سنوات، بل حتى قبل خمس سنوات، وأظن أن الطلاب أصبحوا يدركون أكثر حقيقة أن عليهم أن ينتقوا من خيارات متعددة متوافرة لهم".
وأضافت قائلة: "بالتأكيد نحن في (يوكاس) نروج لهذه الطريقة، وهذا ما جعل بعضا من رسائلنا حول "التصفية النهائية" للشواغر تتضمن قدرا قليلا من الذعر السلبي في أن يكون هذا النهج هو الخطة الرئيسة (الخطة أ) للكثير من الطلاب."
وتجدر الإشارة إلى أن التنافس بين الجامعات لتسجيل طلبة جدد في كلياتها ومعاهدها، يدفع كل منهم 9,250 جنيه إسترليني سنويا، قد تنامى وهذا لأن هناك عددا أقل بين السكان مَن هم في سن الثامنة عشرة، بينما تكون أعداد الطلبة في المراكز الجامعية غير محددة بسقف ما.
فالطلاب الذين فاتهم الحصول على المعدلات المطلوبة، أو أولئك الذين تكون نتائجهم أفضل مما كانت مدارسهم تتوقع، وقرروا التخلف عن تقديم طلب بدراسة مقرر دراسي بديل، سيكون أمامهم خيارات متنوعة الأسبوع المقبل.
وفي هذا السياق، وجد تحليل قامت به مؤسسة الاندبندنت الصحافية أن أكثر جامعة ضمن "جامعات مجموعة راسل" لديها مقررات دراسية متوافرة هي جامعة ليفربول حيث يبلغ عددها 919 وتليها جامعة "ساوث هامبتون" حيث تصل مقرراتها الدراسية التي تنتظر طلاباً آخرين إلى 372.
أما في "جامعات مجموعة راسل" الأخرى فما زالت الأماكن متوافرة في مقرراتها الدراسية المتنافَس عليها- بما فيها القانون والهندسة والرياضيات والفيزياء واللغات- كما أظهرت دراسة الاندبندنت التحليلية.
وكان لجامعة بريستول 134 مقررا دراسيا متوافرا (أمام الطلبة الذين لم يحصلوا بعد على قبول دراسي) بما فيها الفيزياء والرياضيات والكيمياء، بينما كان لجامعة واريك 159 مقررا دراسيا يتضمن مقاعد دراسية شاغرة معروضة على الراغبين في التسجيل فيها، بما فيها الكيمياء الحيوية والهندسة المدنية والعلوم السياسية والفلسفة والقانون (في مواقع مختلفة).
وفي هذا السياق قال توني فلاهرتي، رئيس قسم القبول في جامعة شفيلد التي كان لديها زيادة في عدد الطلاب المسجلين لمرحلة "التصفية النهائية" لهذه السنة بلغت 25 في المائة إن هناك تحولا في التصرف والسلوكيات تجاه "مرحلة التصفية" حيث يستفيد أولئك الفطنين الذي لم يسجلوا بعد في أي جامعة ولأي مقرر دراسي أن يستفيدوا من فرصة "التسوق في أكثر من مكان".
في الوقت نفسه، قال ريتشارد هارفي مدير قسم القبول الأكاديمي في جامعة إيست انغليا، التي لديها شواغر في مقرراتها الدراسية هذه السنة أكثر من سابقتها إن هناك "قدرة مفرطة" في نظام (التصفية النهائية).
فالجامعات تضع مقررات دراسية أكثر في مرحلة التصفية النهائية لأنها لا تريد إغلاق برامج قد تكون هناك حاجة لها خلال سنوات قليلة، حين يتنامى عدد الأفراد البالغين سن الثامنة عشرة مرة أخرى، حسب قوله.
وأضاف البروفسور هارفي أن "من الأفضل بالنسبة إلى معظم الجامعات أن تخفّض الدرجات (العلامات) المطلوبة للدخول في مقرراتها الدراسية وتملأ بذلك الشواغر المخصصة لها بدلا من الإقرار بوجود نقص في الطلب."
أما راشيل هيويت مديرة السياسات والترويج في معهد الدراسات الاستراتيجية "معهد سياسات التعليم العالي" (هِبي) فقالت إن "المنافسة للحصول على الطلاب تظل شديدة نظرا لانخفاض عدد الأفراد في سن الثامنة عشرة بين السكان، وهذه الظاهرة تضر كثيرا (بالتعليم الجامعي) مع استمرار هذا المنحى خلال عدد من السنوات حتى الآن.
وقالت هيويت إن "هذا المنحى المصحوب بحالة من عدم اليقين الذي تجد الجامعات نفسها فيه، مع الجهل بتأثير الخروج من الاتحاد الأوروبي عليها، واحتمال تخفيض الأجور الدراسية، تدفع الجامعات إلى استخدام كل الطرق الممكنة في عملية قبول طلبة كي ترفع من عدد المنتسبين إليها."
وأضافت أنه "سوق للمشتري فعلا بالنسبة إلى الطلبة حاليا وأظن أن الطلاب أصبحوا أكثر فطنة في إدراكهم لحقيقة أن بإمكانهم استخدام مرحلة التصفية النهائية لصالحهم."
وهذه هي بعض المقررات الدراسية التي تقدمها "جامعات مجموعة راسل" عبر مرحلة التصفية النهائية:
جامعة أكستر: 270 مقررا دراسيا متوافرا بما فيها الهندسة والتاريخ والعلوم السياسية والرياضيات مع الاقتصاد السياسي و"عام في الصناعة".
جامعة مانشستر: 204 مقررا دراسيا متوافرا بما فيها الهندسة المعمارية والكيمياء والدراسات العربية
جامعة واريك: 159 مقررا دراسيا متوافرا بما فيها الأدب الإنجليزي والكيمياء الحيوية، والعلوم السياسية والفلسفة والقانون (في مواقع مختلفة).
جامعة نوتنغهام: 262 مقررا دراسيا متوافرا بما فيها القانون، والرياضيات، وعلم الكمبيوتر
جامعة كينغز كوليج لندن: 94 مقررا دراسيا متوافرا بما فيها هندسة الطب البيولوجي، والكيمياء والدراسات الإسبانية والأميركية اللاتينية (مع قضاء سنة في الخارج)
© The Independent