Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرب رمال متحركة شرق سوريا بين العشائر العربية والقوات الكردية

أدت الاشتباكات إلى مصرع 25 شخصاً بحسب "المرصد" من بينهم ستة عناصر من "قسد"

زادت وتيرة العنف شرق سوريا بعدما شن مقاتلون من أبناء العشائر العربية في دير الزور هجمات على مواقع تتبع "قسد" (اندبندنت عربية)

 

ملخص

أرسلت "قوات سوريا الديمقراطية" تعزيزات عسكرية استعادت خلالها السيطرة على بلدة العزبة بريف دير الزور الشمالي

في تطور زاد من وتيرة العنف شرق سوريا شن مقاتلون من أبناء العشائر العربية في دير الزور هجمات على مواقع عسكرية مختلفة تتبع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وجاءت الهجمات الواسعة على خلفية خلافات على إثر اعتقال قائد مجلس دير الزور أحمد الخبيل في الـ28 من أغسطس (آب)، وعدد من قادة المجلس من قوات "قسد".

هجمات دامية

وأدت الاشتباكات إلى مصرع 25 شخصاً بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، من بينهم ستة عناصر من قوات "قسد"، وذلك في بلدات تقع في ريف دير الزور، ومن أبرزها بلدتا العزبة والحريجية، في حين أمهل بيان صادر عن العشائر العربية قوات الحماية الكردية 12 ساعة لإخلاء المنطقة بعد اعتقال القيادي البارز في مجلس دير الزور العسكري، وطالب بالإفراج عنه وعن عدد من القادة.

في المقابل أرسلت "قوات سوريا الديمقراطية" تعزيزات عسكرية استعادت خلالها السيطرة على بلدة العزبة بريف دير الزور الشمالي، ولم يستبعد الناشط السياسي والحقوقي من شرق سوريا أحمد الشيخ تصعيداً شاملاً في المنطقة حيث تشهد توتراً منذ مدة طويلة لأسباب كثيرة، "ولعل أبرزها إمساك الإدارة الذاتية الكردية بزمام الحكم في مناطق ذات غالبية عربية"، ورأى الشيخ أن هذه الانتفاضة التي ارتبطت باعتقال قادة عسكريين من العشائر شكلت إهانة للمكون العربي، وبالتالي ستزداد وتيرة التصعيد لا سيما في ظل انخراط العشائر العربية في أرياف حلب وحماة وحمص بمعارك مع قوات "قسد" والحماية الكردية، وأضاف "يتوقع استمرار المواجهة العسكرية التي لن تدوم طويلاً، فقوات العشائر ليست مدربة بالشكل الكافي وغير منظمة، واندفاعها يأتي بشكل سريع من دون خطط وتكتيك عملياتي، على عكس القوات الكردية التي تعمل بشكل عقائدي ومدروس ومدربة بشكل كاف، مع تلقيها دعماً عسكرياً واستخبارياً من قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن".

دير الزور الرمال المتحركة

وتترقب المنطقة عملية عسكرية بهدف قطع الطريق بين دمشق وإيران مروراً بالعراق، ولهذا الغرض نفذت الولايات المتحدة مناورات في منطقة الـ"55 كيلومتراً" مما دفع الفصائل المدعومة إيرانياً في مدن البوكمال والميادين إلى الاستنفار، في وقت ترتفع أصوات الاحتجاجات الشعبية في السويداء جنوب البلاد، احتجاجاً على الواقع المعيشي لتعيد الأمور للمربع الأول من عمر الأزمة السورية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الباحث وعضو شبكة "راصد" لحقوق الإنسان الكردية جوان اليوسف رأى أن "سوريا تحولت إلى ساحة رمال متحركة محلياً وإقليمياً ودولياً، وليس هناك أي إطار أو سيناريو محدد يمكن تخيله أو الركون إليه في المنظور القريب"، وأضاف "الذين كانوا يستندون على تركيا اليوم يحاولون التخلص من حمولتها ومثلهم الروس والإيرانيون، إذ كان يراهن على أزمة النظام وسقوطه من الداخل الذي صار اليوم أقرب إلى الالتفاف على تفسير القرارات الدولية ومنها 2254، وبات الوضع في سوريا أكثر ارتباطاً بموازين القوى الدولية"، وتابع "لا أستبعد أن يأتي اليوم الذي سنشهد فيه صراعاً كردياً - عربياً، وليس بين ’قسد‘ والعشائر فقط، ما لم تتخذ أميركا موقفاً حازماً من وجودها في سوريا، وما لم تعلن أو في الأقل تظهر ملامح استراتيجيتها في شرق الفرات"، وأبدى عضو شبكة "راصد" أسفه أنه وبعد عقد من الصراع السوري ما زال يعول كثيرون على العشائر والقبائل وإظهارها وكأنها الضامنة لسوريا الدولة والقانون والمواطنة، وأضاف "’قسد‘ ما تزال تعد من القوى الرئيسة التي تستطيع ضبط الأمن ولو بحده الأدنى شرق الفرات، وهي ما تزال تمتلك كل المقومات التي تؤهلها إلى أن تكون القوة الأكثر تنظيماً، التي تستطيع مواجهة القوى المتطرفة بدعم أميركي بلا شك، ومن هنا قد تتحول الأحداث إلى مواجهات شاملة".

تبادل النار

في غضون ذلك أعلنت العشائر العربية النفير العام، وحذرت البيانات الرسمية ومقاطع مصورة لرجال يحملون السلاح القوات التابعة لـ"حزب العمال الكردستاني" وكل من يعمل معهم بالحرب، كما طالبت العشائر كل عربي منتسب لـ"قسد" بالانشقاق عنها وعدم المشاركة بالمعركة ضد العشائر.

في المقابل لم تخل قوات "قسد" ساحة الحرب ضد فلول تنظيم "داعش" بهدف تعزيز الأمن، وأعلنت أنها لا تزال تلاحق مسلحيه.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات