Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معالم عربية وعالمية تصنفها اليونسكو على قائمة التراث العالمي

أريحا الفلسطينية ووسط لفيف التاريخي وكاتدرائية صوفيا تضفي عليها المنظمة الأممية طابعها الخاص

ملخص

أدرجت كييف التي يحتضر فيها إرث أسلافها على قائمة التراث العالمي "المهدد بالخطر" بعيد أيام من تداول وتوصيات لأعضاء يمثلون 195 بلداً عقدوا اجتماعاتهم في العاصمة السعودية الرياض.

أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو في أولى جلساتها صباح اليوم الأحد فوز موقع "أريحا" المعروف أيضاً بـ "تل السلطان" الفلسطيني بأغلبية الأصوات، بما يجعله أول موقع عربي يضاف إلى قائمة اليونسكو في الدورة الـ45 المنعقدة في الرياض حتى الـ25 من هذا الشهر.

وأعرب مندوب فلسطين الدائم لدى اليونسكو منير انسطاس في تصريح  لوكالة الأنباء السعودية (واس)، عن بالغ فخره بهذا النجاح التاريخي الذي "يحسب للعرب كافة، وخاصة السعودية التي بذلت كل الجهود في استضافة الدورة، ولم تدخر أي جهد في سبيل دعم القضية الفلسطينية في كل المنابر الدولية".

وبحسب وزارة السياحة الفلسطينية فإن تل السلطان تقع في الجزء السفلي من سهل وادي الأردن على بعد 10 كم إلى الشمال من البحر الميت. وهي على انخفاض 250م تحت مستوى سطح البحر الأبيض المتوسط، وله تاريخ يعود إلى فترة العصر الحجري الحديث. وأريحا القديمة هي أخفض وأقدم مدينة على وجه الأرض، وتبلغ مساحة التل الذي تم العثور فيه على أنقاض البلدة القديمة حوالي فدان واحد.

 وتشير إلى ورود ذكر المدينة القديمة في العديد من المصادر التاريخية، وتظهر الحفريات الحديثة في الموقع إلى أن اسمها قد نقش على أختام (جُعران) من الألف الثانية قبل الميلاد من العصر البرونزي الوسيط (الفترة الكنعانية). وكشفت الحفريات المتعاقبة في الموقع عن تاريخ حضاري يمتد نحو 10 آلاف سنة. وتعود أقدم هذه الآثار إلى الحضارة النطوفية (10-8 آلاف سنة قبل الميلاد)، وتتكون من أدوات صوانية، والتي تدل على وجود سكن نطوفي بالقرب من عين السلطان. وتظهر أقدم البقايا من العصر الحجري الحديث  في مستوطنة صغيرة فيها بيوت مبنية من الطوب المصنوع من الطين، وأحيطت المستوطنة بسور وبرج دائري، وهي أقدم نموذج محفوظ لأنظمة التحصينات. حسب قول الجهات الرسمية في رام الله.

تصنيفات متلاحقة

إلى ذلك صنفت المنظمة الأممية على التراث العالمي حتى الآن في هذه الدورة سبع مواقع، مثل "ممر زرافشان - كاراكوم، أحد طرق الحرير المشتركة بين دول تركمانستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان في آسيا الوسطى، كما أضافت إلى القائمة الغابات الهيركانية الإيرانية، والمشهد الثقافي بجيدو الإثيوبية لقائمة التراث العالمي، وكوتاماكو، وأرض باتاماريبا في بنين، وآثار حجر الغزلان ومواقع العصر البرونزي ذات الصلة في منغوليا، بالإضافة إلى موقع كوكور، الموقع الأثري لمدينة لينغابور القديمة أو تشوك قارقار في كمبوديا".

يأتي ذلك في وقت بدأت فيه لجنة التراث العالمي الإعلان عن مواقع جديدة صنفت على قائمة اليونسكو العالمية للمواقع الجديدة أو تلك المعرضة للخطر.
وشرعت اللجنة في ممارسة أعمالها الروتينية كمناقشة الأنظمة والتصويت على لوائحها على مدى الأسبوع الماضي، قبل أن تبدأ اليوم التصويت على إدراج أكثر من 50 موقعاً مرشحاً لدخول قائمة التراث العالمي، من جانب دول أعضاء اليونسكو.

ومن بين أهم الخطوات التي قامت بها اللجنة تصنيف موقعين في أوكرانيا بوصفها تراثاً عالمياً معرضاً للخطر.

واستندت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) إلى توصيات خبرائها قبل أن تعلن أن "المواقع في كييف ولفيف باتت مدرجة على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر"، والمواقع المهددة بالزوال بسبب الحرب في أوكرانيا هي "كاتدرائية القديسة صوفيا" ومبانٍ رهبانية في كييف.

وجاء "الوسط التاريخي" في لفيف التي أدمت الحرب أطلال قرونها الوسطى على قائمة التراث المهدد بالزوال وهي المدينة التي تضم تركةً من الأبنية التاريخية العائدة للحقبة "الباروكية" التي نشأت في القرن الـ16.

وكانت المنظمة أعلنت عزمها في مطلع سبتمبر (أيلول) الجاري على إدراج هذه المواقع نظراً إلى أنها "مهددة بالتدمير"، ورأت أن "الظروف المثلى لم تعد متوافرة" لضمان حماية المواقع بسبب الحرب التي مضى عليها نحو عام وسبعة أشهر، مضيفة أنه "فضلاً عن خطر استهدافها مباشرة، فإن هذه المواقع معرضة أيضاً للاهتزازات الناجمة عن الانفجارات في المدينتين". وأشارت إلى أن إدراج هذه المواقع يتيح لها أيضاً الحق في الحصول على مساعدة مالية وفنية إضافية لتنفيذ تدابير طوارئ جديدة.

270 موقعاً ثقافياً أوكرانياً

وستنضم مواقع كييف ولفيف إلى قائمة التراث العالمي المعرض للخطر بعدما أدرج وسط مدينة أوديسا حيث دُمّرت مبانٍ عدة في نهاية يوليو (تموز) الماضي بـ"ضربات روسية عنيفة"، نددت بها "يونيسكو".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكشفت المنظمة العالمية المهتمة بالتراث عن تعرض 270 موقعاً ثقافياً أوكرانياً لأضرار منذ بدء الحرب في أوكرانيا في الـ24 من فبراير (شباط) 2022.

وأدرجت "كاتدرائية القديسة صوفيا" على قائمة التراث العالمي منذ عام 1990 على غرار دير "كييف بيشيرسك الأرثوذكسي"، أما الوسط التاريخي لمدينة لفيف المشيّد خلال العصور الوسطى فأُدرج في 1996.

"لؤلؤة تاج أوروبا"

ولفيف التي أطلقت عليها عبر التاريخ أسماء عدة منها "لؤلؤة تاج أوروبا" و"باريس الصغيرة" و"مدينة الأسود النائمة"، تأسست في نهاية العصور الوسطى كمركز إداري وديني وتجاري وثقافي من القرن الـ13 إلى القرن الـ20، وحافظت على "طوبوغرافيتها" الحضرية، لا سيما على آثار المجتمعات الإثنية المختلفة التي كانت تقطن فيها، كما أبقت على أبنية رائعة من عصر الباروك وما بعده.

وتعد "كاتدرائية القديسة صوفيا"، "من المعالم الرئيسة التي تمثل الهندسة المعمارية والفن الضخم في مطلع القرن الـ11" في أوكرانيا، بحسب "يونيسكو" وترمز الكاتدرائية إلى "القسطنطينية الجديدة" التي أصبحت عاصمة الإمارة المسيحية الناشئة في القرن الـ11 في منطقة اعتنقت المسيحية بعد معمودية القديس فلاديمير عام 988.

 

 

وأسهم الإشعاع الروحي والفكري الخاص بدير "كييف بيشيرسك" على نحو ملحوظ في نشر الإيمان والفكر الأرثوذكسي في القارة الأوروبية خلال القرن الـ17 والـ18 والـ19.

1157 موقعاً تراثياً

يذكر أن "يونيسكو" ألقت بـ"طوق نجاتها" على تراث يضم نحو 1157 موقعاً تراثياً منتشرة في 167 دولة حول العالم، مقسمة ما بين مواقع طبيعية مثل الغابات والواحات ومواقع من صنع الإنسان كالقرى والقصور ذات الأهمية الثقافية والتراثية ومواقع تجمع بين الاثنين، ولجنة التراث العالمي تأسست عام 1972 بعد توقيع الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة على اتفاق التراث العالمي الذي يحدد أطر العمل ومعالم الجهود الدولية في حفظ تراث الإنسانية، وتتكون هذه اللجنة من ممثلي 21 دولة من أصل 195 دولة حول العالم صادقت على اتفاق التراث العالمي.

وتأتي السعودية كسادس دولة عربية تستضيف الحدث العريق، إذ سبق لخمس دول عربية استضافته، أولها مصر عام 1979 وتونس في 1991 والمغرب عام 1999 وقطر في 2014 ثم البحرين عام 2018.

المزيد من تقارير