Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تأخر التطعيم قد يعرض حياة آلاف الأطفال للخطر  هذا الشتاء في بريطانيا

 حصري: الدكتورة كاميلا كينغدون تنبه إلى احتمال إلغاء آلاف الجراحات للأطفال بسبب التزايد المتوقع لعدد المصابين بفيروس تنفسي حاد، مما يتسبب في امتلاء الأسرة وزيادة الضغط على قوائم الانتظار المرتفعة

الفيروس المخلوي التنفسي" هو عدوى موسمية شائعة تصيب نحو 90 في المئة من الأطفال في مختلف أنحاء العالم (رويترز)

ملخص

أطلقت كبيرة أطباء الأطفال في المملكة المتحدة تحذيراً من احتمال إدخال أطفال إلى المستشفيات هذا الشتاء نتيجة تأخر الحكومة في طرح لقاح مضاد لفيروس يشكل تهديداً لحياتهم.

أطلقت كبيرة أطباء الأطفال في المملكة المتحدة تحذيراً من احتمال إدخال أطفال إلى المستشفيات هذا الشتاء، على نحو كان يمكن تجنبه، وذلك بسبب تأخر الحكومة في طرح لقاح مضاد لفيروس يشكل تهديداً لحياتهم.

وأعربت الدكتورة كاميلا كينغدون رئيسة "الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل" Royal College of Paediatrics and Child Health (RCPCH) عن شعورها بـ"إحباط" نتيجة التأخير في طرح لقاح جديد لـ"الفيروس المخلوي التنفسي" Respiratory Syncytial Virus (RSV) (يستهدف القصبات الهوائية الصغيرة في الرئة، ويحدث التهاباً رئوياً خصوصاً لدى الرضع الذين تقل أعمارهم عن عامين) الذي يؤدي إلى دخول نحو 30 ألف شخص إلى المستشفيات كل شتاء، ويتسبب بعشرات الوفيات.

ونبهت إلى أن التأخير سيفضي إلى إلغاء آلاف الجراحات للأطفال، بحيث سيشغل مرضى "الفيروس المخلوي التنفسي" أسرة المستشفيات، ما من شأنه أن يضيف مزيداً من الضغط على قوائم الانتظار المرتفعة أساساً.

يأتي هذا القلق بعد تعليقات الدكتور أدريان بويل، كبير أطباء "الحوادث والطوارئ" في المملكة المتحدة، الذي أبلغ "اندبندنت" أن فشل الحكومة في تهيئة مرافق "الخدمات الصحية الوطنية" لمواجهة فصل الشتاء، قد يتسبب بآلاف الوفيات التي يمكن تفاديها هذه السنة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت "اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين" Joint Committee on Vaccination and Immunisation (JCVI) أوصت في شهر يونيو (حزيران) الماضي، بطرح لقاحين "فعالين من حيث الكلفة" لـ "الفيروس المخلوي التنفسي" - أحدهما للرضع والآخر للنساء الحوامل - في حين رأت "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" UK Health Security Agency (UKHSA) أن هناك "حجة قوية" لاستخدام اللقاح. ومع ذلك، لم يتأكد تاريخ محدد لبدء برنامج التطعيم.

يشار إلى أن الأطباء وجهوا تحذيراً عاجلاً إلى الآباء والأمهات بوجوب تلقيح أطفالهم ضد الإنفلونزا والحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (روبيلا)، وذلك في أعقاب الارتفاع "المثير للقلق" في حالات الإصابة بالإنفلونزا بين الأطفال في أستراليا (التي خرجت للتو من فصل الشتاء).

"الفيروس المخلوي التنفسي" ينتشر بشكل كبير في المملكة المتحدة، وعادة ما يصيب معظم الأطفال قبل بلوغهم سن الثانية، في حين أنه غالباً ما يظهر على شكل سعال خفيف ونزلة برد. لكن في بعض الحالات النادرة، يمكن أن يحدث التهاباً في القصيبات الهوائية أو في الرئة، مما يستدعي إدخال المصاب إلى المستشفى، ويشكل خطراً محتملاً للوفاة.

وفي تعليق من الدكتورة كينغدون على تأخير طرح اللقاحات، قالت: "إننا نشعر بخيبة أمل لأنه لو تم اتخاذ إجراءات في وقت أبكر، لربما استطعنا على الأقل التخفيف من التأثير المحتمل للفيروس هذا الشتاء، لكننا أضعنا فرصة في هذا الصدد".

ولفتت إلى أن "أحد الجوانب المثيرة للقلق في فصل الشتاء هو اضطرارنا إلى وقف الجراحات الاختيارية، لأن مستشفياتنا ستكون في طور التعامل مع ارتفاع معدلات الإصابات التي نشهدها في فصل الشتاء، بأقصى طاقتها".

وأضافت: "لمعالجة هذا الأمر بشكل فعال، يتعين علينا اتخاذ إجراءات استباقية. ومن المخيب للآمال أن برنامج اللقاح لم يطرح بطريقة من شأنها أن تحدث تأثيراً إيجابياً هذا الشتاء. لقد ناقشنا هذا الأمر على نطاق واسع، لكن كان هناك تأخير في الشروع في البرنامج".

ولدى سؤال الدكتور أدريان بويل - الذي يترأس "الكلية الملكية لطب الطوارئ" Royal College of Emergency Medicine - عن سبب التأخر في طرح اللقاح، أجاب بأن الشتاء الماضي كان "صعباً للغاية" على طواقم طب الطوارئ للأطفال، نتيجة الأمراض التي تتسبب بها فيروسات الجهاز التنفسي. وأضاف أن "الحكومة تضيع فرصة مهمة بعدم إعطاء الأولوية لهذه المسالة".

 

أحد المصادر في "اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين" كشف لـ "اندبندنت" عن أن عملية طرح اللقاح هذا الشتاء كانت "معقدة"، مشيراً إلى أنه ما زالت تجمع الأدلة لتقييم "الكلفة والعائد" من مثل هذا الطرح.

وفيما لم تنشر اللجنة بعد توصية كاملة في شأن اللقاح، إلا أنه عندما تقوم بذلك يفترض بالحكومة أن تقبل نصيحتها.

وتظهر بيانات هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" (أن إتش أس) NHS في الفترة الممتدة ما بين نوفمبر (تشرين الثاني) ونهاية ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، أنه كان هناك نقص بما معدله 119 سريراً للأطفال يومياً، بسبب تفشي "الفيروس المخلوي التنفسي".

تجدر الإشارة إلى أنه في الشتاء الماضي، سلطت "اندبندنت" الضوء على قضية انتظار الأطفال في كثير من الأحيان لأكثر 10 ساعات في أقسام "الحوادث والطوارئ" في المستشفيات، نتيجة تعاملها مع تحديات عدة، بما في ذلك "الفيروس المخلوي التنفسي"، والإنفلونزا، وتفشي "البكتيريا العقدية أ" و"كوفيد"، ما زاد في المقابل الضغط على خدمات العناية المركزة للأطفال المنهكة أساساً.

الدكتورة كاميلا كينغدون حضت الآباء والأمهات على المسارعة إلى تطعيم أطفالهم ضد الأنفلونزا، بعدما أصبح اللقاح متاحاً لتلامذة المدارس الثانوية للمرة الأولى في المملكة المتحدة.

وقالت: "أرى أن لدينا فرصة للتأكد من عدم حدوث ذلك هنا"، وشددت على "الرسالة الحيوية الموجهة إلى الآباء والأمهات والأطفال حول أهمية تلقي لقاح الإنفلونزا، بمجرد توافره في فصل الخريف".

 

الدكتور بويل كرر هو أيضاً دعوة كينغدون، معرباً عن "قلقه" من الموسم المقبل للإنفلونزا في المملكة المتحدة. وأشار إلى أن "الأطفال واجهوا شتاء بائساً وصعباً في العام الماضي"، قائلا: "لا أرى أي دليل على أننا سنكون أكثر استعداداً هذه السنة".

تأتي هذه التحذيرات في أعقاب مخاوف متزايدة أعربت عنها أخيراً "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة"، في شأن تزايد حالات الإصابة بالحصبة بين الأطفال. وتخوفت الوكالة من أن تشهد العاصمة لندن تفشياً لنحو 100 ألف حالة إذا لم تحسن معدلات التطعيم.

وفي هذا الإطار دعت الدكتورة كينغدون الأهالي إلى التحقق من الوضع المناعي لأطفالهم وتحصينهم ضد "الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية".

وقالت: "إن الحصبة هي أكثر عدوى من ’كوفيد‘. وحضت الآباء على "الاستفادة من الأسابيع الستة إلى الثمانية المقبلة لضمان حصول أطفالهم على جرعة اللقاح ضد ’الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية‘".

وأضافت:"إنها ليست بالعدوى البسيطة، فكما تعلمون، يمكن أن تسبب مضاعفات خطرة للغاية قد تبلغ حد الوفاة". وأعربت عن قلقها العميق من "العواقب المحتملة إذا أصبحت الحصبة مشكلة كبيرة إلى جانب فيروسات الشتاء الأخرى".

وفي تعليق على ما تقدم أكد متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية أن "’الخدمات الصحية الوطنية‘ بدأت تقديم أجسام مضادة وحيدة النسيلة Monoclonal Antibodies  التي تؤمن الحماية من "الفيروس المخلوي التنفسي"، للأطفال الرضع المعرضين لخطر صحي كبير للغاية.

وختم المتحدث بالقول: "نحن نعمل على وضع خطط لتقديم برامج تطعيم ضد "الفيروس المخلوي التنفسي"  للرضع والبالغين على نطاق أوسع، بالتعاون مع كل من ’وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة‘ و’هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا‘ (أن إتش أس إنغلاند) NHS England والشركات المصنعة للقاح. وسنقوم بتحديث المعلومات في الوقت المناسب".

© The Independent

المزيد من صحة