Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سفير الهند في السعودية : علاقتنا بالرياض تحولت من تعاون إلى شراكة

مسار نمو غير مسبوق للعلاقات التجارية الثنائية بين البلدين

لفت السفير الهندي خلال حواره مع "اندبندنت عربية" إلى أن هناك أكثر من 2000 شركة هندية تنشط في السعودية (اندبندنت عربية)

ملخص

آفاق كبرى لمستقبل العلاقات السعودية – الهندية، فما هي؟

اختتم قادة دول العالم القمة السنوية لزعماء مجموعة الـ20 في العاصمة الهندية نيودلهي، وسط رؤى سياسية واقتصادية لتغيير موازين القوى ودعم الاستقرار والتنمية في جميع البلدان.

وتعد مجموعة الـ20 أكبر تجمع اقتصادي عالمي كبير، إذ تشكل الدول الأعضاء 84 في المئة من الناتج الإجمالي المحلي العالمي، و75 في المئة من التجارة العالمية، ونحو 59 في المئة من سكان العالم، كما تضم المجموعة العديد من الدول الغربية مثل إيطاليا وإسبانيا وكندا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

مستقبل واحد

تحدثت "اندبندنت عربية" مع سفير الهند لدى السعودية سهيل إعجاز خان، الذي اعتبر قمة الـ20 في نيودلهي لحظة فاصلة لإظهار الالتزام القوي بالتعددية والتنمية التي تركز على الاستثمار البشري، لافتاً إلى أن الأولويات الحالية محددة، وفق ما ذكر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي "شاملة وطموحة وذات وجهة عملية".

وأضاف السفير أن اهتمامات الهند في القمة هي "أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد"، مضيفاً "هذا هو موضوع رئاسة الهند لمجموعة الـ20، كما يتمحور حول الدعوة للتعاون، مثل منفعة بلدان جنوب العالم، وتسخير قوة التكنولوجيا لصالح البشرية، وتعزيز نمط الحياة المستدام، وكذلك نزع الطابع السياسي عن الإمدادات العالمية من السلع الأساسية"، مشيراً إلى أن هذا يعكس التزام الهند الثابت التنمية المستدامة والشاملة، مما يجسد رؤيتها لمستقبل مبني على الثقة والانسجام.

 

 

شراكة استراتيجية

وحول علاقات الرياض ونيودلهي قال السفير الهندي إنها تطورت تدريجاً من التعاون الثنائي إلى شراكة استراتيجية متعددة الأوجه ومفيدة للطرفين، إذ تشمل العديد من مجالات المشاركة الرئيسة ممثلة في التبادلات الثقافية والتعاون الدفاعي والأمني، وكذلك التجارة والاستثمارات والرعاية الصحية والتكنولوجيا وأمن الطاقة والأمن الغذائي، مؤكداً أن العلاقة وجدت حافزاً إضافياً مع زيارات رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى الرياض في عامي 2016 و2019، وكذلك زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الهند في عام 2019، والتي أثمرت عن إنشاء مجلس شراكة استراتيجي هندي سعودي.

ويضم مجلس الشراكة الاستراتيجي لجاناً مختلفة منها الاقتصاد والاستثمار، ويشمل مجموعات عمل مشتركة للطاقة والزراعة والأمن الغذائي، وكذلك مجموعة العمل المشتركة لتقنية المعلومات والصناعة، كما أعلن البلدان في بيان مشترك إثر زيارة ولي العهد السعودي، عدداً من اتفاقيات التعاون في مجالات عدة، منها العسكرية والنفطية والأمنية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستطرد إعجاز خان حديثه عن أواصر العلاقات المتبادلة مع الرياض، مؤكداً أنها شهدت تقدماً على مدى العقود الثلاثة الماضية، بخاصة في منصة مجموعة الـ20 تحت رئاسة الهند، متابعاً "عندما بدأت اجتماعات الفريق العامل لمجموعة الـ20 في يناير (كانون الثاني) 2023 شاركت الرياض في مختلف مجموعات العمل والاندماج على مستويات متعددة، وأرسلت وفوداً متعددة رفيعة المستوى، كما شاركت أيضاً في تنظيم بعض الاجتماعات الرئيسة - بخاصة تلك التي تسهم في السياسات المتعلقة بالتنمية المستدامة والأمن الغذائي والصحة وريادة الأعمال والتكنولوجيا.

ونوه السفير بزيارة عدد من الوزراء والمسؤولين السعوديين منهم وزراء الخارجية والطاقة والمالية الهند في شأن الأنشطة ذات الصلة بمجموعة الـ20.

التجارة والطاقة

وبخصوص الملف الاقتصادي بين البلدين علق السفير "في السنوات الأخيرة رسمت العلاقات التجارية الثنائية بين البلدين مسار نمو غير مسبوق، إذ إن الهند ثاني أكبر شريك تجاري للسعودية، بينما الرياض رابع أكبر شريك لنيودلهي، وخلال السنة المالية 2023 بلغت قيمة التجارة الثنائية 52.76 مليار دولار، ونمت واردات الهند من الرياض بنسبة 23.47 في المئة لتصل إلى 42.03 مليار دولار، كما بلغت قيمة الصادرات إلى السعودية 10.72 مليار دولار أميركي مسجلة زيادة بنسبة 22.48 في المئة، وشكل إجمالي التجارة مع الرياض 4.53 في المئة من إجمالي تجارة الهند في السنة المالية 2022-2023.

وأوضح إعجاز خان أن الصادرات الهندية الرئيسة إلى السعودية تشمل السلع الهندسية والمنتجات البترولية والكيماويات والحبوب والمنتجات الغذائية وغيرها، في حين أن سلة التصدير السعودية إلى الهند تتكون من الوقود المعدني والأسمدة والمواد الكيماوية والبلاستيك وما إلى ذلك. 

ولفت السفير إلى أكثر من 2000 شركة هندية تنشط في السعودية مستفيدة من الفرص الاقتصادية الهائلة المتاحة، في الوقت الذي تستهدف نيودلهي تطوير شراكة اقتصادية ثنائية شاملة مع الرياض تنطوي على روابط تجارية واستثمارية متنوعة وضخمة.

 

وتابع السفير الهندي القول "بصرف النظر عن شراكة الطاقة القوية، إذ إن السعودية واحدة من أكبر موردي النفط الخام وغاز البترول المسال للهند، يحرص البلدان على توسيع العلاقات الثنائية لتشمل مجالات تعاون جديدة مثل الطاقة المتجددة واستكشاف المعادن والتقنية المالية ومشاريع الهيدروجين الأخضر ومواد البناء المستدامة والتعاون في بدء التشغيل وما إلى ذلك، كما يلتزم الجانبان إزالة الحواجز التجارية والقضايا التنظيمية لزيادة التجارة والاستثمار، كما تجري الهند مناقشات مع سلطات دول مجلس التعاون الخليجي لاستئناف مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة، التي ستمكننا من الاستفادة من الإمكانات غير المحققة من جهة الفرص الاقتصادية في السعودية على وجه التحديد".

تمازج ثقافي

وفي مجال تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين الصديقين قال السفير المقيم في الرياض "تتمتع الهند والسعودية بتاريخ طويل من الارتباطات الثقافية. وفي السنوات الأخيرة تسارعت الأنشطة الثقافية الثنائية بما يتماشى مع رؤية 2030، إذ تروج الهند نشاط اليوغا الذي أصبح شائعاً جداً في المجتمع السعودي، بخاصة بعد الاعتراف بها على أنها نشاط رياضي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017"، مؤكداً أن سفارة بلاده تنظم احتفالات اليوم الدولي لليوغا كل عام في مناطق الرياض البارزة، والتي تشهد مشاركة عدد كبير من المواطنين السعوديين ومنهم الشباب.

واستكمل السفير حديثه في الشأن الثقافي والاجتماعي قائلاً "زار عدد من الفرق الثقافية الهندية وشخصيات بوليوود السعودية أخيراً، كما استضافت الرياض نصف نهائي ونهائيات بطولة الهند الوطنية لكرة القدم وكأس سانتوش، في حين شارك حرفيون سعوديون في مهرجان سوراجكوند في وقت سابق من هذا العام".

وأشار إعجاز خان إلى أن السعودية أيضاً وجهة مفضلة لبوليوود لتصوير أفلام مختلفة، كما تحظى لعبة الكريكيت أيضاً بشعبية في المملكة، مختتماً كلامه بلغة الأرقام، إذ قال إن عدد الجالية الهندية في السعودية يبلغ أكثر من 2.4 مليون، وهذا الأمر يعبتر جسراً حياً بين البلدين.

المزيد من تقارير