Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النشيد الوطني "الرمز المتعثر" بين الانتماء والاعتراض السياسي

استخدمته جماعات للفرقة والبلبلة وكان سبباً لإثارة الأزمات الدبلوماسية بين الدول

لطالما مثل النشيد الوطني التزاما وانضباطا في الصغر والكبر تجاه الوطن  (أ ف ب)

ملخص

كثيراً ما مثل النشيد الوطني رابطاً تاريخياً للأجيال الحديثة، لكنه اصطدم كثيراً بخلافات الدول خارجياً والاعتراض السياسي داخلياً

تلك المقطوعة الموسيقية الشعرية التي كنا نسير إلى فصولنا صباحاً على وقعها، كبرنا وعرفنا أن لها مفعول السحر، حتى وإن بدا الموقف المتكرر يومياً قبيل انطلاق الحصص الدراسية روتينياً بالنسبة إلى البعض، إلا أنه رسم جزءاً كبيراً من علاقتنا بالرموز التي تمس الوطن، إضافة إلى تحية العلم كذلك، حين يكون التأثر بالكلمات واللحن على أشده حينما يأخذنا الحماس قبيل استهلال المباريات الرياضية الحاسمة أو عندما تعزف المقطوعة في محفل دولي مهم.

النشيد الوطني هو بتعريفه البسيط مقطع شعري يمتدح في تاريخ البلاد وأمجادها ويصاحبه لحن موسيقي عادة يكون شبيه بالمارشات العسكرية ليوحي بالقوة والثبات والاستقلال، ويكون حاضراً دوماً في الاحتفالات الكبرى والمناسبات المهمة كعلامة على الانتماء والولاء للأمة.

تبدأ العلاقة الراسخة مع السلام الوطني عادة من المدرسة، تلك التحية الصباحية التي يمكن الاستغناء عن كافة فقرات الطابور اليومي فيما عدا هي، بالتالي فإنها مع تحية العلم والقسم، أول ما يتعلمه الطالب قبل أن تبدأ رحلته مع تعلم الأبجدية نفسها وقبل أن يردد الأغنيات الطفولية البسيطة، وإن كان النشيد تعزف موسيقاه في المناسبات الوطنية المهمة وفي الاحتفال باستقبال كبار الزوار للدولة، ولكن قيمته الكبرى تتحدد منذ الصغر، ولهذا هناك كثير من البلدان التي تجعل تقليد أدائه في المدارس إجبارياً حتى لو تذمر الطلاب، لأن هؤلاء التلاميذ أنفسهم سيختبرون خفقان القلب والتأثر حد الدموع حينما تأتيهم نغمات هذا النشيد على حين غرة.

أناشيد صامدة

الباحث السياسي والمتخصص في العلاقات الدولية أيمن سمير يرى أن النشيد الوطني مرتبط دوماً بالوجدان منذ الصغر، مشيراً إلى أنه حتى إذا تم الاكتفاء بعزفه دون كلمات فهو يحرك المشاعر لأنه عنواناً للوطنية وحب البلد مثله مثل العلم الرسمي. ويضيف، "كلمة سلام هنا تهدف لإعطاء شعور بالطمأنينة، سواء لمواطني الدولة أو الزائرين الذين يتم تحيتهم به، ومنذ عهد طويل كان الشعار الوطني هو الراية التي توحد وجدان الأمة والدولة وكل من يعيش على أرضها بغض النظر عن اختلاف الثقافات والعرقيات التي تعيش بها، فهو تعبير شامل عن التفاف المجموع حول مبدأ المواطنة، سواء كان سكان الدولة آلافاً أو ملايين أو مليار وأكثر".

تاريخياً من الصعب تحديد من هو صاحب فكرة السلام الوطني، ولكن المعلومات المتاحة تشير في الأقل إلى أن هناك بعض الدول التي اعتمدت أناشيد وطينة قديمة للغاية، ففرنسا اعتمدت نشيدها منذ عام 1792 والدنمارك في 1780، وصربيا اعتمدت نشيداً وطنياً منذ عام 1804، كما يعود تأليف السلام الوطني الهولندي إلى القرن الـ16 في حين أنه اعتمد رسمياً عام 1932، أما الياباني فتعود كلماته إلى العصر الإمبراطوري قبل نحو ألف عام أو أكثر، ولكن اعتمدته البلاد باللحن المعروف حالياً في نهاية القرن الـ19.

وعلى رغم الاحتجاجات التي تثار في البلاد بين وقت وآخر وتنادي بضرورة تغييره باعتباره رمزاً للعصور البائدة، فإنه لا يزال صامداً كما أصدرت البلاد تشريعاً قبيل نهاية الألفية الثانية يقضي باعتباره رمزاً وطنياً مع علم البلاد الرسمي، وقد اعتمد روسيا نشيداً وطنياً منذ مطلع القرن الـ19، ولكنه حظي بتغيرات كثيرة للغاية بسبب التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد.

النظام السياسي أم المواطنة؟

الجدل والرفض والمقاومة دوماً تصاحب الأناشيد التي من المفترض أن توحد الأمة، وذلك لأن البعض يربطها بالنظام السياسي الحاكم وليس بفكرة المواطنة التي من المفترض أن تتجرد من أية أطماع في السلطة، وهذا الربط على ما يبدو هو الذي جعل دولة مثل روسيا تغير كلمات نشيدها الوطني مراراً في العصر الحديث على رغم احتفاظه حتى الآن بلحنه الشهير الذي وضعه ألكسندر ألكسندروف، والنشيد المعتمد حالياً أصدر الرئيس فلاديمير بوتين قراراً رسمياً باعتماده عام 2000، وتم الاستعانة بكلمات كتبها سيرغي ميخالكوف، والتي تم اختيارها من بين ستة آلاف نشيد لشعراء آخرين تقدموا للمسابقة.

من بين كلمات النشيد "روسيا أنت دولتنا المقدسة... روسيا أنت بلدنا الحبيب... إرادة جبارة، ومجد عظيم... وإرثك باقٍ في كل زمان... لك المجد كله، يا وطننا يا حر"، وبشكل عام تغير النشيد الروسي نحو ست مرات، وفيما يتعلق بالنسخة الأخيرة فهي تأتي للتوافق مع أهداف بوتين السياسية وأفكاره ناحية روسيا الاتحادية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بحسب ما يقول المحلل السياسي المتخصص في الشأن الروسي نبيل رشوان فإن التغيير كان ضرورياً ليناسب الوضع السياسي الجديد، إذ تتغنى الكلمات بروسيا الكبيرة متعددة الأعراق، لافتاً إلى أن النشيد الوطني الروسي الحالي يحمل شيئاً من الاسترضاء للشيوعيين الذين كانت أفكارهم مسيطرة في فترة أوائل الألفية. ونوه بأن الاحتفاظ بالموسيقى التي كانت معتمدة وقت حكم الاتحاد السوفياتي يوحي بأن الرئيس بوتين يقدر تلك الفترة، وأنه كان لديه طموح بأن يعيد بشكل أو بآخر هذه الحقبة بمعطيات جديدة، متمسكاً بأنه حتى موسيقى نشرة الأخبار الرئيسة هي تقريباً نفس موسيقى النشرة في ذات الحقبة مما يؤكد تقديره الشديدة لها على رغم الأزمات الكبرى التي سببتها عالمياً ومحلياً.

ربما تلك الأفكار تفسر إقدام بوتين على حربه مع أوكرانيا، والتي لا تزال على أشدها ولا يزال العالم يعاني آثارها، تلك الحرب التي بعد اندلاعها بأسابيع قليلة اتخذت وزارة التعليم الروسية قراراً بأن يبدأ كل أسبوع دراسي بترديد التلاميذ للنشيد الوطني مع رفع علم الدولة، لتعزيز الانتماء والوقوف وراء القرارات الرسمية.

حرية وإلزام

بشكل عام يعتمد كثير من المدارس هذا التقليد وبعضها تعتبره إلزامياً فيما أخرى تراه اختيارياً، أما الولايات المتحدة فتفضل أن يأتي الطالب الذي يمتنع عن أداء النشيد وتحية العلم بوثيقة تشرح سبب هذا الرفض حتى لو كان موقفه يعود لمعارضته لبعض القرارات الحكومية الرسمية، باعتبار أن هذا تصرف يندرج تحت بند حرية التعبير، من ثم لم يعد الأمر إجبارياً.

والنشيد الوطني الأميركي معتمد منذ عام 1931 فيما الكلمات تعود إلى عام 1814، وجرت العادة أن يتردد النشيد الأميركي في المناسبات القومية، ويحرص الحضور على وضع اليد اليمنى على القلب أثناء إلقائه، وبشكل عام فإن البروتكول الأشهر المصاحب للسلام الوطني هو أن يقف الحضور احتراماً وتبجيلاً له، وعادة ما يتم الاكتفاء به عزفاً فقط في حال ما إذا كان الحدث عالمياً وفي حال استقبال الدول لأي وفد أجنبي، بينما يردد النشيد غناءً بمقطع صغير في الاحتفالات والمناسبات الوطنية المحلية والقومية، وكذلك المباريات الرياضية، لا سيما ذات الطابع الدولي. ويرى المتخصص في العلاقات الدولية أيمن سمير أن الفرق العسكرية عادة هي التي تعزف موسيقى السلام الوطني أثناء استقبال الضيوف، سواء ذلك الخاص بالبلد المضيف أو بوفود البلد المستضاف، لافتاً إلى أن هذا التقليد يعد تحية تقدير واحترام وعلامة سلام وترحيب.

أزمات دبلوماسية

هناك بعض المفارقات الخاصة بالأناشيد الوطنية في العالم من بينها أنه على رغم أن العادة جرت أن تكون الأناشيد الوطنية باللغة الرسمية للبلد، فإن هناك دولاً تعتمد أكثر من لغة رسمية، من ثم جاءت أناشيدها مطعمة بعدة لغات مثل سويسرا وكندا، أما في إسبانيا فيكتفى بعزف مقطوعة موسيقية فقط دون كلمات، بعد أن فشلت المحاولات في اعتماد كلمات محددة يرضى عنها المسؤولون على مر العصور.

واللافت أنه حتى الآن لا تزال تحدث مناوشات بسبب السلام الوطني لأسباب متباينة، فقد اضطر اتحاد كرة التنس الأميركي في فبراير (شباط) 2017 إلى تقديم اعتذار رسمي لألمانيا بعد أن تم إلقاء النشيد الوطني الذي كان يستخدم في عهد النازية، وذلك في مباراة جمعت فريقي البلدين، بدلاً من ترديد النشيد المستخدم حالياً.

وبحسب أيمن سمير فإن هناك رسائل سياسية كثيرة يمكن تمريرها من خلال التعامل مع السلام الوطني، وبينها على سبيل المثال الانسحاب أثناء إلقائه وعزفه فهذا يعد من علامات الاستهجان، لافتاً إلى أن هذا الموقف حدث أكثر من مرة إبان النزاعات بين أميركا والاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، حيث كان كل طرف يغادر أثناء عزف نشيد الدولة الأخرى في أية مناسبة كعلامة على اتخاذ موقف رافض لسياسة الخصم، فيما وصل الأمر إلى التراشق في أزمة النشيد الوطني الجزائري، وذلك بعد أن أصدر الرئيس عبدالمجيد تبون قراراً الشهر الماضي بعودة مقطع كان محذوفاً من النشيد الوطني الرسمي للبلاد منذ عام 2007، وهو بيت شعر حمل، بحسب المراقبين، تهديداً ووعيداً لفرنسا التي احتلت الجزائر أكثر من 130 عاماً سقط خلالها مئات آلاف الشهداء من البلد الملقب ببلد المليون شهيد.

وبعودة المقطع الذي يقول، "يا فرنسا قد مضى وقت العتاب، وطويناه مثلما يطوى الكتاب، يا فرنسا إن ذا يوم الحساب، فاستعدي وخذي منا الجواب، إن في ثورتنا فصل الخطاب، وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر.. فاشهدوا فاشهدوا"، أدلت وزيرة الثقافة الفرنسية كاثرين كولونا برأيها معتبرة أن هذه الكلمات التي ألفت في عصر الاستعمار قد تجاوزها الزمن، وهي تحمل أوصافاً قوية ضد بلادها، وفي المقابل قال بعض نشطاء الجزائر إن رأي وزيرة الثقافة مستفز ويعد تدخلاً في الشؤون الداخلية.

مساهمة مصرية واضحة

وبالحديث عن النشيد الجزائري "قسماً" فقد كتبه الشاعر الجزائري المفدى زكريا بدمه على جدران زنزانته في محبسه خلال خمسينيات القرن الماضي، إذ لم تنل بلاده الاستقلال عن فرنسا سوى عام 1962، واللافت أن ملحنه هو الموسيقار والمطرب المصري محمد فوزي، فقد شاع أن يسهم ملحنون مصريون في وضع موسيقى الأناشيد الوطنية للدول العربية، فالنشيد الوطني الإماراتي لحنه سعد عبدالوهاب عام 1971، ولحن محمد عبدالوهاب النشيد الوطني الليبي، فيما النشيد الوطني الفلسطيني من تلحين الموسيقار المصري علي إسماعيل، ويحمل عنوان "فدائي".

واللافت أن نشيد "موطني" الذي كتبه الشاعر إبراهيم طوقان ولحنه محمد فليفل يعد نشيداً غير رسمي لفلسطين، وارتبط ارتباطاً وثيقاً بمقاومة شعبها، ولكنه اعتمد منذ عام 2004 كنشيد وطني للعراق، حين غيرت البلاد نشيدها بعد الغزو الأميركي وزوال حكم صدام حسين بعدما ظلت لعقود تعتمد نشيد "أرض الفراتين". ولا يزال الجدل دائراً بين مثقفي العراق حول ضرورة استبدال نشيد "سلام عليك" الذي وضعه الفنان كاظم الساهر بـ"موطني".

أما في مصر فقد مر النشيد الوطني بمراحل كثيرة، بدءاً بلحن الموسيقار الإيطالي جوزيبي فيردي عام 1871، وتمت الاستعانة بمقطع من أوبرا عايدة لتمجيد الخديوي إسماعيل، وبعد ذلك اعتمد "اسلمي يا مصر"، ثم أعاد الملك فاروق لحن فيردي مرة أخرى، وبعد ثورة يوليو ظل معتمداً اللحن نفسه، ولكن سمي السلام الجمهوري وليس الملكي.

ومنذ مطلع الستينيات وحتى نهاية السبعينيات اختارت البلاد النشيد الثوري الحماسي "والله زمان يا سلاحي"، كلمات صلاح جاهين، وتلحين كمال الطويل، وهي أغنية شهيرة للسيدة أم كلثوم، وأخيراً تم الاستقرار على "نشيد بلادي" من كلمات محمد يونس القاضي التي استوحاها من خطبة للزعيم الوطني مصطفى كامل، وألحان الموسيقار سيد درويش وتوزيع محمد عبدالوهاب.

وسيلة للرفض السياسي وفتاوى متباينة

لكن على رغم أن مصر من أوائل الدول العربية التي كان لها نشيد وطني، وعلى رغم سلاسة نشيد بلادي، فإنه ظل مصدراً للمناوشات، فقبل عامين حرم نحو 350 مشجعاً للنادي الأهلي المصري من حضور مباراتين للفريق، عقاباً لهم بسبب هتافهم لناديهم المفضل أثناء عزف السلام الجمهوري في مباراة جمعت الأهلي بنادي غزل المحلة، وحينها عبر كثير من الإعلاميين ونواب البرلمان عن انزعاجهم من هذا السلوك، ووصل الأمر إلى المطالبة بالتوقف عن عزف موسيقى النشيد الوطني في المباريات المحلية وقصرها على الدولية فقط تجنباً لمثل تلك المواقف، وهو أمر يذكر بوقائع متعددة قبل أعوام لطلاب رفضوا تحية العلم والوقف أثناء النشيد الوطني.

في حين أن المدارس المصرية، سواء دولية أو حكومية، ملزمة بأداء النشيد في الطابور الصباحي يومياً، وكذلك تحية العلم، فقد تم ربط تصرف هؤلاء الطلاب بتأثرهم بالدعوات التي يطلقها المنتمون لجماعة "الإخوان المسلمين"، ليصدر الرئيس عدلي منصور قراراً يقضي بالحبس سنة وغرامة لا تتجاوز 30 ألف جنيه "نحو ألف دولار" لمن يهين العلم، أو لا يقف أثناء السلام الوطني، إذ اعتبر الموالون للجماعة حينها أن عدم احترام هذين الرمزين نوع من "الجهاد" بعد عزل الرئيس الراحل محمد مرسي عن السلطة.

وإبان هذا اللغط تم تداول فتاوى صريحة لدار الإفتاء المصرية تتحدث عن ضرورة احترام الرموز الوطنية، ومن بين ما جاء في الفتاوى، "تحية العلم المعهودة أو الوقوف للسلام الوطني أمران جائزان لا كراهية فيهما ولا حرمة"، ويأتي هذا رداً على تداول فتاوى مناقضة تعتمدها الجماعات المتطرفة تحرم الوقوف لنشيد وتحية العلم، بل وصفها بأنها من تقاليد الغرب، وأنه لا يجوز لدولة مسلمة تقليدها.

وشهدت مصر خلال فترة حكم "الإخوان" وما بعدها تمرير رسائل سياسية كثيرة فيما يتعلق بالتعامل مع السلام الجمهوري، ولعل أبرزها امتناع خمسة من أعضاء الجمعية التأسيسية لكتابة دستور عام 2012 من ممثلي حزب التيارات السلفية عن الوقوف خلال عزف النشيد الوطني المصري، في حين أن أعضاء التيار نفسه كانوا يقفون احتراماً وتبجيلاً للنشيد الوطني الأميركي خلال عزفه في الاحتفالات التي يحضرونها بالسفارة الأميركية، واتهموا بالتناقض والازدواجية، لكن الأمر الذي اتخذ بعداً ساخراً تعلق بقرار لوزارة الصحة المصرية منتصف عام 2018، حينما قررت الوزيرة السابقة هالة زايد عزف السلام الجمهوري وتلاوة قسم الأطباء في الإذاعة الداخلية للمستشفيات كل صباح، وقيل إن السبب وقتها هو تعزيز الانتماء، ولكن القرار تدريجاً تلاشى، ولم يعد على أجندة المستشفيات، نظراً إلى صعوبة تطبيقه عملياً، كما واجه حملة انتقاد لاذعة، ووصف بأنه غير منطقي ويشكك في ولاء العاملين بالمستشفيات لأمتهم.

اللافت أنه في عام 2018 شهد حفل تخرج كلية طب الأسنان بجامعة قناة السويس طرد ثلاثة من الشباب رفضوا الامتثال لطلب الوقوف أثناء النشيد الوطني، حيث تتشدد المؤسسات الرسمية كثيراً فيما يتعلق بضرورة احترام هذا التقليد، بخاصة أن كثيراً من الأجيال الأصغر سناً قد لا تفهم ماهيته، وهناك آخرون يعتنقون أفكاراً تعتبر احترام العلم والنشيد أموراً مستهجنة ولا يلتزمون بآداب عزفه.

عربياً، كانت هناك أيضاً وقائع عدة أثارت الجدل حول نظرة بعض رموز المجتمع إلى العلم الوطني، وكذلك أداء النشيد، فقد رفض نائب محسوب على التيار الإسلامي في مجلس الأمة الكويتي عام 2012 الوقوف أثناء أداء النشيد الوطني، كما كان قد صرح من قبل بأن الوقوف لنشيد البلاد ليس واجباً شرعياً من وجهة نظره.

المزيد من تقارير