Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا غيرت السفارة الأميركية في دمشق اسمها وهل تعتزم نقل مقرها؟

الولايات المتحدة عبرت عن قلقها من استخدام القوة في السويداء جنوب سوريا

السفارة الأميركية في دمشق تغير اسمها عبر صفحاتها ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي (أ ف ب)

ملخص

في إجراء غير مسبوق أقدمت السفارة الأميركية بدمشق على تغيير اسمها عبر صفحاتها على مواقع التواصل لتصبح "السفارة الأميركية في سوريا" بدلاً من "السفارة الأميركية في دمشق"

في إجراء غير مسبوق، أقدمت السفارة الأميركية في العاصمة السورية دمشق على تغيير اسمها عبر صفحاتها ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتصبح "السفارة الأميركية في سوريا" بدلاً من "السفارة الأميركية في دمشق" ضمن تطور مفاجئ وغير متوقع.

تمهيد لنقل السفارة

ويرجح مراقبون إلى كون هذا التغيير الطارئ جاء تحضيراً لنقل التمثيل الدبلوماسي إلى أماكن خارج سيطرة النظام السوري، وذلك في شمال شرقي سوريا، وبالتحديد على أراض تستحوذ عليها الإدارة الذاتية الكردية أو شمال سوريا حيث مواقع المعارضة.

وتطرقت تقارير إعلامية أجنبية إلى اجتماع ثلاثي ضم القيادة الأميركية المركزية والتحالف والإدارة الذاتية بهدف نقل السفارة من دمشق إلى الحسكة. وأشارت الأنباء إلى حضور مديرة الملف السوري في فريق الشرق الأوسط التابع لمجلس الأمن القومي الأميركي.

المعلومات الواردة تحدثت عن نقل وفد من الموظفين القنصليين إلى مناطق شمال وشرق سوريا، على أن يتم بعدها تعيين كبار الموظفين تمهيداً لتعيين سفير لها بعد انقطاع دام أكثر من عقد، أي منذ فبراير (شباط) 2012 حينما سحبت واشنطن كادر السفارة بمن فيهم السفير الأميركي، روبرت فورد.

تفتيت ورسم حدود دولية

وإزاء ذلك، يعتقد الدبلوماسي السابق في وزارة الخارجية السورية عبدالحميد فجر سلوم، في حديث لـ"اندبندنت عربية"، أن ما حدث دليل ومقدمة لفتح تمثيل دبلوماسي أميركي خارج العاصمة دمشق، وربما في شرق الفرات أو شمال سوريا حيث سبق أن زار منذ فترة أعضاء من الكونغرس الأميركي هذه المنطقة.

ويرى سلوم أن "إجراء نقل السفارة في حال حدوثه يندرج ضمن مخطط تفتيت الأراضي السورية وترسيخ ما يطلق عليه حكم الأمر الواقع من خلال تثبيت الفصائل المتشددة على امتداد مساحة البلاد، على أن تفضي مع مرور الوقت حدوداً دولية، وهذا أمر يصعب تحقيقه حالياً في ظل الصدام الروسي - الأميركي في أوكرانيا".

ولم يستبعد الدبلوماسي السابق أن تمارس السفارة في دمشق نشاطها من إسطنبول على أن تعاود نشاطها من داخل الأراضي السورية في وقت لاحق. وتابع "هناك معلومات تفيد أيضاً بأنه يمكن للسفارة أن تنقل أعمالها إلى مبنى السفارة الأميركية في بيروت بعد الانتهاء من تجهيزه، وهو مبنى ضخم وضخامته تحمل كثيراً من المؤشرات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الخوف من الشرعية

في المقابل، هناك جهات تعتبر أن السفارة تتجهز لنقل أعمالها إلى الشمال أو الشرق السوري، وبحسب وصفهم "هذا يندرج ضمن الضغوط الدولية على دمشق والعقوبات السياسية والاقتصادية، وفي حال حدوثه سيكون ضربة موجعة للعاصمة السورية".

في الوقت ذاته، لا تخفي الجهات المعارضة التابعة للنفوذ التركي خشيتها من فتح السفارة ضمن الأراضي التابعة للإدارة الذاتية الكردية، وهو بلا شك سيعطي للأحزاب الكردية والفريق الانفصالي شرعية، وهذا ما تخشاه تركيا أيضاً. غير أن متابعين للشأن السياسي يعتبرون أن إنشاء سفارة أميركية في الشمال السوري سيتيح تقديم تسهيلات وخدمات واسعة للسوريين والرعايا الأميركيين، وسيحقق حماية لمصالح الولايات المتحدة، لا سيما بوجود قوات عسكرية أميركية ضمن آبار النفط.

في غضون ذلك، أدرجت السفارة في آخر منشورات على منصاتها بياناً ذكرت فيه قلق الولايات المتحدة الأميركية في شأن التقارير حول استخدام القوة في السويداء جنوب سوريا. وأشارت في سياق بيانها إلى دعم حق الشعب السوري في التظاهر السلمي من أجل الكرامة والحرية والأمان والعدال، منوهة إلى الحل السياسي وفقاً للقرار الأممي رقم 2254 كحل وحيد، وممكن لهذا النزاع.

وكان آخر السفراء الأميركيين في سوريا، فورد، تسلم مهامه في 29 ديسمبر (كانون الأول) 2011 بعد قرار من الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما. وجاء عقب انقطاع دام ست سنوات حين استدعت الولايات المتحدة سفيرها السابق إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في  فبراير 2005.

الشطرنج ولعبة السياسة

وقد تزامن إجراء تغيير اسم السفارة مع تطورات داخلية منها الحراك الشعبي في السويداء جنوب البلاد احتجاجاً على الواقع المعيشي المتردي، إضافة إلى اندلاع حرب في شرق سوريا حيث ثارت العشائر العربية في دير الزور، وشهدت المنطقة معارك شرسة بينهم وبين القوات الكردية.

ويذهب الدبلوماسي السوري سلوم للاعتقاد أن سوريا باتت وسط تقاطع النيران الروسية - الأميركية بعد الحرب الأوكرانية، وأظهرت دمشق تحمسها الشديد في تأييد خطوة موسكو، وهو ما أثار حفيظة واشنطن. وقال "أميركا لا تنسى، فهي تسجل كل شيء وتحتفظ به للوقت المناسب، السياسة لعبة شطرنج على رقعة واسعة، وكما حسابات اللعبة تحتاج إلى حرفية عالية وتفكير عميق وحسابات دقيقة قبل القيام بأي حركة، فكذلك السياسية، تحتاج إلى المهارات ذاتها حتى لا يفاجئك الخصم في لحظة مفاجئة بعبارة (كش ملك)".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير